قرية فلسطينية مهجرة كانت تقع إلى الجنوب الغربي لمدينة القدس، تم احتلالها في المرحلة الأولى من عملية "ههار" (الجبل) التي شنتها المنظمات العسكرية الصهيونية لتهجير القرى الفلسطينية في حرب عام 1948.

سقطت قرية البريج في يد الاحتلال الإسرائيلي بين 19 و24 أكتوبر/تشرين الأول 1948.

الموقع

كانت القرية تقع في الجنوب الغربي من مدينة القدس على بعد 28 كيلومترا، ويبلغ متوسط ارتفاعها عن سطح البحر نحو 250 مترا.

وكانت على هضبة بين واديين يحدانها من الشمال والجنوب، وكان طريق فرعي قائم غربي القرية يربطها بالطريق العام الذي يصل بين جبرين (قضاء الخليل) وطريق القدس- يافا العام، كما كانت هناك طرق ترابية تصلها بالقرى المجاورة.

يحد القرية من الشرق دير بيت الجمال وقرية دير أبان ودير رافات، ومن الغرب مسجد وخربة عمورية ومن الشمال دير رافات وبيت فار، ومن الجنوب زكريا وعجور.

جزء من الأحراش التي تحيط ببقايا قرية البريج المهجرة (موسوعة القرى الفلسطينية) السكان

قدر عدد سكانها عام 1922 بـ382 نسمة، وفي عام 1931 بلغ 621 نسمة وعدد المنازل 132 منزلا.

وفي تعداد عام 1945 بلغ عدد السكان 721 نسمة، من بينهم 10 مسيحيين كانوا من عائلة منولي، وكان عدد السكان عام 1948 نحو 835 نسمة.

تاريخ القرية

كلمة "البريج" تصغير لكلمة "البرج"، وهو المكان المرتفع والمشتق من الكلمة اليونانية "بيرجوس".

كانت منازل القرية منتشرة في الموقع من دون تخطيط خاص، ومع ذلك فقد قامت أبنية حديثة في موازاة الطرق المؤدية إلى القرية من جهات عدة، الأمر الذي جعل مخططها يتخذ شكل نجمة، وكانت منازلها مبنية بالإسمنت والحجارة.

الاقتصاد

عمل معظم سكان القرية في الزراعة وتربية الماشية، وبلغت مساحة الأراضي المزروعة بالحبوب بمختلف أنواعها 9426 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع)، وبأشجار الزيتون 88 دونما والحمضيات 31 دونما والبساتين المروية 77 دونما، وبقية الأراضي ومساحتها نحو 9532 دونما كانت مخصصة لرعي كافة أنواع المواشي من غنم وبقر وجمال.

انتشرت بين المراعي الأشجار الحرجية -ومنها أشجار البلوط والسويد والعبهر والخروب والقندول- التي كانت تستخدم لقطع الحطب لاستخدامه في المواقد أو في عمل الفحم أو الشيد الذي كان يستخدم في بناء بيوت القرية.

معالم القرية

تضم أراضي القرية مجموعة من الخرائب الأثرية، مثل خربة عامر وبير الليمون وخربة العين البيضاء التي تحتوي على نقوش وصهاريج وأعمدة ومعاصر وكهوف ومساحات مغطاة بالفسيفساء.

وهذه الآثار كانت تخص حضارات بيزنطية أو إغريقية أو كنعانية، ولا تضم أي أثر عبري، ومن المقامات الموجودة في القرية مقام أبو وحيش ومقام الشيخ عبيد، وكان بير زبلة والعين البيضاء مصدري الماء في القرية.

بنيت في القرية مدرسة ابتدائية للمرحلة الدراسية الأولى حتى الصف الرابع، ويوجد في البريج مسجد قديم يسمى المسجد العمري يقال إنه بني في عصر الخليفة عمر بن الخطاب ويتسع لعدد كبير من المصلين وداخله أعمدة وأقواس حجرية، وكان مؤذن المسجد هو الشيخ جبر.

وكان للقرية 4 مخاتير هم الحاج يوسف نصر الله وعبد الله الشرش ومحمد الخدجة وأحمد حسين.

للقرية عيادة صحية لكنها لم تستكمل بالبناء، فكان أهاليها يذهبون إلى بيت جمّال ورفات للعلاج، وكانت مقبرة القرية في الجهة الشمالية.

احتلالها وتهجير سكانها

احتلت البريج في المرحلة الأولى من عملية "ههار"، وسقطت بين 19 و24 أكتوبر/تشرين الأول 1948 في إطار تحرك القوات الإسرائيلية للاستيلاء على بعض القرى في الجزء الجنوبي من ممر القدس.

المستعمرات الإسرائيلية على أراضي القرية

كانت نتيجة الاحتلال تشريد أهل القرية وتهجيرهم إلى مناطق داخل وخارج فلسطين وتدمير القرية وتطهيرها عرقيا من أهلها.

وبنى الاحتلال مستوطنة "سدوت ميخا" جنوب موقع القرية عام 1955، وعمل على إحلال يهود مغاربة محل أهلها الأصليين.

وأصبح موقع القرية اليوم جزءا من قاعدة عسكرية كبيرة اسمها "کناف شتايم" (الجناح الثاني)، وقد سيجت مساحة واسعة شيد فيها برج مراقبة ويحظر على الجمهور دخوله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا

دمشق-سانا

أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف ترحيبها وفتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا بعد انتصار الثورة السورية العظيمة، وسقوط النظام البائد.

ودعت المديرية في بيان نشرته في صفحتها على فيسبوك كل من يستطيع إلى مد يد العون، وإعادة تفعيل العمل الأثري في المواقع الأثرية، بما يساهم في صون وحفظ التراث الذي هو ملك للبشرية جمعاء لتتوارثه الأجيال القادمة.

ولفتت المديرية إلى أنها تنتهز الفرصة لتؤكد أهمية تضافر جميع الجهود في سبيل حماية وحفظ التراث السوري، الذي يمثل الهوية الجامعة لكل السوريين بمختلف أطيافهم.

وقالت المديرية في بيانها: “إنها مرحلة مهمة وحساسة لاستعادة التراث الثقافي السوري، وهذا يتطلب من كل السوريين وكذلك المجتمع المحلي والدولي اجتماعهم على هدف واحد يتمثل في حماية هذا التراث، ووضع رؤية مستقبلية بمشاركة الجميع لإعادة الألق والتعافي للتراث السوري”.

ميس العاني

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. مسؤولون: الهليكوبتر التي تحطمت كانت ضمن وحدة استعداد في حالة هجوم على أمريكا
  • قصفتها من إسرائيل..انبعاث غاز سام من قاعدة عسكرية في سوريا
  • قرية صور باهر بلد العمرين وكوكب القدس
  • ترامب: المروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت تحلق على ارتفاع عالٍ جدا
  • قرية زراعية عمرها 300 سنة.. لِمَ يعود إليها سكانها بعد هجرها؟
  • قرية النعمان المقدسية.. نذر دمار وتهجير
  • برا وجوا.. تعزيزات عسكرية لقواعد التحالف الدولي بسوريا
  • ماذا تعرف عن قاعدة غوانتانامو التي ستستضيف المهاجرين؟
  • الآثار والمتاحف تعلن فتح أبوابها أمام البعثات الأثرية التي كانت تعمل في سوريا
  • رويترز: طائرة بلاك هوك العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت في رحلة تدريبية