لجريدة عمان:
2024-11-28@03:26:57 GMT

نسوة من المكسيك

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

لا أدري كيف ربط ذهني بين امرأتين في المكسيك؛ هما كلوديا شينباوم (62 عاما) وفريدا كاهلو (1907-1954)، فالأولى فازت في الانتخابات الرئاسية في المكسيك لتصبح أول امرأة تحكم الولايات المتحدة المكسيكية، والثانية الفنانة التشكيلية المشهورة التي حققت شهرتها بسبب أعمالها الفنية وشخصيتها المقاومة لكل أنواع العطب والإعاقة، التي عُرفت كذلك بعلاقتها مع أحد قادة الثورة البلشفية ليون تروتسكي (1879-1940)، مع أن الرابط بين المرأتين لا يتعدى كونهما مكسيكيتين وامرأتين ومنتميتين إلى اليسار المكسيكي، حيث عُرف عن فريدة علاقتها بتروتسكي كما أسلفنا، والثانية عُرفت كيسارية منذ وجودها في الجامعة، قبل أن توصف بأنها الابنة المدللة للرئيس المكسيكي أندرياس مانويل لوبيس أولبرادور (65 عامًا) المعروف اختصارًا بأملو الذي تنتهي ولايته في أكتوبر القادم.

لكن ما علاقتنا نحن العرب بالمكسيك؟ في الحقيقة لا شأن لنا بالمكسيك إلا ما تعنيه مواقفها السياسية بالنسبة للقضية الفلسطينية، وقد كانت كذلك منذ عقود قبل أحداث السابع من أكتوبر، ولكن تهمنا مواقف المكسيك القادمة فيما يتعلق بشأن الدولة الفلسطينية والاعتراف بها كما حصل في العديد من الدول الأوروبية، ونعول على ذلك مع الرئيسة المنتخبة المعروفة بمواقفها المؤيدة للقضايا البيئية. فهل ستنحاز شينباوم المنحدرة من عائلة يهودية إلى قضية الشعب الفلسطيني العادلة، أم ستسير في ركب جارتها الولايات المتحدة؟

ولكن ماذا لو لم تعترف المكسيك بالدولة الفلسطينية على غرار ما أعلنته بعض الدول الأوروبية، وفضلت مراعاة مصالحها في ظل ظروف اقتصادية خانقة ستكون أولى العقبات أمام حكومة شينباوم المنتظرة، فهل سنلوم الغريب إذا تنكر القريب لأبناء جلدته؟ لأن الحقيقة المرة التي علينا الرضوخ لها أننا لم نعد ننتظر موقفًا من الآخرين حيال الحق الفلسطيني؛ لأن العديد من الدول العربية خذلت فلسطين في أكثر من موقف سواء بالتخلي التام عن حقوق الفلسطينيين أو بالتطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني، والتظاهر بالتضامن الصوري عبر البيانات التي لا توقف الظلم عن الشعب الفلسطيني الذي دفع ولا يزال يدفع ثمن حريته.

ولكن يبدو أن فلسطين ستتحرر حينما تتخلى عن وهم التضامن العربي الرسمي أو التعويل على الأنظمة الموالية لسياسة واشنطن والخاضعة لها في حقيقة الأمر؛ فالتضامن العالمي مع القضية الفلسطينية العادلة بدأ يتشكل ويتحرر من الدوائر الرسمية والمؤسسات المرتهنة للسيطرة الصهيونية.

إذن ما الذي يجعلنا نهتم بشأن المكسيك غير تضامنها مع القضية الفلسطينية، إننا نهتم لفوز أي سياسي ذي خلفية يسارية في أي مكان في العالم؛ لأننا ننتظر منه موقفًا سياسيًا يسهم في كبح جماح عجلة النيوليبرالية الساعية إلى تحويل البلدان إلى أسواق لمنتجاتها عبر تقوية الشركات العابرة للحدود والثقافات، حيث تتحكم الشركات في مصائر المجتمعات وتفرض عليها سياساتها؛ فالواقع المعيش يرتهن لقطب سياسي تتحكم في إدارته قوى اقتصادية تسيطر على أذواق البشر، الأمر الذي يتطلب من الدول الوطنية ممارسة سلطاتها التشريعية في حماية مواطنيها من الغزو الاقتصادي ومن الارتهان إلى الشركات العابرة للقارات التي «تُضعف الثقافات القومية والاقتصاديات الثقافية بإضفاء الطابع العالمي عليها»، مثلما كتب الكاتب البريطاني تيري إيجلتون (81 عامًا) في كتابه «فكرة الثقافة». والمثال الحاضر في الأذهان ما عرف بجمهوريات الموز في منطقة الكاريبي وأمريكا الوسطى، التي تتحكم فيها الشركات الأمريكية المصدرة للمواد الغذائية وخاصة الموز.

أما الأمر الآخر الذي يهمنا هنا فهي أمنياتنا للشعب المكسيكي تحت قيادة الرئيسة شينباوم أن تتخلص المكسيك من المشكلات التي تعاني منها مثل الجريمة وتهريب المخدرات والهجرة والتلوث، وهي قضايا نجحت في علاجها الرئيسة حينما انتخبت عميدة للعاصمة مكسيكو سيتي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف الجنسي أو الجسدي حول العالم.. وربما تقتل

"لا عذر".. عنوان حملة أطلقتها الأمم المتحدة، دفاعا عن آلاف النساء اللواتي يفضي بهن العنف إلى الموت، في المجتمعات التي تعيش حروبا وصراعات، للمرأة منها نصيب، مما يستدعي تعزير حملات الدفاع عن حقوق المرأة، بشتى الوسائل.

