واحد من بين 19 مخيما فلسطينيا في الضفة الغربية بنيت مؤقتا لفلسطينيين تحولوا إلى لاجئين في وطنهم خلال حرب 1948 ورفضت سلطات الاحتلال تمكينهم من العودة إلى منازلهم بعد انتهاء الحرب.

تأسس مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين عام 1949 على تلة صخرية تبعد 7 كيلومترات شمال رام الله، ويقع بالقرب من قرية جفنا، وإلى الغرب من الطريق الرئيس، الواصل بين رام الله ونابلس، وتحيط به من الشمال أراضي جفنا، وعين سينيا، وبلدة بيرزيت.

ومن الشرق قرية دورا القرع. وبلغت مساحته عند إقامته عام 9491، حوالي 240 دونما، ثم امتدت إلى 337 دونما عام 1988، منها 237 دونما أراض زراعية.

وينحدر أصل سكان المخيم من 36 قرية تابعة لمناطق اللد والرملة.


                                   من طريق جفنا باتجاه مخيم الجلزون للاجئين.

وبلغ عدد سكان المخيم عام 1967 حوالي 3071 نسمة، فيما بلغ 8968 نسمة في عام 2007، وحسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يبلغ عدد سكانه في منتصف عام 2023 نحو 9228 لاجئ.

ينحدر معظم سكان المخيم من 36 قرية تابعة لمدينتي اللد والرملة بينما نزح الجزء الباقي في عام 1967 من قريتي بيت نوبا وعمواس، بعد أن شردهم الاحتلال منهما.

غالبية السكان من اللاجئين منذ عام 1948، ويشكلون ما نسبته 99% من مجموع سكان المخيم، ويشكل اللاجئون من بيت نبالا ما نسبته 30%، اللد 17%، العباسية 13%، وباقي سكان المخيم من قرى عنابة، ام الزينات، الدوايمة، السافرية، كفر عانا، رنتية، المزيرعة، دير طريف، الرملة، وادي حنين، طيرة دندن، قولة، سلمة، صرفند الخراب، صرفند العمار، ساقية، الحديثة، البرية، صبارين، الخيرية وغيرها. بينما نزح الجزء الباقي عام 1967، من قريتي بيت نوبا، وعمواس بعد أن تم تدميرهما وتشريد السكان.

في مخيم الجلزون كثافة سكانية عالية، كما هي الحال في بقية المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج.

تتعدد الروايات حول تسمية المخيم  بهذا الاسم، فالرواية الأولى تقول أن سبب التسمية بعود إلى وجود  عين الجلزون والتي لا زالت آثارها حية وموجودة. وأما المصدر الثاني فينسب السبب إلى واد الحلزون الكبير ثم حرفت فيما بعد إلى الجلزون وهذه الراوية ضعيفة الآن.

وأما الرواية الثالثة فهي تعود إلى أرض الينابيع الوافرة ويعود ذلك لكون كلمة الجلزون كلمة يونانية مكونة من مقطعين الأول (Jalaz) وتعني الينابيع الوافرة والثاني(zone) تعني منطقة وإذا جمعنا المقطعين يصبح اسمها أرض الينابيع الوفيرة وانتشار آبار المياه الجوفية الكثيرة التي يزيد تعدادها عن (300(.

ومثله مثل باقي المخيمات في الضفة الغربية، فقد بني المخيم فوق قطعة من الأرض قامت "الأونروا" باستئجارها من الحكومة الأردنية.

وأصبح المخيم تحت السيطرة الإسرائيلية الفلسطينية المشترك في أعقاب اتفاقيات أوسلو.


                              مخيم الجلزون هدف لمشاريع الاستيطان الإسرائيلية.

يقع المخيم في مشاريع التوطين الإسرائيلية، ضمن البند القاضي بهدم المخيم، لوجوده في ضواحي القدس ورام الله، ونقل سكانه إلى منطقة الأغوار، ورافق هذه العملية زحف استيطاني باتجاه المخيم، فقد أُقيمت مستوطنة "بيت إيل" في عام 1977 على أراضي قريتي بيتين ودورا القرع، القريبتين من المخيم، والواقعتين شمال رام الله، وهذه المستوطنة تابعة لحركة غوش إيمونيم الصهيونية .

وتداهم القوات الإسرائيلية المخيم في أحيان كثيرة وتقوم باعتقالات. ونظرا إلى قرب المخيم من مستوطنة "بيت إيل"، تتكرر المواجهات بين الشباب والجيش الإسرائيلي والمستوطنين. ويحمل نصب الشهداء أسماء أكثر من 40 شخصا استشهدوا على يد الإسرائيليين منذ إنشاء المخيم. وأُصيب عدد أكبر من ذلك وأُلقي بالمئات، إن لم يكن الآلاف، في السجون الإسرائيلية. ويكاد يكون من المستحيل العثور على عائلة لم يقتل الاحتلال أحد أفرادها أو تصبه بجروح أو تعتقله. وفي مطلع العشرينيات من القرن الواحد والعشرين، انتهت سلطات الاحتلال من بناء جدار خرساني بارتفاع 4 ـ 5 أمتار عزل المخيم عن محيطه، وأبقى منزلين فلسطينيين خلف الجدار مع ممر ضيق للوصول إليهما.

ورغم مرور 70 عاما على تشريدهم من أراضيهم، لا زال سكان مخيم الجلزون للاجئين، يعيشون في منطقة لا تزيد مساحتها عن ربع كيلو متر مربع، وسط ظروف اقتصادية واجتماعية وأمنية متردية. ويشكو السكان من اكتظاظ المخيم الواقع إلى الشمال من مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي حوله إلى بنايات متراصة، وشوارعه لأزقة تكاد لا تتسع لعابريه.

المصادر

ـ مخيم الجلزون للاجئين، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الاونروا).
ـ مخيم الجلزون، دائرة شؤون اللاجئين، منظمة التحرير الفلسطينية، 7/6/2010.
ـ  "مخيم الجلزون للاجئين في ظل مستوطنة بيت إيل"، مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسليم)، 13/3/2018.
ـ خلدون بشارة، مخيم الجلزون، الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية.
ـ وليد الخالدي "كي لا ننسى: قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها"، بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، الطبعة الثالثة، 2001.
ـ عادل يحيى، "قصة مخيم الجلزون"، رام الله: المؤسسة الفلسطينية للتبادل الثقافي، 2006.
ـ مخيم الجلزون، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير مخيم الفلسطينيين فلسطين تاريخ مخيم هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة سکان المخیم المخیم من رام الله

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال الإسرائيلى تقتحم مناطق شرقى قلقيلية فى الضفة الغربية

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قريتي عسلة وعزبة الطبيب، وبلدة عزون، بمحافظة قلقيلية في الضفة الغربية.

وقال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، الناشط ضد الاستيطان بيان الطبيب، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية"وفا"، "إن قوات الاحتلال اقتحمت قريتي عسلة وعزبة شرق قلقيلية، وسط إطلاق قنابل الصوت في منطقتي "الخط" و"الواد".

وأضاف أن قوات الاحتلال اقتحمت، كذلك، بلدة عزون شرق قلقيلية من مدخلها الشمالي الرئيسي، مشيرا إلى أن الاحتلال شدد من إجراءاته العسكرية في محيط مدينة قلقيلية، إذ نصب حاجزا عسكريا عند المدخل الشرقي للمدينة، وأوقف المركبات وفتشها ودقق في هويات ركابها، ما تسبب بأزمة مرورية خانقة.

وبين الطبيب أن الاحتلال يتعمد التنغيص والتضييق على حياة الفلسطينيين بكافة الطرق، منها الاعتقالات والاقتحامات اليومية، بالإضافة إلى نصب الحواجز العسكرية.

وفي السياق، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، شابين ونكلت بآخرين في ضاحية ذنابة، شرق طولكرم.

ووفقا لمصادر فلسطينية، فإن قوات الاحتلال نشرت فرق مشاة في شوارع وأحياء الضاحية وتمركزت في منطقة منصات العطار، وأوقفت المركبات والمواطنين ودققت في هوياتهم، خاصة الشبان، وفتشتهم واعتدت على عدد منهم بالضرب، قبل أن تعتقل الشابين وهما من سكان مخيم نور شمس.

وأضافت المصادر ذاتها، أن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها العسكرية في ضاحية ذنابة، خاصة المنطقة المحاذية لمخيمي طولكرم ونور شمس، واعترضت مركبة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر أثناء توجهها لإخلاء حالة مرضية من المنطقة، وفتشتها وأجبرت طواقمها على المغادرة.

مقالات مشابهة

  • الدويري: الضفة الغربية أمام تحدٍ إستراتيجي خطير قد ينتهي بضمها لإسرائيل
  • صحف عالمية: الرعب يخيم على غزة وضغوط على ترامب بشأن الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلى تقتحم مناطق شرقى قلقيلية فى الضفة الغربية
  • الضفة الغربية.. مواجهات مع قوات الاحتلال شرق قلقيلية
  • الاحتلال يورط الضفة الغربية في جحيم صراع لم تشهده منذ 58 عامًا
  • تحذير أممي من تداعيات العملية الإسرائيلية في الضفة ومنع وصول المساعدات لغزة
  • «الوزاري الخليجي» يرفض الاعتداءات الإسرائيلية ضد سكان غزة
  • “أونروا”: عمليات الهدم الإسرائيلية في الضفة الغربية تؤدي إلى نزوح غير مسبوق
  • حماس: الاعتداءات الإسرائيلية على المساجد تصعيد خطير وحرب دينية
  • المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون يُطالب المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة للرد على الممارسات الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة