#حرب_أخرى قادمة على #لبنان _ د. #منذر_الحوارات
باشر حزب الله هجماته المساندة لغزة في الثامن من أكتوبر على شكل هجمات متعددة أخذت في الغالب طبيعة ما دون الحرب وما فوق الهدوء، غايتها كما قال مسؤولو حزب الله سحب جزء من قوات دولة الاحتلال لتخفيف الضغط عن غزة، لكن خلال الفترة الأخيرة بدأنا نشهد ضراوة في الضربات بين الطرفين فقد واصلت قوات الاحتلال اغتيال قيادات مهمة من حزب الله حتى تجاوز العدد أكثر من 400 عنصر وقيادي من حزب الله ووصلت هجماتها إلى حدود البقاع بل واغتالت واحدا من أهم القيادات الفلسطينية في قلب الضاحية الجنوبية، وبالمثل واصل حزب الله هجماته الصاروخية على شمال فلسطين وأدّت هذه الهجمات إلى هجرة ما يصل إلى 80 ألف مستوطن، لكن كل ذلك لم يتجاوز عتبة قواعد اشتباك متغيرة وديناميكية بين الطرفين تحكمها تفاعل الدولي والإقليمي والداخلي اللبناني، بحيث تتصدر إيران والولايات المتحدة المشهد، فإيران تضبط سلوك حزب الله وتخضعه لتوازناتها ومصالحها الاستراتيجية والتي لا يبدو المواجهة الكبرى قد حانت بعد، أما الولايات المتحدة فهي ما تزال ترفض تماماً انخراط إسرائيل في حرب إقليمية واسعة، فهي منشغلة بما هو اهم من ذلك وأخطر.
ومع تصاعد الهجمات كشف حزب الله عن أسلحة متطورة جداً حاز عليها من حليفته إيران، وهذا خطير بحد ذاته لكن الأخطر بالنسبة لإسرائيل هو الهجوم الأخير بالمسيرات على قوة للاحتياط كانت منتشرة في منطقة مفتوحة قرب قرية حرفيش الدرزية وكانت تلك أو ربما القشة التي قد تقصم ظهر البعير وتنهي كل الألعاب على حافة الهاوية بل ستذهب بنا إلى الهاوية، ورغم كل التصريحات التي ما تزال تتعالى بأن الحرب الشاملة غير مرغوبة، إلا أن استعدادات كل من الطرفين تشير إلى أن الأخطر قادم، وما يدلل على أن أسرائيل تنوي شن حرب شاملة أنها زادت من حصة تجنيد الاحتياط بخمسين ألف جندي، بالإضافة إلى قيامها اخيراً بمناورات تحاكي حرباً عسكرية مع لبنان، صحيح أنها تفتقد الشرعية للقيام بهذه الحرب لكنها ابداً لن تعدم الحيلة فالأمر لا يحتاج إلا إلى إصابة عدد من المدنيين وتكون الذريعة جاهزة، وبرغم علمها انها ستفتقد في هذه الحرب الدعم الحماسي من الولايات المتحدة لكن هذا ستتكفل فية القوى الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة، وصحيح أن جيشها منهك إلا أنها على ما يبدو ادخرت جزءا من قوتها لمثل هذه المواجهة وتدربت عليها، أما بالنسبة لحزب الله فقد اعلن دوماً انه مستعد لكل الاحتمالات.
تصبح الاحتمالات السابقة موضوعية إذا ما عرفنا ان الطاولة فارغة إلا من خطة على مراحل تشمل تطبيق القرار 1701 وهذه تشمل انسحاب حزب الله مسافة 10-15 كم شمال الليطاني وإشغال الجيش اللبناني لهذه المسافة طبعاً مع رفض إسرائيلي لانسحاب مماثل في شمال فلسطين وهذا ما يرفضه حزب الله، ورغم كل مآسي الحرب فإنها تمثل بالنسبة للطرفين فرصة للحصول على مكاسب سياسية ونتنياهو سيد من يلعبها، أما بالنسبة لحزب الله فهذه المواجهة تمثل فرصة ثمينة تمكنه من إجبار القوى السياسية اللبنانية على الموافقة على تعيين مرشحه للرئاسة السيد سليمان فرنجية أو دون ذلك الفراغ واستمرار الشغور، مما يدخل بشكل مباشر المصالح السياسية الداخلية مع التقاطعات الخارجية على مأساويتها، بالتالي فإن حصول مواجهة شاملة سيكون بمثابة كارثة أو قنبلة موقوتة تطيح بالباقي من فرص الحل في المنطقة على ضآلتها ومحدودية تأثيرها وجدواها.
مقالات ذات صلة قرار وقف إطلاق النار في غزة / الاستاذ عقيل العجالين 2024/06/11ويبقى السؤال المؤلم هل ثمة متسع في ضمير المنطقة وعقلها يستوعب مزيداً من الجثث والأشلاء ورائحة الموت وعدد غير محدود من البيوت والشوارع المدمرة، هل ما يزال لديها متسعاً لاستيعاب هذا الحقد الإسرائيلي والذي يصبه نيراناً من الضغينة على رؤوس الكبار والصغار؟
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: حرب أخرى لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
اتفاق إسرائيلي - لبناني مبدئي على شروط إنهاء الحرب
بيروت (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «الأونروا»: الناس في غزة يتصارعون للحصول على الخبز واشنطن تطالب إسرائيل بكبح عنف المستوطنين بالضفة الغربيةأكد مسؤول أميركي كبير أن تل أبيب وبيروت اتفقتا على شروط اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع بين إسرائيل و«حزب الله»، لكن الطرفين لما يعلنا بعد عن الاتفاق.
وقال مسؤول لبناني ودبلوماسي غربي أمس، إن واشنطن أبلغت المسؤولين اللبنانيين بأن وقف إطلاق النار مع إسرائيل قد يعلن في غضون ساعات.
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بوصعب، إن الهدنة التي ترعاها واشنطن تقوم على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وانتشار القوات اللبنانية في غضون 60 يوماً.
وأضاف أن إحدى نقاط الخلاف بشأن من سيراقب وقف إطلاق النار تسنى حلها خلال الساعات الـ 24 الماضية بالموافقة على تشكيل لجنة من 5 دول، منها فرنسا، وترأسها الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه لا عقبات جديدة أمام الهدنة.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، أمس، إن إسرائيل تتحرك صوب وقف لإطلاق النار، لكن لا تزال هناك مشكلات عالقة لمعالجتها، كما نقل عن سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة قوله إن اتفاقاً قد يتبلور خلال أيام.
وقال ديفيد مينسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية: «نتحرك في اتجاه اتفاق لكن هناك بعض القضايا التي لا تزال عالقة وتحتاج للمعالجة»، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
ووفقاً لمنشور على منصة «إكس»، قال مايكل هرتسوغ سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة إن «التوصل لاتفاق بات قريباً وإنه قد يحدث خلال أيام، نحتاج فحسب إلى تغطية باقي الجوانب».
بدوره، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أمس، إن الحكومة الإسرائيلية ستعقد اجتماعاً، اليوم الثلاثاء، لبحث وقف إطلاق النار في لبنان.
وأكد الخبر مسؤول إسرائيلي وصفته «رويترز» بأنه كبير، لكنه قال إن مجلس الوزراء الأمني، وليس الحكومة بأكملها، سيعقد اجتماعاً، اليوم، لإقرار الاتفاق.
وأضاف دانون، أن «حكومة تل أبيب لم تنته بعد من الاتفاق عليه، لكننا نمضي قدماً»، مشيراً إلى أن «إسرائيل ستكون قادرة على تحييد أي تهديد في جنوب لبنان».
وكشفت مصادر أن إسرائيل وافقت على تشكيل لجنة خماسية برئاسة واشنطن للإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
وقالت المصادر إن «اللجنة الخماسية ستشرف على تنفيذ الاتفاق في لبنان خلال 60 يوماً، وستضم الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل وقوات اليونيفيل».
وأشارت إلى أن «الاتفاق ينص على انسحاب إسرائيلي تدريجي خلال 60 يوماً لضمان انتشار الجيش اللبناني».
وفي سياق متصل، دعا مسؤول في الأمم المتحدة أمس، الأطراف المعنية إلى الموافقة على وقف إطلاق النار في لبنان.
وقال مهند هادي أمام مجلس الأمن الدولي باسم موفد الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند: «أحيي الجهود الدبلوماسية الجارية للوصول الى وقف الأعمال القتالية وأدعو الأطراف الى الموافقة على وقف إطلاق النار المرتكز على التطبيق الكامل للقرار 1701».
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أمس، إن القوة الدافعة لمحادثات وقف إطلاق النار في لبنان زادت وأصبح التوصل لاتفاق بشأنه أقرب الآن مما كان عليه قبل بضعة أيام أو أسابيع.
وذكرت: «نحن نناقش حالياً مع شركائنا من دول الخليج والعالم العربي كيف يمكننا، في هذا الوضع، على الأقل ربما التغلب على أحد التحديات الرئيسة، الوضع في لبنان، والتوصل أخيراً إلى وقف إطلاق للنار».