ماذا يعني تحييد حزب الله لمقاتلات F-16 الإسرائيلية؟ وما دلالة التوقيت؟
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
للمرة الثانية خلال 3 أيام، يستخدم حزب الله منظومة صواريخ دفاع جوي ضد المقاتلات الإسرائيلية، محققاً انتصاراً جديداً في ميدان القتال الجوي.
فبعد أن أعلن الحزب في بيان عن تمكن وحدات الدفاع الجوي في المقاومة الإسلامية من التصدي لطائرة حربية إسرائيلية F-16 معادية، اضطرت إلى التراجع خلف الحدود مع فلسطين المحتلة، مكنت الصواريخ الأرض-جو الدفاعية التابعة لحزب الله من تحييد هذه الطائرة بنجاح عن الأجواء اللبنانية.
ماذا يعني تمكن الدفاعات الجوية للمقاومة الاسلامية في لبنان من تحييد مقاتلات f16 التابعة للكيان عن الأجواء اللبنانية؟ ولماذا لم يكشف الحزب عن هذه المنظومة عند أول غارة لطيران العدو على الأراضي اللبنانية، وتم الكشف عنها قبل أيام؟
ما تأثير ذلك على العدو؟
أمام هذا التطور غير المسبوق في قدرات حزب الله على مواجهة طيران الكيان وتحييده عن أجواء لبنان، يمكن القول إن ذلك يمثل تحولاً كبيراً في مسار المعركة، ويرفع من سقف التحديات التي تحاصر الكيان في استخدام سلاح الجو بشكل فعال.
وقبل أن نعرف ماذا يعني هذا التحول في قدرات حزب الله الدفاعية بتحييد طائرات f16 المتقدمة عن أجواء لبنان لابد أولاً من معرفة مواصفات هذه الطائرة.
مواصفات سوفا بار
طائرات F-16 التي تمتلكها إسرائيل، والمعروفة باسم “سوفا”، هي من طراز F-16I (أيضًا تُعرف باسم “سوفا بار”)، وهي إصدار مخصص ومحسن من F-16 تم تطويره بالتعاون بين شركة لوكهيد مارتن الأمريكية وصناعات الطيران الإسرائيلية.
الطائرة تمتلك تقنيات هجومية وإلكترونية متقدمة، وقدرة على حمل الأسلحة الذكية، وتمتاز بالقدرة على البقاء في الجو لفترات طويلة، وتلقي التحديثات الدورية، مما يعزز قدرتها العسكرية، كما أنها تُستخدم في مجموعة من الأدوار العسكرية، بما في ذلك الهجوم الجوي والدعم الجوي القريب والبعيد، والاستطلاع.
بالإضافة إلى ما تم ذكره، حيث يُعتقد أن الـ F-16I تمتلك قدرات تكنولوجية تُمكنها من تجاوز أنظمة الدفاع الجوي، وتُمكنها من التخفي عن رادارات الدفاع الجوي، مما يجعل من الصعب اكتشافها، واستهدافها.
هذه القدرات تُعتبر جزءًا من استراتيجية إسرائيل للحفاظ على تفوقها الجوي في المنطقة.
ماذا يعني تحييد الـ f16 عن أجواء لبنان
تجاوز تقنية الطائرة F-16 الإسرائيلية من قبل منظومة دفاع حزب الله يعتبر تحديًا هائلًا، حيث تُعتبر الـ F-16 طائرة مقاتلة متطورة، ولها سجل حافل في الأداء العسكري.
تتطلب القدرة على تحييد الـ F-16 تطوير نظام دفاع جوي يكون متطوراً للغاية، وقادراً على التعامل مع التحديات الفنية والتكتيكية التي تمثلها هذه الطائرة.
وبناء على ماورد في بيان حزب الله عن تمكن وحدات الدفاع الجوي من التصدي لمقاتلة حربية نوع f16 واجبارها على المغادرة.. هذا يعني بأن صواريخ أرض جو الدفاعية التي يمتلكها حزب الله تمكنت بالفعل من تجاوز تقنية الـ F-16، ما يعني أننا أمام إنجاز عسكري كبير يظهر قوة وتطور القدرات العسكرية لحزب الله.
