إمكانية نشر جنود أميركيين على سفن تجارية بمضيق هرمز.. هل تتجه المنطقة نحو المزيد من التصعيد؟
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
برر كبير الباحثين في معهد صوفان للدراسات الإستراتيجية والأمن الدولي البروفيسور كينيث كوتزمان عزم واشنطن نشر جنود على متن سفن تجارية في مضيق هرمز ببيع إيران مسيّرات لروسيا وقيامها مؤخرا بمهاجمة سفن تجارية والاستيلاء عليها.
كما أرجع كوتزمان هذه الخطوة المحتملة إلى كون الحضور العسكري الأميركي في منطقة الخليج لم يردع إيران، بالإضافة إلى أن الهدف هو طمأنة الدول الخليجية التي قال إنها بدأت تشكك في مدى التزام الأميركيين بأمن المنطقة.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن 5 مسؤولين أميركيين قولهم إن الجيش الأميركي يدرس نشر جنود على متن سفن تجارية تسافر عبر مضيق هرمز، في إجراء غير مسبوق لوقف استيلاء إيران على السفن المدنية ومضايقتها.
لكن كوتزمان حذر في الوقت نفسه من أن نشر جنود أميركيين على متن سفن تجارية غير محمية سيؤدي إلى تصعيد، وقد يجعل هؤلاء الجنود عرضة لهجوم قوات الحرس الثوري الإيراني وقواربه المنتشرة هناك، وربما أسر عسكريين أميركيين كما قال.
من جهة أخرى، كشف البروفيسور الأميركي -في حديثه لحلقة (2023/8/4) من برنامج "ما وراء الخبر"- أنه خلال حرب العراق وإيران أرسلت واشنطن سفنا حربية لمرافقة السفن التجارية عندما كانت طهران تهاجمها لحرمان العراق من موارده التجارية.
وعلى صعيد الموقف الإيراني بشأن إعلان واشنطن عن احتمال نشر جنود على السفن التجارية في مضيق هرمز، تحدث الباحث المتخصص في القضايا الإقليمية محمد صالح صدقيان عن مسألتين، الأولى أن واشنطن تريد مراقبة سير الملاحة البحرية في مضيق هرمز وفي المياه الخليجية وفي شمال المحيط الهندي، والمسألة الأخرى أنها تريد إدارة أي احتكاك قد يحدث في المنطقة.
أما الأمور التي لا تعلنها واشنطن في خطوتها "الاستفزازية"-كما يضيف الباحث الإيراني- فتتعلق ربما بسعيها لاستهداف المبادرة التي قال إن طهران طرحتها للحوار والتعاون والتحالف البحري بينها وبين الدول الخليجية.
لكن المتحدث نفسه أوضح أن الولايات المتحدة لا تزال تقود مباحثات مع الجانب الإيراني في سلطنة عمان ربما لاستئناف المباحثات لتنفيذ صفقة تبادل المعتقلين بين الجانبين والإفراج عن الودائع الإيرانية المجمدة، مؤكدا أن الأميركيين يتعاملون مع إيران حاليا وفق الخطة "ج" وليس الخطة "ب" التي تستخدم الخيار العسكري.
خطوة غير مبررةأما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي فرأى أن الإعلان الأميركي بخصوص احتمال نشر جنود على متن سفن تجارية في مضيق هرمز هو خطوة غير مبررة ومجرد استعراض للقوة.
وأكد الشايجي أن الولايات المتحدة ليست لديها إستراتيجية واضحة في الشرق الأوسط سوى حماية إسرائيل، وهي تتراجع وتنكفئ في المنطقة، وهو ما أكدته دراسة الوثيقة السنوية للإستراتيجية الدفاعية الأميركية الصادرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال إن تصريح مسؤولين أميركيين عن نشر عناصر عسكرية في سفن تجارية غير مسبوق وغير مفهوم ولن يطمئن دول الخليج، معتبرا أن اجتماع قائد الأسطول الخامس براد كوبر مع أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي هو فقط جزء من العمل الروتيني للتنسيق والتعاون.
