الببغاء ينحرف يمينا والنحل يسارا.. لماذا لا تتصادم الطيور في الأجواء كما البشر على الأرض؟
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
فيما يجد البشر صعوبة في تجنب الاصطدام ببعضهم عند الالتقاء في الشوارع المزدحمة، تطير أسراب الطيور المختلفة في الأجواء ولا تتصادم عند تقابلها مهما كثرت أعدادها.
إقرأ المزيدفي دراسة استخدم فيها العلماء طيور الببغاء، تبين أن أفراد أنواعها المختلفة جميعا تقريبا تستدير أثناء طيرانها إلى اليمين حين ترى ما يعترض طريقها.
الملاحظة الأخرى المثيرة للاهتمام التي رصدها العلماء تتمثل في سرعة رد فعل الطيور التي واصلت تطورها على مدى 150 مليون عام، إذ تبين أن بإمكانها اكتشاف التصادم المحتمل وإجراء التصحيح اللازم في وقت قدره 0.42 ثانية.
من بين الأمور اللافتة الأخرى التي رصدها الخبراء، أن الأسراب الضخمة من الزرزور التي تظهر في الأجواء مشكلة تكوينات بهلوانية مدهشة، قد تتصادم بشكل دوري، ولكن بطريقة تتلامس فيها أحيانا من دون أن تتضرر.
العلماء يشيرون إلى أن أفراد الطيور في أسرابها تجيد توقع التغييرات في اتجاه الرحلة، وهي تدرك وقت وكيفية التغيير، وكل طائر في السرب لا يرى الطائر الأقرب إليه فقط، بل يضع جميع الطيور في مجال رؤيته.
يتفاعل كل طائر في مثل هذه المواقف أثناء الطيران بطريقة تشبه قطع الدومينو المتساقطة. ويمكن للطيور بما أن جميعها لديها نفس وقت رد الفعل السريع، الحفاظ بنجاح على ذات الوضع بالنسبة للمجموعة بأكملها، وبالنسبة للطيور المجاورة حين يغير السرب اتجاهه.
يحدث ذلك بحسب الخبراء لأن رد فعل الطيور فطري. مع ذلك فهي ليست مثالية مئة بالمئة، لأن بعض الطيور تتلامس لكنها لا تتصادم في الغالب بطريقة كارثية، لأن المسار يتم تصحيحه على الفور بسرعة وسهولة لا تتعدى أجزاء الثانية.
يلفت الخبراء أيضا في هذا السياق إلى أن الطيور تبدو في السماء عند مشاهدتها عن بعد، أقرب إلى بعضها مما هو الحال عليه فعلا.
يعتقد مانديام سرينيفاسان، الأستاذ بجامعة كوينزلاند باستراليا، أن الطيور تمكنت من تطوير استراتيجية طيران خالية من حوادث التصادم تحت تأثير عملية تطور طويلة المدى.
هذا العالم المتخصص أشار إلى أن التجارب على طيور الببغاء أظهرت أن هذه الطيور تنحرف دائما إلى اليمين، لتتفادى ما يواجهها أثناء طيرانها، ما ساعد على سلاسة حركتها، لافتا إلى أنه خلال 120 تجربة عملية لم يحدث حتى تصادم واحد بين الطيور.
علاوة على الحركة إلى اليمن لتفادي الطيور الاصطدام ببعضها، على عكس النحل الذي تنحرف أفراد أسرابه حين تتواجه إلى اليسار، تغير أحيانا الطيور علاوة على ذلك من ارتفاعها.
العلماء لا يزالون يجهلون ما يؤثر على الطيور لتختار الارتفاع المناسب أثناء عمليات تفادي التصادم مع بعضها. العالم الأسترالي سرينيفاسان يرى أن التسلسل الهرمي للطيور في السرب ربما يؤثر على هذه المسألة.
عالم إيطالي متخصص في الفيزياء يدعى أندريا كافاجنا كان اكتشف وجود نظام متطور للتواصل المتبادل بين الزرازير. تبين أن الفرد من هذا النوع من الطيور يستطيع في جزء من الثانية إرسال إشارة إلى الزرازير الأخرى، وتوجيه السرب بأكمله بعيدا عن طائر أو حيوان مفترس أو لتجاوز عقبة ما.
لم يكشف العلماء كل أسرار حركة الطيور في الأجواء وخاصة دورانها الفردي وتغيير اتجاهها أثناء رحلتها. بهذا الشأن لا توجد حتى الآن إلا تخمينات وآراء متنوعة لا تزال البيانات العلمية تنقصها.
الإنسان يستفيد من براعة الطيور الفطرية في الطيران في تطوير الصناعات الجوية المختلفة. بالمقابل تصطدم الطيور الصغيرة والكبيرة بالطائرات المختلفة ولاسيما على ارتفاعات منخفضة، كما تشفط محركات الطائرات العملاقة الطيور وتطحنها. في نفس الوقت تواصل هذه لكائنات الرائعة إمدادنا بمفاتيح الأسرار.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف فی الأجواء
إقرأ أيضاً:
قوات خفر السواحل تعلن ضبط عصابة لتهريب البشر من القرن الأفريقي إلى اليمن
ضبطت دورية لقوات خفر السواحل اليمنية قارباً يُقل العشرات من المهاجرين غير الشرعيين كانوا قادمين من القرن الأفريقي، ضمن الإجراءات التي اتخذتها السلطات للحد من تدفق المهاجرين من تلك المناطق، وذلك بعد وصول أكثر من 15 ألفاً منهم إلى البلاد خلال أول شهر من العام الحالي.
الحملة الأمنية المشتركة للقوات الحكومية التي تعمل في سواحل محافظة لحج غرب عدن، ذكرت أن إحدى الدوريات التابعة لها تمكنت في اليوم الأول من شهر رمضان من ضبط أحد القوارب في المياه الإقليمية، وكان على متنه 164 من المهاجرين غير الشرعيين من القرن الأفريقي، من بينهم 37 امرأة.
وبيّنت الحملة أن العملية تمت بعد عملية رصد ومتابعة مكثفة، حيث اشتبهت الدورية البحرية بتحركات القارب الذي كان قادته يحاولون التسلل إلى الساحل اليمني. ووفق ما أوردته الحملة، فإنه عند اقتراب الدورية من القارب وتفتيشه، تبيّن أنه يحمل عدداً كبيراً من المهاجرين غير الشرعيين، الذين تم تهريبهم في ظروف غير إنسانية، وأن هؤلاء لا يحملون أي وثائق رسمية أو تصاريح لدخول البلاد.
وأفاد البيان بأنه تم ضبط القارب وحجز المهاجرين غير الشرعيين تمهيداً لإعادتهم إلى بلادهم وفق الإجراءات القانونية المتبعة.
وألقت الدورية الحكومية القبض أيضاً على طاقم القارب المكون من 3 أشخاص، وأودعتهم السجن تمهيداً لتقديمهم للمحاكمة بتهمة المتاجرة بالبشر، وفتحت تحقيقاً موسعاً مع المهربين والضحايا للكشف عن شبكة التهريب والمتورطين في مثل هذه العمليات غير القانونية، بوزصفها خطراً يهدد الأمن والاستقرار، وفق ما جاء في بيان الحملة الأمنية.
ونبّهت قيادة الحملة الأمنية إلى أن الهجرة غير الشرعية إلى اليمن باتت تمثل تحدياً أمنياً وإنسانياً كبيراً، حيث يتم استغلال حاجة المهاجرين وظروفهم الصعبة من قِبل شبكات التهريب التي تجني أموالاً طائلة على حساب أرواحهم، دون أي حساب للمخاطر التي يواجهونها في عُرض البحر أو عند وصولهم.
وأكدت أن المهربين المقبوض عليهم سيواجهون تهماً عدة، من بينها تعريض حياة المهاجرين للخطر أثناء الرحلة عبر البحر، حيث يواجه هؤلاء ظروفاً قاسية واحتمال الغرق، إلى جانب الاشتراك في أعمال الجريمة المنظمة وشبكات التهريب التي تستغل هؤلاء الأشخاص لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
كما سيواجهون تهمة تهديد الأمن والاستقرار نتيجة محاولة الدخول إلى الأراضي اليمنية بشكل غير قانوني.
ومع تأكيد الحملة استمرارها في التصدي لعمليات التهريب وعزمها على ملاحقة شبكات التهريب، ذكرت أنها سوف تتخذ جميع الإجراءات لضبط أي محاولات مماثلة، بهدف حماية الأمن الوطني ومكافحة هذه الظاهرة التي تهدد الأمن والاستقرار.
ودعت السكان إلى الإبلاغ الفوري عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بتهريب البشر، لما لهذه الظاهرة من تأثيرات خطيرة في المجتمع والأمن.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن 15,400 مهاجر غير شرعي وصلوا من القرن الأفريقي إلى اليمن خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وأكدت أن هذا العدد يمثل انخفاضاً بنسبة 25 في المائة عن العدد الإجمالي المُبلَّغ عنه في شهر ديسمبر (كانون الأول) عام 2024، حيث وصل البلاد حينها أكثر من 20 ألف مهاجر.
ووفق هذه البيانات، فإن غالبية المهاجرين (89 في المائة) قدموا من موانئ جيبوتي، ووصلوا إلى مديرية ذوباب بمحافظة تعز بالقرب من باب المندب، وعددهم (13,642 مهاجراً)، بينما وصل البقية (11 في المائة) إلى سواحل محافظة شبوة شرق عدن، قادمين من الموانئ الصومالية.
وطبقاً للبيانات الأممية، فقد بلغ إجمالي عدد الوافدين خلال عام 2024 نحو 76,297 مهاجراً، من بينهم 21 في المائة من الأطفال، و22 في المائة من النساء، و57 في المائة من الرجال. وكان معظم هؤلاء من حملة الجنسية الإثيوبية بنسبة (98 في المائة)، بينما كان 2 في المائة فقط من الرعايا الصوماليين.
في حين لم يتم تسجيل وصول أي مهاجرين إلى سواحل محافظة لحج خلال هذه الفترة، وأُعيد سبب ذلك إلى التدابير التي اتخذتها الحكومة اليمنية لمكافحة التهريب منذ أغسطس (آب) 2023، في سواحل المحافظة التي كانت أهم طرق تهريب المهاجرين من القرن الأفريقي خلال السنوات السابقة