استدعى الرئيس التونسي قيس سعيّد مديرة التلفزيون التونسي عواطف الدالي ووجه انتقادات حادة للخط التحريري في القناة، واستنكرت نقابة الصحفيين ما وصفته بالتدخل السافر، واتهمت سعيد بالرغبة في توظيف الإعلام وتوجيهه.

فقد قال سعيد -خلال لقاء بقصر قرطاج مع الدالي- إن العديد من البرامج التي تبثها القناة الوطنية -فضلا عن نشرات الأخبار وترتيب الأنباء- "ليست بريئة".

وأضاف سعيّد أنه شاهد جزءا من برنامج "الزمن الجميل"، وما هو بالزمن الجميل، ولو كان جميلا لما كان الوضع على هذا النحو، وفق تعبيره.

وانتقد استضافة البرنامج بعض الأشخاص الذين قال عنهم إنهم كانوا مختبئين عام 2011، وكان منهم من هو مطلوب للعدالة، "وأصبحوا الآن أبطالا ويتحدثون عن الزمن الجميل"، مشيرا إلى أن هذا ليس خطا تحريريا ولكنه خط القوى المضادة للحرية والتحرير الوطني.

وتساءل سعيّد عن أسباب عدم بث البرامج التي تهم مطالب التونسيين في ديسمبر/كانون الأول 2010، ويناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2011 التي يراد التعتيم عليها، على حد قوله.

كما تساءل، خلال توجيهه الحديث للدالي: لماذا "لا يتم التذكير بالشهيدين شكري بلعيد وشكري لبراهمي وجنودنا الأبطال ورجال الأمن الذي قضوا وهو يواجهون بالحديد والنار الخونة والإرهابيين؟"

واختتم توجيهاته للدالي بالقول إنه "لا يمكن أن يستمر ما يبث من المؤسسة الوطنية، ويجب أن تكون في خدمة التونسيين لا في خدمة هذه اللوبيات التي تتخفى وراء الستار". من دون أن يحدد ما هذه "اللوبيات".

وإثر هذا اللقاء، أصدرت نقابة الصحفيين التونسيين بيانا انتقدت فيه ما أسمته "التدخل السافر" لسعيد و"التدخل المباشر في الإعلام العمومي والتلفزة التونسية"، معتبرة أن تصريحات سعيد وتوجيهاته لمديرة التلفزيون "سابقة خطيرة لم يقدم عليها غيره".

وقالت النقابة إن التلفزيون مرفقا عموميا لخدمة الدولة والشعب وليس "بوق دعاية للسلطة الحاكمة مهما كان لونها".

وأشار بيان النقابة إلى أن التلفزيون التونسي دأب منذ 25 يوليو/تموز 2021 "على تبييض السلطة وتغييب الرأي المخالف أو الناقد لها، وقدم خدمات جليلة للسلطة لاسترضائها، دون فائدة".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تضامن متصاعد مع القاضي التونسي أحمد صواب

أثار سجن المحامي والقاضي السابق بالمحكمة الإدارية أحمد صواب، غضبا واسعا في الأوساط الحقوقية والسياسية ولدى الشارع التونسي انعكست على منصات التواصل في البلاد.

فقد خرجت مظاهرات حاشدة عمت شوارع العاصمة، ضمت صحفيين وسياسيين وطلبة الجامعات، مطالبة بالإفراج عن أحمد صواب.

يأتي هذا الاحتجاج بعد ردود فعل غاضبة من الأحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، متضامنة مع المحامي الموقوف، ,معربة عن خشيتها توظيف القضاء لإسكات الأصوات الحرة.

ورغم الدعوات المستمرة من الحقوقيين، بالإفراج عن مساجين الرأي، فقد قوبلت بمزيد من إحكام القبضة على أصحاب الكلمة من صحفيين وسياسيين ومحامين وصناع محتوى.

وأعلن ناشطون عن غضبهم بسبب الحملة الأمنية الشرسة من قبل السلطات التونسية، فقال الناشط السياسي جلال الورغي إن "تونس تنتفض بسبب المحاكمات والاعتقالات التعسفية المتزايدة ضد المعارضين"، واعتبر أن قيس سعيد "عبث بتونس وبصورتها" وأن البلاد "يليق بها نظام أرقى وأفضل".

واعتبر عزوز بن صالح أن التحرك المتضامن مع أحمد صواب والمضاد لقيس سعيد لافت، لكونه جمع كل أطياف المعارضة في مسيرة واحدة، وهو "ما لم يحصل منذ انقلاب 2021".

#تونس تنتفض ضد نظام #قيس_سعيد بسبب المحاكمات والاعتقالات التعسفية المتزايدة ضد المعارضين والاعلاميين والنشطاء.
هذا النظام عبث بتونس وبصورتها وبدولتها..بدد مكاسب سنوات من الجهد المشترك لترسيخ قيم التعايش والتعدد.
تونس يليق بها نظام أرقى وأفضل من هذا. https://t.co/pDSe5cgsDD

— Jalel Ouerghi جلال الورغي (@jalelouerghi) April 25, 2025

وتفاعل معز بن عبد السلام مع الاحتجاجات، قائلا إن "الجميع سيكتشف أن اعتقال أحمد صواب سيكون لحظة فارقة في تاريخ البلاد"، ضمن صراع الرموز.

هذا لا يمنع أن هناك تطور لافت في الحراك ضد قيس سعيد، وهو أنه في مظاهرات اليوم، هناك تواجد لمختلف أطياف المعارضة في مظاهرة واحدة، وهو تقريبا ما لم يحصل منذ انقلاب 2021

— Azouz بن صالح (@mta3bkriBnSaleh) April 25, 2025

كريم بن عبد الله أبدا تفاؤله بحجم "المعارضة اليوم ونوعها، فهي أوسع بكثير من أيام بن علي"، و"المفتاح بيد شباب تونس"، فهم النخبة التي يبدأ بها أي تغيير.

سيكتشف الجميع (بما في ذلك قيس سعيد) ان ايقاف احمد صواب ستكون لحظة فارقة في تاريخ البلد..
هي"معركة الرموز"..

— moez ben abdessalem (@MoezAbdess59025) April 25, 2025

إعلان

بينما اعتبر الناشط عمر رحومة أن "قيس سعيد لم يُبق حوله إلا المتزلفين"، مستشهدا بحضور المفكر يوسف الصديق في المسيرة المطالبة بإطلاق سراح القاضي السابق ومحامي قضية التآمر، أحمد صواب.

اليوم المعارضة أوسع ببرشة من أيام بن علي، والمفتاح بيد مجموعة صغيرة من شباب تونس الملتزم. نعم، 1% فقط يخرجوا، لكن 1% يكفي باش تبدأ الحكاية. التغيير ديما بدأ بالنخبة، بالصبر، وبالشجاعة.
طالما عنا الحق في الاحتجاج، لازم نمارسوه. الحرية ما عندهاش سقف، ديما فما أكثر.

— Karim Benabdallah (@karim2k) April 26, 2025

فبموجب القانون 54 المتعلق بجرائم الاتصال، حوكم أكثر من 60 شخصا، ولا يزال 3 صحفيين يقبعون بالسجن.

أرقام "مفزعة"، وفق التقرير الأخير للهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب، حيث سجل زيادة بـ10 آلاف سجين ما بين 2022 و2024، ورغم غياب إحصائية دقيقة لسجناء الرأي والسياسيين، فإن أعدادهم تقدر بالمئات، وفق تأكيد محاميهم.

وارتفعت وتيرة الانتقادات للسلطة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي بعد إيقاف القاضي الإداري أحمد صواب، وهو من بين المدافعين عن المساجين السياسيين، الذين صدرت بحقهم مؤخرا أحكاما سجنية غير مسبوقة، وصلت إلى 66 عاما.

مقالات مشابهة

  • وقفة احتجاجية في صعدة تندد بجريمة استهداف مركز إيواء المهاجرين
  • فرنسا تندد بإلغاء إسرائيل تصريح دخول وفدين فرنسيين
  • أشرف زكي: نعمل على وضع قواعد لتصوير جنازات الفنانين.. ولا بد من وضع حدود لانتهاك حرمة الموت
  • وفاة مخرج عراقي درّس الكثير من النجوم.. ونقابة الفنانين تنعاه
  • الانتهاء من صيانة خط دير علي _ الشيخ مسكين خلال شهر
  • تضامن متصاعد مع القاضي التونسي أحمد صواب
  • تظاهرة غاضبة في عدن تندد بانقطاع الكهرباء وقبائل الصبيحة تعلن النفير ضد الانتقالي
  • نخب جنوبية تندد بـ”أوهام تحرير صنعاء” وتكشف الانهيار الكارثي في مناطق “الشرعية” 
  • طعن استشاري تخدير بمدينة الأقصر.. ونقابة الأطباء تستنجد بالنائب العام
  • سأرسل لك سيارتي .. رد صدام حسين بعد محاولة اغتيال أمين الجميل - فيديو