بقلم : كلثوم الجوراني ..
لا اعلم ماذا حدث بالضبط ولكن شيء يشبه الإعصار مر بالقرب مني كالمح البصر .
نظرت حولي أنين طفل ينتزع روحه وقد مزق جسده يسبح ببركة من الدم وصراخ جريح ينادي على الناس يطلب النجدة
أشلاء هنا وهناك ودماء وشظايا ودخان اسمع النداءات والصرخات تتعالى ولا اعرف ماذا حدث ، قبل لحظات كان الجو جميل والمكان هادئ الدكاكين والمارة والباعة المتجولون كل شيء كان على ما يرام وفجأة تحول المشهد وكأنه ساحة حرب امطرت بالقنابل .
لم ابتعد كثيراً حتى سمعت نشيجاً عالياً وشاب يلطم وجهه وهو يمسك بيد طفل صغير لم أر الا يد ذلك الطفل فجسده كان تحت شيء من الحديد طار من شدة العصف فوقع فوق جسده الصغير وكانت كتلة الحديد هذه محرك إحدى السيارات كان كافياً ليطحن جسد الطفل المسكين .
صراخ وعويل في كل مكان انظر الى ذلك المكان وكأنه لوحة تلونت بالاحمر والاسود ويبرز لون الدخان الذي ملأ المكان .
سمعت صوت رجل يبكي ويصرخ بشدة كان ذلك الصوت صوت ابي ، نظرت فأذا بأبي يضع جسدي في حجره وهو يصرخ (سجاد بويه لا تموت ) يطلب مني أن لا اموت نعم فأنا وحيده وانا صديقه وانا الشاب المهذب الخلوق المتفوق في دروسي والكل يتكلم عن حسن أخلاقي وسيرتي عطرة بين أقاربي صرخ ابي أراد مني أن أحرك شيئا من جسمي أوحي له بأنني ما زلت حياً ولكن دون فائدة أتى الناس ليحملونني واذا بأمي (حبيبتي ) تنظر إلي مذهولة وانا غارق بدمائي مغمض العينين ، رأيتها كيف كانت تصرخ (يمه سجاد اسم الله عليك) كادت أن تخرج روحها هرولت نحوي وعجل الحاملون بي الى المستشفى لعلهم ينقذونني كنت أنظر لكفي امي تعصرهما وهي ترتجف تنتظر مني أن اعود إلى الحياة تجلس على الأرض من هول مصيبتها فهي فقدت اقرب صديق لها وليس ابنها الوحيد فقدت أملها وسندها لم تعاملني كطفل منذ طفولتي بل كانت تعاملني كرجل فنشأت رجلا يعتمد علي وكانت هي تعتمد علي في كل شيء .
كانت امي تنظر إلى السماء وتناجي ربها وتدعوه أن لا أموت ولا تعلم أن روحي تحلق فوق راسها كحمامة السلام ، كانت تنظر لجسدي من زجاج نافذة الردهة وتتخيل أنني نهضت ولكن أتى احد الأطباء ليكشف علي للمرة الأخيرة وماهي الا دقائق حتى غطى وجهي بغطاء ابيض كقلب امي فأسدل الستار على حياتي وخرج ليخبر امي أنني قد رحلت وما عليها إلا الصبر .
كادت تجن وكنت احتضنها ولكنها لا تراني كنت اكلمها ولكنها لا تسمعني كان فراقي الابدي مصيبة ما بعدها مصيبة بالنسبة لامي
جلست امي في مأتمي وهي تتمنى لو كان ذلك حلماً فتستيقظ منه وما أن انتهى العزاء وذهب كل لبيته اختلت امي بذكرياتي كانت تجلس بغرفتي تقلب اشيائي وتسألها عني تتصفح كتبي وتنظر إلى صوري حتى أنها كانت تتحدث إلى صوري وتضحك معها كأني موجود لم تتقبل امي فراقي ولم تتأقلم معه ابدا
حتى عندما ولدت اخي الذي كان يشبهني بكل شيء اسمعها تقول له أنت سجاد وعدت لي من جديد ، ولدت امي بعدي ولدين جميلين وظننت أنها ستتسلى قليلاً إلا أنني اسمعها كل يوم تذكرني وتبدأ بالعويل . اسراء الجوراني
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
وهبي: لا أرفض الحوار مع المحامين ولكن رئيس جمعيتهم يضع شروطا على الدولة
أعلن وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، اليوم الثلاثاء، عن استعداده لفتح حوار مع جمعية هيئات المحامين، التي أعلنت عن مقاطعة جلسات المحاكمة بدءا من فاتح نونبر إلى أجل غير مسمى.
جاء هذا التصريح خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، حيث أكد وهبي أن مكتبه مفتوح على مصراعيه لاستقبال أي مبادرة للحوار من طرف المحامين.
وأوضح، « فقط علينا معرفة الحدود الدستورية والقانونية لكل واحد منا »، وأضاف، « لكن ما هي حدودي في المفاوضات، أنا لست فقط وزيرا بل أنا جزء من الحكومة التي تتكون من 30 وزيرا »، وشدد على أنه عليه مراعاة آراء جميع الوزراء، والوصول إلى توافق حول أي مسألة.
ودعا وهبي المحامين إلى تحديد مطالبهم بشكل واضح، مشيرًا إلى أن رئيس جمعية هيئات المحامين، وهي الهيئة التي دعت إلى الإضراب المفتوح، « قد صرح بأنه لن يتفاوض، ثم تراجع عن ذلك وقال إنه سيتفاوض بشروط ».
وعلق وهبي في هذا الصدد: « هل يوجد مواطن يشترط على الدولة والحكومة؟ أعطوني طلباتكم وحددوا لي النقاط التي علينا مناقشتها ».
وأكد الوزير أن البرلمان هو المكان المناسب لمناقشة مثل هذه القضايا، قائلاً: « لدي مجلس النواب ومجلس المستشارين، إذا جلست واتفقت معهما، فلماذا سأناقش معك؟ » في إشارة منه إلى جمعية هيئات المحامين. وتابع الوزير « مع ذلك، أنا مستعد للحوار معهم ».
كلمات دلالية المحامون جمعية هيئات المحامين عبد اللطيف وهبي