تشوّه الواقع.. علماء يؤكدون: ما نراه هو ما ترسمه لنا أدمغتنا
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
أكد فريق بحثي بقيادة علماء جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونخ؛ النظرية القائلة: إن ما نراه في أرض الواقع ليس مجرد صورة للمرآة عما يقع قبالة أعيننا، بل هو تفسير لهذه الصورة تساهم فيه احتياجاتنا وتوقعاتنا.
وللتوصل إلى تلك النتائج التي نشرها الفريق في دورية بلوس بيولوجي، حلل باحثون النشاط العصبي في منطقة "المهاد البصري"، وهي منطقة في الدماغ تتلقى الإشارات البصرية مباشرة من العين عبر العصب البصري.
وحلل الباحثون النشاط العصبي في منطقة المهاد لمجموعة من الحيوانات أثناء حالات من الإثارة والخمول التي تعرضت لها، وراقب الباحثون قُطر بؤبؤ العين لدى حيوانات التجارب، حيث يشير كبر حجمه إلى حالة الإثارة.
وكشفت التجارب أن مسار الإشارات العصبية البصرية في الدماغ يختلف بحسب حالة الحيوان، فإذا كان خاملا تأثرت مناطق إدراكية محددة، وإذا كان نشطا تأثرت مناطق إدراكية أخرى، بحسب بيان صحفي رسمي صادر من جامعة لودفيغ ماكسيميليان.
ويؤكد ذلك أن الانطباعات الحسية -أي ما يدركه الحيوان حينما يرى شيئا ما أيا كان- يختلف باختلاف حالته الداخلية، بل ووجد الباحثون أن انطباع الحيوانات لم يعتمد على أية عوامل أخرى، كوضعيته إذا كان يتحرك أو يجلس ساكنًا أو يُحرك عينيه..
أفضل تخمينويتفق ذلك مع نتائج دراسة أجراها فريق بحثي من جامعة جون هوبكينز قبل عدة سنوات حاول الإجابة خلالها على سؤال: هل نرى واقع العالم الحقيقي أم نرى ما تريد أدمغتنا أن تراه بغض النظر عن هذا الواقع؟
وتقول الفرضية الرئيسية إن هناك نوعان من المعالجة في أدمغتنا، الأول له علاقة بالبيانات القادمة من العالم الخارجي عبر وسائل الحس مثل السمع أو البصر، والثاني له علاقة بخبرة أدمغتنا السابقة عن هذا العالم وحالتنا الفسيولوجية والنفسية.
وبجسب الدراسة التي نشرها الفريق في منشورات الأكاديمية الوطنية للعلوم "بي إن إيه إس"، فإن النوع الثاني من المعالجة في أدمغتنا يميل للانتصار ليصنع العالم أمام أعيننا كما نريد لا كما هو في الواقع الموضوعي.
ويميل فريق كبير من الباحثين في نطاق علوم الأعصاب إلى صحة تلك الفرضية التي يمتد تاريخها إلى القرن التاسع عشر، حينما افترض الطبيب والفيزيائي والرياضي الألماني هيرمان فون هيلمهولتز أن ما ندركه ليس الواقع، بل هو أفضل تخمين يمكن أن تصنعه أدمغتنا عن هذا الواقع، وهو تخمين تمتزج فيه الصورة التي نراها بالفعل مع خبرات أدمغتنا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
بعد واقعة القبض على بلوجر شهيرة بتهمة حيازة عقار GBH.. «مكافحة الإدمان» توضح استخداماته وتأثيراته الصحية الجسدية والنفسية على متعاطيه.. «أطباء» يؤكدون كونه من العقاقير النفسية.. ويستعرضون أضراره
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثارت واقعة القبض على البلوجر الشهيرة «د. ف»، بتهمة عقار «GHP» المخدر والمعروف بـ«عقار اغتصاب الفتيات» في القاهرة الجديدة، اهتمام الرأي العام حول هذا العقار المخدر واستخداماته وأضراره وتأثيره.
استخدام عقار GHB
يعد عقار GHBالعقار المحظور، وهو مادة كيميائية تصنف من العقاقير النفسية، وتستخدم في التخدير، وفقًا لما أوضحه صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، ويستخدم مع مرضى النوم القهري، ويُستخدم بشكل واسع في ارتكاب بعض الجرائم مثل حالات الاعتداء الجنسي والاغتصاب لتخدير الضحايا وشل حركتهم، وجرى تعاطيه بشكل واسع بالنوادي الليلية منذ التسعينيات في بعض الدول لغير الأغراض المخصصة له.
غير مدرج في المستشفيات المصرية
يعد عقار GHB، غير مصرح بتداوله من وقتها، نظرًا لوجود بدائل طبية تستخدم في عمليات التخدير بالمستشفيات، فهو غير مدرج داخل مصر ضمن الأدوية المسجلة لدى الجهات المعنية.
التأثيرات الصحية لعقار GHB
ﻳﻌﺮﻑ عن عقار GHB، أنه من الممكن أن يسبب ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ، ويمكن ﺃﻥ ﻳﺴﺒﺐ ﺁﺛﺎﺭﺍ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻭﺟﺴﺪﻳﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ، ﻭﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﺪﻳﺮ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺩﻭﻥ ﻋﻠﻤﻬﻢ، ﻳﺜﺒﻂ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ، ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﺎﻃﺆ ﺍﻟﺘﻨﻔﺲ ﻭﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ، وﻳﺴﺒﺐ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﻯ، ﺍﻟﻬﻠﻮﺳﺔ، ﻭﺗﻘﻠﺒﺎﺕ ﺣﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ، وقد تؤدي الجرعات الزائدة إلى الوفاة، خاصةً عند مزجها مع الكحول أو أدوية أخرى.
روشتة نصائح للفتيات
وجه صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، عدة نصائح للشباب خاصة الفتيات أهمها: «عدم تناول أي مشروبات من أشخاص غير موثوق فيها- عدم التواجد في أماكن مشبوهة- عدم تناول أي مشروبات من عبوات مفتوحة داخل أماكن مشبوهة»، مشددًا على أن عقار «جاما هيدروكسي بيوتيريت» على شكل سائل عديم اللون أو مسحوق قابل للذوبان ويسيء البعض استخدامه في وضعه بالمشروبات.
يفقد من يتناول عقار GHBالقدرة على المقاومة تماما، ولذلك يعرف بمخدر الاغتصاب لأنه عديم اللون والطعم ويؤدى إلى فقدان الوعي وضعف الذاكرة وقد يؤدي أيضا إلى الوفاة في حالة زيادة الجرعة.
أعراض تناول عقار GHB
أكد الدكتور هشام عبد الحميد، كبير الأطباء الشرعيين السابق، أن عقار GBH، يسبب الحالة التي تكون عليها الفتاة المغتصبة تحت تأثير المواد مخدر، وهى مادة في جسم الأنثى عند زيادة نسبتها تزيد الإثارة الجنسية لديها، موضحًا أنه عندما يقوم المتهم بوضع العقار في مشروب، ويقوم بإعطائه لضحيته، بعد نصف ساعة تظهر الأعراض المتمثلة في التحدث بطلاقة والشعور بالانطلاق والضحك والرغبة في الرقص، ثم بعد ساعتين تشوش أفكارها وبزيادة مفعول المادة المخدرة تزيد الرغبة الجنسية، وتصبح شديدة الجاذبية الجنسية.
مفعول العقار على الجسم
ويتابع «عبد الحميد»، أن مفعول المادة المخدرة يستمر من 10 إلى 12 ساعة، وينتهى بخمول ونعاس وفقدان القدرة على التحكم العضلي، وبعد استعادة الوعى تشعر بهمدان وتكسير في الجسم لمدة يومين، مشيرًا إلى أن تأثيرات هذه العقاقير المخدرة تساعد في فقدان 90% من الذاكرة الحديثة للمجني عليها، فهي لا تعلم ما حدث لها، كما أن عينات المادة المخدرة تظهر إيجابية عند التحليل للفتاة بعد 4 أو 5 ساعات من خلال تحليل الدم، وفي البول من 4 إلى 5 أيام.
عقار نفسي
كما يوضح الدكتور علي عبد الراضي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان، أن عقار «جاما هيدروكسي بيوتيريت» المعروف أيضًا بـ «مخدر اغتصاب الفتيات» هو من العقاقير النفسية ويعمل كمثبط للجهاز العصبي المركزي، ويُستخدم في بعض الحالات الطبية لعلاج الصرع وبعض الاضطرابات العصبية والنفسية، حيث يساعد في تنظيم النشاط العصبي في الدماغ، مضيفًا أن الجسم ينتج هذا العقار بشكل طبيعي بكميات صغيرة، حيث يلعب دورًا في تنظيم النوم والنشاطات العصبية.
أضرار الإفراط في تناوله
ويتابع «عبد الراضي»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن التعاطي غير الطبي عقار GHB، يشكل خطورة شديدة، فعند تناوله كميات كبيرة منه قد يسبب هلوسة سمعية وبصرية تدوم لمدة تصل إلى 12 ساعة، مما يضر بصحة الشخص النفسية والعقلية، لافتًا إلى أنه بسبب التأثيرات النفسية والسلوكية التي يسببها هذا المخدر، مثل الرغبة الجنسية المفرطة أو العدوانية، يمكن أن يؤدي إلى ارتكاب الجرائم مثل العنف والتحرش، ويمكن أن يكشف عن رغبات خفية لدى الأفراد، ويزيد من التصرفات العنيفة، مشددًا على ضرورة استخدام هذا العقار تحت إشراف طبي فقط، وتشديد الرقابة على تداوله، محذرًا من الإفراط في استخدامه أو استخدامه لأغراض غير طبية، لأنه قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، وكذلك قد يساهم في تعزيز سلوكيات سلبية.