تقترب شركة "موديرنا" الأميركية من إنتاج "لقاح ثنائي" ضد فيروس كورونا والأنفلونزا معاً، مما يمنح استجابة مناعية أعلى لدى كبار السن مقارنة باللقاحات المنفصلة لتلك الفيروسات، حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وأظهرت التجارب السريرية للقاح الجديد، التي لم تتم مراجعتها بعد أو نشرها في مجلة طبية أكاديمية، أن لقاح "mRNA" قدم خيارا جديدا لتعزيز الامتصاص الضئيل للقاحات فيروس كورونا المحدثة.

ومن المتوقع أن يصل اللقاح إلى الأسواق في خريف عام 2025، بعد الحصول على الموافقات التنظيمية، حسب ما يقول مسؤولو موديرنا.

ووفق الصحيفة، قامت موديرنا بفحص فعالية لقاح "mRNA" الجديد الذي يحتوي على مكونات لقاحات الأنفلونزا والجيل التالي من لقاحات فيروس كورونا، على فئتين، تشمل الأولى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عاما، فيما ضمت الثانية من تتجاوز أعمارهم 65 عاما، حيث يكون كبار السن أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة والوفاة بسبب فيروسات الجهاز التنفسي.

تقرير يكشف مخاطر الإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد" حذر تقرير بحثي جديد من خطورة ما يعرف بـ"كوفيد طويل الأمد" والآثار المترتبة على الأشخاص المصابين التي تصل لحد عدم القدرة على العمل وتستمر لأشهر وربما سنوات.

وقالت موديرنا في بيان صحفي، إنه في الفئتين العمريتين، "أثار اللقاح الثنائي استجابات مناعية أعلى ذات دلالة إحصائية ضد 3 سلالات من الأنفلونزا وفيروس كورونا".

وأضافت أن التجارب أظهرت أمانا "مقبولا" مع آثار جانبية نموذجية، مثل الألم في موقع الحقن والتعب والصداع.

وإلى جانب مودرنا، تعمل شركتا فايزر ونوفافاكس أيضا على تطوير لقاحات ثنائية، غير أن "موديرنا" مضت قدما في نشر بيانات حول التجارب، وفقا للصحيفة.

وذكرت موديرنا أن لقاحها الثنائي "سيحسن معدلات التحصين، ويقلل العوائق التي تحول دون التطعيم".

وتقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، أن 22.9 بالمئة من البالغين تلقوا أحدث لقاح ضد فيروس كورونا، مقارنة بـ 48.5 بالمئة تلقوا لقاح الأنفلونزا السنوي.

ونقلت "واشنطن بوست" عن النائبة الأولى لرئيس شركة موديرنا، التي تقود تطوير اللقاحات ضد الأمراض المعدية، جاكلين ميلر، قولها: "هناك فجوة كبيرة بين ما يوصي مركز السيطرة على الأمراض بأن نفعله، وما يمكننا تحقيقه فعليا كل عام".

ويؤكد الخبراء أن توفير الحماية ضد الأنفلونزا وفيروس كورونا معا يمكن أن يمثل استراتيجية فعالة لتعزيز الصحة العامة.

وقالت طبيبة الأمراض المعدية، المتحدثة باسم جمعية الأمراض المعدية الأميركية، كروتيكا كوبالي: "كطبيبة ومريضة، أفضل الحصول على لقاح واحد يحتوي على كليهما. إنه وقت أقل للتعثر، ولا يتعين عليك الاستمرار في التفكير: ’متى سأحصل على كل لقاح على حدة؟’".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فیروس کورونا

إقرأ أيضاً:

هل تقترب أمريكا من الهجوم البري في اليمن؟

شمسان بوست / متابعات:

رغم الضربات الجوية الأمريكية المتواصلة ضد الحوثيين، فإنها لم تنجح «بشكل كامل» في شل بنية المليشيات الصاروخية أو شقّ قلب منظومتها القيادية.

ومع تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام «القوة الساحقة» حتى تحقق الولايات المتحدة هدفها المتمثل في منع الحوثيين من استهداف الشحن في البحر الأحمر، بدأ التفكير يتجه إلى خيار ظل مؤجلًا لسنوات: الهجوم البري، في خيار قد يبدو محفوفًا بالمخاطر، لكنه ربما بات السبيل الوحيد لفرض معادلة ردع فعالة، عبر استعادة الأرض، لا فقط استهدافها من الجو.


