بين مطرقة الحرب وسندان الفقد... من يأوي أيتام غزة؟
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
يعيش سكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتى اللحظة مأساة لا يضاهيها شئ، ولا أحد يعلم متى تنتهي هذه الحرب المؤلمة وهذه الفترة الصعبة التي يمرون بها، فإنهم يعيشون حياة لا تشبه أي حياة، حياتهم أصبحت كلمة الموت والفقد فيها أكثر من النجاة، ففي كل يوم هناك الالاف من الشهداء الذذين يتركون ورائهم أيتام لا حصر لهم.
والأيتام في غزة يواجهون عدة تحديات وصعوبات كنقص الرعاية الصحية والفقر وصعوبة الوصول إلى التعليم الجيد، بالإضافة إلى التحديات النفسية والاجتماعية لفقدهم لذويهم وفقدانهم الرعاية الأبوية.
مأساة أيتام غزةوالأطفال في غزة يشكلون نحو نصف سكانها، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ويعيشون تحت قصف مستمر منذ عملية طوفان الأقصى، ويتكدس الكثير منهم في ملاجئ مؤقتة، وفي مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بعد نزوحهم من منازلهم أو فقدانهم لأهلهم.
نجلاء الغلاييني، عضو مجلس إدارة معهد الأمل للأيتام في غزة، قالت إن الأيتام في قطاع غزة يزداد عددهم يومًا بعد يوم، وهو في ازدياد طالما الحرب مستمرة، وأن عدد الأيتام يتعدى حاليًا 19000 طفل يتيم من كافة مناطق القطاع.
ولا شك أن الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما بسبب ظروف الحرب، فإن مصيرا صعبا ينتظرهم بالنظر إلى ضعف إمكانيات دور الأيتام في غزة، وخروج بعضها من الخدمة.
ولا يوجد سوى 4 دور لرعاية الأيتام في غزة، بحسب تقرير صدر عن برنامج "النظام الوطني لحماية الطفل والرعاية البديلة للطفل-SOS" في العام 2017، تضررت أهمها جراء قصف إسرائيلي في العام 2021.
عضو مجلس إدارة معهد الأمل للأيتام في غزة أوضحت في تصريحات خاصة لجريدة الوفد، أن المقر الوحيد لمعهد الأمل للأيتام يقع في مدينة غزة في حي الرمال، وهذه المنطقة تم اجلاء سكانها بأمر من الاحتلال وتم نزوح معظم السكان الى جنوب القطاع، وبالتالي فإنهم لا يستطيعون إيواء الأطفال اليتامى.
والطاقة الاستيعابية لدور رعاية الأيتام في غزة تبلغ 2800 طفل، إلا أنها تحولت إلى في الوقت الحالي لدور إيواء لمجمل النازحين بسبب ظروف الحرب.
ومعهد الأمل لرعاية الأيتام في غزة قبل الحرب كان يحتضن 50 طفل يتيم، في الإيواء المخصص في المعهد في مدينة غزة، ولكن المباني جميعها تضررت بسبب قرب المعهد من مستشفى الشفاء، وفقًا لـ نجلاء الغلاييني.
وقبل هذا العدوان الإسرائيلي الأخير بلغت أعداد الأطفال الأيتام نحو 33 ألفًا، وفق آخر إحصاء لمؤسسة "إس. كاي. تي. ويلفير" الخيرية الإسلامية، بينما قدرتهم مؤسسة "أورفانز إن نيد" بأكثر من 22 ألف يتيم، و5 آلاف أرملة.
وذكر تقرير لبرنامج "النظام الوطني لحماية الطفل والرعاية البديلة للطفل-SOS"، قبل 7 سنوات أن نسبة الأيتام المسجلين لدى وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، بلغت 2.3% ممن تقل أعمارهم عن 17 سنة، لكن في عام 2018، أبلغت لجنة حقوق الطفل في الأمم المتحدة أن دولة فلسطين لم تقدم إحصاءًا بعدد الأطفال الأيتام، لأن حصرهم يعد تحديًا.
وفي بداية أبريل الماضي، كشف تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن قرابة 43 ألفا و349 طفلا يعيشون بدون والِدين أو بدون أحدهما في قطاع غزة، موضحا أن الرقم كان 26 ألفا و 349 عام 2020.
وفي العام 2020 كان هناك 26,349 طفلاً في العمر (0-17 سنة) أيتام في قطاع غزة، في حين تشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" إلى أن حوالي 17 ألف طفل في غزة أصبحوا أيتام بعد أن فقدوا والديهم أو أحدهم منذ السابع من أكتوبر الماضي، ويمثل هذا الرقم حوالي 1% من إجمالي عدد النازحين، والذي يبلغ 1.7 مليون نازح في قطاع غزة.
عضو مجلس إدارة معهد الأمل للأيتام في غزة، ذكرت للوفد أن هؤلاء اليتامى حاليًا يتم متابعتهم من قبل وزارة التنمية الاجتماعية ورعاية الطفل لحين الانتهاء من الحرب، وتسليمهم إلينا في معهد الأمل للايتام.
وبسبب الحرب ولعدم توفر مكان آمن لأهل غزة تؤكد الغلاييني إلى أنهم يفتقرون إلى مقر ثابت في الجنوب، مشيرة إلى أنها اقترحت التنسيق مع جهة خارجية تحتضن أبنائنا الأيتام مع الكادر المربي لهؤلاء الاطفال، وإذا تم التنسيق مع جهة او دولة عربية يكون مناسب أقل ما فيها خلال فترة الحرب، ولكن حتى الان لم يتلقوا أي دعوة من أي جهة.
وتؤكد الغلاييني، أن الوضع في غزة صعب جدًا لايتحمله الكبير ولا البشر عمومًا فما بالك الطفل اليتيم، موضحة أنهم يرحبون بأي دعوة من دول شقيقة وعربية واسلامية تستقبل أيتامنا مع مربينهم والكادر لحين إنتهاء الحرب.
وتابعت:"من الممكن عمل دراسة حالة للاطفال الايتام وبناءا على احتياجة وعدم توفر ولي له وعدم توفر من يرعاه يتم احتضانه ويتم تسجيله حسب الأصول إذا توفر لنا مركز للايواء خارج غزة"، مشيرة إلى أنه يمكن التبرع لكفالة الأيتام هناك من خلال التواصل معهم من خلال صفحتهم على الفيس بوك الذي تتواجد عليه أرقام الحسابات لكفالة أيتام غزة.
ويتوقع جهاز الإحصاء الفلسطيني أن يبلغ عدد الأطفال دون 18 سنة منتصف 2024 في دولة فلسطين نحو مليونين و432 ألفا، ليشكلوا ما نسبته 43% من إجمالي السكان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: يأوي أيتام غزة الحرب الفقد قطاع غزة أيتام قصف الأیتام فی غزة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مسلسل الأطفال كوكوميلون قد يسبب الإدمان والاضطرابات السلوكية
حذر خبراء في التربية وأطباء أعصاب من التأثيرات السلبية المحتملة لمسلسل الأطفال الشهير "كوكوميلون"، مشيرين إلى أنه قد يسبب فرط انتباه لدماغ الطفل، مما يجعله يشبه الإدمان في تأثيره. ويرجع ذلك إلى الإيقاع السريع والألوان الزاهية والموسيقى المتكررة، مما يحفّز إفراز مادة الدوبامين في الدماغ، ويدفع الأطفال إلى التعلق الشديد بالشاشة ورفض الابتعاد عنها.
وقد حقق هذا المسلسل الكرتوني، المعروف بشخصياته ذات العيون الواسعة وتصميمه الجاذب، ما يقرب من 200 مليار مشاهدة على منصة يوتيوب، ودخل بيوتًا في مختلف أنحاء العالم. لكن العديد من الآباء بدؤوا بإبداء القلق من تأثيره، واصفين إياه بأنه محفّز مفرط قد يثير نوبات الغضب لدى الأطفال، بل وصفه بعضهم في منشورات متداولة على نطاق واسع بأنه "مخدر للأطفال".
Kids are getting hooked on ‘crack’ cartoon that has parents ‘scared’ — but they’ve found a surprising alternative https://t.co/2wQDHZGkwv pic.twitter.com/pisqZbR2Wm
— New York Post (@nypost) April 23, 2025
قالت إيسلر، وهي أم من ولاية فرجينيا ومعلمة سابقة تنشر محتوى تربويا على وسائل التواصل الاجتماعي، في حديث لصحيفة نيويورك بوست إن ابنها البالغ من العمر أربع سنوات أصبح مدمنا على مشاهدة التلفاز، مضيفة "كان يجلس ملتصقا بالشاشة ويرفض تماما أن نغلقها".
إعلانوتابعت أن نوبات الغضب أصبحت أمرا يوميا، خصوصا عند محاولة الانتقال بين الأنشطة، مما دفعها في النهاية إلى حظر المسلسل تماما، قائلة "كان القرار واضحًا بالنسبة لنا، لقد أوقفناه نهائيا".
وتتفق معها هيليان، كاتبة في مجال الجمال من نيويورك، والتي صرّحت لصحيفة واشنطن بوست "المسلسل سريع الإيقاع، عدواني للغاية، وتفاصيل الشخصيات -خاصة العيون الواسعة- تثير القلق. الأمر مخيف بالفعل".
وأضافت أن ابنتها شاهدت المسلسل مرة واحدة فقط في منزل صديقة، لكنها أصبحت مهووسة به على الفور، مما دفعها لاحقًا إلى تجاهل المسلسل على نتفليكس حتى لا يظهر في توصيات الشاشة. وتابعت "أعتقد أنه يسهم في تقصير التركيز لدى الأطفال، وهم يعانون بالفعل في هذا الجانب".
على شبكة الإنترنت، يشارك العديد من الآباء المحبطين تجاربهم مع ما تعرف بـ"نوبات كوكوميلون"، ويشبّهون تأثير هذا المسلسل على الأطفال بالمخدرات الرقمية.
كتب أحد الآباء في موقع "ريديت": بمجرد أن يتذوق الطفل كوكو، يصبح من الصعب التخلص من هذا الإدمان. في حين وصف والد آخر ما حدث لطفله بأنه "انهيار عصبي شديد بسبب إيقاف تشغيل المسلسل قبل موعد الاستحمام"، مما دفع العائلة إلى منعه تماما.
ويحذر الأخصائيون من أن هذا النوع من المحتوى السريع والمحفّز قد يؤدي إلى نوبات غضب، وضعف التركيز، واضطرابات سلوكية، خاصة عند محاولة إيقاف المشاهدة أو تقليل وقت الشاشة.
في المقابل، دعا الخبراء إلى اتباع نهج يُعرف بـ"التربية المضادة للدوبامين"، وهي طريقة تربوية تقوم على تأخير تعرّض الطفل للمحتوى المفرط التحفيز، وتوفير بيئات خالية من الشاشات، وتشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة بسيطة وتفاعلية، مثل اللعب اليدوي أو مشاهدة برامج بطيئة الإيقاع مثل "بارني" و"كير بيرز".