تاج.. محاولة متواضعة لفيلم بطل عربي خارق
تاريخ النشر: 4th, August 2023 GMT
لا تزال تجارب تقديم "البطل الخارق" في السينما والدراما المصرية في بداياتها وشهدت محاولات كوميدية سابقة كما في فيلم "أونكل زيزو حبيبي" للفنان محمد صبحي أو مسلسل "الرجل العناب" للثلاثي شيكو وهشام ماجد وأحمد فهمي، والذي أعلن صنّاعه عن تقديم فيلم سينمائي عنه قريبا.
وفي موسم عيد الأضحى الماضي قدم الفنان تامر حسني ما وصفه بأول فيلم "بطل خارق" في السينما العربية، وقالت شركة "سينرجي" المنتجة للفيلم إنها تقدم "أول بطل عربي خارق في السينما العربية بالمواصفات العالمية، وبأحدث طرق التصوير والغرافيكس"، مما رفع توقعات الجمهور بشأن تجربة حقيقية وجادة ومختلفة بعيدا عن المحاولات السابقة التي ركزت على الكوميديا بعيدا عن مواصفات البطل الخارق كما قدمتها السينما العالمية.
بداية من بطولته المشتركة الأولى مع هاني سلامة في "حالة حب" (2004) حقق تامر حسني نجاحا تلو الآخر، ثم قدم مع عبلة كامل فيلمه "سيد العاطفي" (2005) الذي أسس لشخصية الفتى الساخر خفيف الدم، والتي عشق تامر تقديمها في ثلاثية أفلام "عمر وسلمى".
صار تامر من أبرز نجوم شباك التذاكر، حيث حققت أفلامه "البدلة" و"الفلوس" و"بحبك" إيرادات عالية في السنوات الاخيرة، ليستمر في منافسة كبار نجوم السينما المصرية ويفرض نفسه ممثلا له جمهوره كما فرض نفسه مطربا له جمهوره العريض في العالم العربي.
كتب تامر حسني سيناريو فيلمه "تاج" وألّف الموسيقى التصويرية، وطبعا يقوم ببطولته متخليا عن الإخراج الذي خاضه في فيلمه السابق "بحبك"، تاركا المهمة للمخرجة سارة وفيق، فيما تشاركه الفنانة دينا الشربيني البطولة مع هالة فاخر وعمرو عبد الجليل والمطربة ساندي.
يقدم تامر شخصية "تاج" المشرف الاجتماعي الذي يعمل في مدرسة ابتدائية، يحاول أن يثري النظام التعليمي بأفكاره واقتراحاته، ويخفي سرا ما عن نشأته في ملجأ للأيتام حتى يكتشف فجأة بدون مقدمات امتلاكه قدرات خارقة متنوعة يحاول أن يستخدمها في خدمة الناس أحيانا بجدية، وغالبا بطريقة كوميدية مبتذلة.
في البداية لا بد أن يرتبك البطل ذو القدرة الخارقة، لا يعرف كيف يتحكم في قوته الخارقة، يستكشفها شيئا فشيئا، لكنه سرعان ما يقابل شقيقه التوأم هارون الذي يستغل قدراته في الشر، وهنا يبدأ الصراع بين الخير والشر بين الأخ الطيب والأخ الشرير، وكلاهما تامر حسني.
قدرات متنوعةفي أفلام البطل الخارق الغربية غالبا ما يتميز البطل الخارق بصفة مميزة، لكن البطل الخارق في "تاج" يتمتع بعدد غير نهائي من القدرات الخارقة، تاركا المشاهد في حيرة عن هذا البطل الذي يمكنه أن يفعل أي شيء.
يختفي ويظهر، يقفز قفزات خارقة، قدرات عضلية هائلة، طاقة كهربائية تشحن الهواتف المحمولة، الانتقال من مكان إلى آخر، ترويض الحيوانات المفترسة، هو خليط من كل الأبطال الخارقين، فقط ينقصه أن يطير، بل يحاول الطيران بالفعل حتى يثبت لحبيبته أنه قادر على كل شيء.
ذكاء خاصفي حديثه للجزيرة نت يقول الناقد محمود قاسم إن لكل فنان ذكاءه الخاص الذي يساعده على الاستمرار، مؤكدا على نجاح تامر حسني في تقديم دور الفتى الصعلوك خفيف الدم، وهو دائم التلون والتشكل، مما يخلق حالة من الانتظار والتشويق لدى جمهور.
ويقارن قاسم بين مشوار تامر حسني وغيره من المطربين مثل مصطفى قمر الذي لم يستطع الاستمرار رغم نجاحه الكبير في فيلم "حريم كريم" (2005)، وهو العام الذي قدم فيه حسني ثاني بطولاته في فيلم "سيد العاطفي"، فيما استطاع تامر أن يحافظ بذكائه على نجاحه مع تقديم أدوار مختلفة.
جدل بين الجمهوراختلفت الآراء في صفوف الجمهور بين من يرى الفيلم ضعيفا، ولا سيما في مستوى الحوار المنقول من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يرى آخرون أن الهجوم على تامر متعمد من لحظة الإعلان التشويقي للفيلم وحتى قبل عرضه في صالات السينما.
ومع استمرار انتقادات الجمهور لتولي تامر حسني مهام الكتابة إلى جانب التمثيل والتأليف الموسيقى أعلن الشاعر والكاتب أيمن بهجت قمر عن اتفاقه مع حسني على كتابه فيلمه القادم، دون أن يكشف إن كان الأمر يتعلق بجزء ثانٍ من "تاج".
ورغم تحقيق الفيلم إيرادات تجاوزت 40 مليون جنيه مصري في دور العرض المصرية (الدولار يعادل 30.95 جنيها) وملايين الدولارات في الأسواق العربية فإن إيرادات تامر حسني تتراجع في السوق المصري في مقابل منافسيه كريم عبد العزيز وأمير كرارة، مما يمثل جرس إنذار للفنان الذي يسعى للاحتفاظ بمشروعه كممثل بنفس التألق كمطرب.
يحسب لتامر حسني إصراره على النجاح والبحث الدائم عن تقديم الجديد وتعدد مواهبه بين الغناء والتمثيل والتأليف وعدم اعتماده فقط على صوته فقط كمطرب أو جمهوره الذي يستمع لأغانيه، ولكنه مطالب بأن يعيد حساباته ويستعين بفريق من أفضل المواهب من حوله يستمع إليهم ويشاركونه النجاح، فلا أحد ينجح وحده أو على الأقل يستمر في النجاح وحده.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: تامر حسنی فی فیلم
إقرأ أيضاً:
حسني بي لـ«عين ليبيا» يتحدّث عن نتائج رفع سعر الوقود على المواطن: ستزيد إفقار الطبقات الهشة!
تركت الإجراءات الأخيرة التي قام بها مصرف ليبيا المركزي تأثيراتها الواضحة بمختلف القطاعات، حيث كان التأثير الأكبر على المواطن، خاصة الطبقات الهشة، وسط أحاديث عادت للواجهة عن رفع الدعم لا سيما عن الوقود، فما انعكاسات كل ذلك على الاقتصاد؟
وحول ذلك، قال رجل الأعمال “حسني بي”، لشبكة “عين ليبيا”: “إن معرفة الأسباب الحقيقية وراء انهيار الدينار تسلط الضوء على مشكلة رئيسية: الإنفاق العام الذي يتجاوز الإيرادات العامة، مما يؤدي إلى تمويل العجز بواسطة أدوات تمويل نقدية مصدرها مصرف ليبيا المركزي، هذا بدوره يتسبب في انهيار القوة الشرائية للدينار، وارتفاع معدلات التضخم، ما يستدعي تعديل سعر الصرف لاعادة التوازن”.
وقال حسني بي: “في هذه الأيام، تتداول الأخبار حول حزمة من الإجراءات لمعالجة العجز المالي المالي للميزانية وتقليص التمويل النقدي من قبل المركزي لأي عجز، وبين أروقة البرلمان، تتكرر مبادرات مثل فرض ضرائب على مرتبات العاملين الممولة من الخزانة العامة، والمقدرة بـ65 مليار دينار، بغرض توفير 6 مليارات دينار فقط”و الذي كانت معفاة”.
وقال: في حين أن “جميع العاملين، سواء في القطاعات العامة أو الخاصة، بالإضافة إلى أصحاب المهن الحرة، يخضعون بالفعل لضريبة مرتبات تتراوح نسبتها حول 10%، مع إعفاءات بسيطة للمتزوجين ومن لديهم أطفال”.
وأضاف: “الحديث الأكثر تفاعلاً يدور حول إصدار تشريعات للإلغاء التدريجي للدعم، وتشير المقترحات إلى رفع سعر لتر البنزين من 150 درهماً إلى 500 درهم، مما يعني تقليص الدعم من 97% إلى 85%، الهدف هو الحد من الاستغلال والتهريب والسرقات، لكن تأثير ما يتداول محدود، لا يحقق سوى ضغط أكبر على الطبقات الهشة، والعوائد المحققة لا تتعدى ملياري دينار ولا تقلص شيء من التهريب والإهدار”.
وقال: “شخصياً، أعارض أي إلغاء أو تعليق للدعم دون تقديم بدائل نقدية مباشرة وشاملة للمواطن. نموذج البديل النقدي، اعتمدته العديد من الدول، يتمثل في استبدال الدعم السعري بدعم نقدي فوري، يوجه مباشرة إلى المواطن”.
وأضاف: “للأسف، المقترحات الحالية لرفع الدعم السعري الجزئي لن تسهم في تحسين الوضع بل ستزيد الفئات الهشة فقراً”.
وقال حسني بي لشبكة عين ليبيا: “إذا أقرّ مجلس النواب رفع سعر الوقود إلى 500 درهم، فمن الضروري تعويض المواطن نقدياً عن حصته في الدعم، ذلك سيضمن للمواطنين القدرة على شراء حصتهم من الوقود دون أن يتضرروا من ارتفاع الأسعار”.
وأضاف: “باختصار، رفع سعر الوقود دون تعويض نقدي سيؤدي إلى إفقار الطبقات الهشة بشكل أكبر، وهذا أمر مرفوض تماماً”.
وختم بالقول: “الخيار الأفضل يكمن في تنفيذ استبدال نقدي شامل للدعم، مما يسهم في خفض معدلات الفقر، ترشيد الاستهلاك، تقليص فاتورة المحروقات بنسبة 40%، ودعم الدينار، كما أن عمليات التهريب ستتحول من جريمة إلى تصدير شرعي يساهم في النمو الاقتصادي الداخلي”.