لجريدة عمان:
2024-11-05@13:58:10 GMT

الحج.. رمز الوحدة والمساواة الإنسانية

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

الحج.. رمز الوحدة والمساواة الإنسانية

تعيش الأمة الإسلامية هذه الأيام أعظم مواسمها الدينية، وهو موسم الحج الأكبر الذي يؤكد فيه المسلمون وحدانية الله سبحانه وتعالى عندما يقفون بين يديه في صعيد واحد على اختلاف أشكالهم وألوانهم وأعراقهم يلبون تلبية واحدة تخرج من أعماقهم «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك».. يقفون جميعا على قدم المساواة أمام خالقهم يطلبون الرحمة والمغفرة، ويسعون للتطهر من كل أوزارهم والعودة بصفاء الخلق الأول.

. يقول أبو حامد الغزالي: «الحج هو تذكرة دائمة للمسلمين بوحدتهم وأخوّتهم، وتجديدٌ لميثاق الإيمان والتوحيد».

ورغم أن الحج أعظم المواسم الدينية عند المسلمين إلا أنه يتجاوز في دلالته الطقس الديني ليعبر بشكل واضح عن مفهوم الوحدة الإنسانية.. فعندما يلبس الحجاج لباس الإحرام، يتجردون من مظاهر الدنيا ومادياتها، ويلبسون لباساً واحداً لا يميز بين غني وفقير، بين قوي وضعيف، فتتجلى المساواة المطلقة بين البشر، والإحرام كما يراه العلماء هو تجسيد حي لمبدأ المساواة أمام الله، حيث يتجرد الإنسان من كل ما يملكه ليعود إلى أصله الفطري كإنسان.

إن اللحظة التي يقف فيها الملايين من المسلمين جنباً إلى جنب في عرفات، متضرعين إلى الله، هي رسالة قوية بأن الوحدة والسلام يمكن تحقيقهما إذا ما تجاوز الإنسان الفوارق المصطنعة ونظر إلى جوهره الإنساني.. وهذه النظرة للحج هي نظرة فهم حقيقتها الجميع من المسلمين ومن غير المسلمين يقول المهاتما غاندي: «الحج في الإسلام هو رسالة سلام ومحبة، فهو يذكر الناس بأنهم إخوة في الإنسانية، وأن السلام يبدأ من إدراك هذه الحقيقة». ومن هنا، يمكن للحج أن يكون مساحة لتوحيد الناس ونشر رسالة السلام والوئام بين جميع البشرية. إن لقاء المسلمين من مختلف الثقافات والخلفيات في هذه المناسبة يعزز التفاهم المتبادل والتعايش السلمي، ويؤكد أن الدين الاسلامي وسيلة للتقارب بين البشر وليس للتفرقة. وكما جاء في الحديث الشريف: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه».

إن في لحظة الوقوف بعرفات، وتلك الدعوات الصادقة التي تنطلق من أعماق القلوب، تكمن قوة روحية هائلة يمكن أن تلهم البشرية نحو السعي لتحقيق السلام والوئام. ففي هذه اللحظة، يدرك الإنسان ضآلة الفروقات التي يصنعها بنفسه، ويتوجه بقلبه وعقله نحو الله، طالباً الرحمة والمغفرة، ومتعهداً بنشر المحبة والسلام في كل مكان.

ويبقى موسم الحج شعيرة يرمز للوحدة الإنسانية والمساواة، وتجسيد حي للسلام الذي يحتاجه عالمنا اليوم بشدة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

عن إنزال البترون.. تقريرٌ جديد لصحيفة إسرائيلية!

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن خطوة الإنزال البحري الذي نفذته قوة خاصة إسرائيلية على شاطئ البترون في شمال لبنان، وأسفر عن اعتقال المواطن اللبناني عماد أمهز الذي يخضع للتحقيق من قبل الوحدة 504 في الجيش الإسرائيليّ.   وفي التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24"، يتحدّث البروفيسور أميتسيا برعام، الخبير الإسرائيلي في دراسات الشرق الأوسط، عن معنى تلك العملية ومدى ملاءمتها للوضع الإستراتيجي، فيشير إلى أنّ الوحدة البحرية التابعة لـ"حزب الله" قد تطوّرت كثيراً، ويضيف: "لقد تمّ تدريب عناصر هذه الوحدة وتجهيزهم من قبل البحرية الإيرانية المعروفة بجودتها المهنية العالية. السفن الصغيرة والسريعة مصممة لغارات سريعة على سواحل إسرائيل مع التركيز على سواحل نهاريا وعكا وحتى حيفا".   وذكر برعام أن "الهجمات البحرية التي نفذها حزب الله لم تتحقق حتى الآن، لكن احتمال هذا التهديد ما زال قائماً"، ويضيف: "إن اعتقال ضابط كبير في حزب الله (عماد امهز)، يزيد الضغط على الحزب، فالأخير يواجه صعوبات الآن، فإما تغيير الخطط العملياتية وإخلاء القواعد البحرية أو الافتراض أن الضابط لن يكشف عن معلومات مهمة".   التقريرُ يقول إن العملية تثير العديد من التساؤلات حول القوة البحرية التابعة لـ"حزب الله" والتي كانت حتى الآن بمثابة لغزٍ إلى حدّ ما. وهنا، يقول برعام: "إننا نعلم أنهم تلقوا تدريباً من إيران التي تمتلك قوة بحرية ممتازة وذات خبرة في الهجمات الصغيرة والزوراق السريعة، لكن السؤال هو أين يحتفظ حزب الله بمعداته وما هي خططه للمستقبل".   وتابع: "إن اعتقال الضابط يدفع حزب الله إلى إعادة التفكير في الإستراتيجية الخاصة بعملياته البحرية، ويحاول تغيير مواقع القواعد ووضع خطط طوارئ جديدة".   إلى ذلك، اعتبر برعام أنه "يجب على إسرائيل الاستفادة من الإنجازات العملياتية لضمان بعض المميزات قبل التوصل إلى تسوية سياسية مع لبنان".   في غضون ذلك، يزعمُ تقريرٌ آخر لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية إنّ عملية الإنزال التي حصلت في لبنان تُظهر خرقاً جديداً لـ"حزب الله"، لكنه يقول إن "إسرائيل تمرّ الآن بفترة حرجة، ومن المُفترض أن يؤثر موعد الإنتخابات الأميركية على استمرار الحرب خصوصاً مع لبنان"، وتابع: "الاختبار الكبير للمستوى السياسي هو الوقوف على المبادئ في ما يتعلق باليوم التالي للحرب وأولها السيطرة الكاملة للجيش اللبناني في جنوب لبنان، والحفاظ على حق إسرائيل في التصرف في حال دخول عناصر مسلحة إلى المنطقة القريبة من الحدود بالإضافة إلى قدرة إسرائيل على منع تهريب وتسليح حزب الله في عمق لبنان أو سوريا".   وتابع: "إسرائيل تقف على مفترق طرق: فمن ناحية ستجد صعوبة في خوض حرب استنزاف، ومن ناحية أخرى، مطلوب منها الآن العمل على إعادة الأمن لسكان الشمال وإعادتهم إلى المستوطنات، وفي الوقت نفسه، يلتزم الجيش الإسرائيلي بإعادة العلاقات مع عدد كبير من الدول، وخاصة في أوروبا". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • عن إنزال البترون.. تقريرٌ جديد لصحيفة إسرائيلية!
  • مقرر تركيا بالبرلمان الأوروبي: نظام الوصاية اعتداء صريح على الديمقراطية
  • نمرود الصهاينة وجرائمه ضد الإنسانية
  • تظاهرات أمام بلدية باطمان بعد عزل العمدة
  • عبدالله بن طوق: نعزز الوحدة والتلاحم
  • هل التصوير أثناء الحج والعمرة ينقص من الثواب؟.. الإفتاء تجيب
  • بعد فيديو سوزي.. ما موقف الدين من التقاط الصور والفيديوهات أثناء العُمرة والحج؟
  • هل يمكن لمن سبق له أداء فريضة الحج السفر هذا العام؟.. عضو بـغرفة السياحة يُجيب
  • السياحة
  • مصدر: مصر تواصل جهودها للتهدئة وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة