ميديا بارت: اليمين المتطرف في إيطاليا يشن حربا على الفقراء
تاريخ النشر: 4th, August 2023 GMT
قال موقع ميديا بارت الفرنسي إن 169 ألف أسرة إيطالية أبلغت عبر الرسائل القصيرة نهاية يوليو/تموز الماضي بإلغاء "دخل المواطنة"، وذلك من أجل توفير 3 مليارات يورو باستبعاد الأشخاص "المؤهلين للتوظيف".
وأضاف الموقع أن هذا القرار يشبه ما جرى تنفيذه في فرنسا، من أجل ممارسة ضغط إضافي على الفئات الأكثر هشاشة لإجبارهم على قبول الوظائف التي يوفرها السوق مهما كانت ظروفهم.
وأوضح الموقع -في تقرير بقلم روماريك غودين- أن الرسائل النصية التي بعثها المعهد الوطني للرعاية الاجتماعية تخبر الأسر أنها لن تحصل بعد الآن على "دخل المواطنة" الذي قُدّم عام 2019، إلا بالنسبة لمن يتمكنون من إثبات "حالة ضائقة اجتماعية قوية"، فسيمدد لهم حتى نهاية العام.
أما بالنسبة لـ88 ألف عائلة مكونة من أفراد يعدّون "قادرين على العمل" فلن يتمكنوا من تلقي هذه المساعدة بعد الآن، والنتيجة أن دخل المواطنة الذي كان يوفر 500 يورو شهريا للشخص سيتوقف نهائيا في يناير/كانون الثاني 2024، وسيُستبدل "ببدل التضمين" الذي سيكون الحصول عليه أكثر صعوبة، ولن يشمل الأشخاص الذين يعدّون "قابلين للتوظيف".
وعد يميني
وكان حزب "إخوة إيطاليا" (حزب رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني) وعد بهذا الإصلاح في الحملة الانتخابية العام الماضي، بعد أن نوقش داخل الائتلاف مع اليمين الليبرالي.
والهدف المعلن من وراء القرار -كما يقول ميديا بارت- هو توفير 3 من أصل 8 مليارات يورو يكلفها دخل المواطنة الذي يرى الناخبون اليمينيون الذين استقطبهم حزب "إخوة إيطاليا" في انتخابات عام 2022 أنه يساعد من يطلقون عليهم مصطلح "ديفانيستي"؛ أي أولئك الذين يقضون وقتهم على الأريكة مستفيدين من المزايا الاجتماعية، مطالبين "بإعادة إيطاليا إلى العمل".
وفي دفاع حزب الرابطة المشارك في الائتلاف الحاكم عن دخل المواطنة، قال رئيسه ماتيو سالفيني إن "كل من لا يستطيع العمل يجب أن يستمر في الحصول على المساعدة، ولكن من يبلغ من العمر 30 عاما وليس لديه معاقون أو قاصرون معالون ويرفض العمل؛ فمن الصواب ألا يدعمه دافعو الضرائب الإيطاليون".
أما متلقو دخل المواطنة -كما يضيف التقرير- فهم في حالة صدمة، وتسبب هذا الإعلان بالنسبة لكثير منهم في يأس حقيقي، وشرحت طالبة (24 عاما) في رسالة إلكترونية إلى صحيفة إيطالية إلى أي مدى سمح لها هذا الإجراء "بالدراسة بكرامة"، مضيفة أن الشعور السائد بالنسبة لها الآن هو أن "الفقر في إيطاليا عيب".
وبالفعل، اقتحم رجل ستيني عاطل عن العمل -بعد تلقيه الرسالة النصية- مبنى البلدية في تيراسيني بمقاطعة باليرمو، وبيده علبة من البنزين وهدد "بحرق كل شيء".
كما نظمت مظاهرة في نابولي للدفاع عن دخل المواطنة أمام مقر حزب جورجيا ميلوني، علما أن جنوب إيطاليا الذي يعاني من البؤس استفاد كثيرا من هذا الإجراء الذي شمل تقريبا واحد من 5 أشخاص في صقلية.
حرب على الفقراء
وفي البرلمان -كما يقول تقرير ميديا بارت- أثار وقع الرسالة والفوضى في الخدمات الاجتماعية لإدارة المرحلة الانتقالية هجمات مضادة من قبل المعارضة، فجاءت أقوى ردات الفعل من قبل حزب "إم 5 إس" الذي ندد زعيمه جوزيبي كونتي -الذي كان رئيس الوزراء الذي قدم دخل المواطنة- بشدة بإجراءات الحكومة.
وشدد كونتي على أن "قرار قطع الدعم عن الجزء الأكثر فقرا من السكان بين عشية وضحاها يثير كارثة معلنة"، قبل أن يثير "حربا على الفقراء بدلا من الفقر الذي يسبب أيضا ضررا لاقتصاد البلاد".
كما أعلن الحزب الديمقراطي (من يسار الوسط) موقفا حازما ومعارضة لإنهاء دخل المواطنة، وقدم مشروع قانون لإقرار حد أدنى للأجور في البلاد، لحماية المستبعدين من دخل المواطنة من الاضطرار إلى قبول أجور الفقر، إلا أن الأغلبية أجلت نقاش مشروعه.
سياسة عنيفةغير أن الملفت في السياسة الاجتماعية لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني -بالنسبة لميديا بارت- هو قربها من السياسة الفرنسية، حيث المنطق السائد للسياسة الاجتماعية هناك هو الضغط على الباحثين عن عمل، وعلى العاملين الأفقر أو الأكبر سنا من خلال التأمين ضد البطالة والمعاشات التقاعدية، وبالتالي خلق ضغط إضافي على الفئات الأكثر ضعفا لإجبارها على قبول الوظائف التي يوفرها السوق مهما كانت ظروفهم.
وأرجع التقرير الأمر إلى ضعف النشاط الاقتصادي في إيطاليا، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي لشبه الجزيرة في الربع الثاني من عام 2023 بنسبة 0.3%، ونما بنسبة 0.6% فقط على أساس سنوي.
وبالتالي لا يوجد حل آخر لضمان خلق الوظائف بمثل هذا النشاط المنخفض سوى تقليل تكلفة العمالة من خلال جعل الأشخاص الذين كانوا غير نشطين حتى الآن يعملون مهما كان الثمن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: میدیا بارت
إقرأ أيضاً:
دعت لتجنب «كابوس إنساني» .. الأمم المتحدة: جنوب السودان لن يتحمل حرباً أخرى
حذر مسؤول أممي من أن اندلاع حرب أخرى يشكل خطرا لا يمكن لجنوب السودان أو للمنطقة ككل تحمله، مشيرا إلى التدهور الحاد في الوضع السياسي والأمني الذي يهدد بتقويض مكاسب السلام التي تحققت في البلاد حتى الآن.
التغيير ـــ وكالات
وأمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء، قال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم إنه حذر سابقا من تصاعد المواجهة بين الطرفين الرئيسيين في اتفاق السلام، مضيفا: “تحولت هذه المواجهة الآن إلى مواجهة عسكرية مباشرة، مما أدى إلى تصاعد التوترات في جميع أنحاء البلاد”.
وكانت الحرب قد اندلعت عام 2013 بين القوات الموالية للرئيس سالفا كير وتلك الموالية لنائبه السابق رياك مشار، لتنتهي باتفاق سلام وُقع عام 2018.
أمام مجلس الأمن ذكـّر المسؤول الأممي بأن هذه المواجهات الاخيرة قد اندلعت شرارتها في ولاية أعالي النيل في مارس عندما سيطر الجيش الأبيض على حامية ناصر التابعة لقوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان، وما تبعها من غارات جوية زُعم أنها استخدمت عبوات تحتوي على وقود حارق، تسببت في خسائر بشرية كبيرة وإصابات بالغة، شملت نساء وأطفالا.
وأضاف أن العاملين في المجال الإنساني يقدرون أن أكثر من 80 ألف شخص قد نزحوا من المنطقة.
وحذر هايسوم الذي يرأس بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان (أونميس) من مزيد من عمليات التعبئة في أعالي النيل، بما في ذلك التجنيد القسري المزعوم للأطفال، فضلا عن نشر قوات أجنبية أوغندية بناء على طلب حكومة جنوب السودان، مما يزيد من مخاوف الناس.
ووُصف اعتقال النائب الأول للرئيس رياك مشار بأنه “دليل جديد على تدني الثقة بين الأطراف الرئيسية”.
تذكير قاتم بنزاعات سابقةووصف الممثل الخاص الوضع بأنه “تذكير قاتم بنزاعات عامي 2013 و2016 التي حصدت أرواح 400 ألف شخص”.
وطلب المسؤول الأممي دعم مجلس الأمن لمعالجة توترات ناصر فورا من خلال الحوار، وحث جميع الأطراف على الالتزام بوقف إطلاق النار واتفاق السلام، والدعوة إلى إطلاق سراح المسؤولين العسكريين والمدنيين المعتقلين أو معاملتهم وفقا للإجراءات القانونية، وتشجيع الطرفين على ضبط النفس ومعالجة خلافاتهم بشكل بناء ومن خلال الحوار العام، ووضع مصالح الشعب في المقام الأول بشكل واضح.
وأشار إلى دور بعثة أونميس في حماية المدنيين، مشددا على أن دورها أصبح أهم الآن من أي وقت مضى. لكنه نبه إلى أن البعثة تواجه قيودا تشغيلية، وخاصة في مواجهة صراع أوسع نطاقا.
كابوس إنساني
إديم ووسورنو، مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أشارت إلى تدهور الوضع الإنساني في البلاد، مذكرة بالتحذير الذي أطلقته العام الماضي في إحاطة سابقة في آب/أغسطس الماضي.
وأضافت: “بعد ثمانية أشهر، تدهور الوضع بشكل كبير، ليتحول إلى ما وصفه الأمين العام مؤخرا بالكابوس الإنساني. وإذا لم يتم تجنب الأزمة السياسية، فسيصبح الكابوس الإنساني واقعا ملموسا بسرعة كبيرة”.
وفصّلت ووسورنو تبعات تصاعد العنف، مسلطة الضوء على أن 9.3 مليون جنوب سوداني – أي ثلاثة أرباع السكان – يحتاجون هذا العام إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، ويُشكّل الأطفال نصف هذا العدد الإجمالي.
وقالت إن ما يقرب من 7.7 مليون شخص يعانون من الجوع الشديد، مضيفة أن 650 ألف طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر سوء التغذية الحاد الوخيم هذا العام.
وأشارت وسورنو إلى قيود الوصول الإنساني، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من مائة حادثة تتعلق بالوصول منذ بداية العام، مشيرة إلى انعدام الأمن والنهب والعوائق البيروقراطية.
تداعيات الصراع في السودانوقالت المسؤولة الأممية كذلك إن “الصراع في السودان الذي دخل عامه الثالث الآن، مازال يؤثر بشكل كبير على جنوب السودان”.
وأفادت بأن أكثر من 1.1 مليون عائد ولاجئ عبروا الحدود. ونبهت إلى أن هذا التدفق غير المسبوق فرض ضغطا هائلا على الخدمات المحلية، وإمدادات الغذاء، والبنية التحتية الهشة، لا سيما في المناطق الحدودية.
وأضافت: “يساورنا قلق بالغ إزاء تأثير ذلك على النساء والفتيات اللاجئات اللاتي يواجهن مخاطر متزايدة من العنف الجنسي ومضاعفات الصحة الإنجابية”.
وحذرت كذلك من استمرار تفشي مرض الكوليرا حيث أصاب المرض 49 ألف شخص وأودى بحياة أكثر من 900 شخص، مضيفة أنه رغم وصول حملات التطعيم إلى 5.2 مليون شخص، فإن خطر التفشي سيتزايد، لا سيما مع بدء موسم الأمطار.
وقالت وسورنو: “يجب اغتنام الفرصة السانحة لتجنب كارثة إنسانية”.
وحذرت من أنه بدون توفير تمويل فوري ومرن، لن يتم التمكن من مواصلة الاستجابة الإنسانية وتوسيع نطاقها بما يتناسب مع الاحتياجات الكبيرة.
وتتطلب خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية لعام 2025 مبلغ 1.7 مليار دولار أمريكي لدعم ما يقرب من 5.4 مليون شخص، مضيفة أن “الأرواح على المحك”.
الوسومالصراع دولة جنوب السودان سلفاكير مشار نيكلاوس هايسوم