السومرية نيوز-سياسة

تتبع تقرير مطوّل، قصة صعود وسقوط تنظيم داعش الإرهابي في العراق، وذلك في الذكرى العاشرة على سقوط مدينة الموصل، في واحدة من أكثر الملفات سكوتًا والمتروكة بلا حسم او كشف لاسرارها، خصوصا مع انهيار فرق عسكرية بـ25 الف جندي مقابل 1500 مسلح فقط. التقرير الذي نشره موقع ناشيونال نيوز الأمريكي، وكتب على يد صحفيين وباحثين بالشأن الأمني ومقابلات عديدة أجريت، استذكر الذكرى السنوية العاشرة لسقوط الموصل في شهر حزيران، حيث شهدت الأزمة نزوح أكثر من نصف مليون شخص في غضون أسابيع، فضلاً عن أعمال عنف الإبادة الجماعية ضد الأقليات وكذلك الـ1700 طالب عسكري في سبايكر.



وتمزقت البلدات والمدن في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق، بما في ذلك الموصل وتكريت والفلوجة والرمادي، معتبرا التقرير ان ذلك كان تتويجا لسنوات من التوترات الطائفية المتصاعدة في أعقاب غزو العراق عام 2003، الذي قلب النظام السياسي رأسا على عقب.

وأشار الى ان اعقب ذلك، أعمال عنف بين فصائل مسلحة على جانبي الانقسام، خلال العنف الطائفي، وغالباً بدعم أجنبي، وكان العديد من هذه الجماعات المسلحة مرتبطاً بأحزاب سياسية.

ويصف التقرير، ان القوات الأمنية في العراق في ذلك الحين، كانت إما أضعف من أن يحافظا على النظام، أو متواطئين في عمليات القتل، وهو الوضع الذي تفاقم بعد انسحاب القوات الأمريكية في عام 2011.

ويبين التقرير ان الحرب على تنظيم داعش بين عامي 2013 و2017 كلفت العراق نحو 60 ألف شخص، وتظهر أرقام البنك الدولي أن ذلك تسبب أيضًا في أضرار بنحو 100 مليار دولار.

ويشير التقرير الى ان الفصائل التي تشكلت او كانت متشكلة قبل ذلك، تعززت قوتها وشرعيتها بعد انضوائها تحت مظلة جديدة "الحشد الشعبي"، وأصبحت القوة الأمنية المسيطرة في البلاد.

ويتساءل التقرير: لماذا ضعف تنظيم داعش في العراق بعد عقد من سقوط الموصل، وما يخبئه المستقبل.

ولا تزال المساءلة غائبة إلى حد كبير، على الرغم من أن القادة العسكريين العراقيين والمخابرات الأمريكية كانوا على علم بأن الحركة الإرهابية كانت تكتسب زخما سريعا، قبل ستة أشهر إلى عام من سيطرة الجماعة على الموصل في 10 يونيو/حزيران 2014.

في 4 كانون الثاني (يناير) 2014، استولى تنظيم داعش على الفلوجة، على بعد ساعة بالسيارة من بغداد، لكن الحكومة لم تفعل الكثير لتغيير السياسات التي يُلقى عليها باللوم على نطاق واسع في تفاقم الأزمة، وبينما حدث ذلك، ركزت قوات الأمن العراقية على الاعتقالات الجماعية غير الفعالة التي أدت إلى تنفير المجتمعات السنية - وفي إحدى الحالات، اعتقلت عدة مئات من الرجال بعد انفجار سيارة مفخخة، وفي تلك الأثناء، كان الجيش العراقي، ينهار بسبب الفساد المستشر، بحسب "ذا ناشيونال نيوز".

ويتطرق الى انه بعد الغزو عام 2003، انزلق العراق إلى حالة من عدم الاستقرار، مما خلق فراغا في السلطة، وأثار سلسلة من الأحداث التي أدت إلى ظهور جماعات مسلحة مختلفة، بما في ذلك تنظيم القاعدة في العراق ومن ثم تنظيم داعش، وكان القرار المبكر الذي اتخذته الولايات المتحدة بتفكيك المؤسسة العسكرية العراقية سبباً في حرمان الكثير من حقوقهم، وخاصة بين السُنّة الذين وجدوا أنفسهم ـ للمرة الأولى منذ عقود من الزمان ـ لا يحكمون العراق، وهذا ما جعلها أرضاً خصبة لتجنيد المتمردين، من بينهم عناصر البعث.

وفي عام 2004، أسس المتشدد الأردني أبو مصعب الزرقاوي تنظيم القاعدة في العراق لطرد القوات الأجنبية، وقد ساعد هذا الهدف الظاهري في جذب المزيد من المقاتلين المحليين إلى صفوف مجموعته الإرهابية، واستغل تنظيم القاعدة في العراق العنف الطائفي وعدم الاستقرار من خلال استهداف الشيعة والأقليات وقوات الأمن العراقية وقوات التحالف وعدد كبير من السنة الذين ينظر إليهم على أنهم متعاونون مع بغداد.

واستخدمت تكتيكات وحشية، بما في ذلك التفجيرات الانتحارية ضد المدنيين، حتى في الجنازات وضرب المنظمات غير الحكومية وقطع رؤوس الأسرى، الأمر الذي استقطب قدراً كبيراً من الاهتمام الإعلامي وبث الخوف.

وعلى الرغم من مقتل الزرقاوي في غارة جوية أمريكية في عام 2006، استمر تنظيم القاعدة في العراق تحت قيادة جديدة واستمر في استغلال الانقسام الطائفي، حيث قام بما يقرب من 2000 محاولة أو نجاح لتفجيرات انتحارية، لكن تنظيم القاعدة في العراق بدأ يضعف في مواجهة التمرد العشائري السني ضد وحشيته في عام 2007، وتحسن الاستراتيجية الأميركية التي شهدت عمل الوحدات العسكرية بشكل أوثق مع المجتمعات المحلية.

وعلى الرغم من تردد بغداد، قامت الولايات المتحدة بتجنيد حوالي 100 ألف مقاتل في قوة تمولها الولايات المتحدة والمعروفة باسم "الصحوة"، لكن تفكيك الصحوة وحرمانهم من الرواتب وغيرها من أساليب التعامل المختلفة، قادت الى ظهور تنظيم داعش.


يقول الخبراء إن صعود داعش قد تم تمكينه بسبب السياسات المختلة والفساد الشديد داخل قوات الأمن العراقية، وقد ترك هذا الجنود وأفراد الشرطة العراقيين عرضة لمجموعة يمكن أن تستغل المشاعر السنية ضد الحكومة، وفقاً للعديد من الروايات، فإن صعود داعش يحكي قصة ضعف الجيش العراقي أكثر من قوة الجماعة الإرهابية.

وتتشابك العوامل العسكرية، بما في ذلك حملات القمع القاسية التي تشنها قوات الأمن ضد الاحتجاجات السنية، والعوامل السياسية، في عام 2011، في وقت اتخاذ قرار الانسحاب الكامل، قال ضباط عسكريون أمريكيون يرتدون الزي الرسمي، ومسؤولو دفاع مدنيون، ووزارة الخارجية ومجتمع الاستخبارات: "مرحبًا، إن قوات الأمن العراقية ليست مستعدة حقًا للوقوف بمفردها بعد".


ويتطرق التقرير الى "الجنود الفضائيين"، مشيرا الى ان انسحاب القوات الامريكية في 2011، جعل الفساد يستشري بشكل اكبر داخل المؤسسة العسكرية، في الموصل حيث يجب ان يكون هناك 25 الف عسكري، الا ان الحقيقة لم يكن هناك سوى 10 الاف معظمهم عناصر نقاط تفتيش وليسوا مقاتلين.

يقول الخبراء إن تنظيم داعش اليوم في حالة انحسار تاريخي، حيث لا يقوم سوى بعدد قليل من الهجمات شهريًا ويتمكن فقط في بعض الأحيان من قتل أي جندي عراقي على الإطلاق، مقارنة بمئات الهجمات أسبوعيًا في عام 2014.

يقول إسماعيل الجندي، العميد العراقي المتقاعد: "أعتقد أن الجيش قد تحسن بشكل كبير، والقدرات الآن كبيرة، والقوات العراقية تستعيد مصداقيتها الوطنية، ويكتسب الناس ثقة كبيرة في قواتهم الوطنية، لكن لديه تحذير للمستقبل، وسط انتقادات واسعة النطاق بأن الطبقة السياسية في العراق تفشل في تحسين وضع المجتمعات العادية في جميع أنحاء البلاد.

يقول التقرير انه "يمكن لقوات الأمن أن تخلق السلام والأمن لفترة محدودة للغاية، إذا لم تكن هناك استراتيجية حكومية تشمل الاقتصاد والتكامل الاجتماعي والجهود الدبلوماسية من اللاعبين الإقليميين والدوليين، فلن تستمر.

ويبين ان "أحد إرث عام 2014 هو أنه أظهر كيف يمكن توحيد العراق من خلال هدف مشترك، لكن هذا أثبت أيضًا أنه عابر مع تلاشي التهديد، الجماعات الشيعية، والجماعات الكردية، والجماعات السنية، ولكن أيضًا الإيرانيين والأمريكيين وغيرهم، كان الجميع ضد داعش، ولكن بالطبع، بمجرد هزيمة داعش على المستوى الإقليمي، ظهرت أسئلة حول من كان له تأثير على المدى القريب في مناطق ما بعد داعش، وهنا تبدأ في رؤية المنافسة بين المجموعات المختلفة التي تتطلع إلى اكتساب النفوذ في الفراغ، وفي السنوات التي تلت ذلك، زادت المنافسة والتوتر بين الولايات المتحدة وإيران".

ويقول حمزة حداد، وهو زميل زائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن تلك اللحظة الوجيزة من الوحدة تحدت العديد من توقعات الخبراء بأن العراق سوف ينقسم إلى الأبد، كان الكثيرون يشككون في وجود الدولة العراقية الحديثة، واليوم ليس لاتزال تلك الدولة موجودة فحسب، بل إنها أقوى مما كانت عليه في أي وقت مضى منذ عام 1980".

وفي عام 2014، كان الناس يتساءلون عن الشكل الذي ستبدو عليه الدولة العراقية؛ هذا السؤال اصبح ليس سؤالا في عام 2024، وحتى فيما يتعلق بكردستان العراق، فإن التهديد بالانفصال غير موجود بعد فشل استفتاء الاستقلال عام 2017.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: قوات الأمن العراقیة الولایات المتحدة تنظیم داعش بما فی ذلک فی عام الى ان

إقرأ أيضاً:

التسارع نحو العنف.. الجماعات النازية الجديدة وتكتيكات داعش على الإنترنت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رصد "مشروع مكافحة التطرف" (CEP) في تقريره الأسبوعي تصاعدًا في الأنشطة الإعلامية للجماعات المتطرفة عبر الإنترنت، إذ لجأت "القاعدة" مؤخرًا إلى نشر مقاطع مصورة على تطبيق تيليجرام توثق تنفيذ عمليات حرق متعمد في أوكرانيا، مستهدفة بنى تحتية وممتلكات خاصة، في إطار ما وصفته الجماعة بـ"إعلان الحرب على النظام الليبرالي العالمي في كييف".

وفي سياق موازٍ، وثّق باحثو CEP انتشار حسابات على منصتي تيليجرام وتيك توك تروّج لأندية شبابية مرتبطة بحركة لامركزية تستهدف القُصّر دون سن الثامنة عشرة، وتلقى دعمًا من جهات مؤيدة لتفوق العرق الأبيض. وقد أُنشئت هذه الحسابات خلال شهري فبراير وأبريل من العام الجاري.

كما كشف التقرير عن وجود 28 حسابًا على منصة X (تويتر سابقًا) ترتبط بفروع حركة "Active Club" في الولايات المتحدة وأوروبا، من بينها أربعة حسابات موثقة، ظلت نشطة رغم مرور خمسة أيام على الإبلاغ عنها.

