برر كبير الباحثين في معهد صوفان للدراسات الإستراتيجية والأمن الدولي البروفيسور كينيث كوتزمان عزم واشنطن نشر جنود على متن سفن تجارية في مضيق هرمز ببيع إيران مسيّرات لروسيا وقيامها مؤخرا بمهاجمة سفن تجارية والاستيلاء عليها.

كما أرجع كوتزمان هذه الخطوة المحتملة إلى كون الحضور العسكري الأميركي في منطقة الخليج لم يردع إيران، بالإضافة إلى أن الهدف هو طمأنة الدول الخليجية التي قال إنها بدأت تشكك في مدى التزام الأميركيين بأمن المنطقة.

وفي وقت سابق، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن 5 مسؤولين أميركيين قولهم إن الجيش الأميركي يدرس نشر جنود على متن سفن تجارية تسافر عبر مضيق هرمز، في إجراء غير مسبوق لوقف استيلاء إيران على السفن المدنية ومضايقتها.

لكن كوتزمان حذر في الوقت نفسه من أن نشر جنود أميركيين على متن سفن تجارية غير محمية سيؤدي إلى تصعيد، وقد يجعل هؤلاء الجنود عرضة لهجوم قوات الحرس الثوري الإيراني وقواربه المنتشرة هناك، وربما أسر عسكريين أميركيين كما قال.

من جهة أخرى، كشف البروفيسور الأميركي -في حديثه لحلقة (2023/8/4) من برنامج "ما وراء الخبر"- أنه خلال حرب العراق وإيران أرسلت واشنطن سفنا حربية لمرافقة السفن التجارية عندما كانت طهران تهاجمها لحرمان العراق من موارده التجارية.

وعلى صعيد الموقف الإيراني بشأن إعلان واشنطن عن احتمال نشر جنود على السفن التجارية في مضيق هرمز، تحدث الباحث المتخصص في القضايا الإقليمية محمد صالح صدقيان عن مسألتين، الأولى أن واشنطن تريد مراقبة سير الملاحة البحرية في مضيق هرمز وفي المياه الخليجية وفي شمال المحيط الهندي، والمسألة الأخرى أنها تريد إدارة أي احتكاك قد يحدث في المنطقة.

أما الأمور التي لا تعلنها واشنطن في خطوتها "الاستفزازية"-كما يضيف الباحث الإيراني- فتتعلق ربما بسعيها لاستهداف المبادرة التي قال إن طهران طرحتها للحوار والتعاون والتحالف البحري بينها وبين الدول الخليجية.

لكن المتحدث نفسه أوضح أن الولايات المتحدة لا تزال تقود مباحثات مع الجانب الإيراني في سلطنة عمان ربما لاستئناف المباحثات لتنفيذ صفقة تبادل المعتقلين بين الجانبين والإفراج عن الودائع الإيرانية المجمدة، مؤكدا أن الأميركيين يتعاملون مع إيران حاليا وفق الخطة "ج" وليس الخطة "ب" التي تستخدم الخيار العسكري.

خطوة غير مبررة

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي فرأى أن الإعلان الأميركي بخصوص احتمال نشر جنود على متن سفن تجارية في مضيق هرمز هو خطوة غير مبررة ومجرد استعراض للقوة.

وأكد الشايجي أن الولايات المتحدة ليست لديها إستراتيجية واضحة في الشرق الأوسط سوى حماية إسرائيل، وهي تتراجع وتنكفئ في المنطقة، وهو ما أكدته دراسة الوثيقة السنوية للإستراتيجية الدفاعية الأميركية الصادرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال إن تصريح مسؤولين أميركيين عن نشر عناصر عسكرية في سفن تجارية غير مسبوق وغير مفهوم ولن يطمئن دول الخليج، معتبرا أن اجتماع قائد الأسطول الخامس براد كوبر مع أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي هو فقط جزء من العمل الروتيني للتنسيق والتعاون.

ودعا الشايجي إيران إلى إعادة التفكير في حساباتها وعدم استفزاز دول الخليج، خاصة في ظل تقاربها مع دول المنطقة ومع السعودية تحديدا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: على متن سفن تجاریة فی مضیق هرمز نشر جنود على

إقرأ أيضاً:

