وسط تصعيد مع حزب الله.. إسرائيل تشن حملة خفية في سوريا
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
قال 7 مسؤولين ودبلوماسيين إقليميين إن إسرائيل كثفت ضرباتها السرية في سوريا على مواقع للأسلحة وطرق الإمداد وقادة على صلة بإيران، وذلك قبل تهديدها بشن هجوم واسع النطاق على حزب الله اللبناني.
وقالت 3 مصادر إن غارة جوية في الثاني من يونيو/حزيران الجاري تسببت في مقتل 18 شخصا، بينهم مستشار في الحرس الثوري الإيراني، كانت تستهدف موقعا سريا محصنا للأسلحة قرب حلب.
كما ذكرت 4 مصادر أن غارة جوية استهدفت في مايو/أيار الماضي قافلة شاحنات كانت متجهة إلى لبنان وتحمل أجزاء صواريخ، في حين أدى هجوم آخر إلى مقتل عناصر من حزب الله.
وتقصف إسرائيل منذ سنوات جماعات مسلحة متحالفة مع إيران في سوريا وأماكن أخرى، في حملات محدودة تحولت إلى مواجهة مفتوحة بعد أن بدأت حربها العنيفة ضد قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
عشرات الاغتيالاتووفق إحصاء أجراه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فقد قتلت إسرائيل عشرات من قادة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في سوريا منذ بدء الحرب على غزة، فيما اغتالت اثنين فقط منهم العام الماضي قبل العدوان الإسرائيلي على القطاع.
ووصلت المواجهة ذروتها في أبريل/نيسان الماضي عندما قصفت إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق، مما أدى إلى مقتل قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني. وردا على ذلك، أطلقت إيران نحو 300 صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل، أُسقطت كلها تقريبا، ثم هاجمت إسرائيل مجددا الأراضي الإيرانية بطائرات مسيرة.
وتوقفت هذه المواجهة المباشرة عند هذا الحد، وهي الأولى من نوعها بين البلدين.
وقالت سيلين أويسال، وهي دبلوماسية فرنسية منتدبة في معهد واشنطن، إن إسرائيل قلصت لفترة قصيرة ضرباتها ضد الجماعات المتحالفة مع إيران، مستدلة بالإحصاء الذي أجراه المعهد للهجمات المعلن عنها في الأسابيع التي سبقت هذه المواجهة مباشرة والأسابيع التي تلتها.
وأضافت أنه حدث تراجع (في الضربات) بعد المواجهة التي دارت في أبريل/نيسان الماضي، "لكنها تتزايد مرة أخرى بسبب الاشتباه في نقل إيران أسلحة إلى لبنان. هناك تحركات في سوريا ولبنان لتعطيل سلسلة الإمداد بين إيران وحزب الله".
وسرد مسؤولون سوريون لرويترز تفاصيل لم ترد تقارير عنها سابقا فيما يتعلق بأهداف الضربات الإسرائيلية في محيط مدينتي حلب وحمص في الأشهر القليلة الماضية، ومنها هجوم الثاني من يونيو/حزيران الجاري.
وقال جميع من أجرت الوكالة مقابلات معهم، وهم 3 مسؤولين سوريين ومسؤول في الحكومة الإسرائيلية و3 دبلوماسيين غربيين، إن تحركات إسرائيل تشير إلى أنها تستعد لحرب واسعة النطاق على حزب الله في لبنان المتاخمة لسوريا، والتي يمكن أن تبدأ عندما تخفف إسرائيل حملتها العسكرية في غزة.
استهداف قياداتصارت سوريا، الحليفة لإيران منذ زمن بعيد، القناة الرئيسية لإمدادات الأسلحة من طهران إلى حزب الله بعد أن نشرت طهران أفرادا من الجيش والآلاف من القوات شبه العسكرية المتحالفة معها منذ عام 2013 تقريبا لمساعدة نظام الرئيس بشار الأسد في الحرب.
وقال المسؤولون السوريون الثلاثة إن بعض أجزاء الأسلحة يتم تهريبها إلى سوريا، في حين يتم تجميع أجزاء أخرى هناك.
وذكر المسؤولون السوريون والمسؤول الإسرائيلي أن الحملة الإسرائيلية في سوريا تهدف إلى التأكد من أن حزب الله، أكثر الحلفاء ولاء لإيران والركيزة الأساسية في جهود طهران لاستعراض عضلاتها في المنطقة من خلال شبكة الجماعات المسلحة المتحالفة معها، صارت ضعيفة قدر الإمكان قبل بدء أي نوع من القتال.
وأشار المسؤولون السوريون إلى أن مقتل سعيد أبيار، الذي عرفته وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بأنه مستشار للحرس الثوري، في الثاني من يونيو/حزيران الجاري أظهر مدى قدرة إسرائيل على القضاء على قيادات كبيرة واستهداف المعدات حتى مع تجريب إيران لأساليب جديدة لحماية الأسلحة وأجزاء الأسلحة الموجهة إلى حزب الله بما في ذلك نقل تصنيع الأسلحة إلى مواقع خفية أو محصنة بشكل أكبر.
وقال المسؤولون السوريون إن أبيار كان يزور مصنعا لإنتاج الصواريخ تابعا لحزب الله داخل محجر إلى الشرق من مدينة حلب عندما تم استهدافه. وذكر أحد المسؤولين، وهو ضابط مخابرات، أن "المنشأة تقع في منطقة اختيرت لأنها يصعب الوصول إليها ويصعب ضربها".
واتهمت إيران إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم الذي أسفر عن مقتل أبيار، وتعهد قائد الحرس الثوري بالرد. وقال المسؤولون إن الضربة أسفرت عن مقتل 17 آخرين، من بينهم أعضاء جماعات متحالفة مع إيران، وأن هذا هو أول استهداف لقائد في الحرس الثوري منذ أن قصفت إسرائيل القنصلية الإيرانية.
أسلحة ومستودعاتلكن هذا ليس الهجوم الوحيد الذي نفذته منذ ذلك الحين. وقال ضابط المخابرات السوري إن غارة جوية قرب مدينة حمص السورية يوم 29 مايو/أيار الماضي استهدفت مركبة تحمل أجزاء صواريخ موجهة كانت في الطريق من سوريا إلى لبنان، مشيرا إلى أن ضربة أخرى في 20 مايو/أيار الماضي استهدفت أعضاء في حزب الله.
وأضاف أنه قبل الهجوم على القنصلية الإيرانية، أصابت سلسلة من الضربات الجوية في أواخر مارس/آذار الماضي في أنحاء حلب مستودعات لتخزين مواد شديدة الانفجار لرؤوس الصواريخ الحربية.
وقال مسؤول عسكري سوري إن هجمات أخرى استهدفت أنظمة الدفاع الجوي السورية التي منحت في السنوات القليلة الماضية حزب الله وأفرادا من الجيش الإيراني بعض الأمان خلال تحركاتهم، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي "بانتسير" روسية الصنع وقاذفات صواريخ متنقلة يستخدمها الجيش السوري. وقال المسؤول إن ضربات أخرى استهدفت أنظمة رادار للإنذار المبكر.
وأضاف المسؤول أن في بعض الحالات نفذت إسرائيل ضربات حتى قبل أن يتم تركيب المعدات.
وقال المسؤول الحكومي الإسرائيلي إن ما استهدفته إسرائيل كانت أسلحة متطورة مضادة للطائرات وصواريخ ثقيلة وأنظمة توجيه دقيقة للصواريخ.
هل تقلب إسرائيل الموازين؟قفز عدد الهجمات الإسرائيلية في سوريا بشكل كبير بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت أويسال من معهد واشنطن إن إسرائيل نفذت 50 غارة جوية في سوريا خلال الأشهر الستة التي تلت شن الحرب على غزة "وتضمن ذلك هجمات على مطارات حلب والنيرب العسكري ودمشق والمزة العسكري، وهي نقاط رئيسية لنقل الأسلحة. كما كانت مستودعات الأسلحة من بين الأهداف".
وقال ليئور أكرمان من جامعة رايخمان، وهو مسؤول سابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) "من المؤكد أن الهجمات في سوريا توقف تسليم الأسلحة والذخيرة، وتضر بقدرة حزب الله أو إيران على التحرك".
في المقابل، قال المسؤول في حزب الله نواف الموسوي في مارس/آذار الماضي إن الجماعة تواصل "فتح مخازن جديدة (للأسلحة والذخيرة)، ملء المخازن، الإتيان بصواريخ جديدة، صواريخ أكثر دقة، نوعية جديدة من الأسلحة بحرا وبرا وجوا. كل هذا جار على قدم وساق".
وتعليقا على هذه الهجمات في سوريا، قال فرزان ثابت، كبير الباحثين بمعهد جنيف للدراسات العليا والمتخصص في السياسة الخارجية الإيرانية، إن إسرائيل تأثرت بالهجمات عليها من حزب الله وحلفاء إيران في العراق واليمن خلال الحرب على غزة، "لكنها قتلت عددا أكبر من عناصر حزب الله ومن الشخصيات المهمة، ومنهم أعضاء بالحرس الثوري الإيراني في سوريا، وبالتالي فهي خسارة أكبر لحلفاء إيران".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحرس الثوری الإیرانی وقال المسؤول إن إسرائیل غارة جویة فی سوریا حزب الله
إقرأ أيضاً:
واشنطن تمهل إسرائيل 13 يوماً: مساعدات لغزة أو تعليق الأسلحة
تكثف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لتلبية مجموعة من مطالب الولايات المتحدة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة.
وقال مسؤول أمريكي لموقع "أكسيوس" إنه إذا فشلت إسرائيل في تنفيذ المطالب الأمريكية بالكامل بحلول 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، فقد تعلق الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية لإسرائيل - وهي الخطوة التي تجنبتها إدارة بايدن حتى الآن ولكنها تكتسب المزيد من الدعم داخل وزارة الخارجية.
وأضاف المسؤول أن هذه الفترة سيتم خلالها تحديد ما إذا كانت إسرائيل قد أوفت بالتزاماتها تجاه الولايات المتحدة أو إذا كانت قد انتهكت القانون الأمريكي أثناء الحرب في غزة هو أول قرار رئيسي يتعين على إدارة بايدن اتخاذه خلال فترة الانتقال بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، كانت قوات الدفاع الإسرائيلية تنفذ عملية في شمال غزة أدت إلى خفض المساعدات الإنسانية للمنطقة بشكل حاد إلى أدنى مستوياتها منذ بدء الحرب قبل أكثر من عام.
وتقول إسرائيل إن هدف العملية، التي تركز على مدينة جباليا، هو منع حماس من إعادة تجميع صفوفها.
وتقول منظمات الإغاثة إن العملية الإسرائيلية تشبه خطة اقترحها جنرالات إسرائيليون سابقون لإغلاق شمال غزة وتجويع مقاتلي حماس حتى يستسلموا.
وتنفي الحكومة الإسرائيلية وقوات الدفاع الإسرائيلية أنها تنفذ الخطة، لكن المسؤولون الأمريكيون يشككون بشكل متزايد في عملية إسرائيل.
وقال مسؤولون أمريكيون إن بلينكن أثار المطالب في الرسالة خلال اجتماعاته في إسرائيل الأسبوع الماضي.
وقال المسؤولون إن بلينكن عقد منذ ذلك الحين عدة اجتماعات داخلية لمتابعة ما إذا كانت إسرائيل تنفذ طلبات الولايات المتحدة.
كما أثار أوستن المطالب الأمريكية في عدة مكالمات هاتفية حديثة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، بما في ذلك أمس الخميس.
فيما قال مسؤولان إسرائيليان ومسؤولان أمريكيان لوكالة أكسيوس إن مسؤولي وزارة الخارجية عقدوا اجتماعات صعبة ومكالمات هاتفية في الأيام الأخيرة مع نظرائهم الإسرائيليين يطالبونهم ببذل المزيد من الجهد لتنفيذ المطالب.
كما احتج مسؤولون في وزارة الخارجية في محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين على الغارة الجوية الإسرائيلية التي دمرت مبنى سكنياً في شمال غزة وقتلت العشرات من الفلسطينيين، بما في ذلك العديد من الأطفال.
U.S. ramps up pressure on Israel to address Gaza crisis ahead of deadline https://t.co/MfLk6NSG4J
— Axios (@axios) November 1, 2024كما أثاروا مسألة عدم وصول أي مساعدات إلى جباليا وأعربوا عن قلقهم إزاء قانون إسرائيلي جديد من شأنه أن يحد بشكل كبير من عمل المزود الرئيسي للأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في غزة.