قرية دير ياسين.. هجّرتها المنظمات الصهيونية بأشهر مجزرة عام 1948
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
قرية فلسطينية مهجرة كانت تقع على بعد 5 كلم غربي القدس، دخلتها المنظمات العسكرية الصهيونية يوم 9 أبريل/نيسان 1948م، وارتكبت فيها مذبحة استشهد فيها 107 أشخاص من كل الفئات والأعمار.
واشتهرت هذه المجزرة بـ"مذبحة دير ياسين"، وهي عملية إبادة وطرد جماعي نفذتها في حرب 1948 منظمتا الأرغون وشتيرن الصهيونيتان.
واستوطن اليهود القرية في عام 1980 وأعادوا البناء فيها فوق أنقاض المباني الأصلية وأسموا شوارعها بأسماء مقاتلي الأرغون الذين نفّذوا المذبحة.
تقع قرية دير ياسين على منحدر تل يبلغ علو قمته 800م عن سطح البحر، وتبعد عن مدينة القدس حوالي 5 كلم غربا، وتطل على مشهد واسع من الجهات كلها.
وكانت القرية تواجه الضواحي الغربية لمدينة القدس ويفصلها عنها واد واحد ذو مصاطب كان يوازي طريقا ربطت هذه الضواحي مع دير ياسين ومع طريق القدس-يافا الرئيسية التي كانت تبعد عن دير ياسين نحو 2 كلم شمالا.
قُدِرَ عدد سكان دير ياسين عام 1922 بـ254 نسمة، وارتفع عددهم في إحصائيات عام 1931 إلى 428 نسمة وكانوا جميعهم من العرب المسلمين، وكان يقطنون حتى تاريخه 91 منزلا.
في إحصائيات عام 1945 بلغ عدد سكان القرية 610 نسمة، وارتفع بداية عام 1948 إلى 708 نسمة. وقُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 بنحو 4345 نسمة.
التاريخوفق الروايات المتداولة حول تسمية دير ياسين فإنّها سُمِيَتْ كذلك نسبة إلى دير بني على أرضها إبان الفترة الصليبية في القرن الثاني عشر للميلاد.
أمّا القسم الثّاني من التسمية فهو نسبة إلى ضريح الشّيخ ياسين الموجود في مسجد القرية الّذي يحمل اسمه أيضا.
معالم دير ياسينتعتبر دير ياسين من المواقع الأثرية الهامة، وكانت فيها جدران تعود للعصور الوسطى، إضافة لبعض المدافن، والخربة التي كانت موجودة جنوب غربي القرية، ومن أبرز آثارها الدينية:
الدير: ويعود تاريخه إلى القرن 12 الميلادي، وتقول بعض الروايات إنه بني قبل ذلك. جامع الشيخ ياسين. مقام الشيخ ياسين بداخل الجامع. الجلمونة (الخربة): تقع جنوب غربي القرية. القواعد: وهي مبان عسكرية أقيمت في أواخر العهد العثماني في الجهة الغربية والشمالية للقرية. الآبار: وهي مجموعة من آبار المياه القديمة كانت مشاعا لجميع أهل القرية، وكانوا يوردون منها مواشيهم، ومن تلك الآبار: بئر الحمام، بئر الراهب، بئر الجوزة، بئر الزبال، بئر الخلة، بئر الحريقة. المغارات: كانت في القرية مجموعة من المغارات، منها: مغارة البغال، وكانت تستخدم لمبيت الحيوانات خاصةً من قبل الرعاة القادمين من خارج القرية. مدارس القريةكان في دير ياسين إلى حين احتلالها عام 1948 مدرستان، الأولى للذكور بنيت عام 1943 والثانية للإناث وبنيت عام 1946.
كما كان فيها نادٍ اجتماعي اسمه "نادي النّهضة"، وثلاثة دكاكين وأربعة مقالع للحجارة الكلسيّة، ومسجدان هما مسجد الشّيخ ياسين ومسجد آخر بناه محمود صلاح (كان من سكّان القرية الميسورين) على المرتفعات العليا المشرفة على القرية.
الاقتصادكان الاعتماد الأساسي لاقتصاد القرية على كسارات الحجارة، وكان يعرف حجر دير ياسين بالحجر "الياسيني" ويمتاز بصلابته وجماله.
وكان سكان القرية يمارسون مجموعة من الأنشطة الأخرى أهمها الزراعة وتربية الماشية، والتبادل التجاري مع القرى المجاورة ومع مدينة القدس، ومنهم من عمل في بناء وتشييد المنازل، إضافة إلى بعض المهن والحرف، وكانت لديهم شركة لحافلات النقل.
ارتكبت المنظمات الصهيونية المسلحة مجزرة خلقت الذعر في نفوس مئات الفلسطينيين في مختلف القرى والبلدات الفلسطينية وهي "مجزرة دير ياسين"، وأخذت هذه المجزرة منحىً كبيرا من التهويل في الصحف والإذاعات العربية والعالمية آنذاك، على الرغم من أنها لم تكن المجزرة الأولى التي ترتكبها العصابات الصهيونية في فلسطين.
وتفاوت عدد شهداء المجزرة بين مصدر وآخر، ويرجح البعض أن المنظمات الصهيونية هولت الأرقام لبث الذعر في نفوس الفلسطينيين ودفعهم للهروب من قراهم ومدنهم.
ويذكر المؤرخ وليد الخالدي في تحليله ودراسته لتفاصيل المجزرة أن هناك دوافع لاختيار دير ياسين بالتحديد لارتكابها، أبرزها قرب القرية من ست مستوطنات كانت مقامة على مشارف مدينة القدس، خصوصا مستعمرة "غفعت شاؤول"، التي تبعد فقط 1.2 كلم عن قلب القرية.
ومن الدوافع أيضا سهولة الوصول إلى قرية دير ياسين عبر الطريق الرئيسية بينها وبين "غفعت شاؤول" الصالحة لمرور المصفحات.
كتبت لعدد من أبناء القرية النجاة من المجزرة وطردتهم المنظمات الصهيونية خارج قريتهم إلى أماكن قريبة من مدينة القدس، وكان من بينهم 55 طفلا ممن قتِّل أباؤهم وأقرباؤهم، ووصلوا إلى البلدة القديمة في القدس.
استقبلتهم السيدة هند الحسيني وآوتهم في غرفتين صغيرتين في سوق صغير داخل البلدة يدعى سوق الحصر، وتزايد عدد الأطفال الأيتام والمحتاجين يوما بعد يوم نتيجة الحرب، فقررت افتتاح مؤسسة تعنى برعاية الأطفال الأيتام والمحتاجين الفلسطينيين وحتى العرب رسميا، أطلقت عليها "اسم مؤسسة دار الطفل العربي".
لم يدمر الإسرائيليون منازل قائمة في معظمها على التل، وفي عام 1949 استوطن القرية مئات من اليهود المهاجرين من دول مختلفة، وأطلقوا عليها اسم "غفعت شاؤول بت"، ويعتبرونها القسم الجديد من مستعمرة "غفعت شاؤول" المقامة على أراضي تحاذي دير ياسين منذ عام 1906.
واستعمل المستوطنون بعض المنازل مستشفى للأمراض العقلية، واستخدمو أخرى تقع خارج حدود أراضي المستشفى، لأغراض سكنية أو تجارية أو مستودعات.
وتوجد خارج السياج أشجار خروب ولوز وبقايا جذوع أشجار زيتون. وتحف آبار عدة الطرف الجنوبي الغربي للقرية.
أما مقبرة القرية الواقعة شرقي الموقع، فمهملة وتكتسحها أنقاض الطريق الدائري الذي شق حول تل القرية. وما زالت شجرة سرو باسقة وحيدة قائمة وسط المقبرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مدینة القدس دیر یاسین
إقرأ أيضاً:
29 رمضان الذكرى السادسة لمجزرة فض الاعتصام
29 رمضان الذكرى السادسة لمجزرة فض الاعتصام
تاج السر عثمان بابو
1تمر الذكري السادسة لمجزرة فض الاعتصام في 29 رمضان في ظروف الحرب اللعينة التي كانت امتدادا ابشع وأمر للمجزرة، وهي جريمة لن تسقط بالتقادم، ولابد من القصاص وان طال السفر، سمح الافلات من العقاب بارتكاب المزيد من الجرائم، كما في الحرب الجارية التي دمرت البنية التحتية، وتمت الابادة الجماعية والعنف الجنسي، وتشريد 12 مليون داخل وخارج البلاد، اضافة للماساة الانسانية، وتدهور الأوضاع المعيشية والصحية والتعليمية، وتدمير المصانع ومواقع الإنتاج الزراعى و الخدمي. الخ.
