قصة عائلة تتوارث مفتاح الكعبة منذ قرون.. بماذا أوصاهم الرسول؟
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
كأنها العروس ليلة زفافها، فلا يُعد يوم عرفة عاديًا للمسلمون في شتى بقاع العالم وبشكل خاص الكعبة الشريفة، التي تتغير كسوتها بكسوة أجمل من سابقتها، تعلوها آيات الله ويزينها الذهب الأصفر اللامع، فيدور في الأذهان أسئلة عدة عن المسؤولين عن هذه المهمة، وهم حملة مفتاح الكعبة وسدنتها، لأكثر من 16 قرنًا وحتى الآن، ما قصتهم وما وصية الرسول لهم؟.
«آل شيبي» العائلة التي ورثت مفاتح الكعبة المشرفة وسدانتها وتتمثل في«الرفادة، السقاية ودار الندوة» منذ أكثر من 16 قرنًا، بدأت حكايتهم منذ رفع سيدنا إبراهيم عليه السلام القواعد من البيت وإسماعيل، تولى إسماعيل العناية ببيت الله الحرام، إلى أن انتزعتها منهم قبيلة جرهم، واستردها قصي ابن كلاب جد نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام.
الشيخ صالح ابن زين العابدين الشيبي، سادن الكعبة المشرفة، قال في تصريحات تلفزيونية سابقة «قصي ابن كلاب والي مكة كان له 4 من الأبناء، عبد الدار، عبد العزة، عبد مناف، وعبد شمس، كانوا يذهبون في رحلة الشتاء والصيف التي ذكرها الله في كتابة لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ، وكان عبد الدار الأخ الأكبر لا يخرج في هذه الرحلة، فأخذ إخوته يعيرونه بأنه تمبل ولا يذهب معهم، فغضب وغضب لغضبه أبوه قصي وقال له والله لأشرفنك عليهم أعطاه السدانة والسقاية والرفادة ودار الندوة وكل الذي عنده أعطاه لعبد الدار وبقيت عنده».
مفتاح الكعبة يعود لبني طلحةيستكمل الشيخ صالح ابن زين العابدين الشيبي الحديث عن إرثهم الأعظم قائلًا: «عندما توفي قصي قالوا لعبد الدار والله لقد أخذت الشرف كله، فقال لهم خذوها كلها إلا السندانة فلن أتخلى عنها، فبقيت السدانة في عقبة حتى اليوم».
كانت سدنة الكعبة المشرفة في المصطلح القديم تشمل الحجابة، الرفادة، السقاية، اللواء، القيادة ودار الندوة انتهوا جميعًا بقيت السدانة في أسرة آل شيبي والسقاية، وتوارثها نسل عبدالدار في الجاهلية والإسلام، ويوم فتح مكة أعادها المختار لهم في آية: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا» وتفسير نزول الآية بحسب«الشيبي»:«رسول الله عليه الصلاة السلام أمر علي ابن أبي طالب بأن ينادي عثمان ابن طلحة، فذهب علي وقال له أجب رسول الله، فقال له يا علي لقد أخذت مني المفتاح عنوة والآن تقول لي أجب رسول الله، قال أجب رسول الله إن الله أنزل في حقك قرآن يتلى».
وصية رسول الله لبني طلحة اجداد بني شيبهذهب عثمان ابن أبي طلحة إلى رسول الله في الكعبة، فأعطاه المفتاح وقال له رسول الله:«خذوها يابني طلحة بأمانة الله سبحانه تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم»، كما روي الشيخ صالح ابن زين العابدين الشيبي، قائلًا:«كثير من الناس اعتقد أن رسول الله كان يريد أن يعطي المفتاح لغيرنا أو لبني هاشم، وتحول عندما نزلت الآية، رسول الله أعطانا سدانة الكعبة والمفتاح قبل أن تنزل الآية، لأنه قال فقد أبقيتهما لأهلهما كما قالتا، فكانت الآية تبريرًا لفعل رسول الله، قال رسول الله لعثمان ابن ابي طلحة إني لم أدفعة إليكم لكن الله دفعة إليكم».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الكعبة المشرفة سدنة الكعبة عبد الدار رسول الله
إقرأ أيضاً:
الإفتاء تكشف فضل التبكير لحضور صلاة الجمعة
قالت دار الإفتاء المصرية إن صلاة الجمعة فريضةٌ عظيمةٌ، أَمَرَ الله سبحانه عباده بتقديم السَّعيِ والحضورِ إليها على كلِّ عملٍ؛ فقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الجمعة: 9].
وأوضحت الإفتاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث على التبكير لصلاة الجمعة وحذرنا من التأخير عليها
وأضافت الإفتاء أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم حثنا على التَّبكير إليها، لننال عظيمَ الأجر في الآخرة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» متفقٌ عليه.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا» أخرجه الإمام الترمذي في "سننه" من حديث أوسِ بن أوسٍ رضي الله عنه.
صلاة الجمعةقال الحافظ العراقي في "طرح التثريب في شرح التقريب" (3/ 171، ط. دار إحياء التراث العربي): [فيه فضل التبكير إلى الجمعة لما دل عليه من اعتناء الملائكة بكتابة السابق وأن الأسبق أكثر ثوابًا لتشبيه المتقدم بمهدي البدنة والذي يليه بمهدي ما هو دونها وهي البقرة] اهـ.
كما أكدت الإفتاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذَّر مِن تأخيرِ الحضور إلى الجمعة وكذا مِن التَّخلُّفِ عنها بغير عذرٍ؛ فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَعَلَيْهِ الْجُمُعَةُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»، إلى أنْ قال: «فَمَنِ اسْتَغْنَى بِلَهْوٍ أَوْ تِجَارَةٍ اسْتَغْنَى اللهُ عَنْهُ، وَاللهُ غَنِيُّ حُمَيْدٌ.. الحديث» أخرجه الإمامان: الدارقطني والبيهقي في "السنن".
وعن أَبي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا، طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ» أخرجه الأئمة: أبو داود والدارمي في "السنن"، وابن خزيمة وابن حبان في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك".