وَفَدَيْنَـٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ.. قصة إسماعيل والأضحية بالدليل من القرآن والسنة
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
قصة إسماعيل والأضحية.. تعتبر قصة إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام هي واحدة من أعظم القصص التي تتجسد فيها معاني الطاعة والإيمان والتضحية في الإسلام. تتجلى هذه القصة في السياق القرآني والنبوي، وتعد أساس شعيرة الأضحية التي يقوم بها المسلمون خلال عيد الأضحى.
القصة في القرآن الكريمتتجلى قصة النبي إبراهيم وابنه إسماعيل في القرآن الكريم في سورة الصافات.
"فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَآ أَبَتِ فْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُۥ لِلْجَبِينِ * وَنَـٰدَيْنَـٰهُ أَنْ يَـٰٓإِبْرَٰهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّءْيَآ ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلَـٰٓؤُا۟ ٱلْمُبِينُ * وَفَدَيْنَـٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ"** (سورة الصافات: 102-107).
في هذه الآيات، يخبر الله تعالى عن رؤية إبراهيم عليه السلام في المنام بأنه يذبح ابنه إسماعيل. وعندما أخبر إبراهيم ابنه إسماعيل بهذه الرؤية، كان رد إسماعيل مليئًا بالإيمان والصبر، حيث طلب من والده تنفيذ ما أمره الله به، ووعده بأنه سيكون من الصابرين. وعندما امتثل إبراهيم للأمر وتهيأ لتنفيذه، نادى الله إبراهيم بأن رؤياه قد صُدقت، وأنه قد فداه بذبح عظيم.
القصة في السنة النبويةتؤكد السنة النبوية قصة إبراهيم وإسماعيل وأهمية الأضحية. روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
"إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بِكَسْرَى بِيْدَايِهِ وَهُوَ عَلَى الْقَصْبَةِ، وَقَالَ: هَذَا مِنْ سُنَّةِ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ".
هذا الحديث يؤكد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يضحي في عيد الأضحى، مشيرًا إلى أن هذه الشعيرة هي جزء من سنة النبي إبراهيم عليه السلام، مما يوضح أهمية الاقتداء بهذا الفعل النبوي وتأكيد على ارتباط الأضحية بقصة إبراهيم.
معاني القصة وأهميتها1. الطاعة المطلقة لأوامر الله: قصة إبراهيم وإسماعيل تجسد معنى الطاعة الكاملة لله دون تردد. فقد كان إبراهيم مستعدًا لتنفيذ أمر الله حتى لو كان في ذلك ذبح ابنه الوحيد الذي رزق به بعد طول انتظار.
2. الإيمان والصبر: رد إسماعيل على أبيه يعكس مستوى عاليًا من الإيمان والصبر والرضا بأمر الله. هذه القيم تعتبر أساسية في العقيدة الإسلامية.
3. الرحمة والفداء: النهاية السعيدة للقصة، حيث فدى الله إسماعيل بذبح عظيم، تعكس رحمة الله ورأفته بعباده المؤمنين.
وَفَدَيْنَـٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ.. قصة إسماعيل والأضحية بالدليل من القرآن والسنةالأضحية كتطبيق عمليمن خلال الأضحية، يحيي المسلمون ذكرى هذا الحدث العظيم ويجسدون تلك القيم النبيلة في حياتهم. يقوم المسلمون بذبح الأضاحي في عيد الأضحى اتباعًا لسنة النبي إبراهيم واستجابة لأمر الله. تُوزع لحوم الأضاحي على الفقراء والمحتاجين، مما يعزز التكافل الاجتماعي والتضامن بين المسلمين.
خاتمة
قصة إسماعيل والأضحية هي من أعظم القصص التي تحوي معاني عميقة من الطاعة والإيمان والصبر. تمثل الأضحية في الإسلام تذكيرًا دائمًا بهذه القيم وتجسيدًا عمليًا لتعاليم الدين الحنيف. من خلال إحياء هذه الشعيرة، يجدد المسلمون ارتباطهم بإيمانهم وتقاليدهم الدينية، ويعززون الروابط الإنسانية والاجتماعية بينهم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قصة إسماعيل عيد الاضحى فضل الاضحية علیه السلام
إقرأ أيضاً:
هل ثبت عن النبي الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة؟.. الإفتاء توضح
الدعاء بعد التشهد الأخير من أكثر الأسئلة التي يريد كثيرون من مدى صحة حكمها، وهل الدعاء بعد التشهد مأخوذ عن سنة الرسول أم أنها خاطئة حيث إن المعروف أن أفضل مواضع الدعاء في الصلاة يكون في السجود فماذا عن الدعاء بعد التشهد؟.
وفي هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل التسليم سُنة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ مستشهدة بما رُوي أنَّ أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يدعون في صلاتهم بما لم يتعلموه، فلم يُنْكِرْ عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
هل تقبل صلاة المرأة بالبيجامة مع خمار طويل ؟.. الإفتاء ترد
ما حكم وضع اليد على الآية عند قراءة القرآن من المصحف؟.. الإفتاء تجيب
حكم أخذ الطبيب عمولة نظير تحويل المرضى لمركز معين للأشعة.. الإفتاء توضح
حكم التصرف في العربون قبل تسليم المبيع.. الإفتاء توضح
وأضافت الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سأله رجل: «مَا تَقُولُ فِي صَلَاتِك؟» قَالَ: "أَتَشَهَّدُ، ثُمَّ أَسْأَلُ اللهَ الْجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّار" -رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه- فصوَّبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه ذلك من غير أن يكون علَّمه إياه.
وكما استشهدت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، بما جاء عن جُبَيْر بن نُفَيْر أنه سمع أبا الدرداء رضي الله عنه وهو يقول في آخر صلاته وقد فرغ من التشهد: "أَعُوذُ بِاَللهِ مِنْ النِّفَاقِ".
وذكرت أقوال بعض الفقهاء في هذه المسألة ومنهم الإمام النووي الشافعي في "روضة الطالبين" (1/ 256، ط. المكتب الإسلامي) حيث قال: [ويُستَحَبُّ الدعاءُ بعد ذلك أي: الصلاة الإبراهيمية، وله أن يدعو بما شاء من أمر الدنيا والآخرة، وأمور الآخرة أفضل، وعن الشيخ أبي محمد: أنه كان يتردد في مثل: اللهم ارزقني جارية صفتها كذا ويميل إلى المنع وأنه يبطل الصلاة، والصواب الذي عليه الجماهير: جوازُ الجميع، لكن ما ورد في الأخبار أحب من غيره] اهـ.
وقال الإمام أبو البركات الدردير في "الشرح الكبير" (1/ 251، ط. دار الفكر): [ونُدِبَ دعاءٌ بتشهدٍ ثانٍ يعني: تشهد السلام بأيّ صيغةٍ كانت] اهـ.
وقال العلامة الشمس الرملي الشافعي في "نهاية المحتاج" (1/ 532، ط. دار الفكر): [وكذا يُسَنُّ الدُّعاءُ بعدَه أي: التشهد الآخَرِ بما شاء مِن دِينِيٍّ أو دُنيويٍّ] اهـ. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عن السؤال.