وزيرة التضامن: الفن التشكيلي يعزز الهوية الثقافية من خلال نقلها للأجيال القادمة
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
افتتحت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، فعاليات المعرض الفني الذي نظمته مؤسسة المنتدى الدولي للفن التشكيلي من أجل التنمية، ضمن فعاليات المرحلة الثانية من مبادرة «الفن المستدام وتنمية الإنسان»، وتأتي هذا العام بعنوان «في عيونها» بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
دعم التنمية المستدامةوأكدت القباج على دور الفن التشكيلي في دعم التنمية المستدامة وتمكين المرأة من خلال تعزيز الهوية الثقافية، إذ يعكس ثقافة المجتمعات وتاريخها، ويسهم في الحفاظ على التراث الثقافي ونقله للأجيال القادمة، والتمكين الاقتصادي للنساء من خلال الاقتصاد الإبداعي الذي يوفر فرص عمل ومصادر دخل للنساء؛ وتمكنهن من تحقيق استقلال مالي والمساهمة في الاقتصاد المحلي، كما يحقق الفن التشكيلي فرص التعليم والتدريب، وتعليم النساء والفتيات مهارات جديدة، تفتح أبواب جديدة لفرص العمل وتطوير المشاريع الصغيرة بما يحسن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمرأة، وتدر دخلا يساعد في رفع المستوى الاقتصادي للمرأة وأسرتها.
وأشارت القباج إلى دور الفن التشكيلي في التوعية بالقضايا الاجتماعية والبيئية وقضايا التنمية المستدامة عبر المعارض الفنية والمشاريع المجتمعية، وبما يسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي والتفاهم المتبادل، ويعزز مشاركة النساء، وهذا الدعم يمكن أن يأتي من خلال السياسات الثقافية التي تشجع مشاركة النساء في المعارض الفنية وتوفير التمويل للمشاريع الفنية التي تديرها النساء، وأيضا على الجانب الآخر؛ تؤثر المرأة على الفن التشكيلي من خلال الابتكار والتجديد، إذ تقدم عروضا وأفكارا مبتكرة.
ولفتت إلى أن معارض ديارنا التى تنظمها الوزارة ينعكس هذا في المنتجات التي تقدمها المرأة وتعكس وتستوحى من البيئة والتراث مفرداتها، كونها منتجات صديقة للبيئة، إضافة إلى كونها أداة تعكس قيم الفن والجمال والابتكار.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التضامن وزارة التضامن التنمية المستدامة الفن التشكيلي الفن التشکیلی من خلال
إقرأ أيضاً:
النساء قادمات
تمثل المرأة موضوعا من الموضوعات التى شغلت اهتمام العلماء والمفكرين على حد سواء، إذ تحظى المرأة بدور تاريخى فى صنع الحضارة الإنسانية. وأن إهمال دورها فى حركة التخطيط وتنمية المجتمع يعد أحد معوقات حركة التطور ومسارها. ومشاركة المرأة فى التنمية لها دلالتها من حيث كونها آلية أساسية لتنمية ذاتها وتنمية المجتمع والواقع الاجتماعى.
ويعد وضع المرأة فى أى مجتمع أحد المقاييس الأساسية لدرجة تقدمه، فأى مجتمع لا يتقدم بخطى منتظمة مخلفا وراءه النصف الثانى من أفراده، فالأمر هنا ليس مجرد نسبة عددية؛ لأن المرأة لا تعيش فى حالة انعزال عن الرجل، بل إن المرأة تشارك الرجل حياته منذ مولده، كأم، ثم كشريكة حياة، ثم كابنة.
وقد احتلت المرأة العربية مكانة رفيعة فى التاريخ والشعر القصصى، حيث شاركت فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، وظهر منهن الملكات والقاضيات، كما رفع الإسلام مقام المرأة وأقر لها حقوقا، بل وأجاز لها تولى مناصب رفيعة.
وحتى الآن، رغم استمرار الجدال فى شتى بقاع العالم حول المرأة وحقوقها وواجباتها ومشاركتها فى تنمية مجتمعها؛ فإنه لم يتم إيجاد حل نهائى لذلك الموضوع بالرغم من تكثيف الجهود فى ذلك الإطار من عقد ندوات وإقامة مؤتمرات وإصدار القوانين المنظمة بخصوص المرأة.
وفى إطار ما سبق وفى ظل ما يشهده العالم من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية، ومن خلال ما حققته الحضارة الإنسانية من تقدم هائل فى شتى مجالات المعرفة، واختراق التكنولوجيا لمختلف مناحى الحياة، فقد مكنت الثورة الرقمية الجماهير من خلق وسائل إعلام جديدة خاصة بهم، تهدف إلى تلبية احتياجات الإنسان من الوصول إلى المعلومات ومتابعة الأحداث ومناقشة القضايا المختلفة؛ وقد تزامن مع ذلك اهتمام دولى بقضايا المرأة فى مختلف أنحاء العالم كان له انعكاسه على ما تقدمه وسائل الإعلام الجديدة من مضامين؛ بما تتضمنه من أدوات متنوعة مثل مواقع التواصل الاجتماعى والمنصات الرقمية وتقنيات الواقع الافتراضى، وغيرها.
وقد أتاحت هذه الثورة الرقمية، بما تتضمنه من تطبيقات متنوعة، قدرة انتقائية فى إطار ما تقدمه من أنماط وبدائل متنوعة للتعرض، بحيث تبرز معها الحاجة الماسة والملحة إلى تعزيز هذه القدرة الانتقائية لمضامين وسائل الإعلام الرقمى، بوجه عام، والمنصات الرقمية، بوجه خاص، ولاسيما تلك التى تعالج مشكلات وقضايا وثيقة الصلة بالواقع الاجتماعى المعيش للمرأة بما قد يؤثر على ثقافة المجتمع، فضلا عن العمل على تنمية الوعى بما يتم تقديمه عبر هذه المنصات من مضامين، وتعزيز القدرة على فهم الرسائل المقدمة عبر هذه الوسائل والحكم على مدى تمثيلها للواقع.
وفى النهاية، لقد تمكّنت المرأة من تقلد عديد من الأدوار المهمة فى كافة مناحى الحياة؛ فهى المربية والداعمة بما توفّره للصغار والكبار من نصح وإرشاد ومؤازرة فى حل المشكلات، كما تمكنت المرأة من المشاركة فى ميدان التنمية الاقتصاديّة، والاجتماعية والسياسية.. وغيرها، وهذا دليل على دورها الفعال فى بناء المجتمع وتطويره ومن ثَم الارتقاء بالوطن ورفعته، وكل هذا يؤكد حقيقة كون "النساء قادمات".
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة
[email protected]