ماجد محمد

أكد أوكان بوروك، مدرب فريق غلطة سراي التركي، تواصله مع الدولي المغربي سفيان أمرابط متوسط ميدان فيورنتينا الإيطالي، لافتا إلى أن التواصل ليس من أجل التعاقد معه.

‎وقال مدرب غلطة سراي في تصريح نقلته صحيفة “milligazete”: “سفيان أمرابط جاء إلى هنا عدة مرات بسبب شقيقه الأكبر، لقد زار غلطة سراي، هو يعرف تركيا وفريقنا جيداً، أعتقد أنه يحب هذا المكان كثيراً”.

‎وبشأن التفاوض لضمه، أضاف أوكان بوروك “نعم التقينا مع سفيان العام الماضي، إلا أنه ذهب إلى مانشستر يونايتد فيما بعد. لم يكن لدينا أي اجتماع بخصوص ضمه هذا الموسم”.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: سفيان أمرابط غلطة سراي فيورنتينا غلطة سرای

إقرأ أيضاً:

فتنة معاوية بن أبي سفيان!

هي محض مصادفة، أن أنتهي من قراءة كتاب صاحب العبقريات عباس محمود العقاد؛ "معاوية بن أبي سفيان"، مع بداية عرض المسلسل الخاص به!

ذلك بأنني كنت قد عقدت العزم على قراءة هذه الشخصية المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي، قبل أن أسمع خبر مسلسل "معاوية" الذي أنتجه السعوديون، وجهزت عددا من المؤلفات عنه ووضعتها أمامي، لألتمس إدارة الدولة وشؤون الحكم عند هذا الرجل، ولا أظنني كنت باحثا عن التقوى والورع في مسيرته، فمن أراد هذا الجانب فسيجده عند غيره، وسيكون أولى أن يلتمسها في سيرة الإمام علي ابن أبي طالب مثلا.

فقد اعتبرت أنه من التقصير المعرفي، ألا يلم المرء بسيرة رجل نجح في السياسة، ودانت له الدنيا، وانتصر في معاركه السياسية، ثم نقلت عنه الأجيال عبارته البليغة: "لو كان بين وبين الناس شعرة ما انقطعت؛ فإن هم أرخوها شددتها، وإن شدوها أرخيتها"، ومثلت عنوانا لحكم ناجح ومستقر، انتزعه من فم الأسد!

بين الانقلاب والشرعية:

كان من الواضح أن القائمين على المسلسل السعودي يتعمدون الدعاية له، بأي وسيلة، ولو انتظروا قليلا لوجدوا الدعاية المجانية لعملهم دون افتعال، فها هي منصات التواصل الاجتماعي مشغولة به، وعلى قواعد التجاذبات السياسية الراهنة، حتى يتصور المرء أنه امتداد للصراع بين الانقلاب والشرعية في مصر، وكل واحد ينظر لمعاوية بن أبي سفيان، فيحدد موقفه منه بحسب موقعه منه؛ فقد يكون من جماعة الإخوان، وقد يكون من السلالة التي أنتجت الجنرال!

كل شيء محكوم بهذا الاستقطاب السياسي، يعزز من ذلك الخفة التي يتسم بها رواد السوشيال ميديا، وشعور كل صاحب حساب أنه لا بد وأن يدلي بدلوه في كل قضية، وأن يعلن موقفه في كل حدث، حتى صرنا أمام ثرثرة لا يسمع فيها أحد لأحد، ولا قيمة فيها لأهل الاختصاص، فنحن إزاء حالة إعجاب كل ذي رأي برأيه!
فكل شيء محكوم بهذا الاستقطاب السياسي، يعزز من ذلك الخفة التي يتسم بها رواد السوشيال ميديا، وشعور كل صاحب حساب أنه لا بد وأن يدلي بدلوه في كل قضية، وأن يعلن موقفه في كل حدث، حتى صرنا أمام ثرثرة لا يسمع فيها أحد لأحد، ولا قيمة فيها لأهل الاختصاص، فنحن إزاء حالة إعجاب كل ذي رأي برأيه!

ولأنه عمل أنتجه السعوديون، فلا بد من الاندفاع لتسفيهه وتسفيه هذه الشخصية وكأنها شخصية بسيطة وليست مركبة؛ فلا يصلح معها أسلوب مشجعي الأندية في مباريات كرة القدم، والبعض اندفع قبل العرض، وفي ظنه أن هناك مؤامرة لتشويه هذا الصحابي الجليل، ولا أدري من أين جاءهم هذا الإلهام! لأن من مفاسد السياسة أنها جعلت أهل السنة المعاصرين ينحازون لمعاوية بحسبانه إمامهم كما ذريته من بعده، وينظرون باستخفاف إلى الإمام علي كرم الله وجهه، وإلى الحسين سيد شباب أهل الجنة، على أساس أنهما ضمن الحسابات الشيعية التي تمثلها الدولة الإيرانية!