اعلان

قالت الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني إن سيدة واحدة على الأقل، من بين كل ثلاث سيدات، تعرضت للعنف الجسدي أو الجنسي من شريكها أو من غيره أو منهما معا، مرة واحدة على الأقل في حياتها، على مستوى العالم. ما يعني أن العنف ضد النساء والفتيات يبقى من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا.

وبحسب الأمم المتحدة فإن هناك امرأة تقتل كل عشر دقائق. وهناك نحو 51100 امرأة في عام 2023 لقين مصرعهن جراء تعرضهن لدورة من العنف القائم على النوع الاجتماعي بشكل وحشي على أيدي شركائهن وأفراد أسرهن.

واشتد الأمر في أماكن أخرى كبيئة العمل والمساحات المتاحة على الإنترنت، كما ازداد بسبب الصراعات العديدة وتغير المناخ، حسبما أوردت المؤسسة الأممية.

عبارة لا مزيد من قتل النساء مكتوبة على رسم على جدار منزل في ألمانيا في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة 25 تشرين الثاني نوفمبر 2024Martin Meissner/AP

وأضاف الموقع أن الحل بالصورة العامة، يكمن في التعاطي سريعا مع هذا الملف، ومحاسبة الجناة، وتسريع العمل من خلال وضع الاستراتيجيات الوطنية، وزيادة التمويل لحركات حقوق المرأة.

الأمم المتحدة: الحرب تؤثر على أكثر من 600 مليون امرأة وفتاة حول العالم

يشار إلى أن نسبة انتشار العنف ضد النساء والفتيات تراوح بين 16 و58 في المئة باستخدام التكنلوجيا. وورد أن النساء الأصغر سنًا يتأثرن به بشكل خاص.

وجاء أن جيل الألفية الجديدة، وخصوصا مواليد ما بين عامي 1997 و2012، وكذلك آخر أجيال القرن العشرين، وتحديدا من وُلدوا بين عامي 1981 و1996، هما الجيلان الأكثر تضررًا. حسبما ورد على موقع الأمم المتحدة.

Relatedتأجيل حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال في غزة بسبب "تصاعد العنف" الأمم المتحدة: الحرب تؤثر على أكثر من 600 مليون امرأة وفتاة حول العالمتظاهرات في فرنسا وإيطاليا تنديدًا بالعنف ضد النساء

وجاء أيضا أن سبعين في المئة من النساء يتعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي، في الصراعات والحروب والأزمات الإنسانية. وأن واحدة من كل أربع فتيات مراهقات تتعرض للإساءة من قبل شركائهن.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من هي هاريس التي باتت قاب قوسين من أن تصبح أول امرأة تتولى منصب الرئاسة في أقوى دولة في العالم؟ واقعة صادمة في إيران.. امرأة تتجرّد من ملابسها في إحدى الجامعات! انتهاكٌ لحقوق المرأة الأساسية.. البرلمان الأوروبي يحثّ العراق على رفض تعديلات قانون الأحوال الشخصية مراهقونقتلاعتداء جنسيجريمةحقوق المرأةالعنف ضد المرأةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين بغزة وحزب الله وإسرائيل في تصعيد متواصل يعرض الآن Next واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبين واليابان لمواجهة الخطر الصيني يعرض الآن Next روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا بينما تحاول كييف صد الهجمات الصاروخية يعرض الآن Next هل أصبح الهوى سعوديا في عرف نجوى كرم؟ كلمة أشعلت جدلا بعد تعديل كلمة في أغنية دقوا المهابيج يعرض الآن Next هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم اعلانالاكثر قراءة 2,700 يورو لكل شخص.. إقليم سويسري يوزع فائض الميزانية على السكان ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام الإسرائيلي تسفي كوغان حب وجنس في فيلم" لوف" اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29حزب اللهروسياجنوب لبنانوسائل التواصل الاجتماعي انهيارات أرضية -انزلاقات أرضيةفلاديمير بوتينصاروخقصفتل أبيبإيرانبوليفياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • هنغاريا تنضم إلى الدول الداعمة لمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب
  • وزير شئون القدس: موقف مصر من القضية الفلسطينية والقدس «تاريخي»
  • بعد فوزه في "القاهرة السينمائي" مخرج "أحلام عابرة": موقف المهرجان من دعم القضية الفلسطينية ليس غريبًا على السينما المصرية
  • من هي الدولة العربية التي يُريد لبنان مشاركتها في مراقبة “أي اتّفاق”
  • بغداد.. اعتقال نسوة يتاجرن بالبشر وشخصين أجنبين بالاثار
  • الخارجية الفلسطينية ترحب بقرار استجابة "اليونسكو" العاجلة ضد إغلاق "الأونروا"
  • من ضمنها سيري و شازام… أهم الشركات التي استحوذت عليها آبل عبر السنين
  • الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف الجنسي أو الجسدي حول العالم.. وربما تقتل
  • وزير الخارجية البريطاني يكشف موقف بلاده من اعتقال نتانياهو
  • أستراليا تقترح قانوناً يحظر وسائل التواصل لمن هم دون 16 عاماً.. ما الدول التي تدرس تدابير مماثلة؟