الثورة نت:
2024-09-30@19:07:16 GMT

بين مكامن الوجع وضِفاف النصر

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

 

 

بطريقةٍ همجيةٍ بشعة يمضي الكيانُ الصهيوني في جرائم الإبادة الجماعية بحق سكان غزة ويتوغل وينسحب ثم يعود إلى وسطها وَشمالها مراراً وتكراراً بعد إعلانه لأكثر من مرة إحكام سيطرته عليها، ومن ثم إلى رفح الملاذ الأخير للسكان المتشبثين بالحياة والأرض والكرامة التي تتوج رؤوسهم، والتي يريد الصهاينة قمعها بل إنهائها ودفنها مع أجسادهم، متكئين على سلاح أمريكا وتأييد الحكومات الغربية الواقعة تحت ذل اللوبي الصهيوني وخوفًا منه أمدته بكل وسائل الدعم والرضى ليواصل جرائمه وتثبيت جذوره على أرض فلسطين!!
غير أننا ونحن نرى ما يحدث في غزة وخَاصَّة محارق الخيام الأخيرة في رفح وَما تقترفه يد الصهاينة اللئيمة من جرائم تدمي عين الإنسانية بل تغتالها في ظل صمت عروبي جعلنا نؤمن حَــدّ اليقين أننا فعلا أُمَّـة يتيمة تخلت الأمجاد عنها بعد أن تخلت هي عن مبادئ وقيم الدين المحمدي المنادية بالجهاد ضد المستكبرين، وقيم العروبة التي عرفت بإغاثة الملهوف والانتصار للمظلوم!!
وهذا ما جعلنا اليوم نتساءل: ترى كم على غزة أن تدفع من ثمن كي يستفيق العرب من سباتهم الطويل الذي لم توقظهم منه أصوات النائحات على ذات مذبحة أَو مذابح، ولم يزعجهم بكاء أطفال يكاد الجوع أن يلتهم ما تبقى من حياة في أجسادهم النحيلة فيتململون من منامهم أم أنه ربما بات على غزة أن تباد بمن فيها، وتصبح مستوطنة صهيونية حتى يستفيقوا من خيبتهم وحطام نكستهم لينتظروا دورهم القادم، لينالهم بعض أَو أكثر مما عانته غزة؟!
لا سيَّما أن الغرب الذي لطالما دعم الكيان الصهيوني وأيد أن يكون له وطن لم يعد يؤمن بالبروباجندا الصهيونية حول مذبحة الحفلة وإرهابية حماس، وامتلأت قلوب الشعوب إيمَـاناً أنه لولا العنف وبشاعة الاحتلال والاستيطان لما وجدت حماس ومقاومتها!!
في وقت بعض العرب ما زال يلقي اللائمة على حماس وطوفانها، وأنه لولاهم لما أصاب غزة المس الصهيوني والأمريكي؛ وهذا هو ما جعل قلوبنا تعتصرها المرارة على العروبة، وما وصلت إليه من مستوى الذل الخبيث الذي جعلهم يصمتون على مصاب أشقائهم، بل إن منهم وَعبر إعلامه يبرّر للجريمة ويروج أن حماس شر مطلق يجب الخلاص منه، في حين هي ما زالت تدافع عن العرب والعروبة بالتعاون مع أشقائها في محور المقاومة وعلى رأسهم اليمنيون الذين لا يزالون متشبثين بقيم عروبتهم وبما تحمله أفئدتهم من إيمان وحكمة، جعلتهم في موقف المواجهة مع العالم المدافع عن الكيان الصهيوني في عرض البحر، غير مبالين بما سيقع عليهم وعلى أرضهم التي تئن جرح حرب سنوات عشر، وأثقلها حصار خانق وَمؤامرات خبيثة لتدميرها اقتصاديًّا، غير أن حزن غزة كان أثقل عليهم، فانطلقت أيديهم ضاغطة على زناد النصرة لها لتطوق عدوها بالحصار.


بعمليات متعددة المراحل تصاعدت من البحر الأحمر والعربي إلى المحيط الهندي وُصُـولاً إلى الأبيض المتوسط، ليس آخرها العمليات الست النوعية والمتنوعة الهدف والمكان، التي أعلنت عنها القوات المسلحة اليمنية على رأسها استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” التي لم يتجرأ أحد على هذه الأرض الاقتراب منها وهذا أكبر تحد واجهته أمريكا.
هذا وقد أكّـدت اليمن على استمراريتها في عملياتها المساندة لغزة، وأنها قد تصل إلى أبعد مما تتصوره أمريكا المستميتة بالدفاع عن الاقتصاد الصهيوني، في حين طائراتها الحديثة تتهاوى في سماء اليمن سقوطاً وهزيمة لأمريكا والكيان الصهيوني والعرب الواقعين تحت هيمنتهما، كما تهاوت سمعة التكنولوجيا العسكرية الأمريكية!!
وربما هذا الفشل الاستراتيجي والهزيمة العسكرية هما ما جعل بايدن يتحدث عن اتّفاق قال إنه مقدم من “إسرائيل” على ثلاث مراحل يشمل وقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان في غزة، والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل أسرى الصهاينة، الذين فشلت آلة الحرب في استعادتهم إلا بعض من أعادوهم جثثا، وبات عددهم يزيد عبر كمائن نفذها المقاومون في محاور القتال!!
أيضا يشمل الاتّفاق إعادة إعمار غزة وإصلاح ما خربته يد الحرب اللعينة.
ويعد ما طرحه بايدن الخائف على كرسي الرئاسة مع قرب الانتخابات الأمريكية من اتّفاق خارطة طريق مطابقة تماماً لمطالب حماس، التي فشلوا في سحقها كما كانوا يتمنون ولم يعد في حسبانهم إنهائها، إنما حسب الطرح الذي قدمه بايدن القضاء على قدراتها، وهنا تكمن الهزيمة العظمى لحربهم!
غير أن السؤال اليوم ومع غليان الشارع في عمق الكيان المحتلّ هو، هل سيلتقط نتنياهو هذه الفرصة؟

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

نقابة المحامين تدين اغتيال حسن نصرالله: لابد من محاسبة عصابات الكيان الصهيوني

أعلنت نقابة المحامين المصرية، عن إدانتها للعمل الجبان الذي ارتكبته عصابات الغدر الصهيوني بالجنوب اللبناني، وأدى إلى اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، المعروف بمواقفه الداعمة والمساندة للقضية الفلسطينية.

وأكدت نقابة المحامين، أن اغتيال حسن نصر الله بهذه الطريقة البربرية الوحشية سوف يؤدي إلى دخول لبنان والمنطقة برمتها في دوامة من العنف والصراعات التي لن تقف على حدود، وأنه ولابد من محاسبة المسؤول المحرض والمنفذ من عصابات الكيان الصهيوني عن تلك الجريمة النكراء.

ودعت نقابة المحامين، الشعب اللبناني، أن يلتف حول حكومته وأن يتجاوز تلك التحديات ويرتفع فوق الأحزان والمصالح مهما كانت، ويعمل على تخفيف المعاناة، وأن يحافظ لبنان على وحدة التراب اللبناني، وأن يكون وطنًا لكل أبنائه.

وتوجهت النقابة، بخالص الدعاء بأن يتغمد الله الفقيد السيد حسن نصر الله، بواسع الرحمة وعظيم المغفرة الحسنة، مع خالص العزاء للشعب اللبناني عامة، وأحرار المقاومة في العالم أجمع.

مقالات مشابهة

  • كنعاني: أفعال الكيان الصهيوني لن تمر دون رد
  • فرنسا تحذر الكيان الصهيوني من شن أي اجتياح بري للبنان
  • الحكومة الشرعية تدين بأشد العبارات ”عدوان الكيان الصهيوني على مدينة الحديدة الخاضعة للمليشيات الحوثية”
  • عن الفرق بين إيران وبين الكيان.. تذكير ضروري وسط جدل ساخن
  • أنصار الله: استهداف المنشآت المدنية في الحديدة دليل على تخبط وضعف كيان الاحتلال الإسرائيلي وحالة الوجع التي يعيشها نتنياهو
  • الرئيس الإيراني: جرائم الكيان الصهيوني غير مقبولة ولن تبقى دون رد
  • أولمرت يعترف بأن الكيان الصهيوني اغتال عماد مغنية في دمشق عام 2008
  • نقابة المحامين تدين اغتيال حسن نصرالله: لابد من محاسبة عصابات الكيان الصهيوني
  • الخارجية: إن الكيان الصهيوني يؤكد من خلال هذا العدوان الدنيء – مرة أخرى – على سمات الغدر والجبن والإرهاب التي نشأ عليها، وانتفاء أي قيم أخلاقية لديه، وهمجية واستهتار بكل المعايير والقوانين الدولية
  • الكيان الصهيوني يُعلن مقتل حسن نصر الله