تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة الجارديان أن التصعيد النووي في أوكرانيا ارتفع بتواتر وإلحاح متزايدين، بسبب التغيرات الجذرية في سياسة بعض الداعمين الغربيين الرئيسيين لكييف.

وأضافت الصحيفة البريطانية -في تقرير نشرته الاثنين على موقعها الالكتروني- أن بعض الدول الأوروبية، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا، غيرت مسارها، مما أعطى أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام أسلحتها ضد مواقع داخل روسيا، وتأتي هذه الخطوات ردًا على الضربات الروسية المدمرة على أوكرانيا، والتي كان العديد منها من نقاط بعيدة عن متناولها.

وتابعت أن هذه التغييرات في السياسة الغربية، بالإضافة إلى خطط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإرسال قوات فرنسية لتدريب القوات الأوكرانية في الموقع وربما للقتال ــ أدت إلى تفاقم المخاوف من احتمال قيام روسيا بتصعيد نووي ردا على ذلك، إذ ألمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى هذا الاحتمال منذ عمليته العسكرية في أوكرانيا، كما فعل مسؤولون روس كبار آخرون، أبرزهم ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الذي شغل في السابق منصب رئيس الوزراء والرئيس، وربما يحمل الرقم القياسي داخل السلطات الروسية بعدد التهديدات النووية.

ورأت الجارديان أن المشكلة التي يواجهها القادة والنقاد هي أن مخاطر التصعيد يصعب تحديدها إلى حد كبير، ومن المستحيل التنبؤ بالتصعيد النووي على غرار توقعات المتنبئين بالأرصاد الجوية بالأمطار أو الأعاصير، وببساطة، لا يوجد إجراء موثوق لإجراء التقييمات ولا أي دليل قوي يمكن الاعتماد عليه لأنه لم تكن هناك قط أزمة في عالم به قوى نووية متعددة تصاعدت وبلغت ذروتها باستخدام الأسلحة النووية.

وقالت "لذلك، فإن المحللين والمعلقين الذين يحاولون تحديد مدى خطورة التصعيد الروسي يضعون أنفسهم مكان بوتين ويحاولون رؤية العالم، والحرب الأوكرانية بشكل أضيق، كما يتصورون أنه يراها، ومع ذلك فإنهم لا يستطيعون التأكد من أن محاولاتهم لإعادة بناء آراء بوتن ــ استنادًا إلى حالة ساحة المعركة والتغيرات التي تحدث داخلها، بما في ذلك التحولات في سياسة أنصار أوكرانيا في الغرب ــ تتوافق مع تصوراته".

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى لو كان من الممكن التغلب على هذه المشكلة بطريقة أو بأخرى، فهناك مشكلة أخرى، وهي أن آراء بوتين ليست ثابتة - ولا يوجد أي زعيم - ويمكن تغييرها سريعا بناءً على تقييماته لكيفية سير الحرب وما يتعين عليه القيام به لتحقيق النصر، وتفتقر استنتاجات الغرب بشأن التصعيد إلى أي أساس متين من الأدلة يتجاوز ما يقوله بوتين ورفاقه حول هذا الموضوع.

وأوضحت أن بعض الخبراء يعزون تزايد التهديدات الروسية بالتصعيد النووي إلى المواقف ومحاولات الترهيب، بينما يرى آخرون أن الأمر مثير للقلق، وفقا للصحيفة، كما لا توجد أيضًا طريقة مؤكدة للتأكد من قيمة التصريحات الصادرة عن الدائرة الداخلية لموسكو. فهل هي أدلة موثوقة لمعتقدات الكرملين الحقيقية، وبالتالي مفيدة في التنبؤ بما قد يفعله بوتين في الواقع؟ أم أنها جزء من حرب معلومات تهدف إلى إثارة أعصاب الغرب والتأثير على سياساته التي تحكم ما قد تفعله أوكرانيا بالأسلحة التي يزودها بها حلف شمال الأطلسي.

وأكدت أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن رسائل بوتين إلى الجنوب العالمي والغربيين المتعاطفين بشأن الحرب في أوكرانيا قد صورت الغرب على أنه غافل عن المخاوف الأمنية الروسية المشروعة، وخاصة تطلعات كييف إلى العضوية في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وعلاقاتها العسكرية المتنامية مع الغرب. إن استخدام الأسلحة النووية سيكون وسيلة سيئة لكسب الأصدقاء والتأثير على الناس.

واختتمت الجارديان بالقول إنه "والأهم من ذلك، على الرغم من (الصداقة التي لا حدود لها) بين بكين وموسكو، أوضح الرئيس الصيني شي جين بينج معارضته لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، وفي حين أنه من الحكمة القلق بشأن التصعيد وتجنب الخطوات التي تزيد من المخاطر بناءً على اليقين (غير القابل للتحقيق) بأن تهديدات موسكو مجرد ضجيج، فمن المهم أيضًا أن نفهم أن مخاطر التصعيد لها تأثير في الاتجاهين".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجارديان التصعيد النووي روسيا الغرب التصعید النووی فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

الناتو: بوتين لا يملك حق الاعتراض على عضوية أوكرانيا

قال أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مارك روته، إنه لا يريد أن يجعل عضوية أوكرانيا المحتملة في الناتو، تعتمد على موقف روسيا.   

وأضاف روته على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، اليوم الخميس، أن "الناتو يجب أن يوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس له الحق في الاعتراض، ولا التصويت على من سوف ينضم للحلف في المستقبل. ستنضم أوكرانيا للناتو يوماً ما، بمجرد تحقيق سلام مستدام"، حسبما قاله في فعالية نظمتها مؤسسة "فيكتور بينتشوك".

„Władimir Putin nie ma prawa głosu, ani weta w sprawie, kto może dołączyć do NATO, a kto nie. Chyba, że sam zamierza dołączyć do Sojuszu, ale na to się chyba nie zapowiada” - powiedział Mark Rutte podczas śniadania ukraińskiego w Davos. @RMF24pl @Radio_RMF24 pic.twitter.com/7GDTdw6Ers

— Jakub Rybski (@jakubrybski) January 23, 2025

وأوضح أنه "لتحقيق هذا يجب على الناتو أن يضمن أن بوتين لن يحاول مطلقاً غزو أجزاء من أوكرانيا مجدداً، وأن يضع أوكرانيا في أفضل مكانة قبل بدء محادثات سلام". وجدد دعوته من أجل زيادة إسهامات الدفاع من جانب حلفاء الناتو.

وقال روته إن "إنفاق 2% من إجمالي الناتج المحلي على الدفاع، ليس كافياً تقريباً، ولكنه لم يذكر رقماً"، مشيراً إلى أنه إذا لم يزد الحلفاء إنفاقهم الأمني، لن يعود بمقدور الناتو الدفاع عن نفسه في خلال فترة 4 أو 5 سنوات.

"That’s the way forward." NATO Secretary General Mark Rutte backs Trump’s pressure campaign against Russia aimed at halting its war on Ukraine https://t.co/UER810jIZS

— Bloomberg (@business) January 23, 2025

ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤخراً الحلفاء إلى إنفاق 5% من إجمالي الناتج الحلي على الدفاع في المستقبل. وهذا سوف يعني لألمانيا وكثيرون آخرون أنهم سوف يحتاجون إلى زيادة إنفاقهم الدفاعي بأكثر من الضعف.

مقالات مشابهة

  • بوتين يدعو العلامات التجارية الروسية إلى التوسع بثقة في الأسواق الخارجية
  • ترامب يريد الاجتماع مع بوتين لبحث أوكرانيا و”السلاح النووي”
  • ترامب يريد الاجتماع مع بوتين لبحث أوكرانيا و"السلاح النووي"
  • الناتو: بوتين لا يملك حق الاعتراض على عضوية أوكرانيا
  • زيلينسكي يطالب الغرب بإرسال قوات إلى أوكرانيا
  • ترامب يهدد روسيا بهذا الأمر إن رفض بوتين التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
  • دبلوماسي أوكراني سابق: الحرب الروسية لن تنتهي إلا بهزيمة بوتين
  • دبلوماسي أوكراني سابق: بوتين يحاول الخروج من عزلة الغرب بالتواصل مع ترامب
  • الخارجية الإيرانية: استئناف المفاوضات مع الغرب بشأن برنامجنا النووي متوفر
  • ترامب: بوتين يدمر روسيا برفضه إنهاء الحرب مع أوكرانيا