السعودية تتقدم لدور صانع السلام في الحرب الأوكرانية
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
قالت وكالة "بولمبيرغ" إن من بين جميع الأدوار التي قد يلعبها ولي عهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في الدبلوماسية العالمية، فإن دور وسيط في تحقيق السلام في أوكرانيا قد لا يبدو واضحا.
ويأتي ذلك بمناسبة احتضان الرياض لمحادثات حول الحرب الأوكرانية.
وقد تعرض ولي العهد السعودي لانتقادات من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان لقمعه المعارضة في الداخل والخسائر المدنية واسعة النطاق الناتجة عن التدخل العسكري الذي قادته المملكة لسنوات في اليمن المجاور.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد وعد ذات مرة بتحويل الأمير محمد بن سلمان إلى "منبوذ" ووصفه بعض المشرعين الأميركيين بأنه "ديكتاتور وحشي"، بحسب الوكالة.
ومع ذلك، سيرحب الزعيم السعودي، الذي يحاول تأسيس مكان للمملكة في الشؤون الدبلوماسية، بممثلين من أكثر من 30 دولة في مدينة جدة الساحلية في نهاية هذا الأسبوع للحديث عن إحلال السلام في أوكرانيا.
وسيمثّل مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جايك سوليفان، الرئيس الأميركي، الذي لديه أيضا طموحات للتقارب بين السعودية وإسرائيل.
ولن تحضر روسيا، لكن ستحضر الصين، وهو ما يشير إلى عدم الارتياح في بكين بشأن ما يبدو بشكل متزايد أنه صراع مطول.
وتقول الوكالة إن لا أحد يتوقع وقف إطلاق النار في نهاية هذا الأسبوع. لكن كييف لم تحقق بعد انفراجة بهجومها المضاد، ويبدو أن روسيا غير قادرة على تحقيق هدفها المتمثل في الإطاحة بحكومة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لذلك قد تكون إمالة ميزان الرأي العام الدولي أفضل وسيلة لجلب الجانبين إلى طاولة المفاوضات. وقد تكون السعودية في وضع يمكّنها من القيام بذلك.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن المملكة تستضيف "اجتماعا لمُستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول بشأن الأزمة الأوكرانية في مدينة جدة يوم غد السبت 18 محرم 1445هـ الموافق 5 أغسطس 2023م".
و"تأتي استضافة هذا الاجتماع استمرارا للمبادرات الإنسانية والجهود التي بذلها في هذا الإطار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء"، والاتصالات التي أجراها ولي العهد "مع القيادتين الروسية والأوكرانية منذ الأيام الأولى للأزمة، وإبداء سموه استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم، ودعمها لجميع الجهود والمبادرات الرامية للتخفيف من آثار الأزمة وتداعياتها الإنسانية"، بحسب ما ذكرته "واس".
وأضافت الوكالة الرسمية "تتطلع حكومة المملكة أن يسهم هذا الاجتماع في تعزيز الحوار والتعاون من خلال تبادل الآراء والتنسيق والتباحث على المستوى الدولي حول السبل الكفيلة لحل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسية والسياسية وبما يعزز السلم والأمن الدوليين، ويجنب العالم المزيد من التداعيات الإنسانية والأمنية والاقتصادية للأزمة".
وقال مسؤولون مقيمون في الخليج اطلعوا على التحضيرات، لفرانس برس إن روسيا لن تحضر الاجتماع في جدة، علما أن موسكو لم تشارك في اجتماع مماثل عقد، الشهر الماضي، في كوبنهاغن الدنماركية.
وأفادوا أن القائمة النهائية للدول المشاركة لم تجهز بعد، وأنه من المتوقع أن تحضر دول من بينها بريطانيا واليابان.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت في تقرير أن دولا نامية مثل البرازيل التي حضرت الاجتماع في كوبنهاغن من المتوقع أن تشارك أيضا في اجتماعات جدة.
وهذه أحدث جهود للرياض لترسيخ حضورها في المسارات الدبلوماسية المرتبطة بحرب أوكرانيا.
وفي مايو، استضافت السعودية الرئيس الأوكراني، زيلينسكي، في اجتماع لقمة جامعة الدول العربية في جدة، حيث اتهم حينها قادة دول عربية بـ"غض الطرف" عن تبعات الغزو الروسي.
