تعرضت سفينة حربية روسية بميناء في نوفوروسيسك بجنوب غربي روسيا، لهجوم أوكراني، الجمعة، ما يمثل "ضربة قوية" لقوة موسكو البحرية، ويعد تصعيدا لـ"الصراع في البحر الأسود".

وجاء الهجوم بعدما ضربت روسيا عدة موانئ أوكرانية على طول ساحل البحر الأسود الأوكراني وعلى طول نهر الدانوب، مما أدى إلى تدهور قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب.

وأدى الهجوم إلى تعطيل شحنات الحبوب والنفط مع اشتداد القتال في البحر الأسود، مما يهدد أسواق الغذاء والطاقة العالمية، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

ويشير الهجوم إلى أن اقتصاد موسكو أصبح في مرمى القوات الأوكرانية، بعدما انتقل الصراع إلى أحد أهم الموانئ التجارية في روسيا، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

ويشكل ذلك أول هجوم من نوعه على مرفأ نوفوروسييسك النفطي الكبير ومصب خط أنابيب يمتد على حوالي 1500 كلم من حقول النفط في غرب كازاخستان والمناطق الروسية الواقعة شمال بحر قزوين، وفق "فرانس برس".

ويعد الهجوم على "نوفوروسيسك"، المرة الأولى التي تستعرض فيها البحرية الأوكرانية قوتها بعيدا جدا عن شواطئ البلاد، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".

والجمعة، أكد مصدر في الاستخبارات الأوكرانية لوكالة فرانس برس "نجاح" العملية التي استهدفت سفينة الإنزال، أولينيغرورسكي غورنياك، في قاعدة نوفوروسيسك في جنوب غرب روسيا.

وأضاف المصدر أن "الهدف كان إظهار أن أوكرانيا يمكنها مهاجمة أي سفينة حربية روسية في هذه المنطقة".

ما هو نوفوروسيسك؟

يعتبر ميناء نوفوروسيسك التجاري من أكبر الموانئ الروسية من حيث الحجم ومن بين أكبر الموانئ في أوروبا، وهو نقطة انطلاق رئيسية في تصدير الحبوب الروسية والنفط وغيرها من المنتجات إلى البلدان في جميع أنحاء العالم، حسب "نيويورك تايمز".

وكان نوفوروسيسك، مركزا للتجارة الدولية لروسيا منذ القرن التاسع عشر وكانت المدينة أيضا موقعا لأول مصنع بيبسي في روسيا، تم افتتاحه في الاتحاد السوفيتي في أوائل السبعينيات خلال فترة الحرب الباردة.

وقبل ضمه غير القانوني لشبه جزيرة القرم، في عام 2014، خصص الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، موارد كبيرة لبناء القاعدة البحرية في نوفوروسيسك، وتحويل الميناء إلى أحد المراكز البحرية الرئيسية في البلاد على البحر الأسود. 

ما أهمية نوفوروسيسك بالنسبة للاقتصاد الروسي؟

يعتبر الميناء مركزا مهما لتصدير الحبوب، نظرا لقربه من أكبر مناطق إنتاج الحبوب في روسيا وموقعه على البحر الأسود، مما يتيح سهولة التصدير إلى أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية، بالإضافة إلى أوروبا.

وعبر محطتين رئيسيتين، يستطيع الميناء تصدير حوالي 2.5 بالمئة من 100 مليون برميل من النفط التي يستهلكها العالم يوميا.

ودفع الهجوم ميناء نوفوروسيسك إلى وقف حركة جميع السفن بصفة مؤقتة، وفقا لما ذكره خط أنابيب بحر قزوين الذي يدير محطة نفطية هناك "كونسورتيوم".

كما دفع الهجوم، وما تلاه من توقف في حركة النقل البحري في الميناء، عقود القمح الآجلة إلى الارتفاع، الجمعة، في مؤشر على أهمية نوفوروسيسك لتجارة الحبوب العالمية، حيث تعد روسيا أكبر مصدّر للقمح في العالم.

وبعد الهجوم، ارتفعت العقود الآجلة للقمح بنسبة 2.8 بالمئة، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.6 بالمئة لتصل إلى ما يزيد قليلاً عن 85 دولارا للبرميل بعد أن تبين أن النفط لا يزال يتدفق، حسبما ذكرت "وول ستريت جورنال".

وتسبب الهجوم في توقف مؤقت لحركة السفن في الميناء، ولم يتضح ما إذا كانت أي بنية تحتية لتصدير النفط قد تضررت في الهجوم، حسبما ذكرت "نيويورك تايمز".

