لجريدة عمان:
2024-07-03@12:53:39 GMT

نسوة من المكسيك

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

لا أدري كيف ربط ذهني بين امرأتين في المكسيك؛ هما كلوديا شينباوم (62 عاما) وفريدا كاهلو (1907-1954)، فالأولى فازت في الانتخابات الرئاسية في المكسيك لتصبح أول امرأة تحكم الولايات المتحدة المكسيكية، والثانية الفنانة التشكيلية المشهورة التي حققت شهرتها بسبب أعمالها الفنية وشخصيتها المقاومة لكل أنواع العطب والإعاقة، التي عُرفت كذلك بعلاقتها مع أحد قادة الثورة البلشفية ليون تروتسكي (1879-1940)، مع أن الرابط بين المرأتين لا يتعدى كونهما مكسيكيتين وامرأتين ومنتميتين إلى اليسار المكسيكي، حيث عُرف عن فريدة علاقتها بتروتسكي كما أسلفنا، والثانية عُرفت كيسارية منذ وجودها في الجامعة، قبل أن توصف بأنها الابنة المدللة للرئيس المكسيكي أندرياس مانويل لوبيس أولبرادور (65 عامًا) المعروف اختصارًا بأملو الذي تنتهي ولايته في أكتوبر القادم.

لكن ما علاقتنا نحن العرب بالمكسيك؟ في الحقيقة لا شأن لنا بالمكسيك إلا ما تعنيه مواقفها السياسية بالنسبة للقضية الفلسطينية، وقد كانت كذلك منذ عقود قبل أحداث السابع من أكتوبر، ولكن تهمنا مواقف المكسيك القادمة فيما يتعلق بشأن الدولة الفلسطينية والاعتراف بها كما حصل في العديد من الدول الأوروبية، ونعول على ذلك مع الرئيسة المنتخبة المعروفة بمواقفها المؤيدة للقضايا البيئية. فهل ستنحاز شينباوم المنحدرة من عائلة يهودية إلى قضية الشعب الفلسطيني العادلة، أم ستسير في ركب جارتها الولايات المتحدة؟

ولكن ماذا لو لم تعترف المكسيك بالدولة الفلسطينية على غرار ما أعلنته بعض الدول الأوروبية، وفضلت مراعاة مصالحها في ظل ظروف اقتصادية خانقة ستكون أولى العقبات أمام حكومة شينباوم المنتظرة، فهل سنلوم الغريب إذا تنكر القريب لأبناء جلدته؟ لأن الحقيقة المرة التي علينا الرضوخ لها أننا لم نعد ننتظر موقفًا من الآخرين حيال الحق الفلسطيني؛ لأن العديد من الدول العربية خذلت فلسطين في أكثر من موقف سواء بالتخلي التام عن حقوق الفلسطينيين أو بالتطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني، والتظاهر بالتضامن الصوري عبر البيانات التي لا توقف الظلم عن الشعب الفلسطيني الذي دفع ولا يزال يدفع ثمن حريته.

ولكن يبدو أن فلسطين ستتحرر حينما تتخلى عن وهم التضامن العربي الرسمي أو التعويل على الأنظمة الموالية لسياسة واشنطن والخاضعة لها في حقيقة الأمر؛ فالتضامن العالمي مع القضية الفلسطينية العادلة بدأ يتشكل ويتحرر من الدوائر الرسمية والمؤسسات المرتهنة للسيطرة الصهيونية.

إذن ما الذي يجعلنا نهتم بشأن المكسيك غير تضامنها مع القضية الفلسطينية، إننا نهتم لفوز أي سياسي ذي خلفية يسارية في أي مكان في العالم؛ لأننا ننتظر منه موقفًا سياسيًا يسهم في كبح جماح عجلة النيوليبرالية الساعية إلى تحويل البلدان إلى أسواق لمنتجاتها عبر تقوية الشركات العابرة للحدود والثقافات، حيث تتحكم الشركات في مصائر المجتمعات وتفرض عليها سياساتها؛ فالواقع المعيش يرتهن لقطب سياسي تتحكم في إدارته قوى اقتصادية تسيطر على أذواق البشر، الأمر الذي يتطلب من الدول الوطنية ممارسة سلطاتها التشريعية في حماية مواطنيها من الغزو الاقتصادي ومن الارتهان إلى الشركات العابرة للقارات التي «تُضعف الثقافات القومية والاقتصاديات الثقافية بإضفاء الطابع العالمي عليها»، مثلما كتب الكاتب البريطاني تيري إيجلتون (81 عامًا) في كتابه «فكرة الثقافة». والمثال الحاضر في الأذهان ما عرف بجمهوريات الموز في منطقة الكاريبي وأمريكا الوسطى، التي تتحكم فيها الشركات الأمريكية المصدرة للمواد الغذائية وخاصة الموز.

أما الأمر الآخر الذي يهمنا هنا فهي أمنياتنا للشعب المكسيكي تحت قيادة الرئيسة شينباوم أن تتخلص المكسيك من المشكلات التي تعاني منها مثل الجريمة وتهريب المخدرات والهجرة والتلوث، وهي قضايا نجحت في علاجها الرئيسة حينما انتخبت عميدة للعاصمة مكسيكو سيتي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

حلمي النمنم يثمّن دعم «المتحدة» للقضية الفلسطينية في مهرجان العلمين: موقف وطني

ثمّن الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، قرار الشركة المتحدة بدعم القضية الفلسطينية من خلال تخصيص 60% من أرباح مهرجان العلمين لصالح فلسطين، ورفع علم فلسطين على جميع فعاليات المهرجان الذي ينطلق يوم 11 يوليو الجاري ويستمر لـ6 أسابيع، بالشراكة مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية للعام الثاني على التوالي.

النمنم: الشركة المتحدة شركة وطنية مصرية

وأضاف النمنم لـ«الوطن»، أنّ «المتحدة» شركة وطنية مصرية، ودعم القضية الفلسطينة في مهرجان العلمين هو الموقف الطبيعي والمتوقع من شركة وطنية، لأن القضية الفلسطينية في جانب منها هي قضية مصرية.

وأوضح أنّه منذ وعد بلفور ومن قبل وعد بلفور، يرتبط الشعبين المصري والفلسطيني، بارتباطات الثقافة والحدود الجفرافية والتجاور الجغرافي، والقضايا الممتدة طوال التاريخ، وبالتالي أرى أنّ الخطوة التي اتخذتها الشركة المتحدة إيجابية ويجب تثمينها وتقديرها.

مقالات مشابهة

  • الموقف اليمني بقيادته الشجاعة أربك حساباتهم
  • الجامعة العربية: المقاطعة وسيلة ناجحة ومشروعة لمقاومة الاحتلال
  • الجامعة العربية تؤكد أهمية المقاطعة للاحتلال الإسرائيلي
  • صناعة المكانة الدولية.. الإمارات نموذجاً
  • السوداني: دعم القضية الفلسطينية موقف ثابت للعراق
  • حلمي النمنم يثمّن دعم «المتحدة» للقضية الفلسطينية في مهرجان العلمين: موقف وطني
  • رئيس الوزراء العراقي يجدد موقف بلاده الثابت والمبدئي في دعم القضية الفلسطينية
  • موقف راسخ
  • خبراء يكشفون الأسباب الحقيقية لرفض مصر دخول قواتها مع دول عربية إلى قطاع غزة
  • الكهنوت المالية.. فزاعة الشعوب!