“تريندز” يشارك في مائدة مستديرة حول جماعة الإخوان
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
أبوظبي- الوطن:
بدعوة من مجلس الشيوخ الفرنسي، شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات بأوراق بحثية في مائدة مستديرة عقدها المجلس حول جماعة الإخوان المسلمين، بمقره في قصر لوكسمبورغ، بقاعة Monory؛ في إطار مهمة تحقيق واسعة حول نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا.
ومثّل “تريندز” في هذه المائدة كلٌّ من الباحثَين الرئيسيَّين؛ الدكتور وائل صالح، والأستاذ حمد الحوسني، وبمشاركة الدكتور أوليفيه فيال، مدير مركز الدراسات الجامعية بفرنسا، والدكتورة مورجان دوري الأستاذة بجامعة بيكاردي جيل فيرن بفرنسا.
وعرض وفد “تريندز” أمام الجلسة “مؤشر قياس نفوذ الإخوان المسلمين على المستوى الدولي”، والذي أطلقه بعدة لغات، وقد حظي المؤشر بإشادة كبيرة من الحاضرين الذين أثنوا على الجهد البحثي والفكري المبذول في إعداده، إضافة إلى تميزه بمنهجيته الجديدة وقدرته على قياس قوة نفوذ الجماعات الدينية والأيديولوجية من خلال مقاربات كمية، وقد حرص الجميع على الحصول على نسخة من المؤشر.
وأكد الدكتور محمد العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، أن هذه الدعوة تؤكد ريادة المركز وعالمية رؤيته وانخراطه في حوار بحثي أكاديمي، مشيراً إلى أن مشاركة “تريندز”، بدعوة من مجلس الشيوخ الفرنسي، تأتي في سياق إطلاق الحكومة الفرنسية مهمة تحقيق واسعة حول نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا؛ وذلك لتقييم قوة الجماعة في البلاد، وارتباطاتها بالفروع الأخرى في العالم، وهو ما يُعدّ خطوةً غير مسبوقة في تاريخ نظرة الدولة الفرنسية للجماعة.
وأشار العلي إلى أن تلك الدعوة تأتي أيضاً في سياق إطلاق مركز تريندز للمؤشر الدولي حول نفوذ الاخوان والذي مثّل طفرة بحثية؛ نظراً لأنه النموذج الأول من نوعه لقياس قوة ونفوذ الجماعات الدينية؛ وذلك من خلال مقاربة تجمع بين المناهج الكمية والكيفية ومؤشرات رئيسية وفرعية قادرة على قياس أدقّ أوجه القوة والنفوذ لجماعة الإخوان في 50 دولة تمثّل وتغطي قارات العالم الخمس.
من جانبه، أشار الدكتور وائل صالح إلى أن لـ”تريندز” تطبيقاً عملياً لما طالب به المركز من حتمية البدء في حوار أكاديمي وبحثي بنَّاء لفهمٍ أفضل لظاهرة الإسلاموية، موضحاً أنه على الرغم من أن الإسلامويّة شغلت بال الكثير من الباحثين منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، فإنها لم تُدرَس بعدُ بشكل كافٍ لسبر أغوارها، وتفكيك الأفكار النمطية حولها، وحسم الجدل بشأنها.
كما أوضح الدكتور صالح خطورة جماعة الإخوان من خلال ما أُطلق عليه “متلازمة الإخوان المسلمين”؛ أي مجموعة العلامات والأعراض والظواهر المرتبطة ببعضها، والتي تُلازم وتَنتج عن أي وجود لهم في الفضاء العام، وتتنافى مع القيم الأساسية للمواطَنة والعيش المشترك؛ ومن بينها احتكارهم الحقيقة والدين، وعزلة منتسبيهم الشعورية عن المجتمع، والاستعلاء بنمط تديّنهم على المجتمع، وسيادة شعار “أينما تكون مصلحة الجماعة فثمّ وجه الله” في ممارساتهم السياسية، وتحوّل المجتمع إلى حالة الصراع الدائم، وسيادة مبدأ التكفير المبرِّر للعنف في نهجها، وغياب مفهوم المواطَنة، وسيادة فكرة ولاء الفرد للجماعة وامتداداتها العابرة لحدود الدولة الوطنية.
وقدّم الدكتور صالح الأسس الفكرية التي تعتمد عليها المقاربة المعتمدة في مركز تريندز لدراسة ظاهرة الإسلاموية؛ وهي “الإسلامويات التطبيقية” أو “Trends School”، والتي تُعنى بتفكيك سرديات الإسلاموية عن نفسها ونقدها، وكذلك السرديات المتعاطفة معها بمقاربة نقدية علمية، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان شهدت انخفاضاً حاداً في قوة نفوذها منذ عام 2021، حيث تراجعت القوة الشاملة للجماعة من 64% (قوي) إلى 48% (متوسط) في عام 2023، وذلك بحسب مؤشر قياس نفوذ الجماعة، الذي طوره باحثو “تريندز”.
من جانبه، شرح الأستاذ حمد الحوسني أسباب تراجع نفوذ الجماعة، حيث استمرت في تلقّي المزيد من الضربات الشديدة التي أضعفتها كثيراً. كما أن الآلة الإعلامية والتجييشية لجماعة الإخوان أصابها العطب؛ بسبب عدم المهنية، وعدم المصداقية، والتهويل، ولم تهدأ الخلافات الداخلية، ولم يتوقف التشظي في صفوف جماعة الإخوان المسلمين.
وأوضح الحوسني أن دولاً عدة غيّرت نظرتها للجماعة، كما أن الفترة الأخيرة شهدت مزيداً من الحصار والإجراءات المقوِّضة للجماعة على المستوى الدولي؛ مثل تنبيه هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في النمسا من خطورة تيارات الإسلام السياسي، في تقريرها الصادر في يناير 2023، مضيفاً أن من أهم أسباب أفول الجماعة هو تيقُّن شرائح كبيرة من العرب والمسلمين، أكثر من أي وقت مضى، بازدواجية الجماعة ومتاجرتها بقضايا المنطقة، مبيّناً أن بثّ المزيد من الأعمال الدرامية، إضافةً الى ظهور وثائق كشفت الكثير من الجوانب التي كانت غير معلومة لدى عامة الناس، ساعدت في هذا التوجه، وأتى على البقية المتبقية من أي تعاطف مع جماعة الإخوان.
وعلى هامش احتفال مجلس الشيوخ الفرنسي وصحيفة عرب نيوز، شارك وفد مركز تريندز في النسخة الثانية من مؤتمر VISION GOLFE. الذي يسلط الضوء على العلاقات الاقتصادية والثقافية المتنامية بين فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي.
والتقى الوفد سعادة السفير فهد بن معيوف، سفير المملكة العربية السعودية لدى فرنسا، والأستاذ فيصل عباس رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز، حيث أشادا بحضور المركز الفاعل وأثنيا على مؤشر تريندز حول نفوذ الإخوان المسلمين الدولي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الأردن تقرر حظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة ممتلكاتها
أعلن وزير الداخلية الأردني، مازن الفراية، عن اليوم الاربعاء، حظر أنشطة جماعة الإخوان المسلمين، وإغلاق مقراتها في المملكة، ومصادرة أموالها المنقولة وغير المنقولة، تفعيلا لقرار سابق منذ سنوات باعتبارها جماعة منحلة وغير شرعية.
وأعلن الوزير تجريم الانتساب للجماعة، وحظر على وسائل الإعلام والمؤسسات في المملكة التعامل معها.
وأعلن الفراية في مؤتمر صحفي، الأربعاء، عن العمل على الإنفاذ الفوري لأحكام القانون على جماعة الإخوان المسلمين المنحلة باعتبارها جمعية غير مشروعة.
وأعلن الوزير في إيجاز صحفي تلا خلاله بيانا، حظر كافة نشاطات الجماعة، واعتبار أي نشاط لها أياً كان نوعه عملاً يخالف أحكام القانون ويوجب المساءلة القانونية.
وشدد الفراية على تسريع عمل لجنة الحل المكلفة بمصادرة ممتلكات الجماعة، سواء المنقولة وغير المنقولة وفقاً للأحكام القضائية ذات العلاقة.
وأكد الوزير اعتبار الانتساب لجماعة الإخوان المنحلة أمراً محظوراً، كما أنه يحظر الترويج لأفكارها وتحت طائلة المساءلة القانونية.
وقرر الوزير إغلاق أي مكاتب أو مقار تستخدم من قبل الإخوان المسلمين في كافة أنحاء المملكة حتى لو كانت بالتشارك مع أي جهات أخرى وتحت طائلة المساءلة القانونية.
ونبه الوزير إلى منع القوى السياسية ووسائل الإعلام ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني وأي جهات أخرى من التعامل أو النشر للجماعة، وكافة واجهاتها وأذرعها وتحت طائلة المساءلة القانونية.
وشدد الوزير على أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق أي شخص أو جهة يثبت تورطها بأعمال إجرامية مرتبطة بهذه القضايا أو الجماعة المنحلة، وذلك في ضوء ما ستسفر عنه تحقيقات المحكمة في القضايا المنظورة أمامها.
من جانبه قال نائب بالبرلمان الأردني عن جبهة العمل الإسلامي موسى الوحش للتلفزيون العربي ان منهج الجماعة سلمي ولم يتغير ومن يشذ عنه ليس له مكان بها، ولم تصدر أي أحكام قضائية بشأن قضية الأسلحة التي أثيرت.