في ظل الضربات المتلاحقة التي يتلقاها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كشفت وسائل إعلام أميركية عن توجه لدى الإدارة الأميركية لإبرام صفقة منفردة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من أجل تأمين إطلاق سراح 5 من حملة الجنسية الأميركية محتجزين في غزة.

ويعكس التوجه الأميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن المقبلة على انتخابات رئاسية قد يئست من إمكانية ذهاب نتنياهو إلى صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية.

وتعليقا على ما أوردته وسائل إعلام أميركية، قال الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد إن المقاربات الأميركية ومنذ عدة أشهر تؤكد أن حركة حماس باقية في المشهد، وهي التي تتحكم باليوم التالي بعد انتهاء الحرب على قطاع غزة، وهو ما يتعارض مع مقاربة نتنياهو.

ولأن الإدارة الأميركية تعلم أن صفقة التبادل متعثرة، وأن لا أمل في نتنياهو لتخليص أسراها، فهي تحتاج -يضيف زياد- لإحداث اختراق لتخفيف ضغط العائلات الأميركية على إدارة الرئيس بايدن، وتقديم شيء للشعب الأميركي قبيل الانتخابات، بالإضافة إلى الضغط على نتنياهو.

ويرى زياد -في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟- أن الإدارة الأميركية وبعيدا عن الخطابات الإعلامية، تعلم أن حركة حماس ليست هي المتعنتة في موضوع الصفقة بل هو نتنياهو، مؤكدا أنه لو كانت حماس كذلك لما أخرج الأميركيون بيني غانتس من مجلس الحرب الإسرائيلي.

وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت (يسار) مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الفرنسية)

كما يعلم الأميركيون -وفقا للمتحدث نفسه- أن نتنياهو يشكل مشكلة حقيقية لإسرائيل يصعب التخلص منها، وأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش يشكلون أزمة وجودية لإسرائيل.

وعلى النقيض من كلام زياد، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية الدكتور حسن أيوب أن سلوك الولايات المتحدة يوحي بأنها مستمرة في دعم نتنياهو بدليل الدعوة التي تلقاها لإلقاء كلمة أمام الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنواب في 24 يوليو/تموز القادم للمرة الرابعة. دون أن يقدم البيت الأبيض أي تعليق على الدعوة التي وجهت لنتنياهو، مما يعني أنه يباركها.

وفي هذا السياق استشهد أيوب بتحميل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من القاهرة حركة حماس المسؤولية عن عدم التوصل لاتفاق، كما دعا الدول العربية علنا لكي تمارس ضغوطا فعالة، واصفا الحركة بأنها "العقبة الوحيدة" أمام هذا الأمر.

ولا يعتقد أيوب أن الولايات المتحدة ستتخلى عن إسرائيل، "فقد وقعت على العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح جنوبي قطاع غزة، وعلى عملية النصيرات واحتفلت بها، رغم أن العملية أسفرت عن قتل حوالي 300 فلسطيني".

ومع ذلك لا يستبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية أن تقدم إدارة بايدن على إبرام صفقة منفردة مع حماس كي تحقق إنجازا.

وفي سياق التحديات التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي خاصة بعد استقالة بيني غانتس من مجلس الحرب، أشار الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إلى أن انهيار حكومة نتنياهو يتوقف على وزير الدفاع يوآف غالانت في حال قام بتمرد داخل حزب الليكود، ووقع على قانون تجنيد المتدينين اليهود.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

إلى متى تستمر الهجمات الأميركية على اليمن؟ إجابات من واشنطن

واشنطن- قبل 3 أسابيع من انتهاء فترة حكمه الأولى أدرج دونالد ترامب جماعة الحوثيين اليمنية في قائمة الجماعات الإرهابية، وأخرجتها إدارة جو بايدن من هذه القائمة، وما لبث أن عاد ترامب مع بداية فترة حكمه الثانية لإعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية أجنبية.

وعكس هذه الإدراج تشدد ترامب تجاه الجماعة التي يعتبرها إحدى أذرع إيران في المنطقة، وهو ما ظهر واضحا مع بدء هجمات أميركية قوية ضد أهداف تابعة للجماعة وبعض قياداتها، وسط تعهد باستمرار هذه الهجمات حتى يتوقف تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر.

وكانت جماعة الحوثي قد اختارت دعم سكان غزة بتعطيل الملاحة البحرية المارة بمضيق باب المندب من أو إلى إسرائيل.

وفي حديث متلفز أول أمس الأحد أكد وزير الخارجية ماركو روبيو أن جماعة الحوثي قد "هاجمت 174 سفينة عسكرية تابعة للولايات المتحدة، وهاجمت 145 مرة السفن التجارية"، وأكد أن "هذه الهجمات لا يمكن لها أن تستمر".

هدف ترامب

ووفقا لتقديرات وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية، أثرت هجمات الحوثي على مصالح 65 دولة على الأقل وما لا يقل عن 29 شركة دولية للطاقة والشحن.

وأشار تقدير صدر مؤخرا عن خدمة أبحاث الكونغرس إلى أنه "في الوقت الذي يدعي فيه الحوثيون أنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل إلا أنهم استهدفوا سفنا لعديد البلدان، مما أدى إلى تحويل حركة المرور البحرية وزيادة تكاليف شركات الشحن العالمية وأقساط التأمين وأسعار الشحن البحري".

إعلان

وفي بيان إعلانه بدء الهجمات بتغريدة على منصة تروث سوشيال قال ترامب "إلى جميع الإرهابيين الحوثيين: وقتكم قد انتهى، ويجب أن تتوقف هجماتكم بدءا من اليوم، وإذا لم تفعلوا فسينهال عليكم الجحيم كما لم تروا من قبل، إلى إيران: يجب أن ينتهي دعمكم للإرهابيين الحوثيين فورا".

وسبق بدء الهجمات إعادة تصنيف جماعة الحوثي بالإرهاب، ووفقا للبيان الصادر من البيت الأبيض، فإن تصنيف الجماعة إرهابية هو جزء من جهد أوسع للإدارة "للقضاء على قدرات الحوثيين وعملياتهم، وحرمانهم من الموارد، وبالتالي إنهاء هجماتهم على الأفراد والمدنيين الأميركيين وشركائنا، والشحن البحري في البحر الأحمر".

ويمّكن هذا التصنيف الحكومة الأميركية من زيادة العقوبات الجنائية على تقديم الدعم المادي للجماعة، ويسمح للضحايا بمقاضاة أي جهة تدعم الحوثيين.

كما يتيح هذه التصنيف حظر المعاملات المالية والتجارية بين المواطنين والجهات الأميركية والجماعة، وهو ما يزيد عزلة الحوثيين عن المجتمع الدولي.

ويتطلب الإدراج من منظمات الإغاثة الحكومية وغير الحكومية الأميركية مراجعة أنشطتها في اليمن لضمان عدم استفادة الحوثيين من المشاريع الإنسانية.

تصعيد ترامب

ولا تزال إيران أكبر تحدٍ إستراتيجي يواجه أميركا في الشرق الأوسط، حتى في الوقت الذي يواجه فيه النظام الإيراني موقفا صعبا بعد الضربات التي تلقاها حليفه اللبناني حزب الله وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

وقد أرسلت إدارة ترامب رسائل مختلطة حتى الآن، إذ ضاعفت سياسة الضغط، في حين تبحث أيضا عن طرق لإجراء محادثة مباشرة مع طهران من خلال رسالة بعث بها ترامب إلى المرشد الأعلى في إيران.

وردّت إيران برسائل مختلطة خاصة بها، إذ أشار علي خامنئي إلى الولايات المتحدة على أنها "حكومة متنمرة" خلال اجتماع مع مسؤولين حكوميين وعسكريين، وفي الوقت نفسه، أشارت إيران إلى بعض الانفتاح على المحادثات.

إعلان

من ناحيته، يقول ديفيد دي روش أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة الدفاع الوطني التابعة للبنتاغون والمسؤول السابق بحلف شمال الأطلسي (ناتو) ووزارة الدفاع إن "ترامب سيقول إن هذا تصعيد لوقف التصعيد، إنه بالتأكيد لا يريد نشر المزيد من القوات في الشرق الأوسط، إنه يريد تدمير قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن، وبالتالي إنهاء وجود مجموعة ضاربة في البحر الأحمر".

اماكن ضربات الولايات المتحدة على اليمن (الجزيرة)

وأضاف دي روش "كانت إدارة بايدن مقيدة في ردها على العدوان البحري الحوثي بالرغبة في تجنب جدال داخلي في الحزب الديمقراطي بشأن قانون سلطات الحرب، ولا سيما في الوقت الذي احتاج فيه بايدن إلى موافقة الحزب لتأمين ترشيحه للرئاسة دون إجراء انتخابات أولية".

ورأى أن ترامب يسعى إلى توسيع الهجمات ضد الحوثيين، بما في ذلك ضرب مقرهم الرئيسي، مما يجعله في وضع أقوى لحماية النقل البحري والتفاوض مع إيران، حسب كلامه.

وأشار الخبير العسكري في حديث للجزيرة نت إلى أن "عبء مرافقة السفن المدنية في البحر الأحمر غير مستدام، والتأثير على التجارة كبير جدا، أحد الاعتبارات التي تم التغاضي عنها هو عدم تحرك مصر، الدولة التي خسرت ما يصل إلى 7 مليارات دولار من رسوم عبور قناة السويس التي تحتاجها بشدة، وفي الوقت ذاته لا يمكن للولايات المتحدة والدول البحرية الأخرى السماح لمجموعة غير حكومية بإغلاق مثل هذا الممر البحري الرئيسي".

ووفقا لوزارة الدفاع الأميركية، فإن "إيران لا تسيطر على الحوثيين"، ولكن بدون مساعدة إيران "سيعاني الحوثيون لتعقب السفن التي تبحر في ممرات الشحن عبر البحر الأحمر وخليج عدن وضربها بشكل فعال".

دعوات لعدم التدخل

ووسط الاحتفاء العام بالهجمات الأميركية على الحوثيين خرج تيار يعارض هذه الهجمات.

ويرى هذا التيار أنه يجب على واشنطن أن تنهي فورا نشاطها العسكري ضد الحوثيين، وأن تضغط على الدول الأوروبية والآسيوية للقيام بدور أكثر استباقية في حماية سفن الشحن الخاصة بها، والتوقف عن دعم واشنطن الحرب الإسرائيلية في غزة على أمل تهدئة التوترات المتصاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

إعلان

ويأتي النائب الجمهوري توماس ماسي على رأس هؤلاء المطالبين بعدم تدخل بلاده في الدول الأجنبية، وتقليص استخدام الجيش الأميركي في الخارج.

وبعد تعرّض اليمن لهجمات جوية وصاروخية أميركية على مدار الأيام الماضي من سفنها وقواعدها بالبجر الأحمر غرد ماسي على منصة إكس قائلا "ما لن تخبرك به وسائل الإعلام هو أن طريق الشحن هذا يستخدم بشكل أساسي لإيصال الصادرات من آسيا إلى أوروبا، وتكمن قيمتها الاقتصادية بالنسبة للولايات المتحدة في المقام الأول في استيراد النفط من الشرق الأوسط، والذي لا نحتاجه ويمكننا التنقيب عن نفطنا في أراضينا، كما تأتي معظم الواردات الأميركية من آسيا عبر المحيط الهادي".

وينتمي ماسي إلى تيار الأحرار في الحزب، وهو تيار لا يؤمن بوجود مصالح لواشنطن في التدخل في حروب لا تنتهي بالشرق الأوسط.

What the media won’t tell you is this shipping route is mainly used to get exports from Asia to Europe.

Its economic value to the United States is primarily in importing oil from the Middle East, but we can drill our own oil.

Most U.S. imports from Asia come via the Pacific.

— Thomas Massie (@RepThomasMassie) March 16, 2025

وفي تغريدة أخرى أشار ماسي إلى أن الولايات المتحدة ليست ضمن الدول التي تتأثر تجارتها باضطراب الملاحة في البحر الأحمر.

وقال إن أكثر دول تخسر من اضطراب الملاحة في البحر الأحمر هي الصين فقد خسرت 9.6 مليارات دولار، والسعودية 5.8 مليارات، وألمانيا 3.4 مليارات، واليابان 3.1 مليارات، ثم كوريا الجنوبية 2.7 مليار دولار.

بالمقابل، رأى جون هوفمان محلل السياسة الخارجية في معهد كاتو في تحليل له على موقع المركز أن نهج واشنطن تجاه الحوثيين هو مثال لسوء التصرف الإستراتيجي.

وقال هوفمان "إنها حملة عسكرية مفتوحة -وغير مصرح بها من قبل الكونغرس– ولديها مشكلة كبيرة، إنها لا تعمل ولن يكون لها تأثير".

إعلان

وأضاف "لن تنجح إستراتيجية واشنطن، فهي ذات تكلفة كبيرة وتعرّض حياة الجنود الأميركيين المتمركزين في المنطقة لحماية السفن الأجنبية للخطر، وتخاطر بزعزعة استقرار اليمن وكذلك استقرار المنطقة الأوسع".

وأكد هوفمان أنه "لا توجد مصالح وطنية حيوية للولايات المتحدة على المحك في اليمن تبرر هذا المستوى من التدخل العسكري الأميركي، أو تبديد مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب الأميركيين".

مقالات مشابهة

  • هآرتس: نتنياهو يكذب وإسرائيل هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • «إسرائيل على صفيح ساخن»| احتجاجات عارمة ضد قرار نتنياهو باستئناف الحرب.. ومطالبات بإبرام صفقة للإفراج عن الرهائن
  • محللون: الدعم الأميركي شجع نتنياهو ولا يمكن إنهاء حماس لا بالحرب ولا بالصفقات
  • إلى متى تستمر الهجمات الأميركية على اليمن؟ إجابات من واشنطن
  • محللون: استئناف الحرب ورقة ضغط على حماس لقبول شروط إسرائيل
  • وزير الخارجية الإسرائيلي يبرر وحشية الاحتلال.. وزعيم المعارضة يهاجم نتنياهو
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: أبواب الجحيم ستفتح في غزة إذا لم تفرج حماس عن الأسرى
  • بتوجيهات من نتنياهو وكاتس.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف هجماته على غزة
  • محللون: الصراع بين نتنياهو وبار يقرب إسرائيل من الحرب الأهلية
  • قناة: واشنطن تضغط على نتنياهو لقبول تولي اللجنة الحكومية الفلسطينية إدارة غزة