كما يعني أن المقاومة الاسلامية في لبنان طورت ونشرت نظام دفاع جوي قوي وفعال، قادر على رصد واعتراض الطائرات الإسرائيلية من نوع f16 بنجاح، اضافة لذلك، فإن نجاح حزب الله في إطلاق الصواريخ والتصدي للطائرات الإسرائيلية يشير إلى أن الصواريخ قد اختُبرت، وأثبتت كفاءتها في ظروف قتالية حقيقية، وأن مقاتلي حزب الله تلقوا تدريبات مكثفة على تشغيل وإطلاق هذه الصواريخ، مما يعكس جاهزيتهم الفعلية لاستخدام هذه الأنظمة في أي مواجهة مستقبلية، و لا يستبعد أن الحزب قد طوّر تكتيكات لاستخدام الصواريخ بفعالية، بما في ذلك تحديد الأهداف بدقة والتعامل مع الردود المحتملة من الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
وبناء على ذلك يمكن القول إن حزب الله قد حسّن من بنيته التحتية اللوجستية والفنية لدعم عمليات إطلاق الصواريخ، مما يعني أن لديه القدرة على إعادة تزويد وإطلاق هذه الصواريخ بشكل مستمر.
التجارب الناجحة في التصدي للطائرات الإسرائيلية تعني أن الصواريخ قد اجتازت جميع الاختبارات التقنية والتشغيلية اللازمة للاستخدام الفعلي، وأن
حزب الله قد أجرى تقييماً شاملاً للمخاطر، والتحديات المحتملة قبل تنفيذ هذه العمليات، مما يعكس درجة عالية من الثقة في قدرة الصواريخ على تحقيق أهدافها.
واجمالاً، يمكن القول وبكل ثقة أن الصواريخ التي أطلقها حزب الله قد تجاوزت مرحلة التدريب، وأصبحت جاهزة للاستخدام في العمليات العسكرية الحقيقية، مما يشكل تحدياً استراتيجياً جديداً لإسرائيل.
دلالة التوقيت
دلالة التوقيت في الكشف عن هذا التطور النوعي في سلاح الدفاع الجوي لم يكن عشوائياً، بل نتيجة معطيات مهمة وكبيرة، وهنا تكمن العبقرية العسكرية للمقاومة الاسلامية في لبنان.
كان على حزب الله أولاً اعماء عيون الكيان التجسسية، والمعروفة بأنها تمتلك أحدث أنظمة الاستشعار والرصد والتجسس، وكذلك الكاميرات والرادارت على طول الحدود، والتي لديها القدرة على رصد منصات إطلاق القذائف والصواريخ والمسيرات، وكذلك تحركات قوات المقاومة.
لذا كان على المقاومة أولاً ضرورة شل القدرات التجسسية لإسرائيل، حيث استغرق ذلك قرابة ثمانية أشهر، تمكنت خلالها المقاومة من اسقاط عده طائرات مسيرة تجسسية تعتبر فخر الصناعات الإسرائيلية، وكذلك تدمير واسقاط مناطيط تجسسية، بالإضافة إلى تدمير كل أجهزة الاستشعار والرادارات والكاميرات في مختلف المواقع والقواعد العسكرية التابعة للكيان على طول الشريط الحدودي البالغ 120 كم من رأس الناقورة، وحتى مزارع شبعا، الأمر الذي جعل الكيان مشلولاً تماماً على المستوى الاستخباراتي
بعد قيام حزب الله بتأمين مقاتليه، وأماكن إطلاق الصواريخ والمسيرات والقذائف من أجهزة الرصد التابعة للكيان، والتي تم تدميرها كلياً، جاء الدور للإعلان عن قدرات نوعية في أنظمة الدفاع الجوي للمقاومة خلال الأيام الماضية، والتي لديها القدرة على تحييد سلاح الجو الاسرائيلي المتمثل بf16 المتطورة عن الأجواء اللبنانية.
تأثير ذلك على الكيان
مع تحسن قدرات حزب الله، تواجه إسرائيل تحديات أكبر في إدارة تهديدات متعددة من المقاومة في لبنان، بالإضافة إلى التهديدات من غزة والعراق واليمن.
تكاليف العمليات الجوية والبرية، والتي تتطلب موارداً كبيرة، وتطوير تكتيكات جديدة، وتحسين التكنولوجيا لمواجهة الدفاعات الجوية لحزب الله ما يزيد من الأعباء المالية والعسكرية على إسرائيل، لكن ذلك سيأخذ وقتاً طويلاً، وليس أمام اسرائيل سوى استخدام طائرات اف 35، ولكن: هل ستسمح الولايات المتحدة على المجازفة بآخر ما تبقى لها من سلاح جوي يعتبر الأفضل في العالم؟
لتعرضها لمخاطر الكشف أو السقوط، مما يؤثر على سمعتها ويعرضها لتحليل أعدائها.. كذلك سترى أمريكا أن استخدام الأسلحة المتقدمة بشكل مكثف قد يثير قلق الحلفاء، خاصة إذا تعرضت هذه الأسلحة للفشل أو الإسقاط، مما يؤثر على علاقات إسرائيل الاستراتيجية مع الدول الموردة لهذه الطائرات.
المخاوف من الحرب المفتوحة، تصدي حزب الله الناجح يزيد من مخاطر التصعيد إلى حرب مفتوحة، وهو سيناريو تسعى إسرائيل لتجنبه، نظراً للتكاليف البشرية والمادية الباهظة؛ كون أيضاً العمليات العسكرية المكثفة قد تؤدي إلى ضغوط دولية على إسرائيل، بما في ذلك من حلفائها، مما يحد من حرية التحرك العسكري والسياسي.
التأثير على العقيدة العسكرية: الحاجة لتطوير تكتيكات جديدة لمواجهة الدفاعات الجوية لحزب الله قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في العقيدة العسكرية الإسرائيلية.
تأثيرات نفسية ومعنوية: نجاح حزب الله في التصدي للطائرات الإسرائيلية قد يؤثر على الروح المعنوية للجنود والمواطنين، ويعزز من مكانة حزب الله كقوة مقاومة فعالة.
استنزاف الموارد: العمليات العسكرية المطولة والمكثفة قد تؤدي إلى استنزاف الموارد البشرية والمادية، مما يؤثر على قدرة إسرائيل على الاستجابة لتهديدات أخرى.
وبناءً على التحليل السابق، يمكن القول إن تمكن حزب الله من تحييد طائرات إسرائيلية من نوع F-16 عن الأجواء اللبنانية يمثل تحولاً استراتيجياً هاماً، فهو يظهر للمرة الأولى قدرة المقاومة اللبنانية على تحدي التفوق الجوي الإسرائيلي بشكل ملموس، مما يعكس تطوراً في قدراتها الدفاعية ويزيد من التحديات التي تواجه إسرائيل.
هذا التحول يعني أن حزب الله ليس فقط يمتلك القدرة على إطلاق الصواريخ، ولكنه أيضاً يمتلك نظام دفاع جوي قادر على تحييد طائرات مقاتلة متقدمة.
من المهم أيضاً أن ننظر إلى التحول من منظور أوسع، فهو يعكس تطوراً في تكنولوجيا الدفاع الجوي لدى حزب الله، وربما يلقي بظلاله على توازن القوى في المنطقة بشكل عام.
وباختصار، نقول إن تمكن حزب الله من تحييد الطائرات الإسرائيلية من نوع F-16 المتطورة عن الأجواء اللبنانية يعتبر تحولاً هاماً في المشهد العسكري والأمني في المنطقة، وينذر بتغييرات وتحديات جديدة لإسرائيل وللتوازن الإقليمي بشكل عام.
– كامل المعمري| صحفي متخصص في الشؤون العسكرية
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الدفاعات الجویة إطلاق الصواریخ الدفاع الجوی حزب الله من حزب الله قد یمکن القول القدرة على ماذا یعنی لحزب الله من تحیید فی لبنان دفاع جوی یؤثر على یعنی أن الـ F 16
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء تمركز إسرائيل في 5 مواقع بالجنوب اللبناني؟
بيروت- تستمر تداعيات الحرب الأخيرة في جنوب لبنان، حيث تسعى إسرائيل إلى فرض واقع جديد بالعمل على تعزيز وجودها في 5 مواقع عسكرية داخل الأراضي اللبنانية بذريعة حماية أمنها والدفاع عن مستوطناتها. ويبقى السؤال الأبرز حول أهدافها الحقيقية من هذا التمركز وتأثيره على التوازنات في المنطقة.
في هذه الأثناء، تواصل الدولة اللبنانية استثمار الحراك الدولي والدبلوماسي للضغط على إسرائيل من أجل انسحابها الكامل، مع الاحتفاظ بحقها في اتخاذ خطوات تصعيدية في حال استمر الاحتلال.
من جهته، يسعى حزب الله إلى موازنة أولوياته بين إعادة الإعمار وتعزيز قدراته العسكرية والسياسية، بيد أن السياسات الإسرائيلية تجاه الجنوب لا تقتصر على البعد العسكري فحسب، بل تشمل أيضا محاولات تقويض دور المقاومة عبر الضغط الدبلوماسي والاقتصادي.
إعادة انتشار
ويقول خبراء -للجزيرة نت- إن تداعيات المشهد الراهن تفتح الباب أمام عدة احتمالات قد تحدد ملامح المرحلة المقبلة في المنطقة. ويتفقون على أهمية تكثيف الجهود الدبلوماسية لضمان انسحاب الاحتلال.
يرى الكاتب السياسي أسعد بشارة أن ما قامت به إسرائيل في الجنوب لا يُعد انسحابا، بل هو إعادة انتشار تهدف إلى ربط النزاع بشأن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مع إبقاء بعض المواقع المحتلة في لبنان كوسيلة ضغط لضمان تطبيقه.
إعلانويشير -للجزيرة نت- إلى أن هذا الوضع لا يترك أمام لبنان سوى خيار واحد، وهو المضي قدما في تنفيذ الاتفاق بالكامل لسحب كل الذرائع من إسرائيل وإجبارها على مواجهة المجتمع الدولي في حال أصرت على استمرار احتلالها المستحدث.
عسكريا، لا يتوقع بشارة أن يتحرك حزب الله نظرا لاختلال موازين القوى وعدم توفر الظروف المناسبة لتنفيذ عمليات، إذ فرضت نتائج الحرب واقعا جديدا يدركه الحزب جيدا.
أما سياسيا، فيضيف أن الحزب سيواصل "المزايدة" على الدولة اللبنانية لعدة أسباب، أبرزها "عجزه الحالي عن معالجة تداعيات الحرب وإزالة آثارها، خاصة في ظل التكلفة الاقتصادية الباهظة التي خلفتها من دمار وأضرار واسعة".
في المقابل، يرى المحلل السياسي علي حيدر أن عدم انسحاب الاحتلال بالكامل من الأراضي اللبنانية واحتفاظه بـ5 تلال عسكرية متفرقة تمتد من شرق الحدود إلى غربها، يعكس استمرار السياسات العدوانية الإسرائيلية.
ويعتبر أن هذه السياسات تهدف إلى منع حزب الله من إعادة بناء وتطوير قدراته العسكرية، إضافة إلى محاولات نزع سلاحه عبر الدولة اللبنانية، مما يستدعي استشراف سيناريوهات المرحلة المقبلة التي تتراوح بين:
استمرار احتلال هذه التلال من دون أفق زمني واضح. احتمال الانسحاب منها في وقت لاحق. خياراتوبين هذين الاحتمالين، تبرز خيارات أخرى -وفق المحلل حيدر- تتعلق بالسياسات العملياتية الإسرائيلية في المنطقة الحدودية إذ قد تمتنع إسرائيل عن أي تدخل، أو تواصل اعتداءاتها بمستويات متفاوتة مع احتمال تصاعدها ضمن نهجها العدواني المستمر.
ورغم إمكانية الحديث عن فرضية انسحاب الاحتلال من هذه التلال قريبا، فإنه يرى أنه لا توجد حتى الآن مؤشرات تدعم ذلك، بل على العكس فإن الأداء الإسرائيلي والمبررات التي يسوقها إضافة إلى الموقف الأميركي ترجح استمرار احتلالها إلى أجل غير محدد.
إعلانولا يبدو، وفق تقدير حيدر، أن الاحتلال سيكتفي بالتموضع العسكري في هذه التلال، إذ يرجح أن يعتمد سياسة عملياتية عدوانية، خاصة تجاه القرى المحاذية، قد تشمل استهداف واعتقال رجال المقاومة الذين يترددون على قراهم حتى لو بصفات مدنية. كما يعتقد أن إسرائيل ستسعى إلى تعزيز صورتها الردعية عبر سياسات تهويلية، فضلا عن محاولاتها عرقلة إعادة إعمار القرى، خاصة في بعض النقاط القريبة من الحدود.
وبشأن وضع حزب الله، يقول حيدر إنه منذ وقف إطلاق النار، يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتقل الحزب إلى مرحلة جديدة تحكمها مجموعة من الأولويات تشمل إعادة بناء وتطوير قدراته العسكرية بما يتلاءم مع المستجدات، إلى جانب إعادة الإعمار، والحفاظ على حضوره الفاعل في المعادلة السياسية، ومواجهة الضغوط الأميركية التي تستهدف دفع الدولة اللبنانية لنزع سلاحه.
ويضيف أن إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، تحاول استغلال هذه المستجدات وأولويات الحزب الملحة لمواصلة الاعتداءات والضغوط ضمن إستراتيجية ما بعد الحرب. ويلفت إلى أن حزب الله لا يزال يعتمد حتى الآن سياسة ضبط النفس، مع إفساح المجال أمام الدولة اللبنانية للقيام بواجباتها واستنفاد المسار الدبلوماسي لحماية القرى والدفع نحو انسحاب الاحتلال من التلال المتبقية.
ذريعةمن جانبه، يرى الخبير العسكري حسن جوني أن النقاط الإستراتيجية الخمس التي حددها الاحتلال لا تعد ذات أهمية كبرى، فقد تدنت أهمية المرتفعات من حيث التحكم والمراقبة والاستهداف والرصد، نظرا لإمكانية القيام بذلك عبر وسائل إلكترونية متطورة، حيث يمكن للطائرات المسيَّرة (الدرون) تنفيذ هذه الوظائف بدقة أكبر.
ويقول للجزيرة نت إن هذه المرتفعات ليست ضرورة دفاعية ميدانية مقنعة، معتبرا أن الاحتلال يستخدم هذه الحجة كذريعة، ويعتقد أنه يقر علنا بأن المسألة ليست عملياتية بقدر ما هي نفسية، وأن هناك 3 أهداف رئيسية وراء تمسكه بها وهي:
إعلان الهدف الأول: معنوي يتمثل في الإيحاء بالنشوة التي يشعر بها الاحتلال الإسرائيلي، وكأنه قادر على البقاء في هذه المواقع وفرض الواقع الذي يريده، متجاوزا أي اتفاقيات لإبراز صورة من التفوق والانتصار. الهدف الثاني: نفسي موجه إلى مستوطني الشمال بهدف طمأنتهم وتحفيزهم على العودة عبر تقديم صورة توحي بأن جيش الاحتلال موجود في الجهة المقابلة، أي داخل لبنان، لحمايتهم. ويرى الخبير العسكري أن وجوده في لبنان سيجعل الاستقرار في المنطقة أكثر هشاشة. الهدف الثالث: الغاية منه استثمار هذا الوجود لتحقيق أهداف سياسية، مثل ربط الانسحاب بسحب سلاح حزب الله، أو فرض تفسير إسرائيلي مختلف للقرار 1701، وربما حتى السعي لتحقيق طموحات سياسية أوسع.يُشار إلى أن جيش الاحتلال يسعى إلى ترسيخ وجوده في 5 مواقع داخل جنوب لبنان، وهي:
تلة اللبونة: تقع في القطاع الغربي ضمن خراج بلدتي الناقورة وعلما الشعب، وهي منطقة حرجية تبعد نحو 300 متر فقط عن خط الحدود، تُصنَّف إسرائيليا على أنها منطقة حراسة دفاعية، وتتمتع بموقع إستراتيجي منبسط يتيح لجيش الاحتلال تنفيذ تكتيكاته العسكرية. جبل بلاط: يقع بين بلدتي مروحين (صور) وراميا (بنت جبيل)، ويؤمّن إشرافا واسعا على القطاعين الغربي والأوسط، يبعد أقل من كيلومتر واحد عن الخط الأزرق، ويمثل نقطة إستراتيجية مهمة لإسرائيل لأنه غير مأهول مما يمنحها حرية التحرك. تلة العويضة: تبعد نحو كيلومتر واحد عن الحدود، وتقع بين بلدتي العديسة وكفركلا، تكمن أهميتها في إشرافها الكامل على مستوطنة المطلة وعدد من المستوطنات الأخرى. تلة العزية: تبعد نحو كيلومترين عن الحدود، وتقع في خراج بلدة دير سريان (مرجعيون الشرقي)، تُشرف على مجرى نهر الليطاني من المحمودية إلى الزوطرين، وتوفر إطلالة واسعة على القرى الجنوبية مما يمنح إسرائيل ميزة رقابية لتعزيز سيطرتها على المنطقة. الحمامص: تقع عمليا في خراج بلدة الخيام، وسبق أن استخدمها جيش الاحتلال نقطة انطلاق لهجماته البرية على البلدة خلال العدوان الأخير، تبعد نحو كيلومتر واحد فقط عن الحدود. إعلان