سواليف:
2024-11-12@20:01:12 GMT

من تسبب بهذه الحرب؟

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

من تسبب بهذه الحرب؟ _ #ماهر_أبوطير

هل يتلقى #قطاع_غزة كل هذا الجحيم لمجرد أن مجموعة فلسطينية مقاتلة اجتازت السياج الفاصل، ودخلت إلى كينونة الاحتلال، وأسرت عددا وقتلت عددا ثانيا من الإسرائيليين؟.

هذا السؤال حساس جدا، لأن هناك من يردد علنا أنه لولا هذه الفِعلة لما تم #حرق القطاع، والقصد هنا تحميل طرف محدد المسؤولية عن هذه المذبحة الأعظم في تاريخنا المعاصر، في سياقات زيادة الندم، وتكريس الشعور بالهوان والضعف، وتجريم مجموعات فلسطينية، وهذا تسطيح يراد منه إقناع البسطاء أن #الفلسطينيين هم الذين جلبوا النار إلى بيادرهم، فما مالنا ومالهم، وليدفعوا الفاتورة فرادى، ما دام هذا هو توجههم الذي يرضونه.

الإجابة على السؤال سهلة جدا، لأن الفلسطينيين يتم قتلهم أصلا منذ أكثر من 80 سنة، على يد المجموعات الصهيونية حتى خلال الاحتلال البريطاني، وبعد تأسيس إسرائيل، وتم قتل مئات الآلاف، وتشريد الملايين، وسرقة مئات آلاف البيوت، وملايين الأمتار من الأرض، إضافة إلى التنكيل والسجن والملاحقة، وتطبيق كل معايير الإجرام الدموي هذه الأيام.
لو لم تقم هذه المجموعة بالهجوم يوم السابع من أكتوبر، لوجدت إسرائيل نقطة تفجير ثانية، لأن إسرائيل في كل الأحوال أمام مخطط إستراتيجي أكبر بكثير من الحرب على مجموعات فلسطينية، وهي قادرة على اختراع حجج وذرائع لشن مثل هذه الحرب على غزة أو الضفة أو القدس، وهذا يعني أن أحدا لم يعط إسرائيل الذريعة مجانا كما يقال للدخول إلى قطاع غزة وارتكاب كل هذه الجرائم التي أدت فعليا إلى أكثر من 45 ألف شهيد منهم 8 آلاف شهيد لا يتم الإعلان عنهم رسميا لأن أجسادهم غير موجودة، إضافة إلى أكثر من 84 ألف جريح فلسطيني.
في كل الأحوال كانت الحرب قادمة، عبر قطاع غزة، أو القدس والمسجد الأقصى، أو الضفة الغربية، أو بأي طريقة كانت لأن حكم إسرائيل واضح الأهداف والاتجاه.

مقالات ذات صلة مجزرة النصيرات مؤلمةٌ واستعادة أربعة أسرى غير محبطة 2024/06/10

المخطط الإستراتيجي الإسرائيلي أكبر بكثير من قطاع غزة، إذا نجحت إسرائيل في غزة أصلا، وهي الغارقة فيه، وليس هناك من دليل على تورطها في القطاع سوى الجرأة على المدنيين والانتقام منهم، لأنها فشلت في تحقيق أغلب أهداف الحرب، ولم تعد إلا بأربعة أسرى بعد تسعة شهور من الحرب، ليقدم الجيش المهزلة نموذجا دوليا على فشله.
لقد قيل مرارا إن الحرب على قطاع غزة يراد منها إعادة ترسيم كل المنطقة لتتويج إسرائيل دولة حاكمة عظمى، من خلال السطو على الشعوب والموارد، وتصنيع أهداف وهميين لإقناع أهل المنطقة أن إسرائيل هي حاميتهم الوحيدة، وإعادة صياغة العلاقات السياسية بين إسرائيل ودول المنطقة، والتخلص من عقدة الشعب الفلسطيني بكل تلويناته ونقاط قوته وضعفه، من خلال الطرد أو القتل أو إعادة التهجير، حيث يمثل الفلسطينيون اليوم العقدة الأساسية في وجه المشروع الإسرائيلي، ويتلقون الضرب نيابة عن أمة كاملة، تنتظر دورها في تحقيق مستهدفات المشروع الإسرائيلي، دون أن يدرك بعضها كلفة هذا المشروع.

مناسبة الكلام هنا، أن البعض يحاول تسطيح سبب الحرب بالقول إنه لولا فعلة المجموعة التي اقتحمت إسرائيل لما وقعت كل هذه المذابح، وهذه محاولة غبية لإدانة الفلسطينيين، لأنهم في كل الأحوال تحت الذبح أصلا، ولأنهم أيضا في قلب مخطط إسرائيلي يستهدفهم، سالموا أو حاربوا، ولأنهم أيضا الجدار الفاصل بين إسرائيل وكل منطقة الهلال الخصيب والمشرق العربي ويراد هدم هذا الجدار، بما يعني أن انتصار إسرائيل في حرب غزة، سيكون كارثة أعظم، ليس على الفلسطينيين، هذه المرة، بل على كل شعوب المنطقة، ومن يعش ير بأمّ عينيه معنى الكلام، على أرض الواقع، بما يعنيه من استحقاقات كبرى.
ستثبت الأيام صدقية الرأي الذي يقول إننا اليوم نعبر فاتحة مرحلة جديدة، لا نعرف جميعا إلى أين تقودنا، وكل الاحتمالات أصعب من بعضها البعض، في أيام تختلف عن سابقاتها.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: قطاع غزة حرق الفلسطينيين قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ولي العهد السعودي يصف هجمات إسرائيل على الفلسطينيين بـالإبادة الجماعية

ندد ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان بما وصفها "إبادة جماعية" ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين خلال خطاب في قمة لزعماء دول إسلامية وعربية في الرياض، الاثنين، وفقا لوكالة رويترز.

وقال الأمير محمد بن سلمان خلال القمة العربية الإسلامية "نؤكد في هذا الصدد إدانتنا ورفضنا القاطع لهذه الحرب الشعواء التي يتعرض لها أشقاؤنا في فلسطين"، مكررا تعليقات أدلى بها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في أواخر الشهر الماضي.

وحث المجتمع الدولي على منع إسرائيل من مهاجمة إيران واحترام سيادتها.

وقال ولي العهد في سبتمبر إن المملكة لن تعترف بإسرائيل ما لم يتم إنشاء دولة فلسطينية.

وسعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للتوسط في اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل كان من المقرر أن يشمل ضمانات أمنية أميركية للمملكة، من بين صفقات ثنائية أخرى بين واشنطن والرياض.

وجرى تجميد جهود التطبيع تلك بعد الهجوم الذي شنه مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من غزة على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 والذي أعقبه الرد الإسرائيلي المتواصل حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • قتل وهدم ونهب.. "التعاون الإسلامي" توثق جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين
  • منظمة التعاون الإسلامي توثق جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين
  • شاهد.. الاحتلال يهجّر قسرا مئات الفلسطينيين من بيت حانون
  • استشهاد واصابة عدداً من المواطنين الفلسطينيين بقصف العدو على غزة
  • ولي العهد السعودي يصف هجمات إسرائيل على الفلسطينيين بـالإبادة الجماعية
  • رئيس وزراء لبنان: أكثر من 3200 شهيد بينهم 775 طفلا وسيدة جراء عدوان إسرائيل
  • محمد بن سلمان يدعو لإلزام إسرائيل باحترام سيادة إيران الشقيقة..ويندد بـجرائم الحرب بحق الفلسطينيين
  • ولي العهد السعودي: نجدد إدانتنا لجرائم الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
  • جرائم الاحتلال.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 43603
  • جُلّهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 43603 شهداء