2لقد كانت مجزرة فض الاعتصام كما كشفت الصور والفيديوهات وشهادات الحاضرين من أبشع الجرائم في تاريخ السودان الحديث، التي تمّ التخطيط لها والتنفيذ من المجلس العسكري حسب إفادة الفريق الكباشي في المؤتمر الصحفي بتاريخ 13/ 6/ 2019، بل كانت انقلابا دمويا، كما أكد بيان البرهان بعد المجزرة بإلغاء الاتفاق مع ق. ح. ت، وقيام انتخابات خلال 9 شهور، ومهدت دعاية فلول النظام المبادة لها من إطلاق الأكاذيب حول الاعتصام والتحريض علي فضه، والهجوم والأكاذيب حول قوى التغيير وتجمع المهنيين، واشتركت في المجزرة، كما أوضحت الصور والفيديوهات، كل الجهات الأمنية والعسكرية، جهاز الأمن للعمليات، الدعم السريع، الشرطة، كتائب الظل، ومليشيات الإخوان الإرهابية، وتجريد الجيش من أسلحته، واغلاق القيادة العامة أمام المعتصمين وهم يحصدهم الرصاص!!، وتم فيها اطلاق الرصاص على الشباب العزل بوحشية أدت لمقتل الميات غير الجرحى والمفقودين، وحرق الخيام ومن بداخلها من معتصمين وهم صيام ونيام، والقمع الوحشي بالهراوات والغاز المسيل للدموع والاغتصاب، ورمي الشباب أحياء أو أموات في النيل وهم مثقلين بكتل اسمنتية، واستباحة العاصمة والمدن لمدة ثلاثة أيام، دون أن يحرك المجلس العسكري وقيادة الجيش ساكنا لحماية المواطنين الأبرياء العُزل.
3مجزرة القيادة العامة امتداد للمجازر التي ارتكبها نظام الإنقاذ من إبادة وحرق القرى في دارفور التي راح ضحيتها أكثر من 300 ألف مواطن ، ونزوح أكثر من 2 مليون مواطن وفي الجنوب حتى تم فصله، وحروب الابادة في جبال النوبا وجنوب النيل الأزرق والشرق، ومجازر نظام الإنقاذ منذ انقلاب 1989 الدموي كما في التعذيب حتى الموت للمعتقلين السياسيين وتشريد الآلاف من المدنيين والعسكريين، واطلاق الرصاص على المواكب السلمية مثل: شهداء 28 رمضان، البجا في بورتسودان.
إضافة للتعذيب حتى الموت للمعتقلين السياسيين وتشريد الآلاف من المدنيين والعسكريين، واطلاق الرصاص علي المواكب السلمية مثل: شهداء 28 رمضان، البجا في بورتسودان، كجبار، استشهاد الطلاب وأبناء دارفور في الجامعات والمعاهد العليا، العيلفون، مجزرة سبتمبر 2013، شهداء ثورة ديسمبر 2018 . اوغيرها من الانتهاكات التي ما زالت تنتظر المحاسبة.
4كما اشرنا سابقا أن تأخير القصاص للشهداء ومتابعة المفقودين في مجزرة فض الاعتصام، لا يمكن عزله عن انقلاب اللجنة الأمنية للنظام البائد في 11 أبريل 2019 الذي جاء لقطع الطريق أمام الثورة، وفرض “الهبوط الناعم” الذي يعيد إنتاج سياسات النظام البائد القمعية والاقتصادية وتحالفاته العسكرية الخارجية والتفريط في سيادة البلاد وأراضيها وثرواتها الزراعية والحيوانية والغابية والمعدنية، وايجاد المخرج الآمن لرموز النظام البائد من المحاسبة والإبقاء على المصالح الطبقية و الثروات والأصول التي تُقدر بعشرات مليارات الدولارات، والعودة للسلطة باشكال جديدة، ومن ضمن المخطط كان مجزرة الاعتصام التي تجمعت فيها كل القوى العسكرية ومليشيات النظام البائد لإخماد واقتلاع الثورة.
كان من تأثير ذلك التوقيع علي “وثيقة دستورية” كرّست هيمنة المكون العسكرية والمالية والإعلامية، وحتى “الوثيقة الدستورية” لم يتم الالتزام بها كما يتضح من : البطء في القصاص للشهداء ومتابعة المفقودين في جريمة مجزرة الاعتصام، وعدم محاكمة رموز النظام البائد علي الجرائم الواضحة، وعدم تحقيق السلام وتعقيده بالمسارات والحلول الجزئية، بدلا عن الحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة، وخرق الوثيقة الدستورية بتكوين مجلس السلام بدلا عن مفوضية السلام،والبطء في إصلاح القوات المسلحة وتعديل “الوثيقة الدستورية” لحل المليشيات وبناء جيش قومي مهنى وفق الترتيبات الأمنية، وإعادة هيكلة الأمن وإلغاء قانون 2010 ليصبح الأمن لجمع المعلومات، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وإلغاء قانون النقابات لعام 2010، واستبداله بقانون ديمقراطي، وتأخير تكوين التشريعي وتعيين الولاة المدتيين، وتكوين المفوضيات، وإعادة هيكلة الشرطة لتقوية فعاليتها في حفظ الأمن، وإصلاح النظام القانوني والعدلي والقضائي، والبطء في إعادة المفصولين من المدنيين والعسكريين، بل تمّ فصل العسكريين الذي تضامنوا مع ثورة ديسمبر
والبطء في تفكيك التمكين واستعادة الأموال المنهوبة، ولجم تجارة العملة وتحكم بنك السودان في تحديد قيمتها، وحسب تصريح لجنة التمكين أن ما تمّ استعادته يمثل الظاهر من جبل الجليد، وعدم تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تدهورت كثيرا بعد الثورة، وحتى زيادة الأجور لم يواكبها تركيز الأسعار وضبط السوق، وسيطرة الدولة علي استيراد السلع الأساسية للتحكم في اسعارها، وعلى الذهب والبترول والمحاصيل النقدية، وتغيير العملة، وضم شركات القوات النظامية وضمها للمالية وتفرغها لحماية الوطن، ودعم الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي لتقوية الجنية السوداني، وتوفير العمل للعاطلين.
وأخيرا، تم الانقلاب علي الوثيقة الدستورية في 25 أكتوبر 2021 الذي وجد مقاومة جماهيرية كبيرة، وفشل حتى في تكوين حكومة، بعدها تم التدخل الخارجي لفرض الاتفاق الإطاري الذي أعاد الشراكة وكرس الدعم السريع واتفاق جوبا، وقاد الخلاف حول دمج الدعم السريع في الجيش الي الحرب الحالية، التي وضح هدفها تصفية الثورة، وتمكين المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب لنهب ثروات وأراضي البلاد وإيجاد موطئ قدم لها على ساحل البحر الأحمر.
5في الذكرى السادسة لمجزرة 29 رمضان، فليتواصل قيام اوسع تحالف قاعدي جماهيري لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة، ومحاسبة مجرمي فض الاعتصام والحرب وعدم الإفلات من العقاب، وحل كل المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد، والتمسك بوحدة السودان برفض الحكومة الموازية، وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، والوقوف سدا منيعا للشراكة مع العسكر والدعم السريع، وقيام الحكم المدني الديمقراطي، وغير من مهام وأهداف الثورة.
المجد والخلود لشهداء مجزرة فض الاعتصام والحرب، وعاجل الشفاء للجرحى، وعودا حميدا للمفقودين.
الوسومالبجا الحرب السودان انقلاب اكتوبر 2021 بورتسودان فضل الاعتصام كجبار مجزرة 29 رمضان