كشف رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا رياض مشارقة عن مبادرة من أجل إكمال طلبة كليات الطب في قطاع غزة عامهم الدراسي، وذلك بالتعاون مع الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر في غزة، وإسهامات أطراف أخرى.

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، قال الدكتور مشارقة إن المبادرة تستهدف نحو ألفي طالب من طلبة الطب الذين تقطعت بهم السبل ولم يستطيعوا إكمال دراساتهم نتيجة العدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

أطراف المبادرة

وأشار إلى أن هذه المبادرة تقوم على عدة أطراف متكاملة:

أولا: أكاديمية تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا، التي أنشئت قبل عامين، وتمثل ذراعا علمية لتجمع الأطباء، وتهدف إلى التعليم والتدريب المستمر، ودعم التخصصات الطبية في فلسطين كلها. ثانيا: كليات الطب في غزة، سواء في جامعة الأزهر أو الجامعة الإسلامية، وهما الأساس الذي تقوم عليه هذه المبادرة، حيث ستسند إليهما مهام الإشراف على المنهاج الدراسي والتقييم واعتماد الشهادات الجامعية. ثالثا: الجهات الداعمة، فقد صممت المنصة التعليمية للمبادرة شركة من جنوب أفريقيا مساهمة منها في الوقوف إلى جانب ضحايا العدوان على غزة، وهناك 5 من كليات الطب في أيرلندا أبدت استعدادا للمساهمة في هذا المشروع. رابعا: التطوع، فعند فتح باب المساهمة في هذه المبادرة تطوع أكثر من 250 استشاريا على مستوى أوروبا من أجل تدريس الطلبة وإعدادهم. المنهاج الدراسي

ويشرح رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا المنهاج الدراسي الذي تقوم عليه هذا المبادرة بأن الإدارة في جامعة الأزهر والجامعة الإسلامية هما الركيزة الأساسية والراعي الأول لهذا المشروع كما كانا قبل العدوان على غزة.

وأضاف مشارقة أن المواد الدراسية سيتم وضعها على المنصة المخصصة لذلك، وسيقوم كل طالب بالتسجيل فيها، ويقوم المسؤولون في الجامعات بمتابعة مدى تحصيل كل طالب، وإجراء التقييمات والاختبارات المعتادة، ثم اعتماد الشهادة الجامعية، كما كان يحدث في فترة فيروس كوفيد-19.

وفي ما يتعلق بالجوانب العملية في دراسة الطلبة، قال المتحدث نفسه إن هؤلاء الطلاب تجمعت لديهم خبرة عملية خلال هذه الحرب، إذ كانوا يقومون بكل الأدوار التي يقوم بها الأطباء، "ونحن حرصنا في هذا المشروع على سد كل الفجوات في الجانب العلمي.

تحديات على الطريق

لكن هذا المشروع تواجهه بعض العقبات -كما يراها رياض مشارقة- وتتمثل في ما يلي:

خلال أكثر من 8 أشهر توقفت الحياة كلها في قطاع غزة، ومعها توقفت الدراسة والجامعات وأغلب البنى التحتية التعليمية. ونتيجة لذلك تعطلت الخدمات الصحية، بعد قصف العديد من المستشفيات الجامعات وأماكن تدريس هؤلاء الطلاب. نزوح أغلب الطلبة مع أهليهم أكثر من مرة حسب سير المعارك واستهداف الأحياء المختلفة، وبعض هؤلاء الطلبة خرجوا من القطاع. انعدام متطلبات التعلم من أجهزة حاسوب وإنترنت وكتب دراسية. واستشهاد عدد كبير من الكوادر الطبية الذين بلغ عددهم نحو 500 مع أسرهم.

مصادر التمويل

يتحدث رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا عن عناصر تمويل المبادرة بتفاؤل كبير، ويقول إنها من أهم العوامل التي تساعد في إنجاح المشروع، لا سيما مع الإبداع في التخطيط والدراسة المتأنية، وذكر أن من أهم مصادر التمويل ما يلي:

الأطراف الداعمة للشعب الفلسطيني، خاصة دولة قطر والعديد من الدول العربية والإسلامية التي لها مواقف مشرفة في دعم الشعب الفلسطيني. الجمعيات التي تدرس حاليا تزويد الطلبة بالأجهزة والمعدات اللازمة للعملية التدريسية، وكذلك نقل الطلبة من الخيام وأماكن نزوحهم إلى مراكز الدراسة والمستشفيات. الميزانية المرصودة لهذه المبادرة متواضعة جدا، ولا تحتاج إلى تكاليف عالية، خاصة أنها تستهدف نحو ألفين من طلبة كليات الطب في مراحلهم الدراسية المختلفة. هذا المشروع من المتوقع أن يستمر من 3 إلى 5 سنوات إذا توقفت الحرب الآن، لأن هذا هو الوقت الذي يتوقع أن تحتاجه الدراسة حتى تعود إلى طبيعتها.

مبادرات تعليمية

وعن المبادرات الأخرى التي تستهدف إكمال طلبة الطب دراساتهم، قال الدكتور مشارقة للجزيرة نت إن هناك دولا عدة لديها استعدادات لتقديم منح دراسية لنحو 170 طالبا من الذين هم خارج القطاع حاليا، حتى ينهوا تدريبهم العملي. وأضاف أن من هذه الدول جنوب أفريقيا، وباكستان، والهند، وقطر، ومصر.

وأشار رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا إلى أن هناك محاولات حثيثة تجري في مصر حاليا مع جامعة الأزهر من أجل استيعاب أكبر عدد من الطلبة الغزيين، وذكر أن البيئة التعليمية في الجامعات المصرية هي الأنسب لهؤلاء الطلبة، لأنهم سيكونون في وسط علمي وشعبي يحتضنهم ويتفاعل معهم، وتكلفة المعيشة تظل الأفضل لهم.

يذكر أنه في مارس/آذار الماضي، أجرت الجزيرة نت لقاء خاصة مع الدكتور رياض مشارقة -وهو متخصص في جراحة التجميل- عقب عودته من غزة، حيث كان ضمن عدة وفود أرسلها تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا إلى هناك، نظرا لحاجة القطاع الصحي عقب استهداف المستشفيات والكوادر الطبية، وفي ظل الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمرين حتى اليوم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات کلیات الطب فی هذه المبادرة هذا المشروع

إقرأ أيضاً:

مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة “طريق مكة” من جمهورية إندونيسيا

سورابايا – واس

 غادرت أولى رحلات المستفيدين من مبادرة “طريق مكة” من جمهورية إندونيسيا، اليوم، إلى المملكة عبر صالة المبادرة في مطار جواندا الدولي بمدينة سورابايا، متجهة إلى مطار الأمير عبدالعزيز بن محمد الدولي بمنطقة المدينة المنورة.

 وتهدف مبادرة “طريق مكة” إلى تقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من الدول المستفيدة منها، باستقبالهم وإنهاء إجراءاتهم في بلدانهم بسهولة ويسر، بدءًا من أخذ الخصائص الحيوية وإصدار تأشيرة الحج إلكترونيًّا، مرورًا بإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة، بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة، والانتقال مباشرة إلى الحافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، بمسارات مخصصة، في حين تتولى الجهات الشريكة إيصال أمتعتهم إليها.

 يُذكر أن وزارة الداخلية تنفذ المبادرة في عامها السابع بالتعاون مع وزارات (الخارجية، الصحة، الحج العمرة، الإعلام)، والهيئة العامة للطيران المدني وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، والهيئة العامة للأوقاف، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، والمديرية العامة للجوازات.

مقالات مشابهة

  • مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة “طريق مكة” من جمهورية إندونيسيا
  • خاص| خبير تكنولوجي: مبادرة الرواد الرقميون لدعم التصدير الرقمي وريادة مصر في تكنولوجيا المعلومات
  • منظمة عربية تطلق مبادرة لدعم التعليم في فلسطين
  • مبادرة “الوفاء لحلب” تُطلق جهوداً تطوعية لإعادة إعمار المدينة والأرياف
  • الحكومة: افتتاح 12 جامعة أهلية جديدة العام الدراسي المقبل
  • وزارة الخارجية تتابع واقعة احتجاز طلبة مصريين في الجمهورية القيرغيزية
  • جامعة أسيوط تشهد انطلاق المؤتمر السنوي الثامن عشر لجمعية جنوب مصر للسكر والغدد الصماء
  • مدبولي يتابع جاهزية 12 جامعة أهلية جديدة للعام الدراسي المقبل مع وزير التعليم العالي
  • النيابة العامة في دبي تطلق خطة شاملة لمبادرة الصُلح خير
  • “ياس هيت” تطلق مبادرة وطنية لاكتشاف المواهب في سباقات السيارات