ودعا الشايجي إيران إلى إعادة التفكير في حساباتها وعدم استفزاز دول الخليج، خاصة في ظل تقاربها مع دول المنطقة ومع السعودية تحديدا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على متن سفن تجاریة فی مضیق هرمز نشر جنود على
إقرأ أيضاً:
إيران: جولة ثانية للمباحثات مع واشنطن تعقد في روما
إيران – كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، امس الاثنين، عن جولة ثانية لمباحثات بلاده مع الولايات المتحدة، تعقد “قريبا” في روما برعاية من سلطنة عمان، وذلك بعد أيام من انعقاد جولة أولى في السلطنة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي، أجراه عراقجي مع نظيره العراقي فؤاد حسين، وفق بيان للخارجية العراقية نشرته على موقعها الالكتروني.
وسبق أن أعلن البيت الأبيض عن جولة ثانية تعقد في 19 أبريل/ نيسان الجاري، دون أن يحدد مكانها.
وقالت الخارجية العراقية إن “نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، فؤاد حسين، تلقى امس الاثنين اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي”.
وأشارت إلى أن عراقجي أطلع حسين على “آخر مستجدات المفاوضات الإيرانية-الأمريكية التي جرت في العاصمة العُمانية مسقط”.
وبين عراقجي أن “المفاوضات بين الجانبين الإيراني والأمريكي سارت بشكل جيد”، مشيراً إلى “مناقشة المشروع النووي”.
وأكد على أن “الجولة الثانية من المحادثات ستُعقد قريباً في العاصمة الإيطالية روما، برعاية سلطنة عُمان أيضا”، دون أن يحدد الموعد.
من جهته أعرب وزير خارجية العراق عن ارتياحه لمسار الحوار القائم وثمن “الدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عُمان في تسهيل المفاوضات”.
وأكد حسين على “دعم العراق لأي جهد يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي”.
وفي ختام الاتصال، وجّه الوزير الإيراني دعوة رسمية نظيره العراقي لزيارة بلاده “في إطار دعم الحوار الثنائي وتعزيز العلاقات بين البلدين”، وفق البيان ذاته.
والسبت، استضافت سلطنة عمان، أولى جولات المحادثات الإيرانية الأمريكية بمسقط، والتي لاقت ترحيباً عربيا، فيما وصفها البيت الأبيض بأنها كانت “إيجابية للغاية وبناءة”.
وقال البيت الأبيض في بيان له، إن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط أجرى محادثات مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، استضافها وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي.
وأوضح البيان أن المحادثات كانت “إيجابية للغاية وبناءة”، وأن ويتكوف نقل إلى عراقجي “تعليمات” الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”حل القضايا بين البلدين عبر الحوار والدبلوماسية”.
بينما أفادت الخارجية الإيرانية، عبر بيان السبت، بأن “المحادثات دامت لأكثر من ساعتين ونصف، وشهدت تبادلا للآراء بين عراقجي وويتكوف، وذلك من خلال وزير الخارجية العُماني”.
وفي تطور لافت، ذكرت الخارجية الإيرانية أن “رئيسي الوفدين الإيراني والأمريكي تحدثا سويا لبضع دقائق أثناء مغادرتهما المحادثات بحضور وزير الخارجية العُماني”.
وعشية انطلاق جولة المفاوضات الأولى، حذّر البيت الأبيض من “خيارات أمريكية باهظة الثمن” في حال فشل التوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً أن الرئيس دونالد ترامب يفضل تسوية هذا الملف من خلال محادثات مباشرة مع طهران.
وتتهم الولايات المتحدة، إلى جانب إسرائيل ودول أخرى، إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، بينما تصرّ طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، من بينها توليد الكهرباء.
وجاء إعلان ترامب عن هذه المفاوضات بمثابة مفاجأة لتل أبيب، التي طالما حثت الإدارة الأمريكية على تأييد شنّ عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية، بحسب وسائل إعلام عبرية.
الأناضول