بينهم الراحل مصطفى حسين.. وزيرة الثقافة تكرم مبدعي مصر والوطن العربي (صور)
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
افتتحت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، فعاليات الدورة 44 للمعرض العام، والتي ينظمها قطاع الفنون التشكيلية، برئاسة الدكتور وليد قانوش، وشهدت الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة على مسرح النافورة، بساحة دار الأوبرا المصرية، بحضور السفيرة فوزية بنت عبد الله زينل، سفيرة مملكة البحرين بجمهورية مصر العربية، والشيخ الفنان راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون بمملكة البحرين، ضيف شرف هذه الدورة، والفنان سامح إسماعيل القيم الفني للمعرض.
وقالت الكيلاني: «يُعد المعرض العام أهم الأحداث الفنية المُعبرة عن روح الحركة التشكيلية المصرية، وقدرتها البناءة على رصد الظواهر المجتمعية بشكل متفرد، من خلال الذائقة الفنية البصرية».
وأكدت وزيرة الثقافة أن الحركة التشكيلية تُمثل جزءًا أصيلًا من الثقافة المصرية بروافدها الإبداعية وريادتها على المستويين الإقليمي والدولي، وتعكس رؤى متميزة لمختلف الاتجاهات والمدارس التشكيلية، مشيرة إلى أهمية الفنون التشكيلية في تكوين الشخصية وتنمية المهارات والارتقاء بالوجدان.
وأشادت بالمستوى الفني الراقي للأعمال الفنية المشاركة، ومدى قدرتها على رسم ملامح متميزة عن المناخ الإبداعي المُعبر عن الشخصية المصرية الأصيلة، كما يُمثل المعرض العام محاولة جادة لإثراء الحياة الثقافية في مصر، باعتباره منصة فنية متميزة تتيح للفنانين تقديم إبداعاتهم المتنوعة، بالإضافة إلى أهميته في تنشيط الحركة الفنية.
المكرمون في افتتاح المعرض العاموكرمت وزيرة الثقافة عددًا من كبار مبدعي مصر والوطن العربي، والحاصلين على جائزة النيل للفنون: وهم «الفنان مصطفى الرزاز -تسلمت التكريم حرمه الفنانة الدكتورة سرية صدقي-، الفنان أحمد نوار - تسلمت التكريم ابنته مي أحمد نوار-، الفنان مصطفى عبد المعطي، الفنان عبد السلام عيد ،الفنان السوري يوسف عبدلكي، الفنان السوداني محمد عمر خليل، الفنان العراقي ضياء العزاوي الفنان الراحل صلاح طاهر -وتسلم التكريم حفيده صلاح أيمن طاهر-، الفنان الراحل حسين أمين بيكار -تسلم التكريم الدكتور عمرو سامي، عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان».
والفنان الراحل آدم حنين -تسلم التكريم الدكتور سلوى حمدي-، الفنان الراحل محمد حامد عويس -تسلم التكريم ابنته الدكتورة علا حامد عويس، الفنان الراحل محمد طه حسين -تسلم التكريم وليد عبد الخالق-، الفنان الراحل مصطفى حسين «نقيب التشكيليين الأسبق» -تسلم التكريم الفنان الدكتور أشرف رضا-، الفنان الراحل أحمد طوغان -تسلم التكريم الفنان ياسر جعيصه.
كما كرمت وزيرة الثقافة أعضاء لجنة الفرز والاختيار وهم: «الفنان الدكتور طارق زبادي، الفنان الدكتور عبدالوهاب عبدالمحسن، الفنان الدكتور مصطفى عيسى، الفنان الدكتور محمد عرابي، الفنان الدكتور حاتم شافعي، الفنان هاني محفوظ»، محسن علام ، الفنان الدكتور خالد سراج، الفنان حمدي رضا، الفنان الدكتور هيثم نوار.
من جانبه، ثمَّن الدكتور وليد قانوش، جهود القائمين على تنظيم المعرض، مؤكدًا أن الجميع بذل جهدًا كبيرًا حتى يخرج المعرض بهذا الشكل الراقي المُعبر عن روح الثقافة المصرية، ليؤكد قيمة ومكانة الفن التشكيلي في الحفاظ على هويتنا المتفردة.
كما وجه قانوش، الشكر لوزيرة الثقافة، على دعمها المستمر واللامحدود لجميع أنشطة قطاع الفنون التشكيلية، وحرصها الدائم على إحداث حالة متميزة من الحراك الإبداعي، من خلال إيمانها بضرورة الاهتمام بتوفير سبل الاحتكاك الجاد بين المبدعين، ومنحهم الفرصة الجادة لتقديم إبداعاتهم، ونقل تجاربهم الفنية، والتعبير عن هوياتهم المتنوعة بشكل بناء.
فيما قدم الفنان سامح إسماعيل القيم الفني للمعرض، سردًا مبسطًا لتفاصيل الإعداد للدورة الحالية، ومراحلها المتعددة ، حيث بذل القائمون على تنظيم المعرض جهودًا حثيثة حتى يصل المعرض لهذه الصورة المضيئة اللائقة بقيمة ومكانة المشهد التشكيلي المصري، مؤكدًا حرص القائمين على تنظيم المعرض مواكبة أحدث التقنيات الرقمية في تنفيذ مراحل المعرض العام بمختلف تنويعاتها.
استهلت فعاليات الحفل بالسلام الوطني، ثم قدم الفنان نصير شمه، أساتذة «بيت العود» والذين قدموا عددا من المعزوفات، كما تضمن الحفل عرضًا لفيلم قصير عن رحلة ومسيرة سمو الشيخ الفنان راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون بمملكة البحرين، ضيف شرف هذه الدورة.
وتشهد هذه الدورة من المعرض مشاركة 300 فنان، وتمتد عروض الأعمال الفنية للمرة الأولى، لتشمل 6 قاعات عرض هي: «الباب، صلاح طاهر، قصر الفنون، مركز الهناجر للفنون، نهضة مصر، إيزيس»، وتستمر فعاليات المعرض حتى 31 يوليو 2024، ويتخللها العديد من الأنشطة والندوات والفعاليات التي أُعدت واختيرت للبرنامج الثقافي المصاحب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزيرة الثقافة المعرض العام الفنون التشكيلية قطاع الفنون التشكيلية الفنون التشکیلیة الفنان الدکتور وزیرة الثقافة الفنان الراحل المعرض العام
إقرأ أيضاً:
الفنان رائد مشرف: لاتزال أعمالنا الفنية قادرة على لم شمل الأسرة حولها.. والمطلوب منها كثير!
لا ينفي الممثل السوري رائد مشرف الذي عرفه جمهور الشاشة الفضية من خلال مسلسل ليالي الصالحية وباب الحارة أن ما يدور في أجواء الدراما السورية من تحولات طرأت عليها على كافة الصعد، ويؤكد ريادتها ونجاحها أيضا، ويتحدث عن أدواره وعشقه للمسرح الذي لايزال يداوم عليه، ويصف الدراما العربية المشتركة بالمفيدة لكل الأطراف، ويبين سبب اتجاهه لمهنة الدوبلاج، وابتعاده عن صخب السوشيال ميديا التي يتوجه إليها غالبية الفنانين، في التالي نقترب منهم أكثر ونعرف ماذا يخبئ من وجهات نظر وتجارب وآراء:
- ماذا قدمت للجمهور في هذا الموسم الدرامي الرمضاني على الشاشة الفضية...؟
• شاركت هذا العام في موسم رمضان 2025 في ثلاث مسلسلات وعشاريه، الأول "قطع وريد" للمخرج تامر إسحاق ومسلسل "العهد" للمخرج محمد سمير رجب، ومسلسل "تحت سابع ارض" للمخرج سامر برقاوي، والعشارية " دافع مشروع" من إخراج يمان إبراهيم.
اعتبر هذا الظهور مقبولا ضمن الظروف التي نعيشها، وأتمنى أن تكون قد لاقت قبولا واستحسانا لدى المتابعين، واعطيت لكل شخصية ما تستحق من الشغف الذي أحمله.
- كيف ترى المشهد الدرامي السوري في الوقت الراهن بعد التغييرات السياسية التي حصلت في سوريا...؟
• لا خوف على الدراما السورية من المستقبل سواء في السلطة أو الرقابة، وكعاملين فيها "كاتب وممثل ومخرج ومنتج" نملك رقابة داخلية تحترم عقل المشاهد وأخلاق المجتمع، قد تكون هناك بعض المشاهد التي قد تسيء للذوق العام ولكنها ليست مؤثرة، ولضرورات العمل، وفي العموم لا يمكن من اليوم أن نحكم على المشهد الدرامي السوري القادم بعد التغيير السياسي، نحتاج لفترة لا بأس بها كي يجمع الكتاب أفكارهم لتوثيق اللحظات الفارقة في حياة السوريين، خصوصا وأن الفترة السابقة كانت مليئة بالفواجع وقد انكشفت وأصبح من المفروض الإضاءة عليها، وبرأيي تسليط الضوء على تلك الحقبة السوداء التي عايشها السوريين وعانوا منها ماعانوه من الويلات الكثير، لا مانع من أن نتذكرها ونضيء عليها، ولكن أن لا نذهب باتجاه أن تكون كل أعمالنا تحمل فكرة تجديد الهم والألم، وتجديد الفواجع والأحزان، المتلقي السوري والعربي بحاجة إلى دراما تفاؤلية ومفرحة ينسى من خلالها ماعاناه، وتقدم حالة مجتمعية وتوعوية وثقافية يتم طرحها بحرفية عالية، برأيي النص الناجح هو الذي يكون قريبا من الناس ويحاكي مشاعرهم، وأن يكون هناك توجه للحديث عن مشاكل الشباب ومستقبلهم، والهجرة والمجتمع، ومن المبكر جدا الحديث عن المشهد القادم وأن لا نحكم على الدراما بعد التحرير بهذه السهولة لأنها ستكون مؤثرة بالتأكيد في بناء المجتمع.
- الدراما المشتركة، كانت في السنوات الماضية منتشرة بكثرة، من المستفيد أكثر من هذه الأعمال، وهل ترى أنها ناجحة ضمن هذا الخليط من الفنانين العرب...؟
• المستفيد من الدراما المشتركة كثيرون بصراحة بعد أن لاقت الرواج المطلوب بما فيهم المنتجين والفنيين والممثلين، والممثل السوري كان "جوكر" هذه الأعمال وساهمنا بشكل حقيقي في رواجها عربيا وبقوة، أنا لست ضد هذه الأعمال العربية المشتركة، ولكن أنا مع الأعمال السورية السورية كي تعود إلى الألق الذي كانت فيه سابقا على المستوى العربي بشكل عام، والممثل السوري مطلوب ومحبوب وكذلك الكوادر السورية والنص أيضا، ولا نبخس الممثلين العرب حقهم في هذا النجاح والقيمة المضافة التي يقدمونها أيضا في هذه الأعمال المشتركة.
- هناك من يقول أن الدراما السورية التي كانت الأسرة كلها تلتف حولها باتت مفقودة، وسيطرت دراما الإثارة وبات الترويج لأمور تنافي القيم الأسرية.. ما ردك؟
• العمل الدرامي السوري على جميع المستويات اختلف مع تغير المعطيات على الأرض، وكذلك التطور والتسارع أدى إلى تقديم أفكار تتماشى مع الجيل الجديد وهذا العصر والوقائع الموجودة وتلاحق الترند.. صحيح كانت تسمى دراما العائلة بالمعالجات التي تقدمها سواء محليا أو عربيا، ولكن التطور والتسارع الذي تحدثت عنه أخذ النص إلى مطارح كما يقال "ماذا يريد ويحب الجمهور" وكذلك المنتجين وقنوات العرض، وصحيح ما قلت لم تعد هذه الدراما للأسرة كما كانت وهذا ينطبق حتى على الدراما العربية أيضا.
ومع ذلك لا يمكن أن ننفي أنها لم تكن دراما الأسرة وقد يكون هناك عملين أو ثلاثة لم يتقبلها المشاهد أو قريبة من قلوب الأسر السورية والعربية، حيث قدمها كتاب ومخرجين متميزين حلقوا بها عاليا ذات يوم، ولا زلت مصرا على أننا نحافظ على دراما الأسرة الى حد كبير كدراما اجتماعية عالجت مواضيع مهمة كانت واقعا موجودا ولا يمكن نكرانه.
- حدثتني قبل الحوار عن الدراما الخليجية، كيف ترى معالجاتها وانتشارها ومتابعتها جماهيريا، برأيك ماهي الأسباب؟
• الأعمال الخليجية أصبح لديها مساحات واسعة من الاهتمام والحضور على الشاشات العربية وفي السنوات الأخيرة أصبح هناك أنتاج خليجي مهم، عبر النصوص التي كبرت معالجاتها، وعبر التطور التقني وظهور جيل جديد موهوب من الفنانين.
وطبعا هناك أسباب لا يمكن التغافل عنها وراء هذا التطور الملحوظ وهي وجود أسماء مهمة وحبية للجمهور من خيرة الممثلين، كما أن الحالة الإنتاجية القوية وراء هذه النقلة النوعية، والاستعانة بالتقنيات الفنية والبصرية الحديثة وبخبرات كبيرة ساهمت بانتشار الدراما الخليجية وباتت منافسة للأعمال المصرية والسورية، وأنا من الذين يتابعون الأعمال الخليجية بشكل دائم وتعرفت على أكثر من زميل من خلالها.
اليوم هي تقدم فكرة ومضمون وتساير التطور الذي طرأ على المجتمع الخليجي وتتلمس قضاياه، كما أن المواهب والوجوه الجدية أضفت لمسات على هذه الإعمال دون أن ننكر دور النجوم والخبرات التي أسسوا لها ضمن ظروف كانت صعبة للغاية.
- عرفك الجمهور من خلال مسلسل باب الحارة وقدمت نفسك بطريقة محببة، مثل هذه الأعمال البيئة المحببة للجماهير ساهمت بانتشار الأعمال السورية عربيا أكثر، لماذا؟
• صحيح عرفني الجمهور السوري من خلال أعمال البيئة الشامية بالعموم مع أنني قدمت أعمالاً كثيرة، ولكن المحبة نابعة من كون تلك الأعمال تشكل حنينا للماضي وللبطولات وللحارات والأجواء المحببة والرجولة والشهامة وإغاثة الملهوف وتآلف الجيران، هذه الدراما المستقاة من البيئات التي عاشها أجدادنا أصبحت تشكل ذكرة طيبة لدى الجميع رغم كل الخلافات حولها في بعض التفاصيل ولكنها باتت تشكل بذرة طيبة لكي نعيد لبعض القيم وجودها في حياتنا المعاصرة، ولهذا أفتخر أيضا بهذه الأعمال كما الجمهور، وقد شاركت في أول عمل للبيئة الشامية من خلال "ليالي الصالحية" إخراج المرحوم بسام الملا ومن ثم في مسلسل "باب الحارة" وثم تتالت الأعمال في "بروكار" لزهير رجب وغيرها الكثير.
هذه الأعمال لا أحد ينكر مساهمتها في ترويج الدراما السورية عربيا، وكذلك شهرة كثير من الممثلين عبرها بعد أن قدموا فيها تجاربهم الكبيرة.
- كفنان تملك الكاريزما والمواصفات الفنية المتميزة ولكنك تواجدك قليل في الأعمال الرمضانية هل هذا شيء مقصود من قبلك كي لا يكثر الفنان من إطلالاته أم أن الفرص قليلة لأسباب ما. هل تشعر أنك مظلوم في الدراما.. ومن ظلمك... أم أنت من ظلم نفسه؟
• ابتعدت قليلا عن الأعمال الدرامية مع بداية الثورة حتى عام 2017 واتجهت إلى أعمال أخرى، مثل الاشتغال في الكتب الصوتية والدوبلاج، وفي 2019 عدت للتواجد في الدراما السورية والعربية أيضا، كنت في كل موسم رمضاني أتواجد في عملين أو ثلاثة متنوعة، وقد حافظت على ظهوري المدروس بدقة لغايات معينة وكي أوازن مع بقية الأعمال.
أما عن كوني مظلوم أم لا، المتلقي والمشاهد عموما هو من يقرر هل كان رائد يجب أن يظهر أكثر ويستحق المزيد من الأدوار، أم يجب عليه أن يكون في مكان آخر..؟ أظن أن الفرصة الحقيقية لم تأت بعد، أحياناً ألوم نفسي وأقول التقصير مني، واحيانا أقول هناك تقصير من الجهة الإنتاجية، ولكن بالعموم لست مظلوما، وربما أنا من ظلم نفسه، ولكن الفرصة ستأتي وواثق بذلك، وسيكون رائد في مكانه الذي يستحق حتى لو تأخرت الفرصة..
- هل يحتاج الفنان السوري إلى أن يكون ضمن شلة فنية حتى يبقى ضمن المشهد الدرامي ويشتغل؟
• توجد شللية في كل الأوساط الفنية وغير الفنية، كنت دائما أقول أنا مع الشللية الإيجابية لا السلبية، وليس هنا مشكله بشلليه تخدم العمل الفني لا أن تفرض مجموعة ممثلين على هذا المخرج ويكون تواجدهم دائماً وبعضهم لا يستحق ذلك، برأيي يجب أن تعطي الفرص بالتساوي للجميع، والأجدر من يثبت تواجده، ويكون هناك تنوع في الوجوه، وليس قوالب جاهزة للممثلين، بالعموم الشللية موجودة في الوسط الفني ولكن للأسف لا أنتمي لأي شلة، لأنني أثق أن الفرصة يجب أن تكون للأجدر، وليس للشلة.
- شاهدناك في أدوار كثيرة، وقدمت أكثر من شخصية، ماهو الدور الذي تعتبره الأكثر أهمية وساهم بوصولك للمشاه
• قدمت أدواراً كثيرة نالت استحسان المتابعين ولها وأحبوني من خلالها وأخلصت لها فعلا سواء كانت بمساحة كبيرة أو صغيرة، فقدمت شخصية "رمضان" في باب الصالحية و "مسلم" في باب الحارة، و "حامد الحلاق" في بروكار، و"ابو خلدون" في أيام الدراسة وكركترات كثيرة ومختلفة.
وبعد مرور 20 سنة على دوري في باب الحارة لازال هناك من يناديني "يا مسلّم"، وكان أول كركتر في الأعمال الشامية ومغامرة من قبل المخرج بسام الملا بعيدا عن النمطية وقد نجحت الفكرة، أحب كل شخصياتي لأنني اشتغلت عليها من كل قلبي، وكلها برأيي مميزة، ومحبة الناس لها تؤكد ذلك.
- خضت تجارب أعمال خليجية ومنها "عودة خالتي" كيف كانت التجربة الخليجية وتعاملك معها، وهل يمكن أن تكرر التجربة، خصوصا وأن اللهجة تخدمك بشكل جيد؟
• قدمت عملين عربيين، الأول في الأردن مع المخرج محمد الزعبي اسمه "ذهب أيلول" وهو عمل عربي مشترك ضم سوريين ومصريين وعراقيين ولبنانيين، أيضا "عوده خالتي" الذي تم تصويره في أبوظبي، وهو عمل خليجي وكانت شخصيتي فيها سورية، كنت سعيدا في التجربتين، وأتمنى أن يكون لي حضور في الأعمال الخليجية والعربية أيضا، الاحتكاك مع الفنانين العرب زاد من خبرتي ومعارفي وهي فرصة لتبادل الثقافات والآراء، كما أن لهجتي قريبة من الخليجية، وعموما الممثل السوري معروف بإجادته للهجات المختلفة مما يخدمه في أداء الأدوار المتنوعة، ومتفاءل ف قادمات الأيام بحضور عربي واسع أن شاء الله، وأحب خوض التجارب الجديدة.
