تمتد قافلة من المقطورات محملة بسيارات مستعملة على مدى كيلومترات على طريق ترابي يؤدي إلى محطة جمركية في مدينة غيومري الأرمينية. وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات الغربية غير المسبوقة على موسكو، أتيحت فرصة تجارية لتجار السيارات المستعملة مثل ياروسلاف كولتشينكو.

حظرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تصدير السيارات إلى روسيا لكن لا يزال من الممكن تخليص السيارات عبر أرمينيا.

وكولتشينكو (31 عاما) يستفيد من ذلك، ووقف يحتسي القهوة تحت الشمس قرب صف السيارات.

ويقول التاجر لفرانس برس "حتى الأثرياء الروس لا يستطيعون الوصول إلا إلى السيارات الأميركية المستعملة التي يتم جلبها إلى روسيا عبر أرمينيا".

ويصف الرجل المتحدر من سان بطرسبرغ مسار رحلة المركبات لتصل إلى روسيا في ظل العقوبات المفروضة عليها.

ويشرح أنه "يتم شراء سيارات مستعملة أو تالفة أو رخيصة من المزادات عبر الإنترنت في الولايات المتحدة".

وبعدها "يتم نقلها من طريق البحر إلى ميناء بوتي الجورجي ثم إصلاحها ونقلها إلى أرمينيا للتخليص الجمركي ثم نقلها إلى روسيا برا عبر جورجيا".

"مربحة"

تقول كييف وحلفاؤها من الغربيين إن شركاء روسيا الاقتصاديين في منطقة القوقاز السوفياتية السابقة أو آسيا الوسطى يساعدون موسكو في الالتفاف على العقوبات.

وكان الرئيس الأرميني فاهاغن خاتشاتوريان أعرب عن ثقته العام الماضي بأن روسيا "ستقاوم العقوبات" وتعهد علاقات اقتصادية أوثق مع موسكو "الشقيقة".

وترتبط الدولة القوقازية الصغيرة والفقيرة باتفاقية تجارة حرة مع روسيا، وتخليص السيارات في الجمارك الأرمينية أرخص بكثير مقارنة بروسيا.

وبرزت أرمينيا كمركز لإعادة التصدير من الولايات المتحدة إلى روسيا بعد أن أغلق تجار السيارات الغربيون متاجر الوكلاء هناك.

ويؤكد شريك كولتشينكو الذي عرف عن نفسه باسمه الأول فقط اندريه بأنهما باشرا العمل في هذا المجال منذ اندلاع الحرب في شباط/فبراير 2022.

وأضاف "في نيسان/ابريل، قمنا ببيع ثماني سيارات ونخطط لتوسيع أعمالنا التي تعد مربحة للغاية".

الجيش البريطاني يحقق في إرسال معلومات عسكرية لحليفة روسيا بدل البنتاغونروسيا لا تزال تحتفظ بدعم في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية رغم حربها على أوكرانيا بروكسل قلقة من قانون بولندي ظاهره مواجهة روسيا وباطنه قمع المعارضة

ويشرح اندريه على سبيل المثال كيف تذهب إحدى السيارات التي اشتراها مؤخرا ب13 ألف دولار، للبيع في سان بطرسبرغ مقابل 23 ألف دولار مع تكاليف جمركية تبلغ حوالى 5000 دولار.

وقد تساعد هذه الأرقام في تفسير الارتفاع الكبير في حجم التبادل التجاري بين أرمينيا وروسيا منذ غزو موسكو لكييف.

وبموجب احصاءات رسمية، هناك زيادة في الصادرات بمقدار يتجاوز الضعفين بحيث وصلت قيمتها إلى رقم قياسي بلغ 2,4 مليار دولار العام الماضي.

حققت إعادة تصدير السيارات العام الماضي نموا بنسبة 170%. وتم نقل أكثر من 450 ألف سيارة - معظمها من الولايات المتحدة - إلى روسيا في الربع الأول من عام 2023.

بينما حظرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تصدير السيارات إلى روسيا، لا يزال من الممكن تصدير السيارات عبر أرمينياAFP

وفي آذار/مارس الماضي، أصدرت وزارات العدل والخزانة والتجارة الاميركية تقريرا مشتركا قالت فيه إن ارمينيا من بين الدول التي تستخدم كنقاط إعادة شحن إلى روسيا.

