مدير «الدراسات العربية»: لا يوجد قطب يستطيع أن يمارس نفوذا في الكون كله
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
على عكس كثيرين ممن يرون أن العالم مقبل على مرحلة جديدة متعددة الأقطاب، لا يؤمن الدكتور محمد كمال، أستاذ العلاقات الدولية ومدير معهد البحوث والدراسات العربية، بهذه الفكرة، مشيراً إلى اعتقاده بأن «فكرة القطبية انتهت من العالم، وأن العالم إذا كان سيبنى نظاماً دولياً جديداً فإنه سيكون نظاماً غير قطبى، ولكن قائم على فكرة التعددية».
يوضح «أستاذ العلاقات الدولية» وجهة نظره تلك بشكل أكثر تفصيلاً، مشيراً إلى أن كلمة «قطب» معناها فى النهاية أنه بدلاً من أن يكون هناك قطب واحد أو قطبان، سيكون هناك 5 أو 6 أقطاب، وهذا فى النهاية يهم فقط الدول الكبرى، ولا يهم مصر أو دول الجنوب، وسيكون مجرد اعتراف بمجموعة أخرى من الدول الكبرى، وأنا لا أرى فى ذلك فائدة كبيرة، حسب قوله.
واعتبر «كمال» أن «العالم لم يعد يعمل وفقاً لمنطق الأقطاب، حيث أصبح هناك الآن ما يسمى «دول أو قوى متوسطة» مثل مصر والسعودية والبرازيل والأرجنتين وتركيا، وهذه الدول أحياناً تلعب أدواراً فى مناطقها أهم وأكبر من الأقطاب الكبرى، وأحياناً دول صغيرة تلعب دور قوى كبرى أو أقطاب كبرى، وبالتالى ففكرة أن العالم سيكون متعدد الأقطاب لا معنى لها، وهناك بعض الدول تستخدمها ربما بهدف أن تحصل على مكانة دولية، فالقطب معناه أن دولة تسعى لجذب مجموعة من الدول كى تدور فى فلكها أو فى دائرة نفوذها.
يقترح أستاذ العلاقات الدولية بدلاً من ذلك الحديث عن «نظام جديد قائم على التعددية».. بمعنى وجود تعددية فى القيم، بحيث لا توجد قيم تفرضها دولة على دولة أخرى، ولا يوجد سمو لفكرة معينة لأنها مرتبطة بحضارة معينة، وهنا نطلق على ذلك تعددية القيم.. وهناك كذلك تعددية فى النظم، بمعنى أنه لا يوجد نظام اقتصادى أفضل من نظام اقتصادى آخر، أو يعلو على نظام اقتصادى آخر، ولابد من القبول بفكرة تعددية النظم الاقتصادية، وأيضاً تعددية النُظم السياسية بمعنى أن العبرة فى النهاية هى كفاءة النظام السياسى وقدرته على الحصول على رضاء الشعب أو المواطنين.
وفى المقابل يؤكد «كمال» أن: «العالم الآن لا توجد فيه دولة أو قطب، سواء واحد أو اثنان أو خمسة، تستطيع أن تمارس نفوذاً فى الكون كله، ولكن العالم أصبح مقسماً إلى مناطق: شرق آسيا، الشرق الأوسط، جنوب أفريقيا، أمريكا اللاتينية، وفى كل إقليم ستجد دولة أو دولتين نسميها متوسطة وتلعب دوراً كبيراً جداً، وتقود الإقليم، أو تؤثر سلباً أو إيجاباً على الإقليم، وتلعب دوراً أكبر من القوى الكبرى، وهذا شكل العالم حالياً.
فحسبما يستطرد أستاذ العلاقات الدولية، فإن: العالم حالياً انتهت فيه فكرة القطبية وهو عالم لا قطبى، حيث انتهت القطبية الثنائية ما بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة، وكذلك انتهت القطبية الأحادية بقيادة الولايات المتحدة التى استمرت لفترة محدودة بنهايتها انتهت القطبية، ونحن الآن فى عالم لا قطبى، ولا يمكن أن نقول الآن إن روسيا أو الصين تمارس نفوذاً على الكون كله، مثلما كانت روسيا وأمريكا، أو مثلما كانت أمريكا وحدها بعد ذلك لفترة ما.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان العالم فى ظل الصيغة الجديدة لـ«القوى الإقليمية» سيكون أفضل مما كان عليه فى عصر القطبية الثنائية أو القطب الأوحد؟
قال «كمال»: ليس بالضرورة، ففكرة أفضل فى المطلق انتهت، فالعالم الآن قائم على فكرة التعاون والتنافس فى نفس الوقت، وحتى العلاقات الأمريكية الصينية فيها جزء تنافسى ضخم جداً، ولكن فيها جزءاً تعاونياً ضخماً أيضاً، وهذا لم يكن موجوداً أيام القطبية الثنائية بين أمريكا وروسيا، حيث كان هناك تنافس طول الوقت.
وبالتالى فكل علاقات وتفاعلات الدول الآن ستجد فيها جانباً تنافسياً وجانباً تعاونياً، والمهم التعايش فى هذا الإطار وأن الجانب التنافسى لا يطغى على الجانب التعاونى، وهذا هو الشكل الجديد فى العلاقات الدولية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أمريكا روسيا الصين الحرب بين موسكو وكييف أستاذ العلاقات الدولیة
إقرأ أيضاً:
العراق يعزز مكانته الدولية بعد غيابه عن قائمة الحظر الأمريكية.
17 مارس، 2025
بغداد/المسلة: غياب العراق عن قائمة 43 دولة تدرس إدارة ترامب حظر سفر مواطنيها إلى الولايات المتحدة الأمريكية أثار تساؤلات حول الدلالات السياسية والأمنية لهذا القرار. ويأتي هذا التطور بعد أن كان العراق مدرجًا في قوائم الحظر السابقة خلال ولاية ترامب الأولى عام 2017، مما يعكس تحولًا في طبيعة العلاقات بين البلدين.
وفي العام 2017، أصدر ترامب قرارًا تنفيذيًا بفرض حظر سفر على مواطني 13 دولة، معظمها ذات أغلبية مسلمة، وكان العراق من بينها. وتم تصنيف العراق في “القائمة الصفراء”، التي تعني منحه مهلة لتحسين إجراءات الرقابة على تأشيرات السفر وتبادل البيانات الأمنية مع واشنطن. آنذاك، اعتبر القرار ضربة لعلاقات البلدين، خاصة في ظل التعاون العسكري والأمني بينهما في مكافحة تنظيم داعش.
ويعكس عدم ورود اسم العراق في القوائم الجديدة تحسنًا في العلاقات الثنائية، خاصة في المجال الأمني. وفقًا لتصريحات إدارة ترامب، فإن حذف العراق من القائمة جاء نتيجة لفرضه إجراءات فحص جديدة، مثل زيادة الرقابة على تأشيرات السفر، وتعاونه مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، لا سيما في ما يتعلق بملف تنظيم داعش. هذه الخطوة تُظهر أن بغداد نجحت في تلبية بعض الشروط الأمريكية المتعلقة بالأمن وتبادل المعلومات.
ويُعتبر غياب العراق عن قائمة الحظر مؤشرًا إيجابيًا على استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد، وكذلك تحسن العلاقات مع واشنطن. ومع ذلك، فإن هذا القرار لا يعني بالضرورة انتهاء التوترات بين البلدين، خاصة في ظل التحديات السياسية والأمنية المستمرة في العراق، مثل وجود الميليشيات المسلحة وتدخلات القوى الإقليمية.
ومن المتوقع أن يعزز هذا القرار من مكانة العراق دوليًا، خاصة في ظل الجهود المبذولة لإعادة إعمار البلاد بعد سنوات من الحرب. كما قد يسهم في تحسين صورة العراق كشريك استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة. ومع ذلك، فإن التحديات الأمنية والسياسية الداخلية قد تعيق الاستفادة الكاملة من هذا التطور.
وتضم قائمة الحظر الحمراء احدى عشرة دولة، يُمنع مواطنوها بشكل قاطع من الدخول إلى الولايات المتحدة، ابرزها أفغانستان، وإيران، وليبيا، وكوريا الشمالية، وسوريا، واليمن.
واما البرتقالية، فتضم عشر دول، ستواجه قيودا مشددة على السفر، لكنها لن تُمنع بشكل كامل ابرزها روسيا والباكستان وجنوب السودان وتركمانستان.
واما القائمة الصفراء فتضم اثنتين وعشرين دولة وهذه الدول سيتم منحها ستين يوماً لإصلاح أوجه القصور، وإلا ستُنقل إلى إحدى القوائم الأخرى.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts