شبكة انباء العراق:
2024-07-06@11:56:14 GMT

قصة شهيد

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

بقلم : كلثوم الجوراني ..

لا اعلم ماذا حدث بالضبط ولكن شيء يشبه الإعصار مر بالقرب مني كالمح البصر .
نظرت حولي أنين طفل ينتزع روحه وقد مزق جسده يسبح ببركة من الدم وصراخ جريح ينادي على الناس يطلب النجدة
أشلاء هنا وهناك ودماء وشظايا ودخان اسمع النداءات والصرخات تتعالى ولا اعرف ماذا حدث ، قبل لحظات كان الجو جميل والمكان هادئ الدكاكين والمارة والباعة المتجولون كل شيء كان على ما يرام وفجأة تحول المشهد وكأنه ساحة حرب امطرت بالقنابل .

أجساد ممزقة ودماء متناثرة وبقايا سيارة متفحمة ونار ودخان وأصوات صراخ . هرع الناس إلى ذلك المكان يتفقدون ذويهم ، رأيت (ابو حمودي ) يصرخ قائلاً : (ادري مات بس كون جسمه مو مگطع ) أيقن بموت حمودي ولكن يتمنى أن يكون جسده كاملاً دون تمزيق ، التفت رأيت يد وبجانبها أشلاء وبقربها امرأة تصرخ أنه ابني انا اعرف ابني هذه يده وانا اعرفها جيدا .
لم ابتعد كثيراً حتى سمعت نشيجاً عالياً وشاب يلطم وجهه وهو يمسك بيد طفل صغير لم أر الا يد ذلك الطفل فجسده كان تحت شيء من الحديد طار من شدة العصف فوقع فوق جسده الصغير وكانت كتلة الحديد هذه محرك إحدى السيارات كان كافياً ليطحن جسد الطفل المسكين .
صراخ وعويل في كل مكان انظر الى ذلك المكان وكأنه لوحة تلونت بالاحمر والاسود ويبرز لون الدخان الذي ملأ المكان .
سمعت صوت رجل يبكي ويصرخ بشدة كان ذلك الصوت صوت ابي ، نظرت فأذا بأبي يضع جسدي في حجره وهو يصرخ (سجاد بويه لا تموت ) يطلب مني أن لا اموت نعم فأنا وحيده وانا صديقه وانا الشاب المهذب الخلوق المتفوق في دروسي والكل يتكلم عن حسن أخلاقي وسيرتي عطرة بين أقاربي صرخ ابي أراد مني أن أحرك شيئا من جسمي أوحي له بأنني ما زلت حياً ولكن دون فائدة أتى الناس ليحملونني واذا بأمي (حبيبتي ) تنظر إلي مذهولة وانا غارق بدمائي مغمض العينين ، رأيتها كيف كانت تصرخ (يمه سجاد اسم الله عليك) كادت أن تخرج روحها هرولت نحوي وعجل الحاملون بي الى المستشفى لعلهم ينقذونني كنت أنظر لكفي امي تعصرهما وهي ترتجف تنتظر مني أن اعود إلى الحياة تجلس على الأرض من هول مصيبتها فهي فقدت اقرب صديق لها وليس ابنها الوحيد فقدت أملها وسندها لم تعاملني كطفل منذ طفولتي بل كانت تعاملني كرجل فنشأت رجلا يعتمد علي وكانت هي تعتمد علي في كل شيء .
كانت امي تنظر إلى السماء وتناجي ربها وتدعوه أن لا أموت ولا تعلم أن روحي تحلق فوق راسها كحمامة السلام ، كانت تنظر لجسدي من زجاج نافذة الردهة وتتخيل أنني نهضت ولكن أتى احد الأطباء ليكشف علي للمرة الأخيرة وماهي الا دقائق حتى غطى وجهي بغطاء ابيض كقلب امي فأسدل الستار على حياتي وخرج ليخبر امي أنني قد رحلت وما عليها إلا الصبر .
كادت تجن وكنت احتضنها ولكنها لا تراني كنت اكلمها ولكنها لا تسمعني كان فراقي الابدي مصيبة ما بعدها مصيبة بالنسبة لامي
جلست امي في مأتمي وهي تتمنى لو كان ذلك حلماً فتستيقظ منه وما أن انتهى العزاء وذهب كل لبيته اختلت امي بذكرياتي كانت تجلس بغرفتي تقلب اشيائي وتسألها عني تتصفح كتبي وتنظر إلى صوري حتى أنها كانت تتحدث إلى صوري وتضحك معها كأني موجود لم تتقبل امي فراقي ولم تتأقلم معه ابدا
حتى عندما ولدت اخي الذي كان يشبهني بكل شيء اسمعها تقول له أنت سجاد وعدت لي من جديد ، ولدت امي بعدي ولدين جميلين وظننت أنها ستتسلى قليلاً إلا أنني اسمعها كل يوم تذكرني وتبدأ بالعويل .

اسراء الجوراني

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

إطلاق سراح مدير «الشفاء».. وتبادل الاتهامات!!

نشرت مجلة اقتصادية فى الكيان الصهيونى، أن التكلفة المباشرة والفعلية للحرب على غزة بلغت أكثر من 30 مليار دولار حتى الآن، ومن الممكن أن يزداد الرقم إلى 35 مليار دولار، وهذه التكلفة المرتفعة أدخلت الكيان فى مأزق اقتصادى حقيقى، والذى قد يكون الحديث عنه الآن أقل بالنسبة لباقى المشكلات التى وضع الكيان نفسه فيها، ولكن من الممكن بعد أن تنتهى الحرب سيظهر هذا الموضوع بشكل أكبر، والاعتقاد هنا أن معظم هذه التكلفة صرفت على الأسلحة، ولكن الحقيقة أن جزء كبير منها صرف على أجور جنود الاحتياط فى الكيان بتكلفة 8 مليارات دولار، وكان التوقع فى أول الحرب أن أجور جنود الاحتياط ستكون أقل من ذلك، ولكن لم يكن من المتوقع أن تستمر الحرب هذه المدة الطويلة بالنسبة للكيان.

ويأتى ذلك مع مع ظهور مشكلة تجنيد «الحريديم» ورفضهم للتجنيد، ويقدر متوسط تكلفة الجندى الاحتياطى فى جيش الكيان ب 8 آلاف دولار شهريا، بحسب الصحيفة، ويأتى فى المرتبة الثانية تكلفة الذخيرة والصواريخ الاعتراضية فى منظومة الدفاع، بجانب أموال أنفقت على وسائل قتالية والمخابرات، وأيضا تكلفة إعادة تأهيل الجنود المصابين وعائلاتهم طبيا ونفسيا تضاعفت بشكل كبير جدا عما كان عليه فى السابق.

ومع زيادة حجم البطالة فى الكيان، يلاحظ أن هناك ارتفاعا فى الاستهلاك الشخصى للمواطنين فى الكيان، وسبب ذلك أن الحكومة تلقى بأموال كبيرة خاصة على جنود الاحتياط، وهذا يعنى أن هناك كارثة اقتصادية على وشك الحدوث، مع وجود ظاهرة جديدة وهى أن الكثير من المواطنين فى الكيان يهربون أموالهم للخارج.

ويأتى تصريح جالانت، الذى كان يهدد يوميا بإعادة لبنان إلى العصر الحجرى وبقصف بيروت، بأن جيش الكيان جاهز للحرب، ولكنهم مستعدون إلى اتفاق تسوية، ومع ذلك فإن الحوارات التحريضية فى إعلام الكيان لا تتوقف، وأن حزب الله لا يريد الحرب ولكنه يريد الحفاظ على إنجازاته حتى الآن، وأن أى اتفاق سياسى مع حزب الله سيؤدى إلى تفسير أن حزب الله مازال قويا وأنه الذى يقرر ما سيحدث فى هذه الجبهة مع الكيان، وأنه من الممكن أن يكرر ما حدث فى السابع من أكتوبر الماضى.

ومع إطلاق سراح محمد أبو سليمة طبيب الأطفال الفلسطينى مدير مستشفى الشفاء، بدأت معركة ونقاش كبير حول ذلك والسؤال عن سبب إطلاق سراحه من السياسيين والمعارضين ومطالبة جالانت بتوضيح سبب إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء، وادعاء نتنياهو بعدم علمه بذلك الإفراج، وهو الذى يدعى معرفته بكل شيء فى غزة وأنفاقها، أمر بتشكيل فريق للتحقيق فى هوية المعتقلين الغزاويين قبل إطلاق سراحهم، وهو بذلك يعترف بوجود فوضى فى سجون الكيان، وكذلك وجود فوضى فى الاعتقالات، وادعائه بأن قرار إطلاق السراح تم دون علم المستوى السياسى أو قادة الأجهزة الأمنية.

ومع بداية نقاشات حادة بين وزراء الكيان، الذين طلبوا من جالانت توضيحات حول إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء، وتصريح بن غفير بأنه يجب إقالة رئيس جهاز الشاباك وإحضار قيادة جديدة، ومع أنه المسئول الأول عن السجون فى الكيان، فهو يبحث دائما عن متهم آخر حتى وإن كان هو المسئول الأول.

ومن المعارضين أيضا ليبرمان الذى قال إن إطلاق سراح «بن سليمة» هو سقوط أخلاقى وأمنى وقيمى، ولكن عند استشهاد أطباء فى الحرب على غزة وقتل أطباء بسبب التعذيب، ليس من السقوط الأخلاقى.

وفى تصريح لـ جانتس الذى قال إن حكومة نتنياهو لا تستحق إدارة حرب و عليها الاستقالة ولا يمكن لنتنياهو الاستمرار ويجب تبكير موعد الانتخابات، وكذلك لابيد الذى قال إن نتنياهو يقول إنه لا يعرف.. هذا جزء من الفوضى، وهذه الحكومة تدير الحرب بفوضى، والرد الغريب كان من مصلحة السجون والتى قالت لشعب الكيان بأن لا يردوا على هؤلاء السياسيين الذين يتسابقون لمهاجمتنا، وإن كل الادعاءات التى أطلقت كاذبة، وأن قرار الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء اتخذه الجيش والشاباك، وأنها مختصة فقط بتنفيذ الحبس أو الاعتقال.

‏[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • الشركاء الإماراتيون يستعدون لطرد أحيزون من رئاسة إتصالات المغرب بعدما تسبب للشركة في أكبر غرامة في تاريخها
  • عم اللاعب أحمد رفعت: كنا على أمل أن تتحسن حالته
  • الزمالك يتقدم بخالص العزاء لأسرة الراحل أحمد رفعت
  • مصر بتتغير .. ولكن
  • إبراهيم نور الدين يكشف حلًا لأزمة مستحقات الحكام
  • بركات: الأهلي فاتح على الرابع في الدوري
  • إطلاق سراح مدير «الشفاء».. وتبادل الاتهامات!!
  • شهيد جديد من بلدة حولا.. هذا اسمه
  • «القاهرة الإخبارية»: شهيد و3 مصابين في قصف مدفعي إسرائيلي شرقي غزة
  • باسيل: اسرائيل عاجزة عن شن حرب شاملة على لبنان