ومن هنا فإنه من اعتقد أنه يمكن أن ينتج السعوديون عملا يشوهون به معاوية لا ينظرون إلا تحت أقدامهم، وقد ساهموا في الدعاية للمسلسل قبل عرضه، وأصحابه افتعلوا الحيل للدعاية له، وقامت جريدة "المصري اليوم" لتمارس طقس من طقوس الأفراح وهو "النقوط"، فكان نقوطها خبر يقول إن الأزهر يحرم مشاهدة مسلسل معاوية، وهو خبر استخدموا الاحتيال في صياغته، باستدعاء فتوى قديمة تحرم ظهور أي من العشرة المبشرين بالجنة في الأعمال الدرامية، وتسقطه على الحالة، وحسنا فعل الأزهر أنه لم يعقب على الخبر، فأي تعقيب بالنفي أو بالإيجاب هو ضمن الدعاية المجانية له!

ومن قواعد الاستقطاب السياسي اندفع من لا يعرف رأسه من قدميه يشكك في إسلام معاوية، فهو عندهم لم يَحسُن إسلامه، وهي جرأة أنتجها زمن صفحات التواصل الاجتماعي، واستشعار كل من له حساب على منصة من منصاته أنه من أهل الفتيا والدراية في كل شيء، فهل فعلا لم يَحسُن إسلام معاوية؟!

معاوية الرجل القديم لا العظيم:

لا يبدو العقاد متعاطفا مع شخصية معاوية بن أبي سفيان، لكنه لا يميل كل الميل ولا يتخلى عن موضوعيته، فمعاوية ليس من أصحاب العبقريات الذين أفرد لكل منهم مؤلفا ("عبقرية الصديق"، و"عبقرية عمر"، و"عبقرية علي".. الخ)، باعتباره كان يحمل تقديرا خاصا لأصحاب العبقريات الفردية.. ومن منطلق هذا الإيمان بهذا اللون من العبقرية كان كتابه عن الزعيم الوطني سعد زغلول!

إنه منذ اللحظة الأولى يقول عن معاوية إنه كان رجلا قديرا وليس رجلا عظيما، ويميز بين القدرة والعظمة بقوله: "فربما وُصف الرجل بالقدرة لأنه مقتدر على بلوغ مقاصده والإضرار بغيره، ولكنه إذا وُصف بالعظمة فإنما يوصف بها لفضل يقاس بالمقاييس الإنسانية العامة، وخير تغلب فيه نية العمل للآخرين على نية العمل للعامل وذويه"!

ثم ذهب صاحب العبقريات يناقش خصال معاوية وما اشتهر به، مثل الحلم والدهاء، فيوشك أن ينزعها منه ويلصقه بالمكر، ويُرجع فوزه على الإمام علي كرم الله وجهه ليس لخصائص عبقرية فيه، ولكن لطبيعة رجل كان يريد الدنيا وسعى لها سعيها، فمارس الحيل والمكر، فضلا عن أنه كان على بلاد الشام، ومنذ الفتح الإسلامي لم يُعزل والٍ واحد من ولاة الشام لشكاية الرعية منه، ولم يتولّ العراق والٍ واحد لم يعزل للشكايات الكثيرة التي كانت تتقاطر على دار الخلافة من رعيته! فضلا عن أن الشام كانت حصة الدولة البيزنطية وهي كانت طويلة العهد بالنظم الإدارية والحكومية، وكانت فيها مدن من عواصم الدولة الكبرى، وعليها رؤساء من المميزين في الدولة بشارات السياسة والدين، فقد فتحها المسلمون على شروطهم المحدودة للذميين المعاهدين، لأن أهلها كانوا جميعا من أهل الكتاب. وكانت الشام أقرب إلى الاستقرار، والأمر على العكس من ذلك في العراق الذي كان حصة الفرس!

وهو في مناقشته لما اشتهر به معاوية من خصال، فإن العقاد يقدم أدلة لا يتسع المجال لذكرها تؤكد وجهة نظره، وترد على من أشاعوا عن معاوية ذلك!

معاوية بن أبي سفيان، ليس من الشخصيات البسيطة، التي تخضع لمقاييس الحكم لدى العامة والبسطاء، ولكنه شخصية مركبة، إن ساءك منه شيء سرتك أشياء، ولهذا فقد أشفقت على معاوية لا على كاتب المسلسل خالد صلاح، لخوض كاتب للدراما مبتدئ في أول عمل له في المجال؛ في شخصية كهذه، والمشكلة المضافة أن العمل نفسه يأتي في إطار التوجيه السياسي، لتقديم معاوية غير الذي عرفه المؤرخون
ومع هذا فإن العقاد يؤكد على أن معاوية أسلم وحسن إسلامه، ويبدو أن دعاية أنه ناور بإشهار الإسلام ولم يكن دخوله فيه عن قناعة؛ أمر قديم، وهو يردده البعض الآن، حتى يبدو كما لو كانوا يتحدثون عن حقائق، فيقول العقاد: "إن أناسا من الغلاة قد شككوا في إسلامه، بل جزموا بإسلامه على دخلة ومداهنة، فهل كان لهذا الشك من مسوغ في عمله، أو كلامه بعد إسلامه مع أبيه في عام الفتح كما هو معلوم؟"!

إن العقاد بعد أن يطرح هذا السؤال يذهب الى الإقرار بتأخر إسلام معاوية كما تأخر إسلام أبيه، فأسلما معا في عام الفتح وهو في نحو الثالثة والعشرين.

ثم يقرر: "وليس هذا التأخر بموجب الشك في عقيدته، لأنه يحدث في كل دين وفي كل دعوة، وينقسم الناس في جميع الدعوات الدينية والفكرية إلى مبادرين ومترددين ومتلبثين متلكئين، لا يستجيبون لها إلا مع آخر مستجيب، ولا يندر بعد ذلك أن يكون المتأخر أصدق إيمانا، وأثبت عقيدة من المبادر المتقدم..".

ويؤكد العقاد أن معاوية بعد إسلامه لم تثبت عليه كلمة ولا فعلة تنقص تصديقه بدينه ورعايته لفروضه وشعائره، وكان يصلي ويصوم، ويزكي ويحج، ويقرأ القرآن ويستمع إليه، وكانت كل لفظة فاه بها وأحصيت عليه في مرض الوفاة تدل على الإيمان بلقاء الله، وعلى الإيمان بالجزاء في العالم الآخر..

"وكان يحتفظ بقلامة من ظفر رسول الله، وشعرات من لحيته الشريفة، أخذها من وضوئه، وما زال محتفظا بها حتى أوصى بأن تدفن في كفنه"!

وهو وإن يؤكد رواية أن معاوية كان من كتاب الوحي فيها اختلاف، لكن المتفق عليه أن كان بعد إسلامه قريب من رسول الله، وأنه كان يكتب له.

وعموما، فمعاوية بن أبي سفيان، ليس من الشخصيات البسيطة، التي تخضع لمقاييس الحكم لدى العامة والبسطاء، ولكنه شخصية مركبة، إن ساءك منه شيء سرتك أشياء، ولهذا فقد أشفقت على معاوية لا على كاتب المسلسل خالد صلاح، لخوض كاتب للدراما مبتدئ في أول عمل له في المجال؛ في شخصية كهذه، والمشكلة المضافة أن العمل نفسه يأتي في إطار التوجيه السياسي، لتقديم معاوية غير الذي عرفه المؤرخون، وفي المقابل تكون المعارضة من الذين يحكمون بعاطفتهم إن كرهوه أو أحبوه، حيث يجري التعامل كما لو كنا أمام شخصيات معاصرة، وكأنه الصراع على الحكم بين الإخوان والجنرال!

استقيموا يرحمكم الله.

x.com/selimazouz1

مقالات مشابهة

  • فتنة معاوية بن أبي سفيان!
  • صراع بين باريس سان جيرمان وأرسنال للتعاقد مع المدير الرياضي بيرتا
  • 15 هدفاً شرط برشلونة للتعاقد مع نيمار
  • برشلونة يضع شرطاً للتعاقد مع نيمار!
  • بهاء عبد الحسين عبد الهادي: مشاهير العرب قوة مؤثرة.. ولكن المسؤولية الاجتماعية أولًا
  • للمبارة الثانية توالياً.. غلطة سراي يواصل إهدار النقاط
  • فنربخشة يقرر تفعيل خيار شراء عقد سفيان أمرابط
  • مورينيو يقاضي غلطة سراي
  • الإفتاء: صيام من ينام طول النهار ويستيقظ قبل المغرب صحيح ولكن بشرط
  • الاتحاد التركي لكرة القدم يخفف عقوبة مورينيو