استثمار الوقت في الأنشطة الصيفية
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
تفيض أنفاس الآباء بعد انتهاء عام دراسي كامل، لفظ هو الآخر رمقه الأخير مع أطفالهم، خصوصا مع الطبيعة السيكولوجيا لأجيال الألفية الأخيرة ، الذين استقبلتهم الحياة في عصر التكنولوجيا ،وعاصروها منذ نشأتهم وهيمنت عليهم السرعة للحاق بركب التطور، فذلك الأمر له أثر كبير على طبيعتهم وسماتهم الشخصية والنفسية، لا أبالغ إن قلت بأنها سيطرت على عقولهم وعطلتها عن التفكير حتى، حيث أصبح من السهل عليهم جلب أفكارهم وبلورتها بضغطة زر، و إنابة من يقوم بالتفكير عنهم دون القيام بأي مجهود عقلي يذكر ،فترسخ في عقولهم أن الملاذ من أي ضغط قد يصادفهم في الحياة ،ينتهي بتلك الضغطة، فباتت بمثابة إدمان تظهر أعراضه الانسحابية في فترة الدراسة ،وعندما يتم أقصاؤهم في تلك الفترة عن الأجهزة الإلكترونية ،تتجلّى تلك العواقب في عدم التركيز، و التضجُّر من الدراسة والتسويف في إنهاء الواجبات اليومية ، ما يجعل الآباء يتنفسون الصعداء خلال تلك الفترة التي ختمت باختبار
مستوى أبنائهم واختبار مستوى صبرهم،فيفرح الآباء بالعطلة الصيفية أشدّ فرحاً من أبنائهم ، لكن استشعارهم بالهدوء ليس في محله ، حيث أن هدوء الأبناء هذا غير طبيعي إلا أن يكون مقروناً بانكفائهم على أجهزتهم الإلكترونية ليل نهار ، و تكون مرافقة للبعض حتى عند تناول الطعام أو في الحمام -أكرمكم الله -، وبالكاد تفارقهم في وقت النوم ، فالاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية ،لعب دوراً كبيرا ًفي انتشار طيف التوحُّد لدى أطفالنا، أو إذا صح القول التوحُّد الإلكتروني، الذي قيّد طفولتهم في زوايا الأمكنة، و استحوذ على أصواتهم وضحكاتهم التي من المفترض تبهج البيوت والقلوب في العطلات، فإشراك الأطفال في الأنشطة الصيفية ،خيار ممتاز لتحرير عقولهم، و استئناف لطاقتهم الكامنه، الخيار الذي أصبح مستبعداً من قبل بعض الأباء خوفاً من الالتزام في العطلات ،فالأنشطة الصيفية الهادفة بأنواعها الثقافية والتربوية والبدنية وغيرها ،تتيح للطفل الكشف عن مهاراته وميوله وهوايته المفضلة، وتنمِّي مهارات التواصل الإجتماعي لديه وتجنّبه العُزلة والوحدة وتساهم في تقوية شخصيته وتبعد عنه الكسل والخمول الجسدي والفكري الناتج عن جلوسه لساعات طويلة أمام التلفاز أو اللعب بالألعاب الإلكترونية ،بذلك يتم استثمار أوقاتهم وقتل الفراغ الذي يرغمهم على اللجوء إلى أجهزتهم خصوصاً عند انشغال الأبوين ، و في الإجازات الصيفية .
Wjn_alm@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
المطارنة الموارنة دعوا إلى وقف النار: لتطبيق القرار 1701 تمهيدا لعودة النازحين إلى بلداتهم
عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية حيث تدارسوا شؤونا كنسية ووطنية.
وفي ختام الاجتماع اصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، قال فيه:
"1- يرفع الآباء آيات الشكر لله على النعم التي أغدقها على كنيسته بإعلان قداسة عدد من القديسين الجدد، وفي طليعتهم شهداء دمشق بمن فيهم الأخوة المسابكيون الموارنة، كما يشكرون قداسة البابا فرنسيس على تكرمه بترؤس هذا الإحتفال الذي شارك فيه عدد كبير من البطاركة والكرادلة والأساقفة والكهنة وآلاف المؤمنين من مختلف بلدان العالم.
2- يتوقف الآباء بمرارة وأسى، أمام هول الكارثة التي حلت بلبنان وخلفت حتى الآن أعدادا كبيرة من الضحايا والدمار والخراب في القرى والبلدات والمدن في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، وعدد من الأنحاء اللبنانية الأخرى. ويطالبون المجتمع الدولي بالحل الديبلوماسي للحرب الدائرة بين حزب الله واسرائيل وبإقرار وقف فوري للنار وتطبيق القرار 1701 تمهيدا لعودة النازحين إلى بلداتهم وبيوتهم، ووضع حد للاعتداءات الإسرائيلية المنتهكة لسيادة لبنان والعابثة بحياة مواطنيه، وآخرها الإنزال البحري الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في منطقة البترون وانتهى بخطف لبناني من مقر إقامته.
3- يحيي الآباء أصحاب الغبطة والسماحة الذين اجتمعوا بدعوة من صاحب الغبطة البطريرك الماروني في قمة روحية صدر عنها بيان يعبر أصدق تعبير عن تضامن العائلات الدينية اللبنانية في وجه تمادي العدوان الإسرائيلي على لبنان، لا سيما طلبهم من مجلس الأمن الدولي الدفع في اتجاه إصدار قرار سريع بوقف إطلاق النار إنقاذا للبنانيين، خصوصا النازحين منهم، الذين يترقبون معالجة إنسانية كريمة لأوضاعهم، بعد أن دهم الشتاء البلاد، وباتت نقاط النزوح في حال حرجة جدا على صعيد الوقاية من المطر والثلج والبرد.
4- يحيي الآباء مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعقد مؤتمر باريس لدعم شعب لبنان وسيادته. ويرحبون شاكرين بمواقف المؤتمرين المؤكدة وجوب خلاص لبنان من محنته، لا سيما استعدادهم للمساعدات المالية، وخصوصا مساندة الجيش اللبناني تمويلا وتسليحا وتدريبا وتأهيلا من أجل اضطلاعه بمسؤولياته السيادية على الأرض اللبنانية كاملة.
5- يتوجه الآباء بالشكر إلى الدول الشقيقة والصديقة التي سارعت إلى إمداد لبنان بما يحتاج إليه لخدمة النازحين من أبنائه على صعيد مستلزمات الإقامة والمأكل والإستشفاء، متمنين لها دوام الخير والعافية والسلام.
6- يبدي الآباء ارتياحهم إلى الوجه الإنساني والحضاري والوطني والحضاري الذي قابل به أبناؤنا إخوانهم النازحين، راجين استمرار حسن استقبالهم لهم، والتنبه من أجل التصدي لأي إشكالات قد تحصل، من خلال تشكيل لجان للتنسيق بالتعاون مع المحافظين والبلديات والاتحادات البلدية والجمعيات الأهلية والمؤسسات العسكرية والأمنية المتأهبة لكل عون في هذا المجال.
7- يدعو الآباء القيمين على القطاع التربوي إلى التعاون الإيجابي، ويتمنون على وزارة التربية الوطنية إنشاء لجنة مركزية مختصة تمثل المدارس الخاصة والرسمية لوضع آلية عمل واضحة من أجل إنقاذ العام الدراسي لجميع الطلاب.
8- في خضم هذه الحرب العبثية المفروضة على لبنان والتي تهدد مصيره كيانا وشعبا، يدعو الآباء أبناءهم وبناتهم وجميع اللبنانيين للتمسك بإيمانهم المبني على قول المعلم الإلهي: "لا تخافوا انا غلبت العالم ... وأنا معكم الى منتهى الدهر"، وتكثيف الصلاة وأعمال البر، ملتمسين من الله بشفاعة العذراء مريم سيدة لبنان وجميع قديسيه، أن ينير عقول جميع المسؤولين فيعملوا على إيقاف القتل والدمار وإحلال الأمن والسلام في ربوع هذا الوطن وهذه المنطقة والعالم".