الأذان في "حمد".. تاهَ الأهالي بمواقيته فصدحت به حناجر شبابها
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
خانيونس - خــاص صفا
يمسك الفتى عبد الله الأشقر هاتفه المحمول بيد وبالأخرى سماعة صغيرة، ناصبًا عينيه على الساعة، قبيل أن يحين وقت الأذان، ليسرع في تشغيل صوته مسجًلا، ما إن يحل موعده على هاتفه.
ويقف عبد الله (17 عامًا) على شرفة شقته الناجية من العدوان الإسرائيلي على مدينة حمد شمال غربي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، مع موعد كل أذان؛ ليرفعه على مسامع السكان، بعدما أسكته جيش الاحتلال بقصف مسجد المدينة الوحيد في الهجوم الأول، ومصلىً آخر في الهجوم الثاني.
"أعدموا كل شيء في مدينتنا، ولا نريد أن يختفي صوت الأذان، فالله أكبر من كل شيء"، يقول عبد الله لوكالة "صفا".
ومن باب الشعور بالمسؤولية والوازع الديني، يفتح أصحاب الشقق الناجية صوت الأذان مع موعد الصلوات، مجتهدين لإيصاله بسماعات هواتفهم للسكان وأصحاب الخيام والنازحين بين طرقات المدينة ومدارسها، ولاسيما مع اكتظاظها بالعائدين والنازحين، في الفترة الأخيرة.
ودمّر جيش الاحتلال وطائراته معظم مساجد قطاع غزة في عدوانه المتواصل منذ السابع من أكتوبر من العام المنصرم، في انتهاك صارخ لدور العبادة، حتى اختفت الشعائر الدينية مدن وبلدات كاملة بسبب حجم الدمار ووحشية القتل والتدمير فيها.
الشاب محمد ماضي يقف وسط شارع مدمّر في المدينة، رافعاً صوت الأذان بحنجرته عذبة الصوت.
ويقول لوكالة "صفا": "في الأيام الأولى بل وعلى مدار أكثر من أسبوعين، لم يكن يُرفع الأذان في المدينة، لأنه لا يوجد جامع، والناس كانوا ببدايات صدمتهم بالمشاهد والمجازر التي حلّت بهم".
ويضيف "شعرت بالقهر وهذا ليس شعوري وحدي، بل معظم شبابنا، بأن يختفي التكبير من المدينة، وكأنه ذنب، فبادر الكثيرون في رفعه، شبابًا وفتية، وتدريجيًا أصبح يُرفع بموعده تماماً، لكن دون سماعات".
ويشارك عدد من الأطفال في رفع الآذان، في مشهد تداخلت فيه مشاعر السكان بين الحمد والتكبير والحزن على بيت الله الذي منع الاحتلال أن يذكر فيه اسمه، وسعى في خرابه.
ويبعث مشهد المسجد الضخم وقد شوهته الصواريخ الحربية، بالمقت في قلب الخمسينية سعاد الكحلوت التي نزحت للمدينة بعد عودة سكانها مؤخراً.
وتقول وهي جالسة في ساحة الملعب المدمر المقابل للمسجد، وهي تصيح: "الله أكبر لا تنتظر إعمار، هذا الجامع يجب أن نُحيي فيه الله أكبر، حتى لو بجانب ركامه".
وتضيف "اليهود قتلوا في قلوبنا كل شيء، صدقًا ما عدنا نعرف الأيام والشهور، حتى الأذان لم نعد نسمعه إلا بعضًا من الأوقات يصلنا الصوت مع الضجيج".
وينتظر الأهالي والنازحين الذين لا يصلهم الأذان، مرور وقت على موعده، ثم يصلون، حتى يكونوا متيقنين من أنهم أدوا الفريضة في موعدها، حسبما يروي عدد منهم.
وتعرضت مدينة حمد لعدوان عدة مرات منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، ومؤخرًا أفادت إحصائية غير رسمية بأن قوات الاحتلال دمرت 40 برجًا بشكل كامل، فيما تضررت معظم الأبراج الأخرى بشكل بليغ أو جزئي.
وتعد مدينة حمد من أرقى مدن قطاع غزة وأحدثها، والتي تم بناؤها بدعم وإشراف وتنفيذ قطري عام 2015.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 37 ألف مواطن، وأصيب أزيد من 84 ألفًا، أكثر من 72% منهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة، عدا عن تدمير نحو ثلثي المباني السكنية، والبنية التحتية والخدمية، والمنشآت الاقتصادية.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: مدينة حمد حرب غزة طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
بالفيديو .. تشييع جثامين أكثر من 100 شهيد سقطوا بعدوان الاحتلال جنوب لبنان
سرايا - شيعت بلدة عيترون جنوب لبنان، جثامين أكثر من 100 شهيد، من المقاتلين والنساء والأطفال، الذين سقطوا في العدوان الأخير على لبنان، بعد انتشالهم من تحت ركام المنازل والتعرف على هوياتهم.
وقالت وسائل إعلام لبنانية، إن الفرق المختصة، تمكنت من انتشال المزيد من الشهداء، وأخضعوا للفحوصات الطبية والحمض النووي للتعرف عليهم.
وبالتزامن جرت مراسم تشييع لشهداء في بلدة عيتا الشعب، ممن انتشلوا من أسفل الركام، وآخرين دفنوا بقرى غير قراهم ونقلهم إلى مسقط رأسهم.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم، تعرضت الأطراف الجنوبية لبلدة عيترون لعمليات تمشيط مكثفة بالأسلحة الرشاشة، مصدرها مواقع الاحتلال المقابلة للمنطقة، وتزامن ذلك مع الاستعدادات الجارية لتشييع الشهداء.
ونقلت جثامين الشهداء على شاحنات كبيرة، رافقها مقاتلون من حزب الله، فيما لفت جثامين المدنيين من النساء والأطفال، بعلم لبنان، وجثامين المقاتلين لفت بعلم الحزب.
وسارت موكب كبير من موقع تجميع الجثامين إلى بلدة عيترون، وسط تجمعات على الطرقات لتحية الشهداء، فيما ألقيت الورود على الموكب تكريما لهم.
بالفيديو.. تشييع جثامين أكثر من 100 شهيد سقطوا بعدوان الاحتلال جنوب لبنان #سرايا #لبنان https://t.co/AifGlb7Esi pic.twitter.com/6SHkRvWFVK
— وكالة أنباء سرايا الإخبارية (@sarayanews) February 28, 2025تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1459
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 28-02-2025 05:10 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...