وفي تطور آخر، دعت قناة تقنية محسوبة على أنصار تنظيم داعش متابعيها إلى التريث لحين صدور موقف رسمي من التنظيم بشأن استخدام تطبيق "سيجنال" للتواصل، بينما واصلت مجموعة "إنجيكت ديفيجن" النازية الجديدة، التي تتبنى فكر "التسريع" (accelerationism)، الترويج لمنشورات تحريضية تمجد العنف العنصري والمعادي للسامية عبر تيليجرام.

 

جماعة "ذا بيس" النازية الجديدة تتبنى هجمات حرق متعمد في أوكرانيا وتعلن "الحرب على النظام الليبرالي"

في تصعيد جديد لأنشطة الجماعات المتطرفة العابرة للحدود، أعلنت جماعة "ذا بيس" النازية الجديدة، المعروفة بتبنيها لفكر "التسريع" (Accelerationism)، مسؤوليتها عن ثلاث هجمات حرق متعمد نُفذت في أوكرانيا خلال شهر أبريل الجاري. وجاء ذلك عبر قناة تابعة للجماعة على تطبيق تيليجرام، حيث نُشرت بين 15 و19 أبريل مقاطع فيديو توثق قيام عناصرها بحرق صندوق كهربائي باستخدام مواد مسرّعة، وإشعال النار في سيارة ومبنى.

وتضمنت الرسائل المصاحبة لتلك المقاطع إعلانًا صريحًا من الجماعة عن "الحرب على النظام الليبرالي العالمي في كييف"، متوعدة بالانتقال من رسائل الدعاية المحدودة إلى تنفيذ عمليات أكثر عنفًا. وتُعد هذه الحوادث تصعيدًا خطيرًا بعد أن اكتفت الجماعة سابقًا بكتابات تحريضية على الجدران في عدد من المناطق الأوكرانية.

وفي وقت سابق، وتحديدًا بتاريخ 28 مارس، هددت "ذا بيس" بتنفيذ عمليات تستهدف منشآت حيوية وعسكرية، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين ومؤيدين للنظام في كييف، ما لم تتم تلبية مطالبهم بإنشاء "دولة عرقية منشقة" في جبال الكاربات.

وتشير التقارير إلى أن الجماعة شجّعت أنصارها على تنفيذ عمليات تخريبية تحت إشراف مباشر، مع وعود بـ"مكافآت مالية" للعمليات الناجحة، مما يثير مخاوف من تحولها إلى شبكة عنف غير مركزية قادرة على استقطاب أفراد من خلفيات مختلفة. وتُضاف هذه التحركات إلى تقارير متكررة عن دعم روسي مزعوم لأعمال تخريبية مماثلة في أوروبا وأوكرانيا، ما يعزز فرضية وجود صلات دولية تدعم هذا النوع من العنف المؤدلج.

زعيم القاعدة، رينالدو نازارو، يعيش في سانت بطرسبرغ، روسيا، وينفي منذ فترة طويلة أي صلة له بالحكومة الروسية. سعى نازارو لتجنيد أعضاء في شبكة النازيين الجدد في الولايات المتحدة وأوروبا، حتى أنه عرض دفع راتب شهري لأحد قادة المجموعة في الولايات المتحدة. واصلت القاعدة نشر صور لأعضاء مزعومين من الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك صور يُزعم أنها من إسبانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبلغاريا والسويد، من منتصف مارس إلى منتصف أبريل.

وتُعد جماعة "ذا بيس" مثالًا صارخًا على تصاعد التهديد الذي تمثله الحركات المتطرفة ذات الأجندات العابرة للحدود، والتي توظف التكنولوجيا الرقمية ومنصات التواصل الاجتماعي لتجنيد الأفراد، وتنسيق العمليات، وبث دعايتها العنيفة. وتتشابه هذه الجماعة من حيث البنية والأهداف مع تنظيمات مثل "القاعدة" و"داعش"، وإن اختلفت الأيديولوجيات، حيث يجمعها جميعًا تبني نهج لا مركزي، واعتماد أساليب الحرب النفسية والدعاية السوداء، والتحريض على العنف الفردي. كما تُظهر هذه الجماعات قدرة متزايدة على التكيّف مع البيئات السياسية والاجتماعية المختلفة، مما يجعلها أكثر خطورة وتعقيدًا، ويستدعي استجابة أمنية وفكرية شاملة تتجاوز حدود الدول لمواجهة هذا النمط الجديد من التطرف العالمي.

"أكتيف كلوب" تدفع بتشكيل نوادٍ عنصرية تستهدف المراهقين: استراتيجية جديدة لتفوق العرق الأبيض

في تطور لافت يعكس محاولات تنظيم الحركات العنصرية البيضاء لبناء قاعدة شبابية متماسكة، شجعت قناة "أكتيف كلوب" الرئيسية على تيليجرام – التي تضم أكثر من 4500 مشترك – في 17 أبريل الجاري، على تأسيس "نوادٍ شبابية" تستقطب المراهقين دون سن الثامنة عشرة. وتأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية بعيدة المدى لنشر أفكار تفوق العرق الأبيض في أوساط الطلبة والمراهقين، حيث اعتبر مؤسس الحركة، روبرت روندو، في مقال نشره عام 2022، أن المدارس الثانوية تمثل بيئة خصبة للتجنيد والاستقطاب.

وقد تم تحديد قناة مركزية على تيليجرام تُعد المحور الأساسي لحركة نوادي الشباب هذه، مستخدمة شعارات مستلهمة من هوية "أكتيف كلوب"، وتجاوز عدد مشتركيها 400 مشترك حتى منتصف أبريل، مع نشر محتوى يرتبط بجماعة "Patriot Front" الفاشية الجديدة، وفروع متعددة لـ"أكتيف كلوب".

تأسست هذه القناة الرئيسة في 24 فبراير 2025، وروّجت لأندية الشباب بوصفها "شبكات من الشباب البيض المؤيدين للمجتمع"، يمارسون أنشطة رياضية جماعية لتعزيز الانتماء والهُوية العرقية. ولاحظ باحثو مشروع مكافحة التطرف (CEP) أن هذه القناة تلقت دعمًا دعائيًا من قناة نازية جديدة كبرى تضم أكثر من 11 ألف مشترك، ما يكشف عن مستوى من التنسيق بين مختلف المنصات المتطرفة.

وفي 2 أبريل، ظهر حساب جديد ضمن شبكة نوادي الشباب، احتوى على اقتباسات من شخصيات نازية مثل أدولف هتلر، وجوزيف غوبلز، وويليام لوثر بيرس، مؤلف رواية "مذكرات تيرنر" سيئة السمعة، التي تُعد مرجعًا أساسيًا في خطاب الكراهية والتفوق العنصري.

وقد عُثر على قنوات تيليجرام تابعة لفروع إقليمية لهذه النوادي في عدة ولايات أمريكية، من بينها نيو إنجلاند، نيويورك، بنسلفانيا، فرجينيا، أوهايو، ويسكونسن، وجورجيا، حيث يتراوح عدد المشتركين فيها بين 14 و195 مشتركًا، وتم تحديد أن بعض الفروع تستهدف فئة عمرية محددة بين 16 و18 عامًا.

وتضمنت القنوات منشورات دعائية ورسومات وملصقات تمجّد تفوق العرق الأبيض، إلى جانب صور ومقاطع لأعضاء يشاركون في تدريبات بدنية ومهارات قتالية. كما أظهرت التحقيقات وجود تنسيق تنظيمي، إذ أدرجت سبع قنوات نفس جهة الاتصال المسؤولة عن عمليات التجنيد الإلكتروني، فيما استخدم فرعان قنوات اتصال منفصلة.

وفيما يخص الحضور على منصات التواصل الأوسع، تم رصد سبعة حسابات على تطبيق "تيك توك" تابعة لهذه الأندية، بمتوسط متابعين بلغ 298 متابعًا لكل حساب، تراوحت أعدادهم بين 20 و1411 متابعًا، ما يعكس جهودًا واضحة لاختراق المنصات الجماهيرية والوصول إلى جمهور أوسع من المراهقين.

وتتلاقى هذه المحاولات من قبل حركة "أكتيف كلوب" مع أنماط استقطاب مشابهة تتبعها جماعات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية العنيفة مثل "داعش" و"القاعدة"، التي دأبت على استهداف الفئات العمرية الصغيرة لبناء جيل مؤدلج منذ سن مبكرة. فكما تسعى جماعات الإسلامويين إلى غرس أفكار الجهاد والولاء للجماعة في عقول المراهقين عبر المحتوى الديني والسياسي المشحون، تعتمد الحركات العنصرية على تغذية مشاعر التفوق والكراهية العرقية من خلال الرياضات القتالية والأنشطة الجماعية. ويكشف هذا التوازي بين التيارات المتطرفة رغم اختلاف الأيديولوجيا عن تشابه في الأساليب: استغلال المراهقة، وبناء هوية بديلة، وتكوين انتماء مغلق، بهدف خلق "جيل بديل" يقود مشاريعها الفكرية والعنيفة في المستقبل. هذا التشابه يعكس خطرًا عابرًا للثقافات والديانات يستوجب استراتيجية دولية شاملة لفهم وتحجيم تلك المسارات التجنيدية التي تتغلغل في الفئات الأكثر هشاشة وتأثرًا.

أكثر من 25 حسابًا تابعًا لحركة "النادي النشط" على منصة X

في 16 أبريل، رصد باحثو مركز مكافحة التطرف (CEP) وجود 28 حسابًا على منصة X (تويتر سابقًا) مرتبطة بحركة "النادي النشط" ذات التوجهات العنصرية البيضاء. تنوعت هذه الحسابات بين 12 فرعًا إقليميًا داخل الولايات المتحدة، وثلاثة فروع في ألمانيا، وفرعين في كل من إستونيا وفنلندا، إضافة إلى حسابات لفروع في النرويج، أيرلندا الشمالية، إنجلترا، كندا، سويسرا، إسبانيا، ليتوانيا، وفرنسا. كما وُجد حساب عام ينشر محتوى شاملًا للحركة دون أن يتبع فرعًا إقليميًا بعينه.

نشرت هذه الحسابات محتوى دعائيًا متنوعًا، من ضمنه مقاطع فيديو وصور تحريضية ودعوات للتجنيد. وأظهرت بعض الحسابات الأمريكية صورًا تتضمن سرقة أعلام لمجتمع الميم، فضلًا عن محتوى معادٍ للسامية ومنكر للهولوكوست. حوالي 22 من هذه الحسابات تضمنت روابط لقنوات تيليجرام أو عناوين بريد إلكتروني لأغراض التواصل والتجنيد.

يُرجح أن أول هذه الحسابات أنشئ في فبراير 2020، ربما لمجموعة أو فرد مختلف قبل أن تتم إعادة تسميته ليندرج تحت لواء "النادي النشط". بينما أُنشئ سبعة حسابات في عام 2023، و15 في عام 2024، وخمسة أخرى منذ بداية عام 2025. وبلغ متوسط عدد متابعي الحسابات الـ28 نحو 340 متابعًا، تراوح بين 13 وأكثر من 3500 متابع. اللافت أن أربعة من هذه الحسابات كانت موثقة بعلامة التحقق الزرقاء، وتتبع فروعًا في النرويج وسويسرا وولايتي أريزونا وتكساس.

كان مركز مكافحة التطرف قد أبلغ عن هذه الحسابات إلى منصة X في 17 أبريل، رغم أنه سبق له الإبلاغ عن خمسة حسابات أخرى في أغسطس 2023، ويناير وفبراير 2024. ومع ذلك، لا تزال الحسابات الـ28 نشطة على المنصة حتى تاريخ 22 أبريل.

