الاقتصاد الزراعي يهتم بتطبيق النظرية الاقتصادية في تحسين الإنتاج وتوزيع الغذاء والألياف. وتهتم اقتصاديات التنمية اهتمامًا كبيرًا بتحسين الأوضاع المعيشية في البلدان، والأداء الاقتصادي؛ فالزراعة تحتل جزءًا كبيرًا في معظم الاقتصادات النامية وغير النامية من حيث التوظيف، وحصة الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير الأمن الغذائي.
فالحروب التي بدأنا نشهدها تعتمد على انقطاع المحاصيل عن العالم (أوكرانيا) والتجويع لحد الموت (غزة)، فلا حدود ولا أخلاق لحروب فرض السيطرة والتحكم في العالم.
نشهد الاهتمام بالزراعة، مثل: مشروع المليون نخلة، وتشجيع الشباب للبدء بمشاريعهم الزراعية، وشراء جميع القمح من المزارعين، والاهتمام بالتصنيع الزراعي عبر الاستراتيجية الصناعية، وغيرها من الخطوات التي تحقق الأمن الغذائي، واستيعاب الشباب الباحثين عن عمل، وتحقيق نمو جيد في الناتج المحلي الإجمالي.
ليس بعيدًا عنا ما يحصل من احتكار شركات عالمية لبيع البذور واحتكار استنباتها، وكذلك ما يحصل من تطوير جيني وغير جيني في المحاصيل الاقتصادية واحتكار هذا التطوير، وأيضا إنشاء الدول بنوكها الزراعية، وبذورهم خاصة وقت الحروب؛ كي لا تبقى تحت رحمة الآخرين، فالحروب لدى البعض تعني بيع بذور مسرطنة، وأخرى بها أمراض أو آفات تؤثر على صحة الإنسان على المدى القريب أو البعيد.
إنَّ اهتمام البلاد بهذا المجال أمر في غاية الأهمية، فلقد سعدنا جدًا بخبر «موز رزات»، حيث نجح مختصون بإدارة مزرعة رزات السلطانية بصلالة التابعة لشؤون البلاط السلطاني في اكتشاف نوع متميز وجديد من نبات الموز، وذلك بعد ظهوره بشكل طبيعي نتيجة التحور العفوي من خلال الطفرة الجينية. لدى القراءة عن الطفرات في النبات نكتشف عالمًا كبيرًا، وعلمًا واسعًا؛ فهناك طفرات تحصل طبيعيًا، وهناك طفرات يقوم بها مختصو الزراعة، والهدف في الحالتين تحسين الإنتاج شكلًا وطعمًا وجودةً وغزارةً، وتحقيق عائد اقتصادي أكبر.
إن إنشاء مختبر للطفرات (طبيعية وأخرى مصطنعة) أمر مهم جدا؛ فالطفرات الطبيعية الجيدة تعطي خصوصية وجودة وقوة للنبات حسب البيئة التي يظهر فيها مثل «موز رزات»، وقد كان للبيئة المحلية والتربة والمناخ ونوعية ماء السقي دور في هذه الطفرة، ليصبح النبات ابن بيئته.
كذلك يساعد استيلاد الطفرات بأنواعها على تخليص المحاصيل الاقتصادية من الآفات؛ كالتخلص من مرض مكنسة العجوز في الليمون العماني، أو سوسة النخيل.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
انسكت بيتس.. شركة طلابية تبتكر نظامًا ذكيًا لحماية المحاصيل بالذكاء الاصطناعي
تقدم شركة " انسكت بيتس " Insect Pests وهي شركة طلابية، الكشف المبكر عن الآفات الزراعية باستخدام الطائرات المسيرة وتقنيات الرؤية الحاسوبية، بهدف تحسين الإنتاج الزراعي بطريقة ذكية ومستدامة.
قالت الربا بنت سالم السيفية المديرة التنفيذية للشركة: إن المشروع عبارة نظام ذكي يساعد المزارعين في رصد الآفات وتحليل المحاصيل بدقة، مما يسمح لهم باتخاذ قرارات أكثر كفاءة وتقليل استخدام المبيدات الكيميائية حيث يعمل المشروع على تعزيز الاستدامة الزراعية وتحقيق أقصى استفادة من التكنولوجيا الحديثة لحماية المحاصيل وزيادة الإنتاجية.
وأضحت الربا السيفية، أن فكرة المشروع بدأت من خلال ملاحظة التحديات التي تواجه المزارعين، خاصةً الاستخدام العشوائي للمبيدات والخسائر الناتجة عن انتشار الآفات. بعد البحث والتقصي، قررت الشركة توظيف الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة لإنشاء نظام يوفر تحليلًا دقيقًا ومبكرًا للآفات، مما يُسهم في تقليل الخسائر وتحسين الإنتاج الزراعي.
وتحدثت الربا عن التحديات التي واجهتها وهي: تطوير خوارزميات ذكاء اصطناعي دقيقة لاكتشاف الآفات، و الحاجة إلى تمويل لتطوير النظام وشراء الطائرات المسيرة.
تقول الربا: استطاعت الشركة التغلب على التحديات من خلال التعاون مع مختصين في التعلم الآلي والزراعة لتحسين دقة النموذج، و البحث عن داعمين للمشروع والمشاركة في مسابقات لتمويل المشروع.
أفادت الربا السيفية، أن المشروع يقدم خدمات المسح الجوي الزراعي باستخدام الطائرات المسيرة للحصول على صور دقيقة للمزارع، وتحليل بيانات المحاصيل مثل تحديد أنواع الآفات الزراعية وكثافتها، وتقارير تفصيلية للمزارعين تتضمن توصيات حول مكافحة الآفات بطريقة مستدامة، و خدمات استشارية لمساعدة المزارعين على تحسين استراتيجيات مكافحة الآفات.
وقالت الربا: حظيت الشركة باتفاقية مع مديرية الزراعة والثروة السمكية وموارد المياه، و دعم من حاضنة "درب" في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بإبراء.
شاركت شركة Insect Pests في مسابقة DELL Technology وكانت من بين أفضل 21 مشروع من أصل 283 مشروع من 17 دولة.
و ملتقى التنمية وفرص الأعمال، والملتقى الريادي الثالث بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بإبراء، و الندوة الوطنية الطلابية الخامسة للثروة الصناعية، والأسبوع العلمي الخامس في الكلية العسكرية التقنية تحت مسمى آفاق.
وملتقى مدى المقام في كلية الخليج والحصول على المركز الثالث فيه، و الشركات الناشئة بقيادة طلابية بولاية منح، و برنامج ومسابقة الشركة (إنجاز عمان)، والملتقى الريادي الرابع بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بإبراء، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الريادية مثل المعارض الزراعية، مسابقات ريادة الأعمال، وملتقيات الابتكار.
وتقول المديرة التنفيذية لشركة انسكت بيتس: إن المشاركات ساعدتها توسيع شبكة العلاقات مع المستثمرين والخبراء، و الحصول على فرص تمويل وتطوير للمشروع، و التعرف على أحدث التقنيات والابتكارات في المجال الزراعي.
حصدت الشركة عدة جوائز وهي المركز الثاني في الندوة الوطنية الطلابية الخامسة للثروة الصناعية، و المركز الثالث في ملتقى مدى والمركز الثاني في قسم الأمن الغذائي في ملتقى العلوم الخليجي بمحافظة ظفار، وجائزة هندسها بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
وتطمح الشركة ضمن خططها المستقبلية إلى إنشاء أول قاعدة بيانات في سلطنة عمان للآفات الحشرية مع المبيد العضوي المناسب لكل آفة، و توسيع نطاق الشركة ليشمل المزيد من المزارع في سلطنة عمان والخليج العربي، إضافة إلى ميزات جديدة مثل التنبؤ بمخاطر الآفات بناءً على بيانات الطقس، و عقد شراكات مع الهيئات الحكومية والشركات الزراعية الكبرى لتعزيز الاستدامة الزراعية.