وفي حزيران/يونيو الماضي، اتخذ الاتحاد الاوروبي إجراءات جديدة أضيفت الى حزمة العقوبات الحادية عشرة ضد روسيا لتضييق الخناق على التهرب من القيود، وخصوصا سد الثغرات في اعادة تصدير التكنولوجيا الحساسة مثل الرقائق عبر بلدان ثالثة.

وكان رئيس الوزراء الارميني نيكول باشينيان أكد لفرانس برس هذا الشهر أن الامتثال للعقوبات الغربية بدون إغضاب شريك اقتصادي رئيسي أمر يصعب تحقيق توازن فيه.

وقال "نحن على اتصال تعاون وثيق بالمبعوث الخاص للاتحاد الاوروبي وممثل الولايات المتحدة لضمان ان نتصرف كعضو مسؤول فى المجتمع الدولي".

واوضح باشينيان أنه"ليس هناك على المستوى الرسمي أي اعتراضات أو شكاوى من شركاء أوروبيين أو أميركيين ولا من روسيا".

في غيومري، يصر ياروسلاف على أن "ما يحدث هنا يظهر إمكان التهرب من أي عقوبات"، مضيفا "بالطبع الاميركيون ليسوا سعداء بذلك وسيحاولون على الأرجح إثارة المشاكل لكنهم سيفشلون. لا يمكن عزل دولة كبيرة مثل روسيا".

المصدر: euronews

كلمات دلالية: حصار روسيا أرمينيا الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات روسيا الحرب الروسية الأوكرانية فرنسا الشرق الأوسط ضحايا النيجر فلاديمير بوتين الصين حقوق الإنسان لبنان روسيا الحرب الروسية الأوكرانية فرنسا الشرق الأوسط ضحايا النيجر الولایات المتحدة إلى روسیا

إقرأ أيضاً:

المجر تدعو لإعادة النظر في العقوبات الأوروبية على روسيا

قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، اليوم الجمعة، إنه يجب على الاتحاد الأوروبي إعادة النظر في العقوبات المفروضة على روسيا لأنها تبقي أسعار الطاقة مرتفعة مما يعوق القدرة التنافسية للاتحاد.

وذكر أوربان في مقابلة مع الإذاعة العامة المجرية "يجب خفض أسعار الطاقة بكل الوسائل. وهذا يعني ضرورة إعادة النظر في العقوبات لأن أسعار الطاقة لن تنخفض في ظل سياسة العقوبات الحالية".

وأضاف رئيس وزراء المجر أن الشركات الأمريكية تدفع ربع ما تنفقه نظيراتها الأوروبية على الغاز والكهرباء، وهو عائق لا يمكن التغلب عليه بوسائل أخرى.

❗Hungarian Prime Minister Viktor Orban: "Europe must reconsider sanctions against Russia, which are keeping energy prices high" pic.twitter.com/hmbLKuTWmy

— Ignorance, the root and stem of all evil (@ivan_8848) November 15, 2024

ومنذ هجوم روسيا على أوكرانيا في أوائل عام 2022، ينتقد أوربان صراحة عقوبات الاتحاد الأوروبي على موسكو ودعم التكتل لكييف مالياً وعسكرياً.

وبذلت دول غرب أوروبا جهودا كبيرة للتخلص من اعتمادها على الطاقة الروسية. لكن المجر، وهي دولة حبيسة، تحصل على ما يتراوح بين 80 و85 % من احتياجاتها من الغاز من روسيا، فضلا عن 80 % من إمداداتها من النفط الخام.


مقالات مشابهة

  • مشرعون: ضرب عمق روسيا بأسلحة أميركية قد تشعل حربا عالمية
  • البنتاغون: لا تعليق على تقارير بشأن السماح لاستخدام أوكرانيا صواريخ أميركية داخل روسيا
  • روسيا تتطلع إلى زيادة تصدير الغاز إلى الصين عبر كازاخستان
  • إيران تطالب الولايات المتحدة بدفع تريليون دولار تعويضا عن العقوبات
  • أوربان: لا بد لأوروبا أن تعيد النظر في العقوبات المفروضة على روسيا
  • العقوبات الغربية تنعش مبيعات السيارات الصينية في أسواق روسيا
  • المجر تدعو إلى إعادة النظر بالعقوبات الأوروبية على روسيا
  • روسيا تفرض قيودًا مؤقتة على صادرات اليورانيوم المخصب إلى الولايات المتحدة
  • هنغاريا: يجب إعادة النظر في العقوبات الأوروبية على روسيا
  • المجر تدعو لإعادة النظر في العقوبات الأوروبية على روسيا