ويكشف التوسع الرقمي لحركة "النادي النشط" العنصرية عبر منصة X عن نمط بات مألوفًا في المشهد العالمي للتطرف، وهو استغلال الفضاء الرقمي كأداة أساسية للتجنيد والترويج الأيديولوجي. هذا النهج لا يختلف كثيرًا عن الاستراتيجيات التي اتبعتها جماعات الإسلام السياسي مثل "داعش" و"القاعدة" و"الإخوان المسلمون"، التي استخدمت منصات التواصل لبناء حضور افتراضي قوي، ونشر خطابات الكراهية، واستقطاب الأتباع، خصوصًا من الفئات الشابة. ففي حين تعتمد الجماعات اليمينية المتطرفة على رموز الهوية العرقية والشعارات العنيفة، تلجأ الجماعات الإسلاموية إلى توظيف الخطاب الديني والسياسي في تغليف مشاريعها العابرة للحدود. وبينما قد تختلف الشعارات، فإن المنهج المشترك يظل قائمًا: استخدام المنصات الرقمية كرافعة لنشر التطرف، ووسيلة لتجنيد العقول الأكثر هشاشة وتشكيل جماعات ذات ولاء أيديولوجي متطرف، في تحدٍ صارخ للمنظومات القانونية والاجتماعية العالمية.

مجموعة تقنية مؤيدة لداعش توصي بالتحفظ على استخدام تطبيق Signal حتى صدور توجيه رسمي

في 15 أبريل، دعت مجموعة تقنية تابعة لأنصار تنظيم داعش، عبر منصة RocketChat، أتباع التنظيم إلى التريث وعدم استخدام تطبيق الاتصالات المشفرة "Signal" حتى صدور توصية رسمية من التنظيم أو أحد فروعه. وأوضح المنشور أن مؤسسة العزايم الإعلامية، التابعة لفرع داعش في خراسان، كانت قد أوصت في وقت سابق بالاستمرار في استخدام تطبيق "تيليجرام"، محذّرة في الوقت نفسه من استخدام تطبيق "Gem Space". وأشار القائمون على المنشور إلى احتمال وجود مخاوف أمنية أو تحفظات تقنية لدى الخبراء التابعين للتنظيم بشأن "Signal"، لم تُكشف تفاصيلها بعد، ما يستدعي الحذر في التعامل مع التطبيق حتى إشعار آخر.

منشورات تحريضية لجماعة "إنجيكت ديفيجن" تدعو للعنف العنصري والمعاداة للسامية

في 14 و16 أبريل، بثّت قناة على تيليجرام تابعة لجماعة "إنجيكت ديفيجن" النازية الجديدة، والتي تنتمي إلى التيار التسريعي، محتوى يدعو صراحة إلى ارتكاب أعمال عنف ذات طابع عنصري ومعادٍ للسامية. وشمل أحد المنشورات تحريضًا على إحراق المعابد اليهودية، مرفقًا بصورة لشخص مقنّع يرتدي قناع جمجمة، إلى جانب شعار الجماعة، مع تساؤل ضمني حول ارتباط رجل اعتُقل في قضية إحراق منزل حاكم ولاية بنسلفانيا، جوش شابيرو، بالجماعة. ولم تتوفر أي دلائل تؤكد صلة الشخص المعتقل، كودي بالمر، بالتنظيم أو بأوساط اليمين المتطرف. وفي منشور آخر بتاريخ 16 أبريل، نشرت القناة صورة تحرّض على قتل الأمريكيين من أصل إفريقي، إلى جانب تفاصيل للتواصل مع الجماعة عبر تطبيق اتصال مشفّر، ما يعكس استمرار هذه الكيانات في استغلال الفضاء الرقمي لنشر دعايتها المتطرفة والتحريض على العنف.

مقالات مشابهة

  • السوداني يؤكد لوفد “التحالف الدولي” ضرورة دعم أمن واستقرار سوريا
  • داعش يظهر على حدود العراق ويوجه تهديداً للشرع
  • السوداني:العراق لن يستغني عن قوات التحالف الدولي
  • خلال 4 سنوات.. صادرات العراق النفطية الى الهند تتراجع لأدنى مستوى
  • واردات الهند النفطية من العراق تتراجع الى ادنى مستوى في أربع سنوات
  • التسارع نحو العنف.. الجماعات النازية الجديدة وتكتيكات داعش على الإنترنت
  • خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة العاصمة العراقية بين وجهات الضيافة الفاخرة حول العالم
  • النقل تفتح باب الجدل: هل تصبح الأجواء العراقية محوراً استراتيجياً للطيران العالمي؟
  • هل تواصل الحكومة العراقية تحكمها في الموازنة رغم انخفاض أسعار النفط؟
  • ظهور ملائكة في سماء العراق