- كونك أبن المسرح ومن محبيه، قدمت أعمال مسرحية كثيرة استطاعت جذب الجمهور وكنت النجم فيها، هل ترى نفسك في المسرح أكثر، وهل ستعاود التجربة؟
• المسرح حكايا أخرى، المسرح عشق الطفولة والبدايات حيث بداياتي كانت في المسرح وعملت من خلال المنظمات، وقدمت فيها أعمال كثيرة تمثيل وإخراج، إلى أن قدمت أول عمل احترافي سنه 2000 مع مديرية المسارح والموسيقى كممثل في عمل أسمه "الهلافيت" مع الأستاذ زيناتي قدسيه، والذي شجعني لأن أخوض المسرح كحالة احترافية كان أخر مهرجان للمسرح الجامعي عام 1999 أقيم في دير الزور وحصلت على جائزه افضل ممثل وجائزة افضل عرض ثالث عن عمل "القيامة" للكاتب ممدوح عدوان، بعدها امتلكت الجرأة والمغامرة لكي أتوجه للعاصمة دمشق وعملت في مسارحها، ثم تتالت أعمالي فيه من خلال مسارح المنظمات وحصلت على مجموعه كبيرة من الجوائز، وفي المسرح القومي قدمت عرض اسمه "الوحشي" في 2018 على مسرح القباني، ومن نصوص تشيخوف قدمت عرض "فوضى" على مسرح الجامعة وخشبة مسرح الحمراء، ولاقى حضورا مميزا في ذاك الوقت، وآخر عرض قدمته كان أيضا للمسرح الجامعي حصل على جائزه افضل عرض في دمشق اسمه "المبارزة" من نص رضوان شبلي وإخراجي.
المسرح هو الأساس ويجب على أي ممثل أن يكون قد صعد على خشبة المسرح لكي يصقل موهبته ويطور ويختبر أدواته، المسرح يثقف ويشذب ويطور ويعلم، وبالنسبة لي لا يمكن أن يمر عام أو أثنين ولا أقدم عملا مسرحيا سواء كنت فيه ممثلا أو مخرجا.
- هناك إقلال في الأعمال المسرحية بشكل عام رغم الإقبال الجماهيري عليها، ما الذي يوجع المسرح السوري. وما هو الحل لكي نعيد إليه الحياة كما ينبغي؟
• صحيح، المسرح السوري الآن ليس كما كان، والدليل كان هناك مهرجان دولي اسمه مهرجان دمشق المسرحي، تقدم فيه عروض من كافة الدول العربية ودول العالم، لم يعد هذا المهرجان موجودا، كما لم يعد مهرجان السينما موجودا، الحرب وويلاتها وما فعلته بالسوريين أثر بشكل كبير على حركة المسرح السوري وهجرة بعض الفنانين والخوف من الذهاب الى المسرح، وعدم وجود صالات للعرض، والنص الجيد وغياب الدعم الإنتاجي الذي يوفر الراحة لمن يعمل في المسرح، كل هذه العوامل وغيرها ساهمت في تغييبه وقلة الأعمال المسرحية، في الفترة الأخيرة طرأت حالة من التحسن وعاد بعض المخرجين والممثلين للعمل فيه وتم عمل عدد من المسرحيات التي شاركت في مهرجانات عربية ومنها مهرجان الدن في سلطنة عمان التي تهتم بالمسرح كثيرا، ونالت التقدير والجوائز.
- اشتغلت في الدوبلاج، وهي مهنة تحتاج لمواصفات صوتية هائلة كي ينجح فيها الممثل، حيث البصمة للصوت وليس للشخصية، ما لذي جذبك الى الدوبلاج، وماذا قدمت فيها؟
• الدوبلاج حرفة فنية مهمة ومن أدوات الممثل الذي يبرز أداءه من خلال صوته، ويبرز مشاعره وأحاسيسه، الممثل السوري استطاع أن يترك بصمة حقيقية في أذن المشاهد العربي، أعمالنا المدبلجة باتت مطلوبة وتلقى رواجا، هناك محطات قنوات ومنصات عالميه اختار الصوت السوري كي يقوم بالدبلجة معها، الممثل السوري صنع لنفسه مكانة حقيقية في هذه المهنة كما في الدراما.
توجهتُ للدوبلاج وعملتُ فيه لخمس أو ست سنوات متتالية وابتعدت فيها عن الدراما والمسرح لدبلجه الأعمال الفنية والكتب الصوتية والأعمال الوثائقية وتركت بصمة، وهذه المهنة تحتاج لتركيز عالي، وممثل قدير، والصوت أداة من أدوات الممثل الحقيقي هناك أناس تشتغل دوبلاج تكنيك فقط، ويجب عليه أن يوازن فيها بين التكنيك بالإضافة الى المشاعر الحقيقية كي يكون الصوت طبيعي أي يمتلك الإحساس كي يكون قريبا من المشاهد، بالعموم الدوبلاج بات نقطه مضيئة تضاف للفنان السوري بالإضافة الى الدراما والمسرح.
- هناك ظاهرة توجه الفنانين بكثرة نحو السوشيال ميديا ونحو الجدل، هل باتت هذه موضة لتحقيق شهرة ومال أكثر، أم ماذا، وما رأيك فيها ؟
• السوشل ميديا في العموم أصبحت الشغل الشاغل للناس، سواء كانوا فنانين أو مهندسين أو أطباء أو كل الشرائح في المجتمع وكل أصبح لديه منبره ويريد أن يعمل ما يحلو له ويحقق "ترند" ويصبح معروفا، هناك بعض المنصات التي توجه لها الفنانين السوريين، وبالنسبة لي جربت منصتين واستفدت ماليا بكل صراحة ولكن تركتها بعد عدة أشهر لسبب أنني لم ألقى نفسي في هذين المكانيين، وهذا لا يعني هجرتها إلى لا نهاية، بل أن لا تكون هي محور اهتمامي وعملي اليومي، وقد أظهر مرة أو ثلاثة في وقت قليل، وهناك مجموعة من الفنانين يحبذونها لأسباب كثيرة ربما مادية أو للتواصل أو للبقاء في دائرة الضوء مثلا، هذا الظهور يعود للشخص نفسه، إن كان يجد نفسه في هذا لمكان أم لا، وهي وجهات نظر شخصية وأنا لا أرى نفسي كعمل يومي ثابت مثل الوظيفة، بل ربما أعود إليها كضيف أو من خلال فكرة مبتكرة ومفيدة ومن ضمن أجاء عملي الذي أحبه.
- من هو المخرج الذي أمسك بيدك، واستطاع أن يخرج منك قدراتك الفنية؟
• كثير من المخرجين الذين أخذوا بيدي، ومنذ بداياتي عملت مع المخرجين هيثم حقي وباسل الخطيب ونجدت أنزور ويمان إبراهيم وغزوان بريجان ومع بسام الملا الذي وضع بصمة حقيقية في مشواري الفني وعمل لي نقلة نوعية، وعملت مع المخرج رامي حنا ومحمد زهير رجب وتامر إسحاق وأخيرا مع سامر البرقاوي.. وكل واحد منهم أضاف لي من بصمته بنكهة مميزة لي، ولم يبخل علي بالعطاء والمشورة.
ولكن للأمانة من استطاع أن يضعني تحت الضوء وقدم لي الكثير المرحوم بسام الملا.
- من هو الممثل الأقرب إليك في الوسط الفني ولماذا؟
• في الوسط الفني لا يوجد صداقات متينة وقوية، هناك زمالات عمل، لي أصدقاء احبهم واسهر معهم ونذهب للمشاوير معاً وهم قاسم ملحو وحسام الشاه وعاصم حواط ووليد حصوه وليث المفتي وباسل حيدر، وهؤلاء هم الأقرب إلي، وبالعموم علاقاتي مع الجميع طيبة ويحكمها الود، والمحبة.
- ماهو الدور الذي تتمنى أن يسند إليك؟
• كل فنان يود أن يقدم أهم وأجمل ما لديه، ولكن أن تتاح الفرصة لي أكثر، الحلم كبير ولازلت بانتظار الفرصة على أمل أن تأتي و أملي بالله كبير، أنا متفائل، أنها سوف تأتي في وقت ما، وتحمل معها الدور الذي أحلم به ويظهر كامل قدراتي.