جرائم الجنجويد في منطقة الجزيرة ضد المدنيين خطة عسكرية
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها مليشيات الجنجويد على منطقة الجزيرة وسط السودان (الذي يضم مخطط الجزيرة المروي ( 2 مليون فدان مع أقل من 8 مليون نسمة)، تستهدف المواطنين العزل في قراهم، إضافة إلى كونه سلوكًا عميقًا متجذر في نفسيتهم التي استمرت منذ ثلاثة عقود في دارفور، هو في الحقيقة شيء أكبر من ذلك.
***
حسب شهادات الشهود ولمن يعرف صعوبة التنقل بين قرى مخطط الجزيرة الزراعي والبحر عبر قنواتها السرية وبينها فإن مليشيات الجنجويد تتحرك بكل سهولة وكأنها تمتلك خرائط أقمار صناعية بإحداثيات دقيقة مرسومة عبر الأقمار الصناعية مما يجعل نادراً ما يفقدون طريقهم بين مجمع قنوات الري الخاصة بهم، بل وأكثر سوءاً في سهوله الشاسعة مع طرقاتهم الترابية المتقاطعة. واتضح ذلك في تحركاتهم الدقيقة في المناطق الشمالية من منطقة الجزيرة حيث يمكن لشخص أن يقضي 10 ساعات يتجول من الشرق بين قرية اللعوطة وقرية واد الكريل في الغرب.
***
كما هو معروف في القانون الدولي (1)، تقع مسؤولية أمن وسلامة مواطني منطقة الجزيرة رسميا وقانونيا على أكتاف القوة العسكرية التي تسيطر على المنطقة وكل بقعة منها بوجود المدنيين. من المفهوم أن مليشيات الجنجويد هي التي تقع تحت سيطرتها منطقة الجزيرة بخصوص هذا القانون الذي يتجاهله المجتمع الدولي عمدا، يدعي الجنجويد (مثلا في مجزرة قرية واد النورة – حوالي 280 مدنيا قتلوا بدم بارد؛ التقديرات الأولى تبدأ من 100+ 2) إما أن المواطنين كانوا يحملون السلاح (وهذا من بالطبع حقهم طالما احتفظوا بقريتهم لحماية أنفسهم من أي شخص قد يهاجمهم)، أو وجود عسكري سوداني في القرية. طبعا من المعروف بالضرورة في القانون الدولي أن أي موقع مدني يمكن أن يصبح هدفا عسكريا إذا ثبت أنه يحتوي على قوات عسكرية، بشرط اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة للحد من الضرر على المدنيين.
***
ولكن الحقيقة التي تتجلى في الفيديوهات التي يتم تداولها بشكل واسع وبشكل واسع في وسائل التواصل الاجتماعي (مثلًا، دعونا نأخذ حادثتي مجزرة واد النورة مثالًا على الجنجويد وقصف سوق قندهار كمثال على ذلك الجيش السوداني، 3)، سنلاحظ ما يلي:
1) كمثال- في مجزرة قرية ود النورة (وإن كانت غيرها كثيرة) لا نرى أي جنود ينتمون للجيش السوداني سواء من القتلى أو الجرحى أو من الناس الحاضرين عليهم. هذا يشير بوضوح إلى أن جنود الجيش السوداني لم يكونوا موجودين في المنطقة على الإطلاق. هذا يثبت أيضًا أن القرية هي في الواقع منطقة مدنية 100%. هذا يثبت أنها منطقة لا توجد فيها قوات عسكرية على الإطلاق، وبالتالي يصبح استهدافها من قبل أي مجموعة عسكرية مجرد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
***
2) أما فيما يتعلق بحادثة قصف جوي سوق قندهار (وإن كان الكثير منها)، فإننا لا نلاحظ فقط وجود مقاتلي مليشيات الجنجويد يتجولون بين القتلى والجرحى وهم يحملون أسلحتهم، ولكننا نلاحظ أيضا مقاتلي المليشيات الخاصة بهم لا يزالون يرتدون الزي الرسمي بين قتلى وجرحى. هذا يثبت انها فعلا منطقة مدنية (سوق ولو لبيع البضائع المنهوبة) ولكن بوجود كثيف للقوات العسكرية مما يجعلها حسب القانون الدولي هدفا عسكريا رغم كل الألم الذي يشعر به المرء لان الضحايا المدنيين (هذه الفيديوهات غالبا تم تسجيلها بواسطة كاميرات الهاتف المحمول للجنجويد أنفسهم). وفي هذا الشأن تتحمل مليشيات الجنجويد المسؤولية الكاملة عما أصاب المدنيين وما أصاب مقاتليهم كما تتخذ المدنيين ووجودهم مثل الأحياء السكنية والأسواق كدروع بشرية يحتمون خلفها. طبعا الكل يعرف ان مليشيات الجنجويد التزمت بالابتعاد عن المناطق المدنية والسكنية بدءا من الاخلاء من منازل المواطنين التزام لم يلتزموا به حتى هذه اللحظة
***
خاتمة
من الناحية التكتيكية، ما يحدث في منطقة الجزيرة هو مجرد خطة عسكرية لإجبار الجيش السوداني على خوض هذه الحرب بطريقة حروب العصابات في ساحة معروفة بأنها متاهة بسبب قنوات الري السرية والسهول الشاسعة مع الطرق الترابية المتقاطعة للمركبات. لتنفيذ هذه الخطة وبسبب ميل الاضطهاد والإساءة للمدنيين المتجذرة في طبيعة مليشيات الجنجويد تم إعطاء أوامر مباشرة خبراء حرب استأجرتهم الإمارات لمليشيات الجنجويد لارتكاب جميع أنواع الجرائم ضد المواطنين العزل في منطقة المخطط الزراعي الجزيرة وسط السودان بغض النظر عن اعتاد مقاتلي مليشيات الجنجويد الذين لا يرحمون على ارتكاب هذه الجرائم بطبيعتهم كما كانوا يفعلون في دارفور طوال العقود الثلاثة الماضية، ورغم أن هذه الجرائم في منطقة الجزيرة هي جرائم حرب أخرى وجرائم ضد الإنسانية وحرب من الإبادة لكن هناك فرق في التكتيكات بين الحالتين في قضية دارفور، تقوم مليشيات الجنجويد بجرائمها المذكورة أعلاه باسم النظام الإسلامي للرئيس النفسي، البشير المخلوع لمعاقبة المدنيين الذين أخذ شبابهم الثوري إلى السلاح. ولكن في منطقة الجزيرة نفس الجرائم المذكورة أعلاه هي تكتيك نعم، ولكن ليس لمعاقبة الفقراء والمدنيين العاجزين، بل والأسوأ من ذلك كخطة حرب ضد الدولة السودانية، الشعب السوداني ممثل عسكريا في الجيش السوداني. المسئولون عن هذه الجرائم هم مليشيات الجنجويد والراعي الاقليمي لها ( الامارات ) وكل القوى والكيانات السياسية والمدنية السودانية المتحالفة مع مليشيات الجنجاويد ثم المجتمع الدولي وعلى رأسها الامم المتحدة ومجلس الامن وكذلك الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.
محمد جلال هاشم
*MJH*
كمبال – 10 يونيو 2024
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ملیشیات الجنجوید فی منطقة الجزیرة الجیش السودانی هذه الجرائم
إقرأ أيضاً:
جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 30 أبريل
يمانيون/ تقارير في مثل هذا اليوم 30 أبريل استهدف طيران العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بسلسلة غارات المنازل والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، وأضرار مادية بليغة.
ففي 30 أبريل عام 2015، استشهد مواطن وأصيب ثلاثة آخرون جراء قصف طيران العدوان الشارع العام بمدينة تعز كما استهدف منشآت القصر الجمهوري السكنية ومعسكر القوات الخاصة.
وأصيب ستة مواطنين جراء غارة لطيران العدوان استهدفت منزلاً بمدينة ضحيان بمديرية مجز في محافظة صعدة، وشن الطيران ثلاث غارات على مناطق متفرقة من مديرية سحار.
واستهدف طيران العدوان مكتب قناة المسيرة الفضائية بمدينة صعدة ما أدى إلى تدمير المبنى وإلحاق أضرار بليغة بالمباني المجاورة له من محلات تجارية ومنازل مواطنين.
واستهدف الجيش السعودي، بمختلف الأسلحة الرشاشة والمدفعية مديريات الشريط الحدودي.
وشن طيران العدوان عدداً من الغارات الجوية مستهدفا مواقع الكتيبة 52 دفاع جوي واللواء 107 في منطقة صافر النفطية بمحافظة مأرب.
وفي 30 أبريل عام 2016، استهدفت بوارج العدوان مدينة المخا، فيما قصف مرتزقة العدوان بالمدفعية مناطق متفرقة بمديرية الوازعية في محافظة تعز.
واستهدف المرتزقة بالمدفعية منازل ومزارع المواطنين بمديرية صرواح، وبصواريخ الكاتيوشا منطقة المشجح وجبل هيلان والأطراف الغربية لمحافظة مأرب وفرضة نهم .
كما قصفوا بالأسلحة الثقيلة مناطق متفرقة بمديريتي المتون والغيل في محافظة الجوف وقصفوا بالأسلحة المتوسطة والثقيلة غربي منفذ الطوال.
وفي 30 أبريل عام 2017، استشهد مواطنان وأصيب أربعة آخرون في غارة شنها طيران العدوان على مفرق الوازعية بمديرية مقبنة في محافظة تعز، وشن الطيران غارتين على مديرية موزع، وغارتين على معسكر خالد بالمديرية، وخمس غارات على منطقة حوزان بمديرية ذوباب في المحافظة نفسها، وغارتين بالقرب من مطار صنعاء الدولي.
وشن طيران العدوان غارة استهدفت قطيعاً من الإبل بمديرية حريب القراميش في محافظة مأرب ما أدى إلى نفوق عدد كبير منها، في حين استهدف المرتزقة بقصف مدفعي مناطق متفرقة في مديرية صرواح.
وفي 30 أبريل عام 2018، أصيب خمسة مواطنين بانفجار عبوة ناسفة زرعت بسيارة في سوق القات بمدينة مأرب.
واستهدف طيران العدوان بأربع غارات منطقة الجبانة بمديرية الحالي وبغارتين منطقة المدمن بمديرية التحيتا في محافظة الحديدة.
وشن الطيران المعادي 23 غارة على عدد من المناطق بمديرية باقم في محافظة صعدة خلفت أضراراً بليغة في ممتلكات ومزارع المواطنين، واستهدف مبنى البنك المركزي بمدينة صعدة، فيما استهدف قصف صاروخي ومدفعي سعودي منطقة الغور بمديرية غمر الحدودية، ومناطق متفرقة من مديرية رازح.
وشن طيران العدوان تسع غارات على مديريتي حرض وميدي في محافظة حجة.
وفي 30 أبريل عام 2019، استهدف قصف صاروخي ومدفعي سعودي مكثف منازل ومزارع المواطنين بمديرية باقم الحدودية في محافظة صعدة.
وقصف المرتزقة في محافظة الحديدة بـ32 قذيفة مدفعية والأسلحة الرشاشة مزارع المواطنين في منطقة الفازة وجنوب مدينة التحيتا، وأطلقوا قذائف المدفعية ونيران الأسلحة الرشاشة باتجاه كلية الهندسة ومناطق متفرقة بحي 7 يوليو والأحياء السكنية في شارع الخمسين ومطار الحديدة وجولة موبايل.
طيران العدوان شن غارتين على مدينة حرض في محافظة حجة، وغارتين على منطقة بقلان بمديرية بني مطر في محافظة صنعاء، وثلاث غارات على مجازة في عسير.
وفي 30 أبريل عام 2021، شن طيران العدوان سبع غارات على مديرية صرواح في محافظة مأرب، وغارتين على منطقة الفرع بمديرية كتاف في محافظة صعدة، وغارة على مديرية حرض في محافظة حجة.
وألقى طيران العدوان التجسسي قنابل على منطقة الفازة بمديرية التحيتا واستهدف قصف للمرتزقة بالمدفعية والأعيرة النارية المختلفة عدة مناطق في محافظة الحديدة.
وفي 30 أبريل عام 2022، استحدث مرتزقة العدوان تحصينات قتالية شمال حيس والجبلية وقصفوا بالمدفعية والأعيرة النارية المختلفة مناطق متفرقة في محافظة الحديدة، كما استحدثوا تحصينات قتالية غرب حرض في محافظة حجة.
وقصفت مدفعية المرتزقة منازل المواطنين ومناطق في قرية الزور وروضة صرواح في محافظة مأرب وفي المدافن والملاحيظ في محافظة صعدة ومنطقة الفاخر في محافظة الضالع.
وأطلق المرتزقة النار على منازل المواطنين ومناطق متفرقة في محافظات مأرب وصعدة وتعز وحجة والضالع.
وفي 30 أبريل عام 2023، اُستشهد مواطن وأصيب آخر، جراء قصف مدفعي سعودي استهدف مناطق حدودية في محافظة صعدة.
وفي محافظة الحديدة شن طيران العدوان التجسسي غارتين على مديرية حيس في حين استحدث المرتزقة تحصينات قتالية بالمديرية، وقصفوا بالمدفعية، والأعيرة النارية المختلفة مناطق عديدة في المحافظة.