اكتشاف تأثير خطير لمرض "هنتنغتون" على الدماغ
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
اكتشف علماء الفسيولوجيا العصبية أدلة على أن تطور مرض هنتنغتون لا يصاحبه فقط الموت الجماعي للخلايا العصبية، بل وعطل في الأوعية الصغيرة للدماغ، ما يضعف بشكل كبير إمدادات الأكسجين.
جاء في بيان المكتب الإعلامي لجامعة لانكستر البريطانية: "اكتشف العلماء أن مرض هنتنغتون لا يؤثر على الخلايا العصبية فقط، بل وأيضا على الأوعية الدموية المجهرية في الدماغ.
وقد حققت مجموعة من علماء الفسيولوجيا العصبية بالجامعة برئاسة البروفيسورة أنيتا ستيفانوفسكا هذا الاكتشاف أثناء دراسة وظائف دماغ 30 حاملا للمرض ومثلهم من المتطوعين الأصحاء، باستخدام مطياف الأشعة تحت الحمراء ومخطط كهربية الدماغ، كما درسوا عمل القلب والرئة.
ووفقا للباحثين، ارتبط اهتمامهم بالتفاعلات بين الدماغ والدورة الدموية باكتشاف جديد لعلماء الأحياء، حيث اتضح أن الخلايا العصبية الدماغية التي تنظم تدفق الدم في أنسجة الجهاز العصبي المركزي تحتوي على كميات كبيرة من بروتين HTT، الذي يضطرب تركيبه لدى حاملي مرض هنتنغتون، ما جعل العلماء يعتقدون أن تطور هذا المرض قد يسبب خللا في الخلايا ومشكلات في إمداد الدماغ بالأكسجين.
وفعلا اتضح للباحثين أن حاملي مرض هنتنغتون، بما في ذلك المرضى في مراحله الأولى، لم تكن لديهم إيقاعات الخلايا العصبية ونبضات الأوعية الدموية ووظيفة الجهاز التنفسي متزامنة تماما مع بعضها البعض، ما يؤدي إلى مشكلات في إمداد خلايا الدماغ بالأكسجين. بينما لم تلاحظ هذه الحالة لدى المتطوعين الأصحاء. وهذا وفقا لهم سيسهل تشخيص المرض في مرحلة مبكرة.
وتجدر الإشارة إلى أن هنتنغتون هو مرض يتطور بسرعة في الجهاز العصبي، يرتبط بظهور طفرات في جين HTT. يؤدي ظهور عدد كبير جدا من التكرارات الجينية داخل جين HTT إلى أنه بحلول عمر 30- 50 عاما، يبدأ موت الخلايا العصبية في الدماغ، ما يؤدي إلى فقد المرضى السيطرة تدريجيا على حركة الأطراف، ومن ثم تضعف وظائف الدماغ المعرفية.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات الطب امراض معلومات عامة الخلایا العصبیة
إقرأ أيضاً:
صحة الأمعاء تؤثر على سلوك الأطفال المصابين بالتوحد
كشفت دراسة أن الاختلال في توازن بكتيريا الأمعاء يؤدي إلى اضطراب في تصنيع النواقل العصبية، مما ينعكس على سلوك الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة كاليفورنيا الجنوبية في الولايات المتحدة، ونشرت على موقع نيتشر كوميونيكيشنز (Nature Communications) في 14 أبريل/ نيسان الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
وأوضحت الدراسة كيف يمكن أن يؤدي الاضطراب في توازن بكتيريا الأمعاء إلى خلل في النواتج الأيضية في الجهاز الهضمي. وهذا الخلل يؤثر على إنتاج النواقل العصبية وبالتحديد السيروتونين، مما ينعكس على سلوك الأطفال المصابين بالتوحد.
التوحد ومشكلات الجهاز الهضميوقالت الدكتورة ليزا عزيز زاده الباحثة المشاركة في الدراسة وأستاذة في معهد الدماغ والإبداع في جامعة كاليفورنيا الجنوبية: "نعلم أن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم اختلافات في وظائف الدماغ، فبعض أجزاء أدمغتهم إما أقل نشاطا أو أكثر نشاطا مقارنة بالأطفال ذوي النمو الطبيعي. كما نعلم أنهم غالبا ما يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، مثل الإمساك وآلام المعدة وغيرها من مشاكل الهضم. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط التوحد بأعراض مختلفة، بما في ذلك السلوكيات المتكررة والصعوبات الاجتماعية".
وقام الباحثون في هذه الدراسة بجمع البيانات السلوكية وصور الدماغ من 43 طفلا مصابا بالتوحد و41 طفلا سليما وقارنوا بينهم. بالإضافة إلى جمع عينات براز من المشاركين لتحليل النواتج الأيضية (المستقلبات) التي أنتجتها بكتيريا الأمعاء.
إعلانقالت الدكتورة ليزا، أن الدراسات السابقة بينت وجود اختلاف في البيئة البكتيرية في الأمعاء ووجود فرق في شكل الدماغ عند مرضى التوحد، إلا أن هذه الدراسة جاءت لربط العلاقة بينهما.
سلوك الأطفال والسيروتونينربط الباحثون هذه المستقلبات باختلافات الدماغ الملحوظة لدى الأطفال المصابين بالتوحد وخصائصهم السلوكية. وركزوا على مسار الذي يتحلل من خلاله التربتوفان إلى عدة مستقلبات، بما في ذلك السيروتونين. والتربتوفان حمض أميني موجود في العديد من الأطعمة.
ويعد السيروتونين أحد أهم النواقل العصبية في الجسم وهو مسؤول عن التفاعلات الاجتماعية، كمعالجة العواطف والتعلم وغيرها من الوظائف. ولأن الأمعاء من أهم الأعضاء التي تنتج السيروتونين، فإن أي تغيير في صحة الأمعاء قد ينعكس على إنتاجه.