مع انفراط عقد مجلس حرب الاحتلال، بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، تثار تساؤلات حول ماهية هذا المجلس، وطبيعة الدور الذي يقوم به، والخلافات التي مزقته، في ظل العدوان الوحشي الذي يشنه الاحتلال على غزة، وتكبد الجيش خسائر كبير جراء المقاومة، على الرغم من الدمار الكبير الذي أحدثه في القطاع.

ما هو مجلس الحرب؟

يعد مجلس الحرب، واحدا من الجهات المحصورة بعدد من الأشخاص، لاتخاذ القرارات الخاصة بمسار الحرب، والأعمال العسكرية دون الرجوع إلى الحكومة الموسعة، وتشكل للمرة الأولى، خلال حرب عام 1967، على يد مناحيم بيغن، كما شهدت حرب أكتوبر 1973 مع  مصر، تشكيل مجلس حرب.



ويناط بمجلس الحرب، متابعة سير المعارك وإدارة العمليات، والقرارات الصادرة عنه، يوافق عليها الكابينيت الأمني أو الحكومة المصغرة، والمشكلة من كافة الوزارات الأمنية والسيادية، بفعل فرض حالة الطوارئ.

كيف تشكل المجلس؟

مع تنفيذ كتائب القسام، عملية طوفان الأقصى، كان الائتلاف اليميني الحاكم لدى الاحتلال، يتحكم بالمشهد، وكان لزاما تشكيل حكومة طوارئ، بعد إعلان حالة الحرب لدى الاحتلال، وبسبب ضعف العناصر الموجودين في حكومة نتنياهو، والبحث عن شرعيات لدى الولايات المتحدة رغم الدعم السخي المقدم للاحتلال، دخل بيني غانتس وغادي آيزنكوت، المنحدران من قمة الهرم العسكري، إلى حكومة الحرب.

وأعضاء حكومة الحرب هم كل من بنيامين نتنياهو، وبيني غانتس وغادي آيزنكوت بصفة عضو مراقب، مع وجود وزير الحرب يؤآف غالانت، ووزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر.



في 11 تشرين أول/أكتوبر، قرر نتنياهو تشكيل حكومة الطوارئ أو الحرب، ودخلها بيني غانتس، رئيس أركان الاحتلال السابق، وغادي آيزنكوت الذي شغل المنصب ذاته قبله، وكلاهما من القادة العسكريين ذوي الخبرة الطويلة، أمام وزراء لم يخدموا بالمطلق في جيش الاحتلال، وخبرتهم منعدمة بالشؤون العسكرية مثل ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

تعد حكومة الحرب تشكيلا مؤقتا، ولا تؤثر على حكومة نتنياهو الائتلافية اليمينية، التي تمتلك كابينيت مصغر، لكنها كانت المرتبة الأعلى لبحث القرارات المتعلقة بالحرب، ورغم أن حكومة نتنياهو ستبقى، إلا أن خروج غانتس وآيزنكوت من مجلس الحرب، يعني انسحاب جزء من شريحة إسرائيلية كبيرة، من هذا المسار في ظل قيام غانتس بالهجوم على ما يجري فيه.

ما هي خبرة أعضاء مجلس الحرب؟


بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، ضابط سابق في وحدة سييرت ميتكال، نخبة رئاسة أركان جيش الاحتلال، زعيم حزب الليكود الإسرائيلي.



يؤآف غالانت، جنرال سابق بجيش الاحتلال، قائد للجبهة الجنوبية سابقا، فشل في الحصول على منصب رئيس أركان الجيش، بسبب اتهامات بتجاوزات، عضو في حزب الليكود.



بيني غانتس، قائد أركان جيش الاحتلال الأسبق، قاد الجبهة الشمالية بجيش الاحتلال، وكان المسؤول عن القطاع الشمالي جنوب لبنان، قاد العدوان على قطاع غزة في عامي 2012، و2014، دخل الحياة السياسية بعد تقاعده من الجيش، فشل في إزاحة نتنياهو عن السلطة عبر تحالف انتخابي قبل أعوام.



غادي آيزنكوت
، قائد أركان جيش الاحتلال الأسبق، يعرف بأنه صاحب ما يعرف باستراتيجية الضاحية، والتي استخدمت في العدوان على لبنان 2006، وتسبب بدمار واسع في بيروت، تسلم رئاسة الأركان خلفا لبيني غانتس، ويعد أول يهودي من أصل مغربي يتسلم المنصب العسكري الكبير.



رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية، سياسي إسرائيلي، من ولد ونشأ في الولايات المتحدة، ومن أشد المرتبطين بالولايات المتحدة، كان مبعوثا اقتصاديا للاحتلال، لدى أمريكا، وسفيرا للاحتلال لدى واشنطن، وكان رئيس بلدية ميامي بيتش، قبل أن يتخلى عن الجنسية الأمريكية للانخراط في مناصب بـ"إسرائيل".



تفجر الخلافات

كشف خطاب استقالة بيني غانتس مساء الأحد، عن حقيقة الخلافات الموجودة داخل مجلس الحرب، والتي أدت إلى تفككه، وأبرزها يتعلق بشكل الحرب، الذي يريد فيه نتنياهو ما أسماه النصر المطلق، أمام ما رآه غانتس أمرا لا يمكن تحقيقه، عبر إطلاق وصف النصر الحقيقي، دلالة على صعوبة الوضع العسكري في غزة، بعد 8 أشهر على العدوان.



والخلاف الثاني المتفجر، هو إصرار نتنياهو على مواصلة حرب بلا نهاية، وعدم الاكتراث لمسألة الأسرى، ورفض صفقة التبادل، التي طرحتها الولايات المتحدة، فيما أكد غانتس عن أنه يقف مع مبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وألمح إلى تدهور العلاقة مع الولايات المتحدة.

كما كشف خطاب غانتس عن الفشل العسكري والخسائر الكبيرة، حين قدم الاعتذار لما قال إنها ألف عائلة فقدت أبناءها في غزة، إضافة إلى الاعتذار من عائلات الأسرى بسبب الإخفاق في إعادتهم من غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة مجلس الحرب غزة الاحتلال مجلس الحرب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة جیش الاحتلال مجلس الحرب بینی غانتس

إقرأ أيضاً:

غانتس: إسرائيل قادرة على مهاجمة إيران.. و"حان وقت التغيير" بالتنسيق مع واشنطن

أطلق بيني غانتس، زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي المعارض، تصريحات نارية أكد خلالها قدرة إسرائيل على مهاجمة إيران، داعيًا إلى تغيير استراتيجي في الشرق الأوسط بالتعاون مع الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب تقارير صحفية أمريكية كشفت عن خطط إسرائيلية كانت تستهدف ضرب المواقع النووية الإيرانية خلال مايو المقبل.

غانتس: النظام الإيراني يماطل.. وإسرائيل جاهزة

وفي منشور له على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، وصف غانتس النظام الإيراني بأنه "خبير في كسب الوقت والمماطلة"، مؤكدًا أن إسرائيل قادرة على توجيه ضربة عسكرية لإيران، إذا اقتضى الأمر.

عاجل:- إسرائيل تتسلم شحنة أسلحة أمريكية ضخمة بعد رفع التجميد عنها.. طائرات نقل عسكرية تهبط بقاعدة نيفاتيم الجيش اللبناني يعلن توقيف مطلقي الصواريخ من جنوب البلاد نحو إسرائيل

ودعا غانتس إلى حشد القوى الإسرائيلية والأميركية لإحداث تغيير جذري في المنطقة، مشددًا على ضرورة التعاون الوثيق مع ما وصفه بـ "الحليف العظيم"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

تقرير "نيويورك تايمز": خطط إسرائيلية لضرب طهران وترامب أوقفها

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد كشفت، استنادًا إلى مصادر مطلعة، أن إسرائيل أعدت بالفعل خطة لضرب مواقع نووية إيرانية في مايو المقبل، إلا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوقف هذه الخطة، مفضّلًا مسار المفاوضات مع طهران.

وأكد التقرير أن البيت الأبيض كان على اطلاع بخطط إسرائيل، وأن بعض المسؤولين الأميركيين أبدوا تفاؤلًا حذرًا إزاء الهجوم المحتمل، إلا أن نائب الرئيس جيه دي فانس، مدعومًا من أطراف أخرى داخل الإدارة، شدد على أن المفاوضات تمثل فرصة نادرة قد تؤتي ثمارها.

وبحسب الصحيفة، فإن مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جون راتكليف التقى في وقت سابق كلًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، لبحث خيارات التعامل مع إيران، بما يشمل عمليات سرية وفرض عقوبات مشددة بدعم أميركي.

تحذير دولي من ضرب المنشآت النووية

في المقابل، حذر رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، معتبرًا ذلك "غير مقبول" وقد يؤدي إلى "تفاقم المشاكل".

وقال غروسي بعد لقائه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في طهران، إن الضربات العسكرية قد تتسبب في تبعات إشعاعية وبيئية خطيرة، بالإضافة إلى احتمال اندلاع حرب شاملة في المنطقة.

مفاوضات مستمرة بين طهران وواشنطن

ورغم التصعيد، تتواصل المساعي الدبلوماسية، حيث عقدت واشنطن وطهران جولة أولى من المحادثات غير المباشرة في مسقط السبت الماضي، ومن المنتظر أن تجرى جولة ثانية السبت المقبل بين كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، ومبعوث ترامب ستيف ويتكوف.

ولا تزال الولايات المتحدة، بقيادة ترامب، تفضل الحلول التفاوضية، لكنها لا تستبعد الخيار العسكري إذا فشلت المباحثات.

سياق إقليمي شديد التوتر

تأتي هذه التطورات في ظل أجواء مشحونة بالمنطقة، وتوتر متصاعد بين إسرائيل وإيران على خلفية الملف النووي، وتصاعد العمليات العسكرية في سوريا ولبنان، بالتوازي مع جهود دولية لتفادي مواجهة مفتوحة قد تهدد استقرار الشرق الأوسط برمته.

تابعونا في تغطية مستمرة لأحدث التطورات السياسية والعسكرية المتعلقة بالملف الإيراني والعلاقات الإسرائيلية-الأميركية.

مقالات مشابهة

  • حكومة غزة: الاحتلال اعتقل أكثر من 4 آلاف فلسطيني منذ بداية الحرب
  • جبارين: نتنياهو يرفض خروج الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة
  • غانتس: إسرائيل قادرة على مهاجمة إيران.. و"حان وقت التغيير" بالتنسيق مع واشنطن
  • ناشطة إسرائيلية: على حكومة نتنياهو أن تجيب عن 4 أسئلة
  • شقيق الأسير الإسرائيلي “أفيناتان أور”: نتنياهو يملك قرار الصفقة والحل هو تنفيذها ووقف الحرب
  • قوات الدعم السريع تعلن قيام حكومة موازية في السودان مع دخول الحرب عامها الثالث  
  • نتنياهو يهدد بالقضاء على حماس من شمال غزة.. نقاتل من أجل وجودنا
  • مشكلة داخل جيش الاحتلال بسبب استمرار نتنياهو في حربه على غزة
  • رئيس اركان جيش الاحتلال الاسبق يجدعو لاعتقال نتنياهو ووقف الحرب في غزة
  • اتساع نطاق الاحتجاجات داخل الكيان ورئيس أركان العدو يحذر حكومة نتنياهو من وجود نقص كبير في الجيش