التصعيد العدواني الأمريكي على اليمن.. محاولة يائسة لترهيب الصامدين

هذا العدوان يأتي امتداداً لسلسلة الجرائم الأمريكية في المنطقة، التي تهدف إلى فرض الهيمنة وإخماد أي صوت مؤيد لفلسطين، إلا أن هذه المحاولات لن تؤثر في عزيمة اليمنيين الذين ظلوا على مواقفهم الثابتة والمبدئية. التصعيد الأمريكي يأتي في لحظة حساسة، حيث تزداد الضغوط على الكيان الصهيوني بسبب الحصار المستمر على غزة، مما دفع واشنطن إلى محاولة استخدام القوة ضد اليمن، الذي ثبت عملياً أنه حاضر في معادلة الصراع، ليس بالكلمات فقط، بل بأفعال وأعمال أثرت في الحسابات الإسرائيلية والأمريكية. وعلى الرغم من التهديدات المباشرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإنها لم تزد الشعب اليمني إلا عزيمة وإصراراً على مواصلة الدعم الثابت لفلسطين. لقد كان اليمن دائما في مقدمة المدافعين عن القضية الفلسطينية، التي لم تعتبَر يوماً قضية سياسية فحسب، بل مبدأ إيمانياً وواجباً دينياً وأخلاقياً، لذلك كان هدفاً مباشراً للعدوان الأمريكي الذي يسعى لإسكات كل الأصوات الحرة التي ترفض الهيمنة الصهيونية على المنطقة. بيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حمل تهديدات مباشرة لليمن، يعكس حجم المأزق الذي تعيشه واشنطن بعد فشلها في تحييد الموقف اليمني الداعم لغزة، وهذه التهديدات، التي حاولت تصوير الغارات كضربة قاصمة، لم تؤثر في عزيمة اليمنيين، بل زادتهم قناعة بأنهم يسيرون في الطريق الصحيح، وأن التصعيد الأمريكي ليس إلا دليل ضعف وعجز عن كسر إرادتهم. واشنطن تدرك أن استهداف اليمن لن يغير من المعادلة شيئا، بل سيعزز صلابة الموقف اليمني ويدفعه إلى مزيد من التحدي، فقد أثبتت التجربة أن العدوان، مهما اشتد، لا يزيد اليمنيين إلا إصراراً على مواصلة مسيرتهم في دعم المقاومة الفلسطينية، لأنهم يعتبرون أن المعركة في غزة هي معركتهم أيضاً، وأن كسر إرادة فلسطين يعني كسر إرادة الأمة بأكملها. الهجمات الأمريكية تعكس أيضاً حجم القلق الذي يعيشه الكيان الصهيوني، فاستهداف اليمن بهذا الشكل يؤكد أن هناك مخاوف حقيقية من استمرار تأثيره على مجريات الأحداث في غزة، خصوصاً أن اليمن أصبح رقماً صعباً في معادلة المواجهة مع الكيان المحتل، ما يفسر هذا الاستهداف المباشر الذي يأتي ضمن محاولات بائسة لتركيعه. محاولة تصوير اليمن كتهديد إقليمي، تعد جزءً من الحملة الأمريكية الممنهجة لتبرير عدوانها، لكن العالم يدرك جيداً أن اليمن لم يكن يوماً مُعتدياً، بل كان دائماً في موقف الدفاع عن قضاياه العادلة، وما يحدث اليوم هو استمرار لسلسلة من الجرائم الأمريكية التي تستهدف كل صوت يرفض الانصياع لمشاريع التطبيع والانبطاح للمخططات الصهيونية. الشعب اليمني، الذي واجه عدواناً استمر سنوات، يدرك أن الغارات الأمريكية لن تغير شيئاً من واقعه، بل ستعزز من وحدته وصموده، فقد عاش هذا الشعب كل أشكال الحصار والتدمير، لكنه لم يتراجع عن مواقفه، واليوم يثبت مجدداً أن تهديدات ترامب لن تزيده إلا ثباتاً، وأنه مستعد لكل التحديات من أجل قضيته الكبرى، فلسطين. الغارات التي استهدفت صنعاء وصعدة وحجة والبيضاء وذمار، تعد إعلاناً واضحاً بأن واشنطن باتت عاجزة عن مواجهة الموقف اليمني بالسياسة، فلجأت إلى القوة، لكنها لم تدرك بعد أن القوة لم تفلح سابقا، ولن تفلح اليوم، لأن اليمن لم يكن يوما ساحة رخوة، بل كان ولا يزال قلعة للصمود العربي في وجه الغطرسة الأمريكية والصهيونية. الشعب اليمني يدرك أن هذا العدوان هو جزء من المعركة الكبرى التي يخوضها معسكر المقاومة ضد مشاريع الاستعمار الجديد، ولهذا فهو لا يرى في هذه الغارات سوى دليل إضافي على أن موقفه المؤيد لغزة قد أصاب العدو في مقتل، ومن هنا، فإن أي تصعيد جديد لن يكون إلا حافزاً للمزيد من التحدي والثبات على الموقف المبدئي الداعم لفلسطين. لقد فشلت واشنطن في تركيع اليمن خلال السنوات الماضية، ولن تنجح اليوم، لأن معادلة القوة الحقيقية لا تقاس بعدد الغارات، بل بإرادة الشعوب، واليمنيون الذين خرجوا للساحات بالملايين دعماً لفلسطين، يبعثون اليوم رسالة واضحة مفادها "لن نترك غزة وحدها، ولن يثنينا العدوان عن موقفنا". ستظل القضية الفلسطينية في قلب كل يمني، ولن يكون لهذا العدوان أي تأثير سوى تعزيز الصمود والمضي في طريق دعم المقاومة، لأن هذا الموقف ليس خياراً سياسياً عابراً، بل جزء من الهوية الإيمانية والوطنية للشعب اليمني، الذي يدرك أن معركته ليست فقط للدفاع عن نفسه، بل للدفاع عن كرامة الأمة بأكملها.

مقالات مشابهة

  • الصدر يحذر: التصعيد الطائفي يهدد المنطقة وحكام العرب أمام مسؤولية
  • رغم التصعيد الأمريكي.. إيران: الدبلوماسية خيارنا
  • سلطنة عمان تحذر من تداعيات التصعيد العسكري في اليمن على أمن المنطقة
  • سلطنة عمان تحذر من انعكاس التصعيد ضد اليمن على أمن المنطقة
  • التصعيد العدواني الأمريكي على اليمن.. محاولة يائسة لترهيب الصامدين
  • العراق في مهب التصعيد بين واشنطن وطهران.. تداعيات محتملة على الأمن والسياسة والاقتصاد
  • العراق في مهب التصعيد بين واشنطن وطهران: تداعيات محتملة على الأمن والسياسة والاقتصاد- عاجل
  • مارك كارني يؤدي اليمين رئيسًا لوزراء كندا وسط حرب تجارية مع واشنطن
  • شواطئ إيران تتحول إلى اللون الأحمر بعد سقوط الأمطار.. ما السبب؟
  • مسوغات المواجهة بين برلمان وحكومة إيران واحتمالات التصعيد