المعارضة أمام محنة شديدة… ومنطق العزل يقلب السحر على الساحر!
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
تعاني المعارضة اللبنانية اليوم من ازمة فعلية في ظل اقتراب التسوية الشاملة، سواء اندلعت حرب اقليمية ام لم تندلع، أو توسعت المعارك الحالية الحاصلة بين "حزب الله" والعدوّ الاسرائيلي ام لم تتوسع، اذ ان المعارضة تحاول بشكل او بأخر الخروج من مِحنة الاشتباك السياسي الداخلي منتصرة بكل المعايير.
لكن قوى المعارضة التي خسرت الكثير من اوراقها منذ الانتخابات النيابية الاخيرة لم تلتفت الى ان موازين القوى الداخلية السياسية وحتى البرلمانية، اضافة الى موازين القوى الخارجية ومواقف الدول الاقليمية والدولية المعنية بالملف اللبناني، لم تعد كما كانت عليه في لحظة الانتخابات الاخيرة بل على العكس، فإنّ معظم الامور تبدلت في اتجاه لا يخدم أبداً مصلحة المعارضة.
على المستوى النيابي، فشلت عملية التقاطع في استقطاب "التيار الوطني الحر" بشكل ثابت ونهائي، إذ يبدو ان الخلافات المتجذّرة بين "التيار" وبعض افرقاء المعارضة باتت عميقة للغاية ولا يمكن اصلاحها لا من قريب ولا من بعيد، وكذلك فإنّ "الحزب التقدمي الاشتراكي" بات خارج المعارضة بالكامل في احسن الاحوال اما في اسوأ الاحتمال بالنسبة الى المعارضة، فقد بات النائب السابق وليد جنبلاط اقرب الى "حزب الله" وقوى الثامن من اذار بما لا يقاس مع حلفائه السابقين.
حتى النواب السنّة الذي كان الرهان على استقطابهم لصالح المعارضة من اجل تشكيل اكثرية نيابية وعزل “حزب الله” في مرحلة ما بعد الانتخابات، باتوا في مكان اخر وتموضع جديد بعيد عن حزب "القوات اللبنانية" بشكلٍ اساسي وعن قوى التغيير والمستقلين، وهذا ما من شأنه أن يبدل التوازنات السياسية الداخلية وليس فقط النيابية العددية، وكل ذلك اذا لم نحتسب أنّ "التيار" سيعيد حساباته بعد انتهاء الحرب ويلتصّق بحزب الله مجددا.
على الصعيد الاقليمي بدلت الحرب الحاصلة الكثير من الموازين ولم يعد حزب الله معزولاً على المستوى الشعبي السني في العالم العربي، بل ان قوى كثيرة تنفتح عليه بشكل تدريجي وستنفتح عليه اكثر في المرحلة المقبلة. كذلك الامر يحدث مع الدولة السورية التي عززت علاقاتها مع الدول الاقليمية وتحديدا الدول الخليجية وهناك مؤشرات لانفتاح اوروبي على دمشق حتى ان الاميركيين يحاولون التفاهم مع "حزب الله" لمرحلة ما بعد الحرب ولا يرغبون بالتفاهم مع أي طرف آخر في هذا الموضوع. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تونس-لامبيدوزا.. محنة العابرين بين الضفتين
تواصل السلطات التونسية تفكيك مخيمات موقتة تؤوي آلاف المهاجرين غير النظاميين بمحافظة صفاقس جنوبي شرقي البلاد وترحيلهم، بعد أن كانوا يسعون للعبور إلى إيطاليا انطلاقا من السواحل التونسية.
وبدأت تونس الأسبوع الماضي تفكيك مخيمات عشوائية مؤقتة في منطقتي العامرة وجبنيانة تضم نحو 7 آلاف مهاجر، معظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء، وبدأت في ترحيل بعضهم قسرا، وفقما تقوله منظمات حقوقية.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الطريق إلى لامبيدوزا.. جزيرة المحنة والمآسي والأملlist 2 of 4"النقطة الساخنة" في لامبيدوزا.. عنوان أزمة الهجرة الأوروبيةlist 3 of 4هل تدير أوروبا ظهرها للمهاجرين؟.. منع وصول 18 ألفا منهم إلى لامبيدوزاlist 4 of 4تونس تخلي مخيّمات عشوائية تؤوي آلاف المهاجرينend of listوأكد المتحدث باسم جهاز الحرس الوطني التونسي حسام الدين الجبابلي لرويترز استمرار عمليات ترحيل عشرات المهاجرين غير النظاميين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، مع تفكيك المخيمات العشوائية في منطقتي العامرة وجبنيانة بمحافظة صفاقس.
وأوضح الجبابلي أن بعض المهاجرين غير النظاميين "المتورطين في جرائم مختلفة" يتم "ترحيلهم بشكل قسري إلى بلدانهم"، دون أن يوضح طبيعة تلك الجرائم أو تفاصيل إضافية بشأن الإجراءات القانونية المتبعة، كما أكد أن السلطات تسعى أيضا إلى ترحيل آلاف آخرين طوعا.
ومنذ سنوات يعيش آلاف المهاجرين غير النظاميين في مخيمات بغابات الزيتون في بلدتي العامرة وجبنيانة بمحافظة صفاقس في ظروف بائسة، بعد أن تعذر عليهم عبور المتوسط نحو جزيرة لامبيدوزا الإيطالية القريبة، ومنعتهم السلطات التونسية من الوصول في قوارب عبر البحر المتوسط.
إعلانوتعد أزمة المهاجرين قضية شديدة الحساسية في تونس، وتثير الكثير من الجدل الداخلي والانتقادات الحقوقية. وتعتبر تونس أن الجغرافيا جعلتها تدفع أثمانا باهظة لوجود عشرات آلاف المهاجرين غير النظاميين على أراضيها، في وقت تريد أوروبا أن تجعل من تونس وبلدان شمال أفريقيا جدار صد لهؤلاء.
ويعرض الفيلم الوثائقي "محنة العابرين" مأساة المهاجرين غير النظاميين بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، حيث دفعتهم أحلامهم أو أوهامهم من أقاصي أفريقيا جنوب الصحراء إلى شمالها، فباتوا ككرة نار تتقاذفها الضفتان.