تزداد القناعات الإسرائيلية بعد مرور قرابة ثمانية أشهر على اندلاع عدوان على غزة لم تتحقق أي من أهدافه المعلنة، وهي إطلاق سراح المختطفين، والقضاء على قدرة حماس العسكرية والحكومية، وحرمانها من تهديد الاحتلال، بدليل أنه ما زال العشرات ممن تم اختطافهم من قبل حماس، وما زال مستوطنو غلاف غزة نازحون، ويغادرون المستوطنات بسرعة نسبية، رغم اندفاع الجيش لتنفيذ المزيد من عملياته في قلب القطاع، لكن النتيجة تقول إن حماس ما زالت تتمتع بما يكفي من الدعم للسيطرة.



البروفيسور آفي بارئيلي أستاذ التاريخ بجامعة "بن غوريون" الإسرائيلية، قدّر أنه "لا ينبغي لنا أن نتوقع تراجع سيطرة حماس عقب إبرام صفقة التبادل، لأن قدرتها على خوض حرب العصابات ما زالت محفوظة، وأظهرت مزيدا من علامات التعافي، وتجلّت في تسلل رفح الحدودي، وهجمات محور نيتساريم والقواعد العسكرية، وشنّها غارات شديدة الخطورة على مستوطنات الغلاف، مما يعني أن الاجتياحات التي شنها الجيش مؤخرا في جباليا، والغارات السابقة في أماكن أخرى، يوضح أن حماس تعود وتسيطر على الأماكن التي احتلها الجيش، ثم أخلاها".


وأضاف في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "أسلوب العمل المجزّأ الذي تم اعتماده حتى الآن يتمثل في احتلال دائم نسبياً، وانكشاف مناطق عرضها كيلومتر واحد على طول الخط الحدودي بأكمله مع قطاع غزة، والاحتلال الدائم لمحور نيتساريم جنوب مدينة غزة وشمال المخيمات الوسطى؛ ومؤخرًا احتلال محور فيلادلفيا، أما بقية المناطق المحتلة في شمال القطاع ومدينتي غزة وخانيونس، فقد تم إخلاؤها لصالح تقليص قوات الجيش في قطاع غزة، وتركيز الجهود في أماكن مثل رفح".

وأشار إلى أنه "تم اعتماد العملية على افتراض أن الفلسطينيين الذين سينتقلون جنوبًا سيعبرون الحدود لصحراء سيناء، ولن يُطلب من الجيش السيطرة عليهم من خلال الحكم العسكري، لكن هذا الافتراض لم يكن مناسبًا بسبب الضغط الأمريكي المستمرّ للحدّ من الجهد العسكري الإسرائيلي، وكأننا بتنا نخوض لعبة "القط والفأر" بين بنيامين نتنياهو وجو بايدن، بجانب افتقار الجيش للدعم اللوجستي، بعد سلسلة من التخفيضات الحاسمة التي أجراها رؤساء الأركان السابقين للجيش، وشمل قواته المدرعة والمدفعية والهندسية، والقدرة على إنتاج الذخيرة".


وتحدث عن "التسريبات التي باتت تمثل مشكلة فعلية وتتعلق بعدم قدرة الجيش على الحفاظ على حكم عسكري مؤقت في قطاع غزة، لأنه سيتطلب قدرا من القوات لا يستطيع تخصيصه، وبالمناسبة، يجب الافتراض أن هناك بعض الحقيقة في ادعاء كبار الضباط بأن التسريبات، التي يبدو أنها صادرة عن هيئة الأركان العامة، بالغت إلى حد كبير في حجم القوات المطلوبة، ولا يبدو معروفا حتى الآن طبيعة دوافع هيئة الأركان لاتخاذ مسار العمل هذا، غير القادر على إنجاز المهام التي حددتها الحكومة، للجيش".

تؤكد هذه السطور أنه في الوقت الذي تفشل فيه دولة الاحتلال في إنجاز المهمة الرئيسية في الجبهة الجنوبية، وتحديدا في غزة، فإنها لا تستطيع التعامل بشكل مناسب مع التحدي العسكري والسياسي الذي تم إعداده لها في الجبهة الشمالية، وتحديدا مع لبنان، رغم تصاعده مؤخراً، والنتيجة أن جيش الاحتلال يعاني من بطء في تحركاته، وتراجع في فعاليته، ومحدودية في هجماته على قطاع غزة، وفي المحصلة فإن الاحتلال سيفشل في مخططاته، بما فيها فرض نظام عسكري مؤقت في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال الفلسطينيين لبنان لبنان فلسطين غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.. بريطانية تستكشف مناطق المملكة سيراً على الأقدام

البلاد – العلا

تستعد المستكشفة البريطانية مقدمة البرامج التلفزيونية أليس موريسون لخوض مغامرة تاريخية؛ حيث ستصبح أول شخص يُسجل عبوره للمملكة سيرًا على الأقدام من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وذلك خلال رحلة تمتد لخمسة أشهر بدءًا من اليوم، حيث ستقطع موريسون مسافة 2500 كيلومتر برفقة مرشدين محليين مع الإبل، مُجتازةً صحاري المملكة الشاسعة وواحاتها الغنّاء وجبالها الشاهقة.

وتستند رحلة أليس موريسون إلى ثلاثة أهداف رئيسة، هي: اكتشاف معالم جديدة وسبر أغوار التاريخ، وإبراز دور المرأة السعودية في المجتمع، فضلًا عن تسليط الضوء على جمال الطبيعة، وجهود المملكة في الحفاظ عليها.

ومن خلال تتبع مسارات القوافل القديمة، تسعى موريسون لتسليط الضوء على القصص التاريخية التي تحتضنها هذه المنطقة، وتقديم رؤى جديدة حول المملكة التي تشهد تحولات وتطورات سريعة. وتشكل العُلا إحدى أهمّ المحطات التي ستمرّ بها أليس موريسون في بداية رحلتها، وذلك لما تتمتع به من تاريخ عريق وتراث غني، كما تُعدّ العُلا وجهة مألوفة لموريسون، حيث سبق لها أن سلّطت الضوء عليها في أحدث برامجها بعنوان” مغامرات عربية.. أسرار الأنباط”.

وقالت موريسون (61 عامًا) في تعليقها على الرحلة الاستكشافية: بعد 45 عامًا من دراسة اللغة العربية والشرق الأوسط، أتيحت لي أخيرًا فرصة استكشاف المملكة العربية السعودية، وأريد أن أغوص في قلب الجزيرة العربية، وقضاء الوقت مع النساء السعوديات، والاستماع إلى قصصهنّ ونقلها للعالم.

وتضيف موريسون: الطريق الذي أسلكه يحمل في طياته تاريخًا عريقًا؛ لذلك سأكرّس جهدي للبحث عن مواقع جديدة لم تُكتشف من قبل، كما أنني أسير عبر منطقة تشهد تأثيرات تغيّر المناخ، وسأسجل ملاحظاتي واكتشافاتي حول هذا الموضوع. الصحراء تُعد تحديًا كبيرًا، وأنا على ثقة بأنها ستُعلّمني الكثير خلال هذه الرحلة.

مقالات مشابهة

  • غارات كثيفة للاحتلال تستهدف محيط مستشفى كمال عدوان شمالي غزة
  • إعلام إسرائيلي: الجيش يعاني نقصا في القوى البشرية بعد مقتل وإصابة 10 آلاف
  • رفض إسرائيلي لإنهاء الحرب في قطاع غزة.. وأساليب قتال جديدة
  • فيديو: الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أطلق من غزة
  • من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.. بريطانية تستكشف مناطق المملكة سيراً على الأقدام
  • بالفيديو.. باحثة سياسية: هدف إسرائيل الأكبر هو الحكم العسكري على قطاع غزة
  • إصابة 6 جنود للاحتلال الإسرائيلي في انفجار قذيفة شمال قطاع غزة
  • حماس تخطط منذ 2016.. إعلام إسرائيلي يكشف تفاصيل جديدة عن هجوم 7 أكتوبر
  • برلمانية لبنانية: علينا الوقوف خلف الجيش لوقف ذرائع الاحتلال في الجنوب
  • عاجل: الرئيس الكرواتي زوران ميلانوفيتش يفوز بولاية جديدة