ضرورة استبدال العدادات الكهربائية القديمة: تحذيرات وإجراءات عملية
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
أكدت وزارة الطاقة والكهرباء المصرية على أصحاب العدادات الكهربائية القديمة ضرورة التحرك السريع في حالة وقوع طوارئ تؤثر على تشغيل العدادات، مع التأكيد على أهمية التوجه فورًا إلى الجهات المختصة لإصلاح العطل.
هذا التدبير يهدف إلى تجنب المسائلة القانونية وضمان سلامة المستهلك من أي ضرر ناتج عن عدم صيانة العدادات.
- يواجه مستخدمو العدادات القديمة مشاكل تؤثر على دقة قراءة الاستهلاك، مما ينتج عنه دفع فواتير بقيم تخالف الاستهلاك الفعلي للمواطن.
- لذا، تعمل الوزارة على حل هذه المشاكل من خلال استبدال العدادات القديمة بأخرى حديثة تسجل بدقة أعلى قمة الاستهلاك الفعلية.
1. الإبلاغ عن العطل: يجب على المستهلك الاتصال بشركة الكهرباء المحلية فور ظهور أي عطل في مؤشر قراءة العداد القديم.
2. تقييم العطل: ترسل الشركة مختصين لتقييم العطل وتحديد مدى تأثيره على قراءة الاستهلاك.
3. إجراءات الإصلاح: يتخذ المختصون الإجراءات الضرورية لإصلاح العطل، وفي حالة عدم القدرة على الإصلاح يتم استبدال العداد بواحد جديد على نفقة الشركة.
4. تسهيلات الدفع: توفر الشركة إمكانية تقسيط ثمن العداد الجديد وإضافة الأقساط إلى فاتورة الكهرباء للمستهلك.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الكهرباء عدادات الكهرباء
إقرأ أيضاً:
المجتمع يفقد بوصلته.. بين الاستهلاك المادي وضياع الأهداف!
في ظلّ التحولات الاجتماعية والسياسية المعاصرة، باتت مجتمعات عديدة تواجه تحديًا وجوديًّا يتمثل في فقدان بوصلة التوجه والغاية. لقد أدركت بعض الأنظمة الحاكمة أن تفكيك المجتمع، وإلهاء أفراده بالماديات والملذات، يُعد وسيلة فعّالة للسيطرة عليهم وإبعادهم عن قضاياهم المصيرية؛ فكلما انشغل الأفراد بتحقيق رغباتهم الشخصية، وانجرفوا نحو نمط استهلاكي فارغ، تضاءل اهتمامهم بالشأن العام، وأصبح توجيههم أكثر سهولة وفقًا لمقتضيات السلطة.
لكن السؤال الجوهري هنا: هل يمكن تزييف الأولويات إلى الأبد دون أن يدفع المجتمع ثمنًا باهظًا؟
من تفكّك الأهداف إلى هشاشة المجتمع
إن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في تفكيك المجتمع، وإنما في قلب المعادلة بين الوسائل والغايات.
حينما يتحوّل المال والمتعة من أدوات لتحقيق حياة كريمة إلى أهداف بحد ذاتها، يفقد الإنسان إدراكه قيمته كغاية في ذاته، ويتحول إلى مجرد وسيلة لخدمة مصالح ضيقة. وهذا التحول يفرز مجتمعا هشًّا، مجردًا من القيم التي تحميه والمبادئ التي تصونه، ما يجعله عرضة لأي قوة داخلية أو خارجية تسعى لاختراقه.
في المجتمعات التي تفتقد إلى رؤية واضحة لمستقبلها، يصبح الأفراد مأسورين للحياة الاستهلاكية، فتتراجع لديهم روح الابتكار والإنتاج، ويتلاشى الشعور بالمسؤولية الجماعية.
فحين يُختزل الطموح في تحقيق الملذات الآنية، تغيب الأهداف الشخصية، وتتفكك الأسر، ويضعف الانتماء الوطني والقومي. وهذا لا يؤدّي فقط إلى تدهور القيم الاجتماعية، بل يسهم أيضًا في خلق بيئة غير مستقرة، يكون ولاء الأفراد فيها هشًّا، ومبنيًّا على المصالح الآنية بدلًا من المبادئ الراسخة.
الإلهاء الجماعي: دور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي
لقد ساهم التطور التقني والتكنولوجي في تسريع وتيرة هذا التحول، حيث أصبح الإنسان منشغلًا بشكل غير مسبوق بوسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى الترفيهي المستمر، ما أدّى إلى تآكل الوقت المتاح للتفكير العميق أو العمل الجاد على تحقيق الأهداف الشخصية والوطنية.
في هذا السياق، تتحول وسائل الإعلام الرقمية إلى أدوات لإعادة تشكيل الأولويات وتوجيه الرأي العام وفقًا لمصالح القوى المهيمنة، ما يجعل الأفراد عرضة للتلاعب دون وعي.
إن الاستخدام المفرط لهذه الوسائل لم يعد مجرد وسيلة للترفيه، بل أصبح عنصرًا رئيسيًّا في إعادة برمجة العقول، حيث يحل محل الطموحات الكبرى محتوى سريع الاستهلاك، يرسخ قيم الفردية والانعزال عن قضايا المجتمع.
وبدلًا من أن تكون التكنولوجيا أداة لتوسيع المدارك وتحقيق التنمية، تحولت إلى وسيلة لصرف الانتباه عن المشكلات الحقيقية، ما أدى إلى تفاقم الشعور بالضياع وغياب الأهداف.
عواقب المجتمع المفكّك على استقرار الدولة
إن المجتمع الذي يُعاد تشكيله وفق نمط استهلاكي فارغ سرعان ما ينقلب ضد السلطة عند أول أزمة، لأنه لا يحمل ولاء حقيقيًّا، بل تحركه المصالح الآنية.
وهكذا، فإن الحاكم، الذي اعتقد أنه عزز سيطرته، يجد نفسه في مواجهة مجتمع مفكك، غير قادر على التماسك وقت الحاجة. فحين ينهار العقد الاجتماعي المبني على المبادئ والقيم المشتركة، يصبح الاستقرار السياسي مهددًا، ويتراجع الإحساس بالمسؤولية الجماعية تجاه الدولة، ما يفتح الباب أمام الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
إن فطرة الإنسان تدفعه بطبيعته نحو الإنجاز والتأثير في محيطه، فهو ليس كائنًا استهلاكيًّا محضًا، بل يسعى دائمًا إلى تحقيق معنى في حياته. لكن، حين تنجح السلطة أو القوى المهيمنة في تحويل أحلامه إلى مجرد تحقيق اللذات الآنية، فإنه يفقد هويته ويصبح أداة طيعة في يد من يتحكم بمصادر الترفيه والتكنولوجيا.
وهنا تتجلّى خطورة فقدان الهدف الشخصي، إذ إن غياب الطموح الفردي يؤدي إلى تفكك الأسرة، وغياب الرؤية الوطنية، وضعف الانتماء القومي، ما يضعف المجتمع بأسره ويجعله غير قادر على مواجهة التحديات الكبرى.
استعادة البوصلة: ضرورة بناء مجتمع قائم على القيم والمبادئ
إنّ بناء مجتمع متماسك يرتكز على القيم والمبادئ ليس ترفًا، بل هو ضرورة لضمان استقرار الدولة على المدى الطويل. فالمجتمعات التي تمتلك وعيًا جماعيًّا بأولوياتها، وتعتمد على ثقافة المشاركة والمسؤولية، تصبح أكثر قدرة على الصمود في وجه الأزمات.
أما سياسة الإلهاء وتحويل الإنسان إلى مستهلك للملذات دون هدف، فهي مجرد وهم زائل، قد يبدو فعالًا على المدى القصير، لكنه حتمًا سينهار أمام أول اختبار حقيقي.
ولذلك، فإن الحلّ لا يكمن فقط في مقاومة التلاعب الإعلامي أو التقني، بل في إعادة بناء منظومة القيم التي تحفّز الأفراد على التفكير النقدي، وتحقيق التوازن بين الطموح الشخصي والهدف الأسري، وبين الانتماء الوطني والمسؤولية القومية.
فالمجتمع الذي يمتلك رؤية واضحة لمستقبله، ويؤمن بضرورة تحقيق الإنجاز والتقدم، هو المجتمع الذي يمكنه مواجهة تحديات العصر، والحفاظ على استقراره، واستعادة بوصلته التي تحدد مساره نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.
*نشر أولاً في مدونة الجزيرة
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقفرسالة المعلم أهم شيئ بنسبة لهم ، أما الجانب المادي يزعمون بإ...
يلعن اب#وكم يا ولاد ال&كلب يا مناف&قين...
نقدرعملكم الاعلامي في توخي الصدق والامانه في نقل الكلمه الصا...
نشكركم على اخباركم الطيبه والصحيحه وارجو المصداقيه في مهنتكم...
التغيرات المناخية اصبحت القاتل الخفي ، الذي من المهم جدا وضع...