أبوظبي- الوطن:

تماشياً مع إقرار إعلان COP28 الإمارات بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام، أعلنت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، المركز الأكاديمي والدبلوماسي الرائد عالمياً في دولة الإمارات، عن إطلاق آلية لتسهيل جهود التمويل المناخي ودعم الدول المتأثرة بالصراعات، وذلك بالشراكة مع مجموعة g7+، وهي منظمة دولية حكومية، تضم في عضويتها مجموعة من الدول التي تتعافي من أثار الصراعات، ومعهد التنمية الخارجية في المملكة المتحدة (ODI)، وهو مركز أبحاث مستقل متخصص في الشؤون العالمية.

وتهدف الآلية، التي تم إطلاقها في أبوظبي بحضور سعادة عبد الله بالعلاء مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة، إلى تحفيز العمل المناخي والتمويل للبلدان والمجتمعات الهشة والمتأثرة بالصراعات. وبرزت هذه الفجوة الكبيرة في الموارد اللازمة لبناء القدرة على التكيف مع تغير المناخ كموضوع رئيسي في مؤتمر COP28 الذي عقد في ديسمبر الماضي، حيث تعهدت 91 دولة و43 منظمة بسد هذه الفجوة.

وحول دور الدبلوماسية المناخية في دعم البلدان الهشة، قال سعادة نيكولاي ملادينوف، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية: “أطلقت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية قبيل استضافة دولة الإمارات لمؤتمر COP28، مركز الدبلوماسية المناخية الذي يهدف إلى تعزيز الأبحاث الفعالة ودعم الجهود الدبلوماسية المبذولة للتصدِّي لظاهرة التغيُّر المناخي في المناطق المتأثرة بالصراعات. ويعمل المركز أيضاً على تنسيق أجندة بحثية مشتركة مع مراكز الفكر والمؤسسات الأكاديمية والبحثية ليكون بمثابة مركز إقليمي للأبحاث المتعلقة بالمناخ، ويلعب دوراً فاعلاً في تعزيز السياسة الخارجية لدولة الإمارات المتعلِّقة بتغير المناخ.”

وأضاف سعادته: “يؤكد هذا التعاون على التزامنا بدعم الجهود المبذولة وتشجيع الحوار للعمل تجاه تحقيق إعلان COP28 الإمارات بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام من خلال الوصول إلى برامج وممارسات وتمويل أكثر وأفضل. وكجزء من هذه الآلية الجديدة، فإننا سنعمل بشكل وثيق مع الجهات المعنية خلال الأيام المقبلة لإيجاد حلول تمويلية مخصصة للبلدان والمجتمعات الهشة والمتأثرة بالصراعات لتعزيز قدرتهم على التكيف مع تغير المناخ.”

ووفقاً لمعهد التنمية الخارجية في المملكة المتحدة، يعد الأفراد الذين يعيشون في البلدان المتأثرة بالصراعات من أكثر الفئات عرضة لآثار تغير المناخ، وغالبًا ما يحصلون على تمويل أقل بكثير لدعم جهود التكيف مع تغير المناخ. حيث تشير أبحاث المعهد من عام 2010 إلى 2018 أن دول القرن الأفريقي ومنطقة الساحل حصلت على تمويل مناخي ما بين 2 إلى 13 دولارًا أمريكيًا فقط للفرد، مقارنة بمتوسط 18 دولارًا أمريكيًا لأقل البلدان نموًا التي لا تشهد صراعات، والتي تتلقى تمويلاً هامشياً نسبياً.

من جانبها، قالت ماوريسيو فاسكيز، رئيس قسم السياسات المتعلقة بالمخاطر العالمية والتكيف في معهد التنمية الخارجية البريطاني: “يكمن التحدي الرئيسي في توحيد جهود مناطق مختلفة من العالم للعمل معاً. وٍتهدف هذه الآلية الجديدة إلى جمع الجهات التي تلعب دوراً فاعلاً في مواجهة تغير المناخ لمعالجة الأسباب الأساسية لدعم الدول الهشة مناخياَ والمتأثرة بالصراعات، وهذا يعني معالجة أسباب الكوارث المرتبطة بالمناخ، وليس فقط أعراضها.”

وقال هيلدر دا كوستا، الأمين العام لمجموعة g7+: “نحن نرى حاجة ملحة لدعم جهود تغير المناخ تماشياً مع اتفاق باريس، حيث تتأثر البلدان المتضررة من الصراعات بشكل كبير وهي تكاد تكون غير مسؤولة عن تغير المناخ. ونأمل أن تعمل هذه الآلية الجديدة على حشد الإجماع بين جميع الجهات الفاعلة لإيجاد أفضل السبل لتعزيز التكيف مع تغير المناخ في هذه البلدان وضمان وصول التمويل اللازم إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليه لمعالجة آثار تغير المناخ.”

ومن شأن هذه الآلية أن تعمل على تنسيق الجهود التي تبذلها المنظمات والحكومات الداعمة التي خلقت الزخم السياسي إقرار إعلان COP28 الإمارات بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام. وكجزء من الالتزامات الواردة في الإعلان، من المقرر أن تعقد دولة الإمارات العربية المتحدة والقائمون على هذه الآلية والشركاء الآخرون اجتماعاً رفيع المستوى في مؤتمر COP29 في باكو في نوفمبر 2024 لتقييم التقدم المحرز نحو تنفيذ مستهدفات “اتفاق الإمارات” المعني بالمناخ والإغاثة والتعافي والسلام، وتحفيز المزيد من العمل بهذا الخصوص.

تعد دولة الإمارات العربية المتحدة مناصرة لمعالجة قضايا المناخ والسلام والأمن، حيث أعلنت في وقت سابق من هذا العام عن شراكة جديدة بقيمة 1.2 مليون دولار أمريكي مع “آلية الأمم المتحدة للأمن المناخي”، مما يؤكد التزام الدولة بتقوية البرامج المحورية الخاصة بالسلام والأمن المناخي. كما تعمل الدولة بموجب هذه الشراكة على تقديم التمويل المخصص لمنصب “مستشار المناخ” في أفغانستان، من أجل تقييم وتخفيف المخاطر الحقيقية للأمن المناخي في البلاد”.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يلتقي رئيس مجلس الشيوخ ويؤكد: الدبلوماسية البرلمانية أداة لدعم مصالح المصريين بالخارج

التقى د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج مع المستشار عصام الدين فريد رئيس مجلس الشيوخ يوم الخميس ١٣ نوفمبر.

استهل الوزير عبد العاطي اللقاء بتوجيه التهنئة إلى المستشار عصام الدين فريد رئيس مجلس الشيوخ بمناسبة تولي سيادته مهام منصبه الجديد، مؤكداً التطلع لاستمرار التعاون الوثيق والبناء بين وزارة الخارجية مع مجلس الشيوخ بما يعزز جهود الدولة المصرية في مختلف المجالات ويخدم أهداف ومصالح الوطن وأبنائه في الداخل والخارج، مشيراً إلى توجيهاته المستمرة بأهمية تعزيز التعاون مع مجلسي الشيوخ والنواب لتبادل وجهات النظر بالنسبة للسياسة الخارجية المصرية، فضلًا عن مناقشة التحديات الإقليمية والملفات ذات الأولوية المتعلقة بمصالح المصريين في الخارج، ودعم مسيرة التنمية والاقتصاد الوطني في مصر.

كما أعرب عن التقدير للتعاون البناء الذي تم على مدار الدورة التشريعية المنتهية سواء من خلال مشاركة أعضاء الوزارة في اجتماعات اللجان المختلفة بمجلس الشيوخ وغيرها من أشكال التعاون والتنسيق القائم عبر القطاع البرلماني بالوزارة.

وأكد وزير الخارجية على الأهمية التي توليها وزارة الخارجية للدبلوماسية البرلمانية في ضوء الدور الهام الذي تضطلع به الدبلوماسية المصرية بشقيها الحكومي والبرلماني في دعم الثوابت المصرية تجاه القضايا المحورية دولياً وإقليمياً، وتعزيز أواصر التعاون والصداقة مع برلمانات دول العالم، مؤكداً حرص الوزارة على مواصلة التنسيق مع السادة أعضاء مجلس الشيوخ خلال الدورة التشريعية المقبلة بشأن التوصيات التي تصدر عن اللجان النوعية المختلفة، وأيضا فيما يتعلق بالطلبات القنصلية، مؤكداً الأهمية البالغة التي توليها وزارة الخارجية لتقديم أعلى مستوى من الخدمة للمواطنين ورعاية شئونهم سواء في الخارج، عبر البعثات الدبلوماسية والقنصلية، أو في الداخل عبر مكاتب التصديقات وفريق عمل قطاع الشئون القنصلية بالوزارة، فضلاً عن الحرص على مواصلة تطوير وتحسين تلك الخدمات وتطوير أدائها ورقمة المعاملات القنصلية.

كما استعرض الوزير عبد العاطى الإجراءات التي تتخذها وزارة الخارجية والبعثات في الخارج لتوفير كافة التسهيلات لضمان سير وسلاسة الاستحقاقات الانتخابية في الخارج وذلك بالتعاون مع الهيئة الوطنية للانتخابات، وأخرها خلال المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب التي عقدت يومى ٧ و٨ نوفمبر، مؤكداً حرص الوزارة على إتاحة الفرصة للمصريين في الخارج لممارسة حقهم الدستورى في التصويت.

طباعة شارك بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة المستشار عصام الدين فريد رئيس مجلس الشيوخ وزارة الخارجية

مقالات مشابهة

  • بنك قطر للتنمية يوقع اتفاقية تعاون استراتيجي مع الشبكة العالمية للتمويل والتكنولوجيا
  • قطر تستعرض حلول إدارة الكربون في جلسة نقاشية خلال مؤتمر تغير المناخ COP30 بالبرازيل
  • وزير الصحة يشهد توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي بين شركتين لتوطين صناعة الأدوية
  • المؤتمر العالمي للسكان ..التنقل البشري في ظل تغير المناخ: التحديات والفرص
  • اتفاقية تعاون استراتيجي بين «مينا فارم» و«باير» الألمانية لتوطين صناعة الأدوية (عاجل)
  • توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي بين مينا فارم وباير الألمانية لتوطين صناعة الأدوية
  • ولادة أول طفل بالذكاء الاصطناعي.. المعجزة الإلكترونية التي تغير المستقبل
  • وزير الخارجية يلتقي رئيس مجلس الشيوخ ويؤكد: الدبلوماسية البرلمانية أداة لدعم مصالح المصريين بالخارج
  • تغير المناخ والنزوح الجماعي وتدفق المهاجرين.. اليمن يواجه أزمات مركبة
  • كوب الحقيقة: دول تتعهد بمواجهة التضليل المناخي في قمة الأمم المتحدة للمناخ