وقال محللون لـ"وول ستريت جورنال"، إن أي تعطيل آخر للميناء قد يدفع أسعار النفط الخام والبنزين للارتفاع.

وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم التضخم في وقت أدت فيه تخفيضات الإنتاج من قبل السعودية وقيود التصدير من قبل روسيا إلى تشديد الإمدادات العالمية من النفط ودعم خام برنت بنسبة 12 بالمئة، خلال الشهر الماضي.

وإذا استمرت الضربات حول الميناء، الذي يخضع مشغله التجاري لعقوبات الاتحاد الأوروبي، فقد تكون النتيجة "اضطرابا اقتصاديا كبيرا" لروسيا.

تصاعد الصراع بالبحر الأسود؟

تصاعدت الاشتباكات في البحر الأسود والموانئ المحاذية منذ أن رفضت روسيا، الشهر الماضي، تمديد اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية، إذ ضربت الطائرات المسيرة والصواريخ الروسية عددا من منشآت الموانئ الأوكرانية وصوامع القمح في البحر الأسود أو بالقرب منه.

واستُهدف الأسطول الروسي للبحر الأسود الذي تقع قاعدته الرئيسية في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، مرات عدة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، في فبراير عام 2022، وقد تكثّفت الهجمات في الأسابيع الأخيرة.

وتؤكد كييف التي تشن، منذ مطلع يونيو، هجوما مضادا لاستعادة مناطق سيطرت عليها موسكو، مع تسجيل نتائج متواضعة حتى الآن، نيتها استعادة القرم التي ضمتها روسيا، في عام 2014، وفق "فرانس برس".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی البحر الأسود

إقرأ أيضاً:

الاعيسر .. نستنكر بأشد العبارات الجريمة البشعة التي تعرض لها المدنيون في مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان

‏نستنكر بأشد العبارات الجريمة البشعة التي تعرض لها المدنيون في مدينة كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، جراء القصف العشوائي الذي نفذه الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، والذي استهدف سوق المدينة، ومراكز الإيواء المؤقتة في مدارس المدينة، بالإضافة إلى مناطق سكنية متفرقة.
‏إن هذا الهجوم، وما قبله من قصف، يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المواطنين، ويُعد انتهاكا صارخا للقوانين الدولية والإنسانية التي تحظر استهداف المدنيين والمنشآت المدنية.
‏نؤكد أن هذا الهجوم يُشكّل جريمة إضافية تُضاف إلى السجل الدموي للحركة الشعبية، وقد أسفر عن مقتل وجرح العشرات من المواطنين الأبرياء، معظمهم من النساء والأطفال. كما ساهم في تعميق معاناة السكان المدنيين الذين ظلوا لفترة طويلة تحت تهديد قوات الحركة. إلى جانب ذلك، أسهم الهجوم في توسيع السجل الإجرامي لهذه الحركة من خلال فرضها للحصار وقطع الطرق، مما أدى إلى ندرة في السلع الغذائية والدوائية.
‏نطالب المجتمع الدولي بتحمل المسؤولية تجاه هذه الجريمة اللاإنسانية، ومحاسبة المسؤولين عنها وفقا لقواعد القانون الدولي.

‏خالد الإعيسر
‏وزير الثقافة والإعلام
‏الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هجوم على أكاديمية الحرس الوطني الأوكراني يسفر عن مقتل ضباط
  • هل أضرت هجمات المسيرات الأوكرانية بقطاع الطاقة الروسي؟
  • لطيفة الدروبي: ماذا نعرف عن سيدة سوريا الأولى؟
  • انتعاش رحلات اليخوت في منطقة الميناء الشرقي بالإسكندرية.. «من سيدى بشر لأبوالعباس»
  • واشنطن تهدد السوداني.. ماذا نعرف عن المحتجزة الإسرائيلية في بغداد؟
  • هجوم أوكراني يؤدي إلى حريق بمستودع للنفط في روسيا
  • الجماز: ما تعرض له البليهي هجوم شخصي.. فيديو
  • وثيقة سرية تكشف خفايا وكواليس هجوم 7 أكتوبر
  • عبوات الضفة تجبر الاحتلال على الزج بالناقلة المدرعة إيتان.. ماذا نعرف عنها؟
  • الاعيسر .. نستنكر بأشد العبارات الجريمة البشعة التي تعرض لها المدنيون في مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان