لماذا قد تبدي “حماس” تحفظًا على قرار مجلس الأمن؟
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
في الوقت الذي أعلنت فيه حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ترحيبها بتبني مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أميركي يتضمن مقترحًا لوقف إطلاق النار في غزة، لم تبدِ إسرائيل أيّ ردود فعل بشأنه، وسط تساؤلات عن نجاح مبادرات واشنطن في المنطقة.
وصرّح رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل، بلال الشوبكي، أن حركة “حماس” يمكن أن تبدي تحفظات على قرار مجلس الأمن الأخير، في حال عدم توفر ضمانات لالتزام إسرائيل بما جاء في نص مقترح الاتفاق.
وتابع الشوبكي أن لعب واشنطن دور الباحث عن مصلحة الفلسطينيين ليس أمرًا يجب القبول به بشكل مسلم، خاصة أنها شريكة ومتواطئة مع إسرائيل في هذه الحرب المستمرة على القطاع منذ تسعة أشهر.
ويأتي ذلك، عقب تبنّي مجلس الأمن الدولي أمس الإثنين، مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزة، بأغلبية 14 صوتًا فيما امتنعت روسيا عن التصويت.
غياب الضغط عن إسرائيل
في التفاصيل، تحدث الشوبكي في حديث مع “العربي” عن أن القرار الأميركي الذي مرر عبر مجلس الأمن يفترض أنه ملزم، لكنه يمكن قياسه بناءً على تجارب سابقة صدرت فيها الكثير من القرارات التي تخص القضية الفلسطينية لكنها لم تُنفذ.
وبالتالي، يرى رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل أنه ما لم تكن هناك إرادة حقيقية من قبل القوى الدولية، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، لفرض مثل هذا القرار على إسرائيل تحديدًا، فلن يكون هناك تغييرات على أرض الواقع.
فبحسب الباحث، لا توجد مؤشرات حتى الآن تقول إن أميركا ومعها بعض القوى معنية فعلًا بأن تضغط على الاحتلال الإسرائيلي، فيما يتعلق بمقترح بايدن ووقف الحرب على غزة.
والدليل على ذلك هو أن الخطاب الأميركي، سواء من مندوبة واشنطن في مجلس الأمن أو من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فيما يتعلق بضرورة الموافقة لم يتطرق إلى موافقة الطرفين وإنما ركز على موافقة حركة “حماس”، وفق الشوبكي.
في هذا الصدد، يؤكد الباحث من الخليل أن الحركة أبدت مرونة في الآونة الأخيرة وأعطت إجابات إيجابية على مقترح بايدن.
وكانت “حماس” قد أعلنت مساء أمس استعدادها للتعاون مع الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، حول تطبيق المبادئ التي نص عليها قرار مجلس الأمن، وأهمها “وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل من القطاع وعودة النازحين ورفض أي تغيير ديمغرافي”.
قرار يخدم مصلحة الاحتلال
من جهة ثانية، يتطرق الشوبكي إلى أن الموقف الإسرائيلي من القرار الأخير واضح وصريح رغم التزام تل أبيب الصمت حتى الساعة، فهذا القرار يتضمن نصًا بشأن حل الدولتين بالتوازي مع شبه إجماع إسرائيلي على حل الدولتين.
ويردّف الباحث قائلًا: “إذًا كيف يعقل أن يطلب من الطرف الفلسطيني الموافقة على أمر معلن مسبقًا من كل القيادات الإسرائيلية سواء داخل الحكومة أو خارجها، ضد حل الدولتين… هذا القرار لا يخص فقط ما يجري ميدانيًا وصفقة تبادل الأسرى، بل فيه رؤية سياسية مرفوضة إسرائيليًا”.
كما يلفت الشوبكي إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما معنيين بتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، وكل ما هو قبلها أو بعدها “هو مجرد ديكور لتقديمه للرأي العام وللفلسطينيين”.
فالمطلوب الآن أن تتم الموافقة والمضي قدمًا لتنفيذ المرحلة الأولى، فيما يضمن النص ضمنيًا أن يكون نتنياهو قادرًا على إبقاء القوات العسكرية داخل قطاع غزة لفترة طويلة تحت حجة أن المفاوضات ما زالت قائمة، على حد تحليل الشوبكي.
قناة العربي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
مصر تدين تطورا إسرائيليا “خطيرا” يستهدف تصفية القضية الفلسطينية
مصر – أدانت مصر بأشد العبارات قرار انسحاب إسرائيل من الاتفاق المنظم لعمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” وتوقف عملها بشكل رسمي.
وأكدت مصر في بيان لوزارة الخارجية، الاثنين، أن “هذا القرار المرفوض يعد فصلا جديدا من الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة والممنهجة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ويشكل تطورا خطيرا تستهدف إسرائيل منه تصفية القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين، بما في ذلك حق العودة”.
وأكدت مصر أن القرار “يعد استخفافا مرفوضا بالأمم المتحدة وأجهزتها والمجتمع الدولي”.
وشددت القاهرة على دعمها لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، داعية إلى ضرورة التزام المجتمع الدولي بدعم الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق العودة الذي لا يسقط بالتقادم، وتكفله حقوق الإنسان ويكفله القانون الدولي.
وحذرت مصر من “التداعيات الوخيمة لهذا القرار غير المشروع” على المدنيين الفلسطينيين العزل، وما قد يترتب عليه من انهيار كامل للعمل الإنساني وللخدمات الحيوية التي تقدمها الوكالة لهم، وحمّلت مصر الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة لتبعات هذا القرار.
وجددت مصر التشديد، بحسب البيان، على أن دور وكالة الأونروا لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله، وأن على مجلس الأمن الاضطلاع بدوره لحفظ السلم والأمن الدوليين، خاصة مع “التقاعس الدولي المؤسف تجاه ما يشهده الشعب الفلسطيني الشقيق، من معاناة يومية جراء الحرب الغاشمة التي تشنها إسرائيل”.
وطالبت مصر المجتمع الدولي بضرورة التصدي لتلك الانتهاكات الإسرائيلية، التي تسعى إلى تقييد الخدمات التي تخفف من معاناة المدنيين الفلسطينيين.
وفي وقت سابق اليوم، أبلغ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأمم المتحدة، بإلغاء اتفاقية عام 1967 بين إسرائيل ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا UNRA، وذلك بعد أن وافق الكنيست الأسبوع الماضي على قانون يقضي بإنهاء أنشطة الأونروا في إسرائيل.
المصدر: RT