على «شط الهوى» يخلد التاريخ، وتعيش الذكريات لقرون، فحواديت إسكندرية تُبعث من جديد مع كل جيل، وتُروى على 30 معلقة من الخيامية تزين قاعة كبيرة داخل سينما راديو في وسط القاهرة، يأتيها محبو «الماريا»، والسامعون عنها، والمُغرمون بتفاصيلها، يروون ذكرياتهم مجسّدة من أكلة السمك التقليدية إلى لعب الـ«جلا جلا»، وشموخ محطة سيدى جابر، وبجانب كل منها قصاصة شارحة لتاريخ هذا المشهد وكأنها آلة زمن تعيد الحاضرين إلى جمال الذكريات.

آلة زمن تعيد الحاضرين إلى جمال الذكريات

إسكندرية «حالة» مثلما تصفها نائلة الشيشيني، من مؤسسي شركة «مركز» القائمة على معرض «مصر - إسكندرية»، إذ تعتبر «ملجأنا الصيفي» في فترة السبعينات والثمانينات، التي ازدهرت قبل منطقة الساحل مباشرة، فكانت مكانا للعطلات البسيطة والمعارض والجيلاتى ووجبات الغداء وصداقات المصيف، تلك «الإسكندرية السعيدة» التي لن تُنسى.

ولأجل تلك الحالة تكوّنت حلقة نقاش قبل عام مع المؤرخ الفنى سيف الرشيدي، الذي اهتم بدراسة حرفة الخيامية المصرية على مدار الـ15 عاما الماضية، ويتعاون مع «مركز» منذ عام 2021 لتقديم حرفة الخيامية التراثية بطريقة معاصرة.

وتحكي «نائلة»:«سيف الرشيدي رسم واحنا كمركز بنفذ بداية من اختيار الخامات والتواصل مع الحرفيين نفسهم في تنفيذ القطع، واتناقشنا في الذكريات اللي حابين نبروزها، ونفّذنا في سنة».

دعمت «نائلة» كتابة شرح لفكرة كل معلقة إلى جانبها:«التفاصيل مهمة، لأن فيه ناس من جيل مختلف أو ثقافة مختلفة أو ماراحش إسكندرية، صعب يفهم تفسيرها إيه، والشرح بيخلى المتفرج يشوف القطعة بطرق مختلفة، ويراها بعين أوضح بعد الشرح».

مجموعة من أشهر الخيامين عملوا على إعادة إخراج مدينة الإسكندرية، وهم: «مصطفى الليسي، عصام علي، عاطف فتوح، أشرف هاشم، حسن كمال، حسام الفاروق، هاني عبدالقادر، محمد عبدالواحد، عاطف كمال، محمد كمال».

حرف يديوية مذهلة 

يحكي أحمد أمين، مؤسس شركة «مركز» عن دعمهم للمنتجات اليدوية والحرف الفنية ومعظمهم سيدات يعملن من منازلهن عن طريق إمدادهن بالمواد الخام اللازمة:«أنا باشتغل في مجال تنمية الحرف اليدوية من 1995 وقررت تأسيس الشركة سنة 1999، وكان الهدف إحياء التراث المصري، وتسليط الضوء على الخيامين» أولئك النجوم الذين يصفهم: بـ«الأكثر مهارة في العالم، وهم موجودون في منطقة الخيامية، وعلشان نحافظ على ده ونوريه للناس بشكل حلو بنعمل إعادة إخراج للفكرة القديمة علشان تطلع بشكل حلو».

«لسان الهوى» من أكثر المنسوجات التى لاقت اهتماما، وذلك لاحتوائها أبيات شعر منقولة من معلقة خيامية من القرن الـ١٩، وتدل على حالة الحب الموجودة في الإسكندرية، وأيضاً معلقة «أكلة إسكندراني»، المستوحاة من الفنان «سيف وانلي» للاحتفال بأكلة السمك التقليدية.

على شاطئ البحر نأكل الجيلاتي مع موسيقى لعبدالحليم حافظ، هذا ما أعاد إخراجه المعرض عبر خيامية «جيلاتى»، وتلك المنسوجة المدون عليها «جلا جلا» لتعيد إلى الأذهان حيل الساحر العجوز الذى ينادى بتلك الكلمة وهو يسير على الشاطئ ليخرج كتكوتاً ملوناً من تحت الكوب، وإلى جواره «نجوم البحر» يستغيثون، تلك المعلقة التى تجسد معاناة الأخطبوطات وسرطان البحر والجمبرى ونجوم البحر الذين يشهدون تدفق القاهريين مسبّبين اضطراباً مؤقتا في توازن البحر»، لكن كيف يترك الناس «قصور الرمال» المجسّدة على معلقة ويجاورها تاريخ أصيل من مغنى سيد درويش، وغيرها من عبق الماضي ورائحة الذكريات؟

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الإسكندرية حرف يدوية المنتجات اليدوية

إقرأ أيضاً:

مشعل بودواو يدخل تاريخ الكرة الجزائرية بعد موسم واحد من تأسيسه !

حقق نادي مشعل بودواو، أمس، معجزة كروية في سماء الكرة الجزائرية بتحقيقه الصعود إلى القسم الشرفي في أول موسم له من تأسيسه.
وصنع نادي مشعل بودواد الحدث، بعدما أصبح حديث العام والخاص في رابطة بومرداس لكرة القدم، وذلك بفضل تضافر جهود القائمة على تسيير الفريق الفتي، بما فيهم المدرب و اللاعبين و الجمهور الذي ساندهم منذ بداية الحلم الذي تحول إلى حقيقة.

c إضغط عل

ى الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور[/caption]

مقالات مشابهة

  • “راديو فرنسا الدولي”: ​​هدف القضاء على الملاريا بحلول 2030 بعيد المنال بسبب تجميد المساعدات
  • مشعل بودواو يدخل تاريخ الكرة الجزائرية بعد موسم واحد من تأسيسه !
  • قريبا.. عرض فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» بنادي سينما الأوبرا
  • بدون بيض .. طريقة عمل كيكة الطاسة
  • زوجة تطالب زوجها بالطلاق للتهرب من سداد متجمد نفقات بـ 1.6 مليون جنيه
  • شكرا لك.. حسين الشحات يودع كولر برسالة مؤثرة: لن ننسى الذكريات والبطولات
  • غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة
  • سفير تركيا بالقاهرة: مكتبة الإسكندرية أعظم كنز في تاريخ البشرية
  • بالمجان.. انطلاق ليالي عرض "سينما 30" على مسرح قصر ثقافة دمنهور
  • السفير التركي بالقاهرة: مكتبة الإسكندرية أعظم كنز ثقافي في تاريخ البشرية