أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد، الاثنين، قرارا بصرف منحة مالية لمرة واحدة بمبلغ 300 ألف ليرة سورية (ما يعادل نحو 20 دولارا) للعاملين المدنيين والعسكريين وأصحاب المعاشات التقاعدية في القطاع الحكومي، حسب وكالة أنباء "سانا" الرسمية.

 

في أعقاب ذلك، أعلنت وزارة المالية التابعة لنظام الأسد أن الاعتمادات المالية للمنحة المالية جاهزة لديها من أجل تحويلها بشكل مباشر من الخزينة العامة إلى جهات القطاع العام الإداري، أما جهات القطاع الاقتصادي فيمكنها صرف المنحة من اعتماداتها، وفقا للوكالة ذاتها.

 

وذكرت أن صرف المنحة المالية سيبدأ من يوم الثلاثاء القادم، موضحة أن مبلغ الـ300 ألف ليرة سورية والمقدر بنحو 20 دولارا سيكون معفى من ضريبة دخل الرواتب والأجور وأي اقتطاعات أخرى.

 

وشملت المنحة العاملين المدنيين والعسكريين في "الوزارات والإدارات والمؤسسات العامة وشركات ومنشآت القطاع العام وسائر الوحدات الإدارية"، حسب المرسوم الصادر عن رئاسة النظام السوري.

 

كما شملت "أصحاب المعاشات التقاعدية من العسكريين والمدنيين، وأصحاب معاشات عجز الإصابة الجزئي من المدنيين غير الملتحقين بعمل ولا يتقاضون معاشاً من أي جهة تأمينية أخرى".

 

وتجدر الإشارة إلى أن المنحة التي أعلن عنها النظام، تأتي في ظل تراجع كبير لليرة السورية أمام الدولار والارتفاع المتسارع في أسعار المواد الغذائية بفعل الانهيار الاقتصادي الذي تمر به البلاد، الأمر الذي يجعل من المبلغ المالي المقدم للعاملين في القطاع الحكومي لا يعادل ثمن وجبة غداء واحدة أو اثنتين لعائلة متوسطة عدد الأفراد.

 

وتتراوح رواتب الموظفين الحكوميين ما بين 375 ألفا و400 ألف ليرة أي ما يعادل 25 إلى 27 دولارا، وذلك في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية ومعاناة السوريين في مناطق سيطرة النظام السوري من غلاء الأسعار.

 

وتعاني سوريا من صراع داخلي منذ انطلاق الثورة السورية في 15 آذار/ مارس 2011، التي تحولت بفعل العنف والقمع الوحشي الذي قوبلت به من قبل النظام السوري إلى حرب دموية، أسفرت عن دمار هائل وكارثة إنسانية عميقة، لا تزال البلاد ترزح تحت وطأتها.

 

ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن نحو 90 بالمائة من السكان في سوريا يعيشون في حالة من الفقر، ويعاني 12.9 مليون شخص من مشكلة انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى وجود 7.2 ملايين شخص من النازحين داخليا.

 

وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سوريا، غير بيدرسون، أشار إلى أن نحو 16.7 مليون شخص في البلاد بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، موضحا أن "هذا الرقم هو الأعلى منذ 13 عاما".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: النظام السوری

إقرأ أيضاً:

كيف يستعد السوريون لأول رمضان بعد التحرير؟

سرايا - يستعد السوريون لاستقبال شهر رمضان المبارك لأول مرة خارج ظل نظام عائلة الأسد، الذي حكم البلاد بقبضة أمنية صارمة على مدى أكثر من نصف قرن، وهو ما يضفي مشاهد من البهجة والاحتفاء في الأسواق والمساجد، بالرغم من الأزمة الاقتصادية والدمار الكبير في البلاد.

وتشهد سوريا أزمات عديدة بسبب سنوات الحرب التي زج النظام المخلوع البلد في أتونها خلال أكثر من عقد من الزمان، ويعاني السوريون من النقص الحاد في الأجور، حيث يتراوح متوسط راتب الموظف ما بين 40 إلى 50 دولار شهريا.

ورغم الأزمة الاقتصادية، تشهد الأسواق السورية حركة نشطة من الأهالي مع اقتراب دخول شهر رمضان، فقد عاد الباعة إلى نصب أكشاكهم، وعرض المنتجات الرمضانية التقليدية مثل التمور والمكسرات والعصائر.

وكان انخفاض الأسعار الذي طرأ على الأسواق بعد سقوط النظام إثر زوال الأتاوات التي كان يفرضها جنود النظام المخلوع على الحواجز، عاملا في تحسن القدرة الشرائية لدى كثير من السوريين، ما انعكس على الأسواق قبيل رمضان 2025.

وتقول مريم عرابي وهي إحدى ساكنات دمشق القديمة؛ إن "الناس بالشام على الرغم من قلة حيلتها وخروجها حديثا من الاستبداد و الظلم، إلا أنهم يستقبلون رمضان باشتياق".

وتضيف في حديثها، أن الاختلاف الأكبر الذي تشهد البلاد في أول رمضان عقب سقوط الأسد، هو "وجود نسبة كبيرة من العائلات التي تتجهز لاستقبال الشهر الكريم مع أولادهم العائدين إلى وطنهم بعد سنوات من الطغيان، ووجودهم جميعا على طاولة الإفطار".

وتشهد أسواق دمشق الرئيسية مثل سوق الحميدية والميدان وباب سريجة وباب الجابية إقبالا كثيفا من الأهالي مع اقتراب شهر الصوم، لكن الإقبال على الشراء لا يزال ضعيفا بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة لدى شريحة واسعة من السوريين.

وتقول عرابي: "مهما كانت الظروف الاقتصادية السائدة، إلا أن الفرح يحيط دائما بقلوب السوريين لاستقبال الشهر الكريم"، حسب تعبيرها.

ولا تختلف الأوضاع في باقي المحافظات السورية، ففي حلب شمالي سوريا، يؤكد بكري إياد عدم اختلاف الوضع في رمضان عن ما سبقه في الأعوام الماضية، مستدركا باستثناء انخفاض الأسعار الذي أراح المواطنين من ناحية القدرة الشرائية خلال هذا العام.

ويوضح إياد، وهو أحد ساكني حي الشعار، أحد أكبر أحياء الشعبية في المدينة، أن الملامح الدينية تبدو أكثر وضوحا في الطرقات والأسواق، مقارنة بما كان عليه الوضع خلال عهد نظام الأسد.

ويعمل إياد في إحدى محلات إعداد المعجنات وصفائح اللحم في حلب، ويتحدث عن ازدحام الفرن الخاص بعائلته مع اقتراب شهر رمضان.

مساجد سوريا تتزين بحلة جديدة

مع زوال القيود التي فرضها النظام السابق على الأنشطة الدينية، تشهد المساجد في مختلف المدن السورية حملات واسعة للتنظيف والصيانة؛ استعدادا لاستقبال المصلين خلال رمضان.

ويشارك العديد من الأهالي في حملات ترميم المساجد التي تعرضت لأضرار خلال الحرب، وإعادة تهيئتها لاستضافة صلاة التراويح ودروس الدين.

ويعد المسجد الأموي في دمشق أحد أبرز هذه المساجد، حيث تتسارع أعمال الصيانة والترميم وإعادة تأهيل مرافقه مع اقتراب شهر الصوم.

كما يجري تجهيز المسجد الذي تحول إلى مقصد للزائرين بعد سقوط النظام بالسجاد الفاخر، الذي تمت صناعته في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا، واستقدامه إلى دمشق بعد دفع تكاليفه من قبل وزارة الأوقاف السورية.

وتشرف منظمة "هاند" (HAND) غير الربحية على أعمال صيانة واسعة في المسجد الأموي، شملت مد السجاد في القسم الداخلي من المسجد، وإعادة تأهيل الغرف المخدمة للجامع ودعم شبكة الكهرباء.

وكانت تقارير تحدثت عن إهمال كبير تعرض له المسجد التاريخي في دمشق على أيدي نظام الأسد المخلوع خلال السنوات الأخيرة، حيث تحولت العديد من حجراته الداخلية إلى مكان لاحتواء الخردة والنفايات والمواد المعدمة، بالإضافة لإغلاق كثير من مرافقه أمام المصلين والزوار.

كما تشهد العديد من المساجد أعمال صيانة مشابهة، ففي حمص جرى تغيير سجاد مسجد الصحابي خالد بن الوليد، وإضافة الإنارة في إطار التجهيزات قبيل شهر رمضان.

وفي حلب، جرى إطلاق حملة "بيوت الله منزلنا" بهدف تنظيف مساجد أحياء المحافظة استعدادا لحلول شهر الصوم الأول، بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر العام الماضي.

وأشاد بكري إياد، بالأجواء الرمضانية ودروس الوعظ التي نشطت بعد سقوط النظام، "بعيدا عن التطبيل المعتاد من كثير من الشيوخ كل عام"، حسب تعبيره.

وأشار إلى لائحة إعلانية متحركة في حلب تحمل عبارة "رمضان كريم"، معتبرا أن ذلك "سابقة" في المدينة التي جرى تحريرها من قبضة حكم الأسد بعد يومين من بدء العملية العسكرية، التي شنتها الفصائل انطلاقا من إدلب نهاية تشرين الثاني /نوفمبر الماضي.

وتخلو شوارع حلب من قوات النظام المخلوع والمليشيات الموالية له، التي اعتادت عدم احترام أجواء رمضان ومضايقة المواطنين، بالإضافة إلى التلفظ بشتائم تطال الذات الإلهية، وفق إياد.

