شاهد: مئات اللبنانيين يحيون الذكرى السنوية الثالثة لانفجار المرفأ والعدالة معطّلة
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
جدّد أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت خلال إحيائهم الجمعة الذكرى السنوية الثالثة لوقوع الكارثة، تمسّكهم ببلوغ العدالة "حتى النفس الأخير"، في وقت تعطّل تدخلات سياسية وقضائية مسار التحقيق في بلد تسوده ثقافة الإفلات من العقاب.
في الرابع من آب/أغسطس 2020، عند الساعة السادسة وسبع دقائق، دوى انفجار ضخم في بيروت، حصد أكثر من 220 قتيلاً وتسبّب بإصابة أكثر من 6500 شخص بجروح، وأحدث دمارا واسعا في المرفأ وعدد من أحياء العاصمة.
وسار المئات من اللبنانيين يتقدّمهم أهالي الضحايا عصر الجمعة من أمام مقرّ فوج الإطفاء في الكرنتينا باتجاه المرفأ تحت شعار "العدالة رغماً عنهم، من أجل العدالة والمحاسبة... مستمرون".
وفي لحظة الانفجار، وقف المشاركون دقيقة صمت، على وقع صفارات البواخر الراسية في المرفأ. وتلا متحدّث باسم الأهالي أسماء الضحايا تباعاً على وقع التصفيق والدموع.
وقال بول نجار، والد الطفلة ألكسندرا التي قتلت في الانفجار وتُعد من بين أصغر ضحاياه، في كلمة ألقاها "قلوبنا حزينة لأنه مرّت ثلاث سنوات ولم نعلن الحداد (...) ولأن الحقيقة ما زالت تُرفض".
وأضاف "قتلونا في منزلنا في ذاك النهار وما زالوا يقتلوننا في كل يوم ويراهنون على أن نفقد الأمل ونستسلم" مؤكداً في الوقت ذاته "نحن الشعب الذي لم يمت وسيبقى يطالب بالعدالة حتى النفس الأخير".
وحمل المشاركون الذين اتشح بعضهم بالسواد صور أحبائهم ورايات سوداء. كما رفعوا علماً لبنانياً ملطخاً بالأحمر. وحمل آخرون علماً عملاقاً كتب عليه قسم بالنضال حتى تحقيق العدالة.
وتقدّمت المسيرة آلية لفوج الإطفاء عليها صور لعناصر الفوج العشرة الذين سارعوا لإخماد حريق في المرفأ سبق وقوع الانفجار.
وردّد المشاركون هتافات عدة بينها "لن ننسى، لن ننسى، دم الشهداء لن ننسى" على وقع أغان وأناشيد وطنية.
وقالت تانيا ضو التي قتل زوجها الطبيب في الانفجار خلال مشاركتها في المسيرة لفرانس برس، "إصرارنا على المطالبة بالحقيقة يأتي من وجعنا".
ومنذ اليوم الأول، عزت السلطات الانفجار إلى تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم داخل المرفأ من دون اجراءات وقاية إثر اندلاع حريق لم تُعرف أسبابه. وتبيّن لاحقاً أن مسؤولين على مستويات عدة كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يحركوا ساكناً.
إثر الانفجار، عيّنت السلطات القاضي فادي صوان محققاً عدلياً، لكن سرعان ما تمت تنحيته في شباط/فبراير 2021 إثر ادعائه على رئيس الحكومة حينها حسان دياب وثلاثة وزراء سابقين بتهمة "الإهمال والتقصير والتسبّب بوفاة" وجرح مئات الأشخاص.
واصطدم خلفه القاضي طارق بيطار بالعراقيل ذاتها مع إعلان عزمه على استجواب دياب، تزامناً مع إطلاقه مسار الادّعاء على عدد من الوزراء السابقين، بينهم نواب، وعلى مسؤولين أمنيين وعسكريين.
وامتنع البرلمان السابق عن رفع الحصانة عن النواب المذكورين، ورفضت وزارة الداخلية منحه إذناً لاستجواب قادة أمنيين ورفضت قوى الأمن كذلك تنفيذ مذكرات توقيف أصدرها. وغرق التحقيق بعدها في متاهات السياسة ثم في فوضى قضائية بعدما حاصرت بيطار عشرات الدعاوى لكف يده، تقدم بغالبيتها مسؤولون مُدّعى عليهم.
وخلال عامين ونصف عام، تمكّن بيطار من العمل رسمياً لقرابة ستة أشهر فقط، تعرّض خلالها لضغوط أنذرت بأزمة غير مسبوقة في الجسم القضائي، خصوصاً بعدما أحبط مدعي عام التمييز غسان عويدات محاولته استئناف التحقيقات مطلع العام الحالي.
وكان بيطار استأنف تحقيقاته في 23 كانون الثاني/يناير 2023 بعد 13 شهراً من تعليقها، وقرّر الادّعاء على ثمانية أشخاص جدد بينهم عويدات، وحدّد مواعيد لاستجواب 13 شخصاً مدعى عليهم.
لبنان يحيي الذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت.. الأهالي يطالبون بالعدالة والقصاص من "مسؤول مجهول" انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان من دون تعيين خلف لهعدد القتلى في ازدياد.. استمرار الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنانلكن عويدات تصدى له بالادعاء عليه بـ"التمرد على القضاء واغتصاب السلطة"، وأصدر منع سفر في حقه، وأطلق سراح جميع الموقوفين.
إزاء ذلك، تراجع بيطار عن المضي بقراراته.
وقال مصدر قانوني مواكب للملف لوكالة فرانس برس، من دون الكشف عن هويته، إن ملف التحقيق "قيد المتابعة" من بيطار، رغم الدعاوى التي تلاحقه وتعلّق عمله رسمياً.
وأوضح أن رغم غيابه عن أروقة قصر العدل، يُصر بيطار على استكمال مهمته حتى اصدار قراره الظني كما وعد عائلات الضحايا التي تعقد آمالها عليه من أجل بلوغ العدالة.
وفي كلمة ألقتها أمام المشاركين، قالت المحامية سيسيل روكز، التي فقدت شقيقها في الانفجار "التحقيق معرقل بفعل السلطة السياسية وبعض القضاة الذين يواكبونهم".
ويُعد حزب الله، اللاعب السياسي والعسكري الأبرز في لبنان، من أشد الرافضين لعمل بيطار والمطالبين بعزله. وقال الأمين العام للحزب حسن نصرالله الخميس "المسؤولون عن هذا التقصير أو عن هذه المصيبة أو عن هذه الجريمة، سموها ما شئتم، يجب أن يُعاقبوا، ولكن الذي يُضيّع العدالة مع الحقيقة هو هذا التسييس".
اصطدمت مطالبة أهالي الضحايا الذين تظاهروا مراراً، بتحقيق دولي، برفض رسمي في لبنان.
وقال جاد مطر (42 عاماً) على هامش مشاركته في التحرّك لفرانس برس "يحقّ لي كمواطن لبناني أن أعرف لماذا قتل مواطنون لبنانيون في الانفجار من دون سبب".
وأضاف بانفعال "يجب أن يتوقف هذا النظام الممنهج الذي يجعل جميع اللبنانيين عرضة للقتل في أي لحظة كما لو أننا نعيش على فوهة بركان".
في باريس، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار لبنان مرتين بعد الانفجار "لبنان لم يكن وحيداً ولن يكون أبداً"، مخاطباً اللبنانيات واللبنانيين "بإمكانكم الاعتماد على فرنسا، على تضامننا وعلى صداقتنا".
واعتبر متحدث باسم الخارجية الأميركية في بيان الجمعة أن "عدم إحراز تقدم نحو المساءلة غير مقبول ويؤكد الحاجة إلى إصلاح قضائي واحترام أكبر لسيادة القانون في لبنان".
وجدّدت منظمات، بينها هيومن رايتش ووتش والعفو الدولية، وعائلات ضحايا الخميس مطالبتها الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بدعم إنشاء بعثة دولية مستقلة ومحايدة لتقصي الحقائق.
واعتبرت نائبة المديرة الإقليمية في منظمة العفو الدولية آية مجذوب "استخدمت السلطات كل السبل التي في متناولها لتقويض التحقيق المحلي وعرقلته بوقاحة لحماية نفسها من المسؤولية".
ونبّهت مديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى منظمة هيومن رايتس ووتش لمى فقيه في تصريح لفرانس برس من أنه "إذا لم تتم محاسبة المسؤولين (عن الانفجار)، فسيضع ذلك البلاد على مسار يسمح بتكرار جرائم مماثلة".
المصدر: euronews
كلمات دلالية: ضحايا العدالة انفجار بيروت مظاهرات لبنان الحرب الروسية الأوكرانية روسيا فرنسا الشرق الأوسط ضحايا فلاديمير بوتين النيجر الصين حقوق الإنسان لبنان روسيا الحرب الروسية الأوكرانية فرنسا الشرق الأوسط ضحايا النيجر فی الانفجار من دون
إقرأ أيضاً:
إلغاء مئات الرحلات الجوية بسبب الإضرابات في المطارات الألمانية
مارس 10, 2025آخر تحديث: مارس 10, 2025
المستقلة/- ألغيت مئات الرحلات الجوية في مختلف أنحاء ألمانيا بسبب إضراب عمال المطارات على مستوى البلاد بسبب الأجور، مما سبب أضطراب كبير للمسافرين بالطائرات.
بدأ الإضراب الذي قادته نقابة فيردي بشكل غير متوقع يوم الأحد في مطار هامبورج، قبل أن يتوسع إلى إضراب على مستوى البلاد.
وحث الركاب في فرانكفورت وميونيخ وبرلين وغيرها من المحاور الرئيسية على عدم السفر إلى المطارات، مع تعطل العمليات بشدة. وقال مطار فرانكفورت، الأكثر ازدحاماً في ألمانيا، إن الركاب لن يتمكنوا من ركوب الرحلات الجوية وسوف يتأثر النقل “بشكل شبه مؤكد”.
نقابة فيردي، التي تمثل العاملين في القطاع العام والنقل، في نزاع مستمر بشأن الأجور وظروف العمل.
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن آلاف الرحلات الجوية قد يتم إلغاؤها على مدار اليوم، مما يعطل سفر أكثر من 500 ألف مسافر.
وأكدت مجموعة لوفتهانزا، التي يقع مركزها الرئيسي في فرانكفورت، “تأخيرات وإلغاءات واسعة النطاق” في جميع شركات الطيران التابعة لها.
وفي الوقت نفسه، حذر مطار ميونيخ من “جدول رحلات مخفضة بشكل كبير”. ويشمل ذلك رحلات يورو وينجز والخطوط الجوية النمساوية والخطوط الجوية السويسرية.
وقالت كاتيا بروم، المتحدثة باسم مطار هامبورج، حيث تم بالفعل إلغاء جميع الرحلات المغادرة البالغ عددها 143 المقررة يوم الاثنين، إن نقابة فيردي “عديمة الشرف” لدعوة الإضراب دون إشعار في بداية موسم العطلات.
وقالت إن إضرابات يوم الأحد كانت “مفرطة وغير عادلة لعشرات الآلاف من المسافرين الذين لا علاقة لهم بالنزاعات”.
واعترف متحدث باسم فيردي بأن الإضراب سيؤثر على كثيرين، لكنه قال إن تعطيل السفر كان ضروريًا للحصول على عرض أجر أفضل.
وقال لارس ستوب، ممثل النقابة في هامبورج، لبي بي سي: “العمال يدركون أن الاضطرابات تحدث بالفعل، وهم غير مرتاحين لذلك، ولكن في كل الأحوال، فإن صاحب العمل هو الذي تسبب في هذه الإضرابات لأنه لم يقدم عرضا قابلا للتفاوض على الطاولة”.
وقد تم إلغاء العديد من الرحلات الجوية المقررة في مطار فرانكفورت والتي يبلغ عددها 1770 رحلة، في حين من المتوقع إلغاء غالبية الرحلات الجوية في ميونيخ والتي يبلغ عددها 820 رحلة.
ومن المتوقع إلغاء مئات الرحلات الجوية الأخرى في شتوتغارت ودوسلدورف وكولونيا وبرلين.
وقد قام العديد من الركاب بالفعل بتسجيل أمتعتهم وكانوا يواجهون مشاكل في إعادتها، وفقًا لهيئة الإذاعة العامة NDR.
وقالت نقابة ADV، التي تمثل المطارات الألمانية الرئيسية، إن الإضراب “أدى إلى شل حركة النقل الجوي بالكامل تقريبًا”.
وتتضمن مطالب فيردي زيادة في الأجور بنسبة 8%، أو ما لا يقل عن 350 يورو شهريًا، لجميع العمال – وثلاثة أيام إضافية من الإجازة، بالإضافة إلى يوم إضافي لأعضاء النقابة.
وقال ستوب إنه في حين أن نطاق أجور المطارات أعلى من الحد الأدنى للأجور، ويتراوح من 13 إلى 25 يورو في الساعة، فإن العمال في أدوار مختلفة – وخاصة موظفي الأمن – حصلوا على إجازة سنوية أقل من غيرهم.
وأضاف “لقد كانت هناك جولتان من المفاوضات لم يعرض فيهما أصحاب العمل سنتا واحدا بعد”.
“من المعتاد تماما ألا نتلقى أي عروض في الجولة الأولى، ولكن حتى في الجولة الثانية، قال أصحاب العمل في الأساس، “لا، لن نقدم لكم عرضا لأننا لا نملك أي أموال”.
وقال اتحاد عمال الأمن، الهيئة التي تحدد أجور العاملين في مجال الأمن، في بيان: “إن الضرر الناجم عن هذا الإضراب يكاد يكون حصريا للشركات التي لا تجلس على طاولة المفاوضات”.
ودعت الحكومة إلى حظر الإضرابات التي تتم في وقت قصير، مضيفة أن النقل الجوي “ضروري لألمانيا كموقع تجاري” والذي “يجب ألا يتم استغلاله” في نزاعات الأجور الجماعية.
وقال رالف بيزيل، المدير العام لشركة ADV، إن الإضراب كان له تأثير على حركة المرور الجوي الأوروبية والعالمية، مما أدى إلى تفويت الاتصالات بسبب “تأثير الدومينو”.
ودعا إلى إصلاحات لقوانين الإضراب الألمانية المتعلقة بالبنية التحتية “الحيوية”.
وتتعلق ما يسمى “الإضراب التحذيري”، وهو تكتيك راسخ في مفاوضات الأجور الألمانية، بنزاعين منفصلين حول الأجور: أحدهما يتعلق بعمال أمن المطارات، وخلاف أوسع نطاقاً حول أجور موظفي الحكومة الفيدرالية والبلدية.
ودعت فيردي أيضا إلى إضرابات في جمع النفايات في العديد من المدن الألمانية، بما في ذلك برلين وإسن وكيل، حيث لم يتم إفراغ صناديق القمامة منذ الأسبوع الماضي.
ومن المقرر أن تستأنف محادثات الأجور لموظفي الحكومة يوم الجمعة في بوتسدام، في حين من المقرر أن تبدأ الجولة التالية من المحادثات لموظفي أمن المطارات في 26 مارس.
وانتقد نيكلاس بنراث، من اتحاد النقابات العمالية الألماني، الذي ينظم أجور وظروف عمل عمال البلديات، الإضرابات أيضاً، قائلاً إن مطالب فيردي ستكلف ما يقرب من 15 مليار يورو.
وأضاف: “مع إجمالي ديون البلدية التي تبلغ حوالي 160 مليار يورو، فإن هذه المطالب غير قابلة للتطبيق مالياً”.