هل نعيش في كون على هيئة حلوى الدونت؟
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
من أعظم الاكتشافات العلمية التي توصّل لها العلم الحديث في القرن الماضي توسع الكون المستمر منذ بدء الخليقة، انطلاقا من نظرية الانفجار العظيم التي تنص على أنّ الكون بدأ في نقطة ما وطفق يتوسّع بسرعات تتجاوز سرعة الضوء، وذلك منذ نحو 13.8 مليار سنة على أقلّ تقدير.
ومن أكبر المعضلات والأسئلة التي كان الفلكيون وما زالوا يبحثون عن إجابات مُرضية لها؛ وصفُ شكل الكون هندسيا وفهم طوبولوجيته (خصائصه ومعالمه) المعقدة.
وتشير آخر الدراسات المنشورة في مجلة "فيزيكال ريفيو لترز" في هذا الصدد إلى أنّ الكون قد يحمل نماذج هندسية عديدة ومختلفة، فعلى سبيل المثال قد يسير الفرد في خط مستقيم في الكون فيجد نفسه عائدا إلى نقطة البداية بعد حين من الزمن.
وأشار عالم الكونيات في جامعة "ميشيغان" الدكتور "دراغان هوتيرر"، إلى أنّ الدراسات السابقة حاولت العثور على أنماط في "الخلفية الميكروية الكونية" الشهيرة، وهي أقدم أشعة ملتقطة للكون ويرجع تاريخها إلى 380 ألف عام بعد الانفجار العظيم، إلا أنّ هذه المحاولات فشلت في العثور على رابطٍ يفسر طوبولوجية الكون المعقدة، في حين توضح الدراسة الحديثة أنّ الأبحاث السابقة لم تكن شاملة بما فيه الكفاية.
ويتوقع أحد النماذج الهندسية المستخلصة من الدراسة أنّ للكون شكلا ثلاثي الأبعاد مغلقا على نفسه، بحيث تنطوي أطراف الكون وتلتقي بعضها ببعض، فتكون بذلك حلقة موصولة أشبه بحلوى الدونت الشهيرة.
ويقول عالم الفيزياء النظرية "غلين ستاركمان" إنّ هذا الشكل الحلقي يمكن أن يتشكل بطرق عديدة لم يجرِ اكتشافها بعد، كما لاحظ "ستاركمان" في الدراسة أنّ الكون يغيب عنه الاتساق في جميع الاتجاهات، ووصف ذلك بأنّه لغز كوني عميق ومثير.
وعلى الرغم من أنّ الكون مسطح في ظاهره، فإنّ هناك أشكالا مختلفة من التسطح، فالورقة المسطحة المستقيمة يمكن جعلها أسطوانة إذا ما ثُنيت، مع حفاظها على الخطوط المتوازية التي تبقيها مسطحة هندسيا، والأمر كذلك ينطبق على شكل الكون لكنْ على نطاق أكثر تعقيدا.
ويهدف الباحثون إلى استخدام التعلّم الآلي لتحليل بيانات المجرات الجديدة وعمليات المسح الحديثة، مثل تلك التي يُجريها تلسكوب "إقليدس" الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، لمحاولة فهم أعمق لشكل الكون.
وأكد "أوليفر فيلكوكس" عالم الكونيات بجامعة "كولومبيا"؛ أننا بعيدون كل البعد عن فهم بنية الكون بشكل كامل وحقيقي، وثمّة العديد من الاحتمالات الصعبة التي تربط الكون بأشكال كثيرة معقدة لا يمكن الإلمام بها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
وكيل الشيوخ: توطين التكنولوجيا الحديثة خطوة أساسية في زيادة مساهمة الطاقة النظيفة
ثمنت النائبة فيبي فوزي وكيل مجلس الشيوخ الجهد المبذول في دراسة آفاق الطاقة المتجددة في مصر ، عن إمكانيات الطاقة الحرارية الأرضية.
وقالت أن الدراسة جديدة في موضوعها حول إمكانيات الطاقة الحرارية الأرضية و إشادت وكيل المجلس اشادة خاصة بما جاءت به عن هذه الطاقة المستخلصة من حرارة باطن الأرض، والتي تعد مصدراً متجدداً وصديقاً للبيئة، حيث يمكن تحويلها إلى طاقة كهربية أو حرارية والحقيقة فإن أهمية استخدامها تكمن في قدرتها على توفير طاقة نظيفة ومستدامة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ومع ذلك، تواجه الطاقة الحرارية الأرضية بعض الصعوبات، مثل تكاليف الحفر العالية، والمخاطر الزلزالية في بعض المناطق، وأحيانا محدودية المواقع الجغرافية المناسبة لاستخراجها. ورغم التحديات، تظل الطاقة الحرارية خياراً واعداً لمستقبل الطاقة المستدامة.
وقالت في ظل استهلاك متزايد للكهرباء والطاقة، يتطلب الأمر اللجوء إلى مزيد من الإجراءات التي يمكنها أن تجنبنا الوقوع في أزمة، خاصة في فترات الذروة، وعليه، فمواجهة تحديات استهلاك الكهربا والطاقة، يتطلب تبني سياسات لتحفيز استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية الأرضية إن ثبت نجاحها في مصر، كذلك من الضروري تحسين كفاءة الطاقة في القطاعات المختلفة، سواء في المباني أو الصناعات. كما يجب نشر الوعي بين الأفراد حول أهمية ترشيد استهلاك الكهربا، وينبغي الاستثمار في تطوير الشبكات الكهربية الذكية التي تسمح بتوزيع الطاقة بشكل أكثر كفاءة ومرونة. وتعزيز الابتكار في مجال تخزين الطاقة لتكوين احتياطي للاستخدام عند الحاجة.
وأكدت أن توطين التكنولوجيا الحديثة يعد خطوة أساسية في زيادة مساهمة الطاقة النظيفة، حيث يساعد في تطوير حلول مبتكرة مثل العمل على إنتاج الألواح الشمسية و توربينات الرياح التي يمكن تصنيعها محليًا. وهو ما يعزز القدرة على تلبية احتياجات السوق المحلية ويقلل من الاعتماد على الواردات. كما أن تعزيز دور القطاع الخاص في هذا المجال يسهم في زيادة الاستثمارات وتوفير المزيد من فرص العمل، ويحفز القطاع الخاص على البحث والتطوير، بما يسهم في تحسين كفاءة تقنيات الطاقة النظيفة وتوسيع استخدامها.
وكشفت عن أهمية لطرح مصادر الثروة الطبيعية المصرية للمناقشة من خلال طلب المناقشة حول مشروع وادي السيليكون، والذي يعد خطوة حيوية لتطوير صناعة التكنولوجيا الحديثة وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة. المشروع يسهم في إنتاج أشباه الموصلات والرقائق، والألواح الشمسية، مما يعزز قدرة مصر على تلبية احتياجاتها للطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على واردات التكنولوجيا. كما يعد من المصادر الطبيعية التي يمكن استغلالها لتحفيز النمو الاقتصادي وزيادة الإستثمارات في القطاع التكنولوجي. من خلال تطوير هذا المشروع، يمكن لمصر أن تصبح مركزاً إقليمياً في صناعة التكنولوجيا والطاقة المتجددة، الأمر الذي يعزز تنافسيتها على المستوى العالمي.