هذا ما نعرفه عن مجلس حرب الاحتلال.. ما تأثير خروج غانتس وآيزنكوت؟
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
مع انفراط عقد مجلس حرب الاحتلال، بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، تثار تساؤلات حول ماهية هذا المجلس، وطبيعة الدور الذي يقوم به، والخلافات التي مزقته، في ظل العدوان الوحشي الذي يشنه الاحتلال على غزة، وتكبد الجيش خسائر كبير جراء المقاومة، على الرغم من الدمار الكبير الذي أحدثه في القطاع.
ما هو مجلس الحرب؟
يعد مجلس الحرب، واحدا من الجهات المحصورة بعدد من الأشخاص، لاتخاذ القرارات الخاصة بمسار الحرب، والأعمال العسكرية دون الرجوع إلى الحكومة الموسعة، وتشكل للمرة الأولى، خلال حرب عام 1967، على يد مناحيم بيغن، كما شهدت حرب أكتوبر 1973 مع مصر، تشكيل مجلس حرب.
ويناط بمجلس الحرب، متابعة سير المعارك وإدارة العمليات، والقرارات الصادرة عنه، يوافق عليها الكابينيت الأمني أو الحكومة المصغرة، والمشكلة من كافة الوزارات الأمنية والسيادية، بفعل فرض حالة الطوارئ.
كيف تشكل المجلس؟
مع تنفيذ كتائب القسام، عملية طوفان الأقصى، كان الائتلاف اليميني الحاكم لدى الاحتلال، يتحكم بالمشهد، وكان لزاما تشكيل حكومة طوارئ، بعد إعلان حالة الحرب لدى الاحتلال، وبسبب ضعف العناصر الموجودين في حكومة نتنياهو، والبحث عن شرعيات لدى الولايات المتحدة رغم الدعم السخي المقدم للاحتلال، دخل بيني غانتس وغادي آيزنكوت، المنحدران من قمة الهرم العسكري، إلى حكومة الحرب.
وأعضاء حكومة الحرب هم كل من بنيامين نتنياهو، وبيني غانتس وغادي آيزنكوت بصفة عضو مراقب، مع وجود وزير الحرب يؤآف غالانت، ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر.
في 11 تشرين أول/أكتوبر، قرر نتنياهو تشكيل حكومة الطوارئ أو الحرب، ودخلها بيني غانتس، رئيس أركان الاحتلال السابق، وغادي آيزنكوت الذي شغل المنصب ذاته قبله، وكلاهما من القادة العسكريين ذوي الخبرة الطويلة، أمام وزراء لم يخدموا بالمطلق في جيش الاحتلال، وخبرتهم منعدمة بالشؤون العسكرية مثل ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
تعد حكومة الحرب تشكيلا مؤقتا، ولا تؤثر على حكومة نتنياهو الائتلافية اليمينية، التي تمتلك كابينيت مصغر، لكنها كانت المرتبة الأعلى لبحث القرارات المتعلقة بالحرب، ورغم أن حكومة نتنياهو ستبقى، إلا أن خروج غانتس وآيزنكوت من مجلس الحرب، يعني انسحاب جزء من شريحة إسرائيلية كبيرة، من هذا المسار في ظل قيام غانتس بالهجوم على ما يجري فيه.
ما هي خبرة أعضاء مجلس الحرب؟
بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، ضابط سابق في وحدة سييرت ميتكال، نخبة رئاسة أركان جيش الاحتلال، زعيم حزب الليكود الإسرائيلي.
يؤآف غالانت، جنرال سابق بجيش الاحتلال، قائد للجبهة الجنوبية سابقا، فشل في الحصول على منصب رئيس أركان الجيش، بسبب اتهامات بتجاوزات، عضو في حزب الليكود.
بيني غانتس، قائد أركان جيش الاحتلال الأسبق، قاد الجبهة الشمالية بجيش الاحتلال، وكان المسؤول عن القطاع الشمالي جنوب لبنان، قاد العدوان على قطاع غزة في عامي 2012، و2014، دخل الحياة السياسية بعد تقاعده من الجيش، فشل في إزاحة نتنياهو عن السلطة عبر تحالف انتخابي قبل أعوام.
غادي آيزنكوت، قائد أركان جيش الاحتلال الأسبق، يعرف بأنه صاحب ما يعرف باستراتيجية الضاحية، والتي استخدمت في العدوان على لبنان 2006، وتسبب بدمار واسع في بيروت، تسلم رئاسة الأركان خلفا لبيني غانتس، ويعد أول يهودي من أصل مغربي يتسلم المنصب العسكري الكبير.
رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية، سياسي إسرائيلي، من ولد ونشأ في الولايات المتحدة، ومن أشد المرتبطين بالولايات المتحدة، كان مبعوثا اقتصاديا للاحتلال، لدى أمريكا، وسفيرا للاحتلال لدى واشنطن، وكان رئيس بلدية ميامي بيتش، قبل أن يتخلى عن الجنسية الأمريكية للانخراط في مناصب بـ"إسرائيل".
تفجر الخلافات
كشف خطاب استقالة بيني غانتس مساء الأحد، عن حقيقة الخلافات الموجودة داخل مجلس الحرب، والتي أدت إلى تفككه، وأبرزها يتعلق بشكل الحرب، الذي يريد فيه نتنياهو ما أسماه النصر المطلق، أمام ما رآه غانتس أمرا لا يمكن تحقيقه، عبر إطلاق وصف النصر الحقيقي، دلالة على صعوبة الوضع العسكري في غزة، بعد 8 أشهر على العدوان.
والخلاف الثاني المتفجر، هو إصرار نتنياهو على مواصلة حرب بلا نهاية، وعدم الاكتراث لمسألة الأسرى، ورفض صفقة التبادل، التي طرحتها الولايات المتحدة، فيما أكد غانتس عن أنه يقف مع مبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وألمح إلى تدهور العلاقة مع الولايات المتحدة.
كما كشف خطاب غانتس عن الفشل العسكري والخسائر الكبيرة، حين قدم الاعتذار لما قال إنها ألف عائلة فقدت أبناءها في غزة، إضافة إلى الاعتذار من عائلات الأسرى بسبب الإخفاق في إعادتهم من غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة مجلس الحرب غزة الاحتلال مجلس الحرب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة جیش الاحتلال مجلس الحرب بینی غانتس
إقرأ أيضاً:
رئيس حكومة بنجلاديش: تأثير الأزهر في بلادنا امتد على نطاق واسع منذ زمن
ألقى محمد يونس، رئيس الحكومة المؤقتة لبنجلاديش، والحاصل على جائزة نوبل للسلام عام ٢٠٠٦، اليوم الخميس، محاضرة عامة، من رحاب الأزهر الشريف، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، بحضور أ.د/ سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، ولفيف من قيادات الأزهر والقيادات السياسية والدبلوماسية، وجموع من طلاب بنجلاديش الدارسين في الأزهر الشريف.
وأعرب رئيس حكومة بنجلاديش، عن شعوره بسعادة بالغة لتواجده في رحاب الأزهر الشريف ووسط طلابه وأساتذته، قائلا: «شرف عظيم أن أحضر إلى مؤسسة الأزهر العريقة، فكلما زرت مصر كنت أنظر إلى الأزهر من بعيد، إنها خبرة لا تضاهيها خبرة حصلت عليها من قبل»، مشيدا بتمكن الأزهر ونجاحه في رعاية تلك الأعداد الهائلة من الأكاديميين والطلاب المصريين والوافدين، موجها تحية خاصة لطلاب بنجلاديش الدارسين بالأزهر، قائلا لهم «دراستكم بالأزهر تتيح لكم نظرة ثاقبة على العالم والإنسانية جمعاء».
وقال رئيس حكومة بنجلاديش، "في طفولتي، كان والدي يحكي لي ولإخوتي عن جامعة الأزهر كمرتكز علمي جوهري في الشرق، وليس كمجرد مؤسسة للتعليم العالي؛ وارتحل المئات من منطقتنا إلى هذه المؤسسة العظيمة طلبا للعلم. وبالنسبة لي، تمثل جامعة الأزهر تجسيدًا للاستنارة، والتعاطف، والوئام، والتسامح، والشمول، وهي المفاهيم الجوهرية لدينا نحن المسلمين، وكذلك لدى الإنسانية جمعاء، وفي ذلك يتجاوز الأزهر الحدود التقليدية للدراسات الإسلامية".
وأضاف رئيس حكومة بنجلاديش، "نحن ننظر إلى الأزهر كبوتقة لمذاهب عدة؛ تشمل الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي. ولطالما تمسك الأزهر بقيم العدالة والمساواة والبحث الفكري، والتي جذبت الناس إلى الإسلام في سنواته الأولى، كما سعى إلى إلهام روح البحث خارج نطاق الدين، وتعزيز تلك الروح"، مؤكدا أن تأثير الأزهر في بنجلاديش قد امتد على نطاق واسع منذ زمن بعيد، حين جلب العلماء الذين تخرجوا من الأزهر التصوف إلى بنغلاديش، والذي هو جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي والروحي، قائلا: "حتى يومنا هذا، تحظى آراء علماء الأزهر بتقدير كبير في بنغلاديش، وما تزال تسهم في تشكيل الخطاب الديني والاجتماعي المعاصر".
وتحدث رئيس حكومة بنجلاديش عن تجربته في مساعدة فقراء في بلاده وتوفير المساعدات الإنسانية لهم بشكل مستدام، ومحاولاته لإقناع البنوك والمصارف لإعطاء قروض ميسرة للفقراء وعدم اقتصارها على المستثمرين فقط، داعيا الشباب للتفكير الجاد والبحث عن الحلول والطرق الأقرب لمساعدة الناس والفقراء، مؤكدا أنها مسألة مهمة ينبغي مراعاتها والحرص على تطبيقها، ومسؤولية جسيمة تقع على عاتق الشباب لإحداث التغيير الإيجابي والتقدم المنشود.
وتابع رئيس حكومة بنجلاديش، أنه
حان الوقت لاتخاذ موقع جديد لنا في هذا العالم، في ضوء قيم الإسلام ومبادئه، والتفاعل ثانية مع العالم ونحن متحدون، قائلا: «أتطلع إلى الأزهر لقيادة التحول الضروري في مجتمعاتنا، حيث أن رسالته الجامعة فكريا وأخلاقيا وروحيا يمكن أن تلهم المسلمين في جميع أنحاء العالم وكذلك الإنسانية جمعاء لتبني حضارة متوازنة ومتجانسة»، مؤكدا أننا نعيش في وقت يجب أن تتوجه فيها المساعي البشرية نحو البحث عن العدل والتصالح وعن نظام عالمي مُنصِف تمثل روح التعاطف الإنساني فيه أولوية تتغلب على روح الانتقام والظلم والمنظورات الضيقة للنظام العالمي.
وأكد رئيس حكومة بنجلاديش، أن قتل نحو 45،000 فلسطيني في المجزرة المستمرة في غزة على مدار 14 شهرًا يُعد تذكيرًا مخيفا بمحدودية المعايير والمؤسسات الدولية، قائلا 'لا بد أن نوقف آلام الفلسطينيين ونتكاتف من أجلهم"، موضحا أن المفاهيم المغلوطة تنتشر في كثير من أنحاء العالم، وتتكاثر المعلومات المضللة، وتتفوق الأساطير تتفوق على الحقائق، وأنه غالبًا ما يقع الإسلام والمسلمين ضحايا للتشويه والصور السلبية، وأن كل هذه الأزمات تشير في النهاية إلى أزمة أعمق فيما يتعلق بفهمنا للتعاطف أو للافتقار إليه.
ودعا رئيس حكومة بنجلاديش، إلى التفكير في كيفية تجديد نظام التعليم في العالم الإسلامي، ووضع الأكاديميين والباحثين والمفكرين المسلمين في طليعة الثورة العلمية والتقنية، قائلا:"نحن بحاجة إلى تعزيز التعاون بين دول العالم الإسلامي، وكذلك إلى التفاعل النشط مع الدائرة الأوسع للمعارف العالمية".