وأيّدت الرياض قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين الغزو الروسي وضم روسيا لأراض في شرقي أوكرانيا.
في الوقت ذاته، واصلت السعودية التنسيق مع روسيا بشأن سياسة الطاقة ضمن تحالف "أوبك بلس"، بما في ذلك قرارات خفض إنتاج النفط التي تمت الموافقة عليها، في أكتوبر الماضي، والتي اعتبرتها واشنطن أنها ترقى إلى "الاصطفاف مع روسيا" في الحرب.
وفي سبتمبر الماضي، لعبت الرياض دورا في التوسط في إطلاق سراح مقاتلين أجانب محتجزين في أوكرانيا، بينهم اثنان من الولايات المتحدة وخمسة من بريطانيا.
وتقول الرياض إنها لا تزال منفتحة على تأدية دور في الوساطة لإنهاء النزاع.
وسبق أن تعهدت الرياض بتقديم 400 مليون دولار لإغاثة أوكرانيا.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
سقوط أول أسير كوري شمالي في الحرب الأوكرانية
أعلنت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية، اليوم الجمعة، أنّ الجيش الأوكراني أسر جندياً كورياً شمالياً، أصيب بجروح خلال قتاله إلى جانب القوات الروسية، في الحرب الدائرة بين موسكو وكييف.
وقالت الوكالة في بيان إنّه "من خلال تبادل المعلومات في الوقت الفعلي مع وكالة استخبارات دولة حليفة، تمّ التأكّد من أسر جندي كوري شمالي جريح".
وهذه أول حالة معروفة لعسكري كوري شمالي يأسره الجيش الأوكراني على قيد الحياة، منذ أن أعلنت كييف وحلفاؤها الغربيون أنّ بيونغ يانغ أرسلت قوات عسكرية لدعم حليفتها موسكو، في الحرب التي يخوضها الكرملين ضدّ أوكرانيا.
ولم يتضمّن بيان وكالة الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية أيّ تفاصيل إضافية، لكنّه أتى بعدما نشرت حسابات أوكرانية على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لجندي، قالت إنه أسير حرب كوري شمالي.
#BREAKING South Korea spy agency says North Korean soldier captured in Russia-Ukraine war pic.twitter.com/v13BhR7JD6
— AFP News Agency (@AFP) December 27, 2024وتقول كييف إنّ 12 ألف عسكري كوري شمالي، من بينهم "حوالي 500 ضابط و3 جنرالات"، منخرطون في القتال في كورسك، المنطقة الروسية التي يحتلّ الجيش الأوكراني أجزاء منها منذ أغسطس (آب).
ولم يصدر عن موسكو، ولا عن بيونغ يانغ، أيّ تأكيد لوجود هؤلاء العسكريين الكوريين الشماليين في ميدان القتال.
???????????????? Ukrainians are publishing a photo of what they claim is the first North Korean soldier captured in the Kursk region. pic.twitter.com/PuAj60Gzh1
— Lord Bebo (@MyLordBebo) December 26, 2024والإثنين، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ ما يقرب من 3 آلاف عسكري كوري شمالي "قتلوا أو أصيبوا"، منذ انخراطهم في القتال إلى جانب روسيا.
ومن جهتها، قالت سيول، الإثنين، إنّ حوالي 1100 عسكري كوري شمالي سقطوا بين قتيل وجريح، منذ بدأت كوريا الشمالية إسناد حليفتها روسيا بالعديد.
وبحسب هيئة الأركان الكورية الجنوبية فإنّ كوريا الشمالية تستعدّ لإرسال مزيد من العديد والعتاد لإسناد القوات الروسية.
والثلاثاء، قال المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إيفغين إيرين إنّ "مشاركة الكوريين الشماليين في القتال لم يكن لها تأثيراً كبيراً على الوضع".
وأضاف أنّ القوات الكورية الشمالية لا تتمتع بخبرة قتالية حديثة، بخاصة في مواجهة الطائرات المسيّرة التي أصبح استخدامها شائعا في ساحة المعركة، مشيرا إلى أنّ العسكريين الكوريين الشماليين يستخدمون "تكتيكات بدائية، تعود إلى حقبة الحرب العالمية الثانية أو ما بعدها".