غزة.. المكان الأكثر دموية للعاملين في المنظمات الدولية
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
المؤتمر يسعى لتوفير الدعم اللازم لقطاع غزة 55 بالمئة من المباني في قطاع غزة تم تدميرها أو ايقاع الضرر بها.
تعقد المملكة الأردنية الهاشمية بالتعاون مع جمهورية مصر العربية ومنظمة الأمم المتحدة، الثلاثاء "مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في قطاع غزة".
المؤتمر المهم والذي سيسعى لتوفير الدعم اللازم لقطاع غزة جاء نتيجة للأرقام الصادمة والكارثية القادمة من القطاع بعد مرور أكثر من أشهر على بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة.
اقرأ أيضاً : الأردن يستضيف الثلاثاء مؤتمرا دوليا للاستجابة الإنسانية في غزة
وسيناقش المؤتمر أيضًا، الاستعدادات للتعافي المبكر، والسعي للحصول على التزامات باستجابة جماعية ومنسقة لمعالجة الوضع الإنساني في غزة.
ويهدف هذا الاجتماع الرفيع المستوى إلى التوصل لتوافق حول التدابير العملية لتلبية الاحتياجات الفورية على أرض الواقع. ويختتم المؤتمر أعماله بمؤتمر صحفي مشترك بمشاركة وزيري خارجية الأردن ومصر.
وتسبب العدوان في استشهاد 37,124 فلسطينيًا وإصابة 84,712 آخرين لغاية اليوم.
اقرأ أيضاً : الملك يؤكد لرئيس إندونيسيا أهمية انعقاد مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة
وفاة 1.5% من سكان غزةووفقا للأرقام الدولية التي حصلت عليها "رؤيا" فقد أودت الحرب بحياة أكثر من 37 ألف فلسطيني أي ما يعادل ما نسبته 1.5بالمئة.
ويشار إلى أن هناك أكثر من 15 ألف طفل ارتقوا شهداء خلال العدوان الحالي، اضافة إلى اصابة أكثر من 84 ألف فلسطيني.
غزة.. المكان الأكثر دموية للعاملين في المنظمات الدوليةالعدوان الغاشم تسبب بمقتل أكثر من 494 عاملا في قطاع الرعاية الصحية وأكثر من 270عاملاً في منظمات الإغاثة.
كما وقتل بصواريخ الاحتلال أكثر من 192 عاملاً في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وحسب الأرقام تسبب العدوان بتدمير والإضرار بأكثر من 186 مبنى من مباني المنظمة، حيث غدا القطاع المكان الأكثر دموية لعمال الإغاثة وللعاملين في الأمم المتحدة في العالم.
80 عاما لإعادة إعمار ما دمره الاحتلالوتشير آخر الأرقام الصادرة عن المنظمات الدولية أن نحو 55% من المباني في قطاع غزة تم تدميرها أو ايقاع الضرر بها.
كما وهجر أكثر من مليون فلسطيني قسرا من رفح، ونزح أكثر من 1.7 مليون شخص من منازلهم، أي ما يعادل نسبة 75% من السكان.
وقالت الأرقام الرسمية التي وصلت "رؤيا" إنه في حال تم إعادة بناء المنازل المدمرة بذات وتيرة الحربين السابقتين أي بما يعادل 992 منزلاً سنويا في المتوسط، فإن الأمر سيستغرق 80 عاما.
وبينت أنه في حال سماح الاحتلال بدخول مواد البناء بخمسة أضعاف المعدل الطبيعي، فإن إعادة بناء المنازل كافة سيحتاج إلى ما بعد عام 2040.
وأوضحت أن نحو 90% من المباني المدرسية دمرت أو تضررت، مع الإشارة إلى أنه يتم استخدام المدارس كملاجئ لنحو 1.4 مليون نازح.
ويذكر أن العدوان الحالي تسبب بارتقاء أكثر من 261 معلماً.
أهالي غزة على شفا الجوعالاحتلال مارس منذ اليوم الأول لعدوانه حصارا خانقا على قطاع غزة، ومنع دخول المساعدات من الغذاء والدواء إلا بالحد الأدنى ما تسبب بمستويات جوع كارثية في القطاع لملايين الفلسطينيين.
وحسب الأرقام حوالي نصف سكان غزة يعانون من مستويات جوع كارثية وفق التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وتعتبر هذه المرحلة الخامسة، حيث يواجه السكان فيها نقصا حادا في الغذاء ويكونون غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الاساسية.
كما ويعاني أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في مختلف مناطق القطاع من خطر المجاعة نظرا لانعدام امكانية الوصول إلى الغذاء والأمن.
أما على صعيد مياه الشرب التي حاول الاحتلال حرمان المدنيين منها، فمنذ 30 أيار انخفضت حصة الفرد في قطاع غزة إلى 3 لترات في اليوم للشخص الواحد.
وتمثل هذه الحصة 6% من الحد الأدنى الذي أوصت به الأمم المتحدة.
الاحتلال ينحر الكلمةولم يقتصر عدوان الاحتلال على استهداف منازل المدنيين بل دمرت صواريخه أكثر من 50 وسيلة إعلام محلية ودولية في قطاع غزة.
وأودى عدوان الاحتلال إلى ارتقاء أكثر من 147 صحفيا، ما يجعل من القطاع المكان الأكثر دموية للصحفيين في العالم.
ومارس الاحتلال استهدافا واضحا للكلمة والحقيقة منذ بدء عدوانه، وحاول منع نقل السردية الفلسطينية إلى الاحتلال بهدف التغطية على جراذمه بحق المدنيين.
عمان تدعو العالم لدعم غزةيُعقد المؤتمر في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت، بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي يقوم بجولة في المنطقة للترويج لوقف إطلاق النار في غزة، ومنسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، بالإضافة إلى قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية بهدف "تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
ووفقًا لبرنامج المؤتمر الذي يعقد بتنظيم مشترك بين الأردن ومصر والأمم المتحدة، ستُعقد خلال الجلسة الصباحية "ثلاث مجموعات عمل" تركز على توفير المساعدات الإنسانية لغزة بما يتناسب مع الاحتياجات، وسبل تجاوز التحديات التي تواجه إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، وأولويات التعافي المبكر.
في الجلسة المسائية، سيلقي جلالة الملك عبدالله الثاني كلمة الأردن، تليها كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ثم كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وأخيرًا كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: العدوان على غزة قطاع غزة الفلسطينيين اعمار غزة الأمم المتحدة فی قطاع غزة أکثر من 1 فی غزة
إقرأ أيضاً:
قناعة إسرائيلية: حرب غزة أثبتت أنه لا يمكن هزيمة الفلسطينيين عسكريا
مع الشروع الفعلي في تطبيق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تعتبر أوساط إسرائيلية عديدة أنه قد يشكل نقطة تحول حاسمة في الانتقال من الحرب إلى الهدوء، بعد أن تمادت حكومة الاحتلال الإسرائيلي في إطالة أمد العدوان، لكنها اليوم وجدت نفسها متجهة لإبرام صفقة تبادل الأسرى بسبب مخاوفهما أن يؤدي هذا لتفاقم الصراع، بجانب الضغوط التي مارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الجانبين.
البروفيسور الإسرائيلي أرييه كاتزوفيتش المحاضر في العلاقات الدولية بالجامعة العبرية منذ 1993، ويقوم بتدريس الصراع العربي الإسرائيلي منذ عشرين عاما، أكد أن "استمرار الحرب في غزة تسبب بأضرار جسيمة لدولة الاحتلال على كافة المستويات: الاجتماعية والأخلاقية والأمنية والاقتصادية، وفي مجال التعليم والعلاقات الدولية والثقافية والأكاديمية، وحوّلتها إلى "دولة منبوذة"، وجاء تخليها عن المختطفين طوال شهور الحرب الطويلة بمثابة ضربة أخلاقية قاتلة".
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، أن "الاحتلال الذي لا يريد حماس في غزة بعد الحرب؛ يجب أن يفهم أن الطريقة الوحيدة لذلك هي سياسية، وليس عسكرية، من خلال خلق بديل سياسي لها في غزة، ولوجوده هناك، لأن الحرب استمرار للسياسة بوسائل أخرى، وعلى الاحتلال أن يحدد نهاية للحرب، نهاية استراتيجية واضحة تتعلق بما يريد أن يفعله في غزة بعد وقف إطلاق النار، بعد أن أظهرت الحرب أنه لم يعد قادرا على تنفيذ أي شيء في الصراع مع الفلسطينيين، وبات من غير الممكن هزيمتهم عسكريا".
وأشار إلى أنه "قبل الحديث عن اليوم التالي في غزة، يتعين استباق الأحداث بالحديث عن نقطة التحول المتمثلة بنهاية الحرب وعودة الهدوء، وعودة جميع المختطفين في أسابيع قليلة، مما يعني جعل وقف إطلاق النار دائماً ومستقراً، وانتهاء الحرب رسمياً، من خلال التزام إسرائيلي بإخلاء القطاع، واستبدال حماس بحكومة أخرى، ونزع سلاح غزة، وعدم سيطرة حماس عليها بعد الحرب، ومنح قيادتها خيار المغادرة لتركيا أو قطر، والحصول على الحصانة على غرار نموذج قيادة منظمة التحرير التي غادرت لبنان في 1982 إلى تونس".
وأوضح أنه "في غضون ثلاثة أشهر من سريان وقف إطلاق النار، سيتم إنشاء قوة دولية لحفظ السلام في قطاع غزة، بما فيها قوات من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر ودول أخرى، مسؤولة عن الأمن ونزع السلاح من القطاع، وحراسة ممر فيلادلفيا، وتتلقى تفويضًا بنشرها بموجب الفصل السابع من ميثاق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بموافقة الاحتلال والسلطة الفلسطينية، وخلال فترة انتقالية تصل ثلاث سنوات، سيتم إنشاء سلطة نقل مدنية مسؤولة عن المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار القطاع، بالتنسيق مع المجتمع الدولي".
وأضاف أن "هذه الهيئة تتألف من مواطني القطاع على أساس دائم، دون صلة مباشرة بفتح أو حماس، وتستمد سيادتها من السلطة الفلسطينية، وتتلقى التفويض والشرعية من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالتزامن مع عقد مؤتمر دولي حول مستقبل غزة، بمشاركة الاحتلال والسلطة الفلسطينية، لتركيز الجهود الاقتصادية الهائلة لإعادة بناء القطاع في السنوات المقبلة، على أن يبدأ التطبيع مع السعودية، مشروطاً باستعداد الاحتلال لوضع خطة متفق عليها لإقامة الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح في غزة والضفة في عملية تدريجية".
ودعا الكاتب إلى أن "يكون الاتفاق على إنهاء الحرب في غزة بموجب قرار من مجلس الأمن تحت بند الفصل السابع، وتكون الدول الدائمة العضوية فيه، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، الضامن لتنفيذه، والإشراف على قوة حفظ السلام الدولية والسلطة المدنية خلال الفترة الانتقالية، مع العلم أن الاتفاق لن يكون سهلاً، لكن يمكننا التعلم من تجارب إنهاء الحروب في أماكن أخرى، كالبوسنة والهرسك 1995، وكوسوفو 1999، وتيمور الشرقية 1999، حيث انتهت كل الحروب في نهاية المطاف باتفاق سياسي".