وعلى مدى أسابيع، قصفت الغارات الجوية الأمريكية أهدافًا للحوثيين في اليمن، حيث أصابت مصافي النفط والمطارات ومواقع الصواريخ، في حملة تقول الولايات المتحدة إنها ناجحة، وأسفرت عن مقتل عدد من قادة الحوثيين، بحسب مستشار الأمن القومي مايك والتز.


وفي حين أن ما يصل إلى 80 ضابطًا عسكريًا حوثيًا قُتلوا، وفقًا لمحللين، إلا أن كبار قادة المليشيات العسكريين والسياسيين يبدو أنهم لم يُمسّوا. وكذلك بعض مواقع إطلاق الصواريخ على الأقل.

ومنذ منتصف مارس/آذار، أطلق الحوثيون عشرات الصواريخ الباليستية على إسرائيل، وابلًا من الطائرات المسيرة والصواريخ على سفن البحرية الأمريكية. ورغم أن أيًا منها لم يُسبب أضرارًا جسيمة، إلا أن التهديد لا يزال قائمًا.


وذكرت شبكة «سي إن إن» يوم الجمعة أن التكلفة الإجمالية لعملية الجيش الأمريكي ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن تقترب من مليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع، وفقا لثلاثة أشخاص مطلعين على الحملة، لكن الهجمات حتى الآن كان لها تأثير محدود في تدمير قدرات المجموعة.

وقال أحد المسؤولين: «إننا نستنزف كل الاستعدادات – الذخائر والوقود ووقت الانتشار».



هل أضعفت قدرات الحوثيين؟

«لا شك أن الحملة الأمريكية قد أضعفت قدرات الحوثيين»، يقول مايكل نايتس، الزميل البارز في معهد واشنطن، مشيرًا إلى أن المليشيات فقدت «الكثير من قدرات تصنيع الطائرات المسيرة، ويبدو أن هناك حظرًا أكثر فعالية لشحنات إعادة الإمداد القادمة عبر البحر وعبر عُمان. لذا، يشعر الحوثيون بعدم الارتياح».

لكنّ التاريخ يُظهر أن الحوثيين يتمتعون بقدرة فائقة على تحمل الألم. وقد يتطلب تصميم إدارة ترامب على القضاء على التهديد الذي يُشكلونه في نهاية المطاف هجومًا بريًا.

ويقول نايتس: «الحوثيون معتادون على الحرب مع جيش من العالم الأول. إنهم أيديولوجيون».

وتُعزز شبكة تهريب مُعقدة قدرة الحوثيين على البقاء، حيث تُدخل قطع غيار صواريخ ومعدات أخرى. ففي العام الماضي، عُثر على هياكل وزعانف لصواريخ مدفعية، ومحركات نفاثة صغيرة، وخلايا وقود هيدروجينية، مُخبأة بين حمولات إحدى السفن المُعترضة، وفقًا لتحقيق أجرته منظمة أبحاث التسلح في النزاعات (CAR) .

ويمكن لهذه المعدات أن تُمكّن طائرات الحوثيين المسيرة من حمل حمولات أكبر والسفر لمسافات أطول بكثير، ما من شأنه أن «يزيد بشكل كبير من التهديد المحتمل الذي يشكله الحوثيون»، وفقًا لتقرير مركز أبحاث الصراعات.


الهجوم البري هل يكون الأنجح؟

تقول مصادر دبلوماسية إقليمية، فضلاً عن محللين، إن الهجوم البري فقط هو الذي يمكن في نهاية المطاف أن يطرد الحوثيين، الذين يسيطرون حالياً على العاصمة اليمنية صنعاء، ومينائها الرئيسي، الحديدة، ومعظم شمال اليمن.

ويقول أحمد ناجي، كبير المحللين في شؤون اليمن بمجموعة الأزمات الدولية، إن الولايات المتحدة مخطئة في اعتقادها أن الغارات الجوية قادرة على إجبار الحوثيين على التراجع. ويضيف: «لقد فشل هذا النهج في عهد إدارة بايدن، ومن غير المرجح أن ينجح في عهد إدارة ترامب».

وتابع أن منطقهم يتشكل من خلال سنوات الحرب؛ فهم ينظرون إلى المرونة باعتبارها شكلاً من أشكال القوة، ويحاولون إثبات أنه لا يمكن ردعهم بسهولة.

في السياق نفسه، يقول نايتس: «المرات الوحيدة التي رأيت فيها الحوثيين يذهبون إلى طاولة المفاوضات أو يقدمون تسوية كانت عندما يتعرضون للتهديد باحتمال واقعي بالهزيمة على الأرض: خسارة الأراضي، وفقدان السيطرة على السكان، وفقدان الوصول إلى ساحل البحر الأحمر».

وقد حدث ذلك لفترة وجيزة في عام 2017 عندما هدد الجيش اليمني وصول الحوثيين إلى البحر الأحمر، وهو أمر حيوي لإيرادات الحوثيين وإمداداتهم العسكرية.


الاستجابة الأمريكية

لا يتوقع المحللون أن تنشر الولايات المتحدة أي قوات برية، باستثناء عدد قليل من القوات الخاصة للمساعدة في توجيه الضربات الجوية، إلا أن نايتس، قال إن الولايات المتحدة ربما تزود الجيش اليمني «ببعض الدعم اللوجستي وبعض الذخائر الرئيسية».

وأفادت مصادر دبلوماسية إقليمية بأن الاستعدادات جارية لشن عملية برية من الجنوب والشرق، وعلى طول الساحل. وقد يشمل الهجوم المنسق أيضًا دعمًا بحريًا أمريكيًا في محاولة لاستعادة ميناء الحديدة.

ويقول أحمد ناجي، كبير المحللين في شؤون اليمن بمجموعة الأزمات الدولية لشبكة «سي إن إن»: «ما زال من غير الواضح ما إذا كانت مثل هذه العملية قابلة للتنفيذ، حيث أظهر العقد الماضي نتائج مختلطة، نجاحات في بعض المجالات وإخفاقات في مجالات أخرى».



الرابط مع إيران

منذ اليوم الأول، ربط الرئيس ترامب ومسؤولون أمريكيون آخرون الحملة ضد الحوثيين بإيران. وصرح ترامب بأنه سيُحمّل إيران مسؤولية «كل طلقة» يطلقها الحوثيون، وأنها ستواجه عواقب «وخيمة» على أي هجمات يشنها الحوثيون.

ويواصل ترامب تحذير إيران من أنها ستواجه حملة قصف مكثفة إذا لم تتوصل إلى اتفاق للحد من برامجها النووية والصاروخية الباليستية. بالنسبة للإدارة الأمريكية، فإن حملة الحوثيين وحملة «الضغط الأقصى» على طهران وجهان لعملة واحدة.

وتبدو الولايات المتحدة مستعدة لتوسيع حملتها، فقاذفات بي-2 وطائرات التزويد بالوقود من طراز كيه سي-135 وصلت إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، مما قد يُنذر بشن ضربات على أهداف مُحصّنة في اليمن، لكنه قد يُمثّل أيضًا إشارةً لإيران، بحسب «سي إن إن»، التي قالت إن الأسابيع القليلة المقبلة ربما تكون بمثابة اختبار حاسم لمدى قدرة غرير العسل على الصمود. 

مقالات مشابهة

  • الصحة: مصر أول دولة في العالم تنال المستوى الذهبي في القضاء على فيروس C
  • ظهور سلالة جديدة من جدرى القرود فى المملكة المتحدة من النوع Ib
  • الرعاية الصحية: نستهدف الاستفادة من التجارب الدولية في مجالات الذكاء الاصطناعي
  • مصر أول دولة عالميًا تحصل على المستوى الذهبي للقضاء على فيروس C
  • من الكساد الكبير إلى صدمة كورونا.. تاريخ البورصات الدامي
  • كورونا حصدت أرواح 20 مليون شخص.. الصحة العالمية تحذر من جائحة جديدة
  • رئيس الصحة العالمية يحذر من ظهور جائحة جديدة على غرار كورونا
  • هل تقترب أمريكا من الهجوم البري في اليمن؟
  • الأسهم الصينية تهوي وعوائد السندات تقترب من قاع تاريخي
  • ثورة في مكافحة «الفيروسات».. تعرّف عليها!