أما في دمشق، فتقول مريم عرابي؛ إن هناك "تنوعا كبيرا في الشام، حيث يتوافد كثير من الناس من مختلف المحافظات للتسوق في العاصمة، بعد أن تحررت الطرقات بين المحافظات من الحواجز ومضايقات قوات النظام".

وتلفت إلى الاستعدادات في المساجد، وتضيف أن "المريح الآن هو أن صلاتتا أصبحت أكثر راحة وجهورا بالعبادة. لم يعد هنا ما يهددنا في حال تأخرنا في صلاة التراويح".





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1102  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 28-02-2025 05:18 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
من قطع الطريق لضرب الزوجات .. أغرب العادات الرمضانية حول العالم تزامنا مع القلق الذي أثاره "قاتل المدن" .. ناسا ترصد 5 كويكبات اقتربت من الأرض هذا الأسبوع ظهور مخلوق بحري يشبه الكائنات الفضائية الهند .. مكالمة مجهولة تكشف جريمة قتل قبل لحظات من حرق الجثة الاحتلال يغتال مسؤول نقل السلاح بحزب الله دول تبدأ صيام أول أيام رمضان الأحد المقبل .. تعرف... تهديدات أمنية تفرض تأجيل زيارة وزير الخارجية السوري... أجواء باردة في معظم مناطق المملكة حتى الأحد ترامب: نجري محادثات جيدة بشأن غزة بالفيديو .. تشييع جثامين أكثر من 100 شهيد سقطوا...قطر تطلب توضيحا من "العدل الدولية" بشأن...سلطنة بروناي تعلن الأحد أول أيام رمضان‏سيناتور أمريكي يلزم الموظفين تغيير اسم الضفة...باكستان .. قتلى وجرحى بتفجير في مسجد الجامعة...أول دولة تعلن بدء صيام رمضان السبتلأول مرة عالميًا .. دولة عربية تستخدم طائرات...نتنياهو غاضب من تحقيق 7 أكتوبر والجيش يقر بالفشل التامالشرع يؤدي صلاة الجمعة صحبة نجل أردوغان في مسجد بني... الفنان آدم في قبضة السلطات الأمنية اللبنانية "بشار الأسد رجل شريف وقابلته منفردا" ..... أحمد السقا يتحدث عن حقيقة تقديم "الجزيرة 3" رانيا يوسف تكشف تعرضها للسحر لوسي توجه رسالة مؤثرة لدنيا وإيمي سمير غانم برشلونة يفتح أبوابه أمام عودة نيمار إلى صفوفه رونالدو يظفر بجائزة جديدة في دوري روشن الرمثا يفوز على شباب الأردن بهدف نظيف الهلال يفقد "الحاسم" في مواجهات أهلي جدة السومة والنصر .. علاقة 9 أعوام و11 هدفاً حيلة خبيثة .. مصر تكشف كيف نهبت FBC أموال ضحاياها طيار يتجنب كارثة بعد أن تفاجأ عند هبوطه بطائرة قادمة باتجاهه .. فيديو مصرع 39 شخصا ودمار واسع بفيضانات في أفغانستان مشادة تنتهي بكارثة .. طبيب يتعرض للدهس بعد خلاف مع زوجته - فيديو ساويرس يطلق عاصفة .. لا داعي لإضافة العربية لجمهورية مصر واشنطن تتهم بيونغ يانغ بسرقة عملات مشفرة بقيمة 1.5 مليار دولار بالذكاء الاصطناعي .. صيني يخسر 28 ألف دولار بسبب حبيبة وهمية كم مرة ينبغي غسل المناشف اليومية؟ بالفيديو .. "تفاجأ عند هبوطه بطائرة قادمة باتجاهه" شاهدوا ماذا فعل الطيار طيار يفلت من "حادث خطير" في مطار شيكاغو

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • عاجل. نتنياهو يتوعد بضرب النظام السوري إذا تعرض لدروز جرمانة جنوب دمشق ويتعهد بحماية هذه الأقلية في سوريا
  • كيف يستعد السوريون لأول رمضان بعد التحرير؟
  • مسيحيو سوريا.. حق فرنسا الذي تريد به باطل
  • إدلب المدينة التي يقدمها حكام سوريا الجدد نموذجا لمستقبل البلاد.. ما السبب؟
  • منحة تضامن خاصة بشهر رمضان.. هذه شروط وكيفيات الاستفادة منها
  • الأمن السوري يطارد مجموعة فلول هاجمت حاجزاً أمنياً بريف دمشق
  • مصر ترفع الحد الأدنى لأجور القطاع العام إلى 139 دولارا شهريا
  • تدريبات أمريكية مع قسد في قاعدة حقل العمر النفطي شرقي سوريا
  • الأمن السوري يطارد فلولا هاجموا حاجزا أمنيا بريف دمشق
  • 1500 جنيه للعمالة غير المنتظمة .. كيفية الحصول على المنحة