جريدة الوطن:
2025-02-03@09:12:33 GMT

أوروبا نحو اليمين

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

أوروبا نحو اليمين

اتجاهات مستقبلية

أوروبا نحو اليمين

 

 

 

 

حققت أحزاب اليمين المتطرف مكاسب كبيرة في البرلمان الأوروبي في الانتخابات التي أجريت الأحد الماضي. وجاءت هذه المكاسب في العديد من الدول على حساب حزب الخضر الذي تراجع إلى المركز السادس. ورغم أن المجموعتين الرئيسيتين المؤيدتين لأوروبا -الديمقراطيون المسيحيون والاشتراكيون- لا تزالان هما المهيمنتان في البرلمان، فإن النتائج الجديدة تشير إلى أن أوروبا تتجه عمومًا نحو اليمين، خاصة في الدول الكبيرة، وأهمها ألمانيا وفرنسا.

. كيف؟

مثَّلت هذه الانتخابات اختبارًا لثقة الناخبين في كتلة تضم نحو 450 مليون نسمة. فعلى مدى السنوات الخمس الماضية، اهتز الاتحاد الأوروبي؛ بسبب جائحة فيروس كورونا، والركود الاقتصادي، وأزمة الطاقة التي غذتها الحرب الروسية-الأوكرانية. ولكن الحملات الانتخابية كانت تركز في كثير من الأحيان على قضايا تتعلق بكل دولة على حدة بدلًا من التركيز على المصالح الأوروبية الأوسع. وكما هو الحال في الولايات المتحدة، هيمنت الهجرة والتضخم والتهديدات التي تتعرض لها ما يسمى القيم “الديمقراطية” على الحملات الانتخابية.

ومنذ انتخابات الاتحاد الأوروبي الأخيرة في عام 2019، تقود الأحزاب الشعبوية أو اليمينية المتطرفة الآن الحكومات في ثلاث دول -المجر وسلوفاكيا وإيطاليا- وهي جزء من الائتلافات الحاكمة في دول أخرى، بما في ذلك السويد وفنلندا، ويُتوقع أن تكون كذلك في هولندا. كما حققت أحزاب اليمين نجاحات كبيرة في دول قيادية مثل ألمانيا وفرنسا. ففي ألمانيا، الدولة الأكبر سكانًا واقتصادًا في الاتحاد الأوروبي، تعرّض الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم بزعامة شولتس للإهانة مع صعود حزب البديل من أجل ألمانيا إلى المركز الثاني (15.9%، مقارنة بـ11% في عام 2019) وبالمقارنة، فإن النتيجة المجتمعة للأحزاب الثلاثة في الائتلاف الحاكم الألماني (ائتلاف الإشارة الضوئية) بالكاد تجاوزت 30%. وفي فرنسا يبدو الوقع أكبر، حيث كانت النتيجة واحدة من أكبر المكاسب التي حققتها أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، حيث حصل حزب التجمع الوطني بزعامة جوردان بارديلا على أكثر من 30% من الأصوات، أي ضعف ما حصل عليه حزب النهضة الوسطي الذي يتزعمه الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي سارع إلى حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة.

ويعكس فوز اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي أمورًا مهمة عدة؛ فهو يشير أولًا وقبل كل شيء إلى أن هناك تغيرًا في المزاج السياسي للناخبين الأوروبيين، الذين أصبحوا أكثر تشككًا في الاتحاد الأوروبي وسياساته، ولديهم مخاوف من قضايا مثل الهجرة والأمن. وفي هذا رسالة واضحة للتيارات السياسية التقليدية، بأن هناك حاجة إلى إعادة النظر في سياساتها واستراتيجياتها لتلبية تطلعات ومخاوف الناخبين. فتزايد نفوذ اليمين المتطرف في البرلمان يفترض أن يدفع باتجاه التغيير في سياسات الاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بالهجرة والاقتصاد والعلاقات الخارجية. كما أن هناك مخاوف من صعود القومية والشعبوية، وهي حركات قد تروج لمزيد من السياسات الانعزالية والمعادية للعولمة. وهذا كله بالطبع قد يزيد من الاستقطاب السياسي داخل البرلمان الأوروبي وبين الدول الأعضاء، مما قد يؤثر على قدرة الاتحاد على اتخاذ قرارات موحدة.

 


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الیمین المتطرف

إقرأ أيضاً:

أسامة السعيد: نتنياهو يصعّد الأمور لإرضاء اليمين المتطرف وتمزيق الضفة

أكد الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير جريدة "الأخبار"، أن التصعيد الإسرائيلي الحالي غير مسبوق ومتعمد، إذ تسعى تل أبيب لتوجيه رسالة واضحة بأن الحرب لا تزال مستمرة، وأن الهدنة في قطاع غزة لم تُنهِ الصراع.

تمهيدا للاجتماع مع ترامب.. نتنياهو يصل الولايات المتحدةخبير علاقات دولية: نتنياهو انتهى سياسيًا ويحاول إنقاذ مستقبله بإشعال الضفة

وأوضح السعيد، خلال مداخلة ببرنامج "ملف اليوم"، وتقدمه الإعلامية آية لطفي، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المتوجه إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يحاول الحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي من خلال التأكيد على استمرار العمليات العسكرية، في محاولة لإرضاء اليمين المتطرف، لا سيما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يعتبر وقف إطلاق النار تهديدًا لبقائه في الحكومة.

وأشار إلى أن التصعيد في الضفة الغربية يهدف إلى تحقيق عدة أهداف، منها إطالة أمد الصراع، وتمكين المشروع الاستيطاني من استكمال تمزيق الضفة، فضلًا عن كسر معنويات الفلسطينيين وإيصال رسالة للمقاومة بأن الإفراج عن الأسرى لا يعني تراجع قوة إسرائيل.

وكشف السعيد أن بعض الفلسطينيين الذين استُشهدوا في العمليات الأخيرة هم من الأسرى المحررين خلال الهدنة الأولى في نوفمبر 2023، ما يؤكد أن التصعيد الحالي هو جزء من مخطط إسرائيلي قديم للسيطرة على الضفة الغربية، وهو ما تحدث عنه سموتريتش في مارس 2023، قبل أحداث 7 أكتوبر.

واختتم رئيس تحرير "الأخبار" حديثه بالإشارة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تستغل الأوضاع الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى الدعم الأمريكي غير المحدود، للمضي قدمًا في سياساتها الاستيطانية والاعتداءات على الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • أسامة السعيد: نتنياهو يصعّد الأمور لإرضاء اليمين المتطرف وتمزيق الضفة
  • خبير شؤون إسرائيلية: تل أبيب تشعل الضفة لإرضاء اليمين المتطرف
  • حسام زكى: اليمين المتطرف فى إسرائيل الأقل مرونة تجاه القضية الفلسطينية
  • احتجاجات في برلين ضد تشديد قوانين الهجرة في ألمانيا
  • عشرات الآلاف يتظاهرون في برلين ضد اليمين المتطرف
  • الآلاف يتظاهرون في ألمانيا ضد اليمين المتطرف
  • أستاذ علوم سياسية: اليمين المتطرف الإسرائيلي يرغب في العودة للقتال بغزة
  • ميركل تنتقد زعيم حزبها بعد تمرير اقتراح الهجرة بدعم من اليمين المتطرف
  • مظاهرات بألمانيا السبت وغدا ضد اليمين المتطرف
  • مستغانم لا تشرفها التوأمة مع مدينة